ستكون كأس العالم للسيدات لكرة القدم التي تستضيفها أستراليا ونيوزيلندا -بدءا من الخميس القادم- على موعد جديد في التحكيم يتمثل في شرح قرارات مراجعة حكم الفيديو المساعد "فار" (VAR) (التي عادة تكون حاسمة) في الوقت الفعلي للجمهور بالملعب والمتابعين خلف شاشات التلفاز، وذلك من أجل "المزيد من الشفافية"، حسب رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الدولي للعبة "فيفا" (FIFA).

وسيتم استخدام هذا المفهوم لأول مرة في بطولة كبرى بعدما اختُبِرَ في كأس العالم للأندية للرجال في المغرب هذا العام، وكأس العالم تحت 20 عاما للرجال في الأرجنتين الشهر الماضي.

وقال رئيس لجنة الحكام في "فيفا" الإيطالي بييرلويغي كولينا للصحافيين عشية انطلاق النهائيات التي تستضيفها أستراليا ونيوزيلندا حتى 20 أغسطس/آب القادم؛ إن ردود الفعل حيال هذه التجربة كانت إيجابية، مضيفا "نريد أن نعطي مزيدًا من الشفافية ومزيدًا من التفهم للقرار الذي يتخذه الحكم".

وتابع "لقد تدرب الحكام هنا في سيدني" على استخدام التقنية و"الأمور تسير على ما يرام. نحن واثقون جدا من أن هذه الأداة الجديدة ستكون إيجابية جدا".

pic.twitter.com/o4h0PSURMH

— FIFA Media (@fifamedia) July 18, 2023

ولطالما طالب المشجعون بمزيد من الشفافية بشأن قرارات حكم الفيديو المساعد.

وسيقوم حكام المباريات في نهائيات أستراليا ونيوزيلندا بمراجعة شاشة بجانب الملعب قبل نقل قرارهم وسببه واللاعبين المعنيين بالقرار في وصفٍ موجزٍ للحادث من خلال نظام مخاطبة الجمهور عبر ميكروفون موجود على القميص.

وأقر كولينا بأن الحكام قلقون من مسألة شرح ما حصل باللغة الإنجليزية لأنها ليست اللغة الأم لكثيرين منهم، مما يزيد الضغط عليهم.

وقال في هذا الصدد "في أي شيء هناك إيجابيات وسلبيات. بعدها سنناقش وننظر في ما هو الأفضل للمستقبل".

تكرار تجربة مونديال قطر الناجحة

كما صدرت تعليمات للحكام بالتشدد في مسألة إضاعة الوقت في هذه النهائيات كما حدث (لأول مرة في تاريخ اللعبة) في كأس العالم 2022 في قطر، التي شهدت احتساب الحكام وقتا ضائعا طويلا جدا وغير معتاد في الملاعب، ووصل إلى إضافة 27 دقيقة على شوطي مباراة إنجلترا وإيران بالمجموعة الثانية في الدور الأول، وانتهت بنتيجة كبيرة 6-2 لإنجلترا.

مهدي طارمي يسجل الهدف الثاني لإيران من ركلة جزاء.#قطر2022 | #كأس_العالم_قطر_2022#WorldCupQatar2022 | #Qatar2022 | #FIFAWorldCup pic.twitter.com/8eK6BQNSHc

— beIN SPORTS (@beINSPORTS) November 21, 2022

وكان الوقت الضائع الطويل ظاهرة البطولة، خاصة في مبارياتها الأولى؛ ففي مباراة ويلز وأميركا بالمجموعة الثانية احتسب الحكم القطري عبد الرحمن الجاسم 14 دقيقة وقتا بدلا من الضائع في الشوطين، في حين احتسب حكم مباراة السنغال وهولندا 12 دقيقة، ونجحت التجربة في الحد من تعمد الفرق المتقدمة إضاعة الوقت، وزادت من الوقت الفعلي للعب بشكل غير مسبوق.

وبلغ مجموع الدقائق المحتسبة كوقت بدل ضائع في المباريات الأربع الأولى فقط من مونديال قطر 65 دقيقة، أي أكثر من ساعة، وهو غير مألوف حتى هذه النسخة التي كانت استثنائية في كل شيء حتى التحكيم، إذ تمت الاستعانة بحكمات من السيدات، بل وأدارت الفرنسية ستيفاني فرابار مباراة ألمانيا وكوستاريكا في الجولة الثالثة والأخيرة للمجموعة الخامسة، لتدخل التاريخ كأول حكمة تقود مباراة للرجال في تاريخ كأس العالم.

وأدرجت فرابار والرواندية سليمة موكانسانغا واليابانية يوشيمي ياماشيتا ضمن قائمة 36 حكما اختارهم فيفا لمونديال قطر، في حين تشارك 3 سيدات أخريات بوصفهن حكمات مساعدات.

واختيرت حكمات الساحة الثلاث بالإضافة إلى الحكمات المساعدات، وهن: البرازيلية نويزا باك، والمكسيكية كارين دياس ميدينا، والأميركية كاثرين نيسبيت، في سابقة تاريخية كان هدفها الزج بهن في مسابقات الرجال وخطف الأضواء أكثر من الاستفادة من كفاءتهن في إدارة مباريات المونديال، بدليل أن الاستعانة بهن داخل الميدان تأخرت حتى المباراة رقم 44 في المونديال، ولم تتكرر في البطولة حيث تم الاكتفاء بهن في مهمة الحكم الرابع.

_________________

حكم دولي سابق

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: کأس العالم

إقرأ أيضاً:

المرأة التي أيقظت العالم بطريقتها

"حينما ينام العالم"، هو عنوان لكتاب صدر قبل أسابيع، للمقررة الخاصة للأمم المتحدة حول الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيزي، وصدرت ترجمته إلى الفرنسية، بالتزامن مع صدوره بالإيطالية، وهو تشخيص لما أسمته الكاتبة بـ"إغفاءة العالم"، أو نوعٍ من اللامبالاة، والإخلال في التعاطف مع الفلسطينيين.

غزة ليست شأن الفلسطينيين وحدهم ولكنها امتحان للضمير الإنساني، واختبار للقانون الدولي، وللمؤسسات الدولية، وضرورة وضع حد لهيمنة الأحكام المسبقة، والمَعْبر لمستقبل البشرية، يعيد الأمل بعد اليأس.

العالم تكلس، وينبغي -وفق ألبانيزي- أن يستلهم من الفلسطينيين الدروس: الكرامة رغم المعاناة، والجمال رغم الخراب، والحقيقة رغم التسييج والحصار.

في مستهل الكتاب، تستشهد ألبانيزي بامرأة، كنسية أميركية، أليسا وايز، إذ تقول إن التضامن هو الشكل السياسي للمحبة. تعرف ألبانيزي قضايا الشرق الأوسط، وقضايا الفلسطينيين؛ لأنها كانت مقررة للأمم المتحدة عن الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 2022، واشتغلت قبلها مع وكالة الأونروا، وعرفت ما يتعرض له الفلسطينيون في الضفة من سلب ممتلكاتهم، وحرمانهم وإخضاعهم.

اصطدمت في مسرى مهامها، بسلاح الأحكام المسبقة، والتمثلات، والقراءات المغرضة، وبناء الآخر، ولذلك وظفت في كتابها إدوارد سعيد عن الاستشراق حول بناء الآخر والتمثلات، والسرديات الموجهة، واستنجدت بالمفكر الإيطالي الكبير "أنطونيو غرامشي"، وكيف أن الثقافة تدعم السلطة.

ولذلك استشعرت الحاجة إلى إعادة النظر في السرديات، من أجل أن تكون الشاهد الحق، حسب تعبير لإدوارد سعيد. وكما تقول، مما أترجمه عن النص الفرنسي: " فالحياد لا يعني اللامبالاة، و(النزاهة) تفترض التنقيب بصرامة، ومواجهة الأحداث بالقانون، وقول الحقيقة للسلطة، ولو أزعجت، وفي فلسطين يتعين كشف عدم التوازن بين المحتل، ومن هو ضحية الاحتلال، بين المستعمِر والمستعمَر، وكيف أن عقودا من سلب الحقوق أضحت أمرا طبيعيا من قِبل منتظم دولي عاجز".

إعلان

الرهان أمس كما اليوم، ليس بروفة غائمة وغامضة حول إحلال السلام، بل في احترام القانون الدولي بإنهاء الاحتلال، والمستوطنات، وإيقاف الضم.

ترى ألبانيزي أن السلم ممكن، ولكن وفق شروط، من شأنها أن تجعل المنتظم الدولي يكتشف معنى التضامن، في إطار أسرة واحدة.

اختارت الكاتبة أن تتحدث، بعد هذه المقدمة، من خلال فصول عشرة، عبر أشخاص، التقتهم في مسرى حياتها، ويرتبطون بمأساة الفلسطينيين، وكل فصل يحيل إلى جانب منها.

أول فصل هو عن "مَلك معطر" الفتاة التي التقتها في القسم الثانوي 2010 وأحدث اهتمامها رسوما تعبق بحب الحياة أو شوق الحياة، لكن شوق الحياة لا ينفصل عن الحدث المؤسس الذي يسكن وجدان الفلسطيني ألا وهو النكبة، ولذلك أفردت في الكتاب مقطعا أوليا عن النكبة، قبل أن تقف عند مَلك، من تحمل مأساة الفلسطينيين، وتُعبر عنها برسوماتها، ومنها اختارت رسما لغلاف كتابها.

تختار ثلاثة أصوات فلسطينية من الداخل، منها الطفلة هند ذات الست سنوات، من وُجدت قتيلة في سيارة، عليها آثار 300 قذيفة أثناء الحرب على غزة، وقرب السيارة، سيارة إسعاف، مع مسعفين قتيلين، ومن خلال هند تستحضر وضع طفولة الفلسطينيين، وتذكر ما قالته لها وديعة الفتاة ذات الـ 14 سنة: "الخوف من الموت لا يمنعك من الموت، يمنعك من الحياة".

أبو حسن دليل مدينة القدس، التقته ألبانيزي، هي وزوجها ماكس، منذ أن حلت بالقدس سنة 2010، حيث يأخذهما إلى أوجه الحياة، وأوجه المعاناة، في مخيم بلاطة، وجنين، والمستوطنات، وأزقة القدس، ولكن أكثر ما علمته من الدليل أبو حسن هو الاعتقال، والمعاناة اليومية، والثقل البيروقراطي.

جورج، مهندس فلسطيني من القدس، قدِم من الولايات المتحدة سنة 2000 لكي يسهم في بناء الدولة الفلسطينية، ولكنه لا يستطيع أن يشتغل مع المنظمات غير الحكومية الغربية التي تشترط عليه عدم إثارة الاحتلال، والأبارتيد، ولا يمكنه العمل مع الإسرائيليين، مَن يُبدون مركب استعلاء حيال الفلسطينيين.

"الحياة في القدس، بالنسبة للفلسطينيين، تقول ألبانيزي، هي التعرض للدونية البنيوية التي تفرضها إسرائيل". تتحدد الهوية، في القدس، ليس بين فلسطيني وإسرائيلي، ولكن بين عربي ويهودي.

وتلحظ ألبانيزي الاستحواذ الثقافي، أو تبني الطبخ الفلسطيني، والمزج مع موروثات أوروبا الوسطى، وهو أمر مقبول، وطبيعي، لولا أنه يقترن بالأبارتيد. كيف تأخذ نتاج من ترفضه أصلا، أو تزري به؟

من الضفة الأخرى، أو الشهود الحق، تختار ألبانيزي ألون كونفيو، وهو إسرائيلي إيطالي يُدرّس في الولايات المتحدة، من يختص في تاريخ الإبادات عبر التاريخ. تقف عند إنغريد من تنتصب ضد الأبارتيد، وتعيش في بيت جالا، مع زوجها محمد جاردات.

تستشهد بغسان أبو ستة، وهو طبيب جراح، وُلد بالكويت من أسرة فلسطينية، وزاول الطب في غزة، إلى أن اضطر للمغادرة في 2023، إذ يرى أن الإبادة هي الجانب الظاهر من الجبل الثلجي، وأن هناك ما لا يظهر، من تواطؤ إعلام دولي.

هناك من الشهود الحق إيال ويزمان، وهو مهندس معماري إسرائيلي بريطاني، من يقف على أسلوب القضاء على الآخر، من خلال إخراجه من بيته. غابور ماتي، وهو طبيب نفسي، كندي من أصول هنغارية، يلح على ضرورة حفظ الذاكرة. يرى أن ديانته اليهودية تم توظيفها، باسم أيديولوجية تمييزية. يتولد عن واقع الاحتلال كدمة، ولتجاوزها يلزم الوعي، والتعاطف، ويبقى المهم هو حفظ الذاكرة.

إعلان

والفصل الأخير، عن ماكس، شريك حياة ألبانيزي من عاش معها المغامرة، في القدس، والضفة وغزة، حمل معها عبء أسرة، وشاطرها توجهها.

تُنهي ألبانيزي سردها بأشعار من الشاعر الفلسطيني، رفعت العرعير، من قُتل في غزة في 6 ديسمبر/كانون الأول 2023.

وحين ينام العالم، تقول ألبانيزي: إنه مع اللامبالاة أو سيادة الأحكام المسبقة، يتوجب أن توقظه الشعوب.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • اتحاد الكرة يعلن موعد ولينك سحب تذاكر مونديال 2026
  • U S A وإسبانيا تطلبان خوض وديتين أمام منتخب مصر استعدادا لـ مونديال أمريكا
  • بشرى لـ منتخب مصر .. الحرس الثوري يهدد مشاركة نجم إيران في مونديال أمريكا
  • دبي تحتضن نسخة حصرية للسيدات المحترفات في «عالمية» الترايثلون
  • تطور جديد| رفض مصري إيراني وفيفا يتراجع عن مباراة الفخر بـ المونديال
  • ماسك يؤكد أنه لن يكرر تجربة إدارة الكفاءة الحكومية
  • مونديال العرب وغصة الملحق!
  • إيران تهدد الفيفا بعدم خوض مباراة مصر بـ مونديال 2026| إيه الحكاية
  • من هي المرأة التي أيقظت العالم بموقفها ؟
  • المرأة التي أيقظت العالم بطريقتها