لا نجوم لها.. اكتشافات فلكية مهمة لـمجرات مظلمة
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
أعلن علماء الفلك الراديوي، في وقت سابق من هذا الشهر، أنهم اكتشفوا مجرة لم تتم رؤيتها على الإطلاق، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
ووفقا للصحيفة، فإن المجرة الجديدة هي "سحابة من غاز الهيدروجين تشبه مجرتنا درب التبانة في كثير من النواحي، مثل كتلتها ودورانها، لكنها دون نجوم يمكن تمييزها".
وخلال مؤتمر صحفي على هامش اجتماع للجمعية الفلكية الأميركية في نيو أورليانز ولاية لويزيانا يوم 8 يناير الجاري، قالت كارين أونيل، من مرصد غرين بانك بولاية وست فرجينيا: "ما وجدناه - ربما - هو اكتشاف مجرة بدائية، لم تكن قادرة على تكوين النجوم بسهولة".
وفي ذات الأسبوع، أعلنت مجموعة من علماء الفلك الإسبان بقيادة، ميريا مونتيس، وهي زميلة أبحاث بمعهد جزر الكناري للفيزياء الفلكية، عن اكتشاف مجرة أخرى عديمة النجوم تقريبا، أطلقوا عليها اسم "نوبي" (Nube)، وهي كلمة إسبانية تعني "سحابة".
وقالت مونتيس في بيان أصدره معهد جزر الكناري للفيزياء الفلكية: "بمعرفتنا الحالية، لا نفهم كيف يمكن أن توجد مجرة بهذه الخصائص المتطرفة"، في إشارة إلى مجرة بلا نجوم.
ومع استمرار علماء الفلك بالتعمق في السماء باستخدام التكنولوجيا الحديثة، فإن ما يطلق عليه "المجرات المظلمة" (مجرات بلا نجوم)، بدأت في الظهور بشكل متكرر، مما يشكل تحديا للآراء السائدة منذ فترة طويلة حول تكوين المجرات وتطورها.
و"المجرات المظلمة" هي التي تبقى نجومها متناثرة وخافتة لدرجة أنه لا يمكن تمييز ضوئها، إلا كضباب رقيق وشفاف، وتبدو أنها لا تحتوي على أية نجوم على الإطلاق.
وتقع المجرة المعروفة باسم "J0613+52" على بعد حوالي 270 مليون سنة ضوئية، إذ أنها تسبح وسط ما يعادل ملياري كتلة شمسية من الهيدروجين البدائي الناجم عن الانفجار الكبير، لكن المجرة لا تشكل أي نجوم.
وتأمل الدكتورة أونيل وفريقها في اكتشاف ضوء النجوم المرئي من المجرة غير المرئية "J0613+52"، إذ أن القيام بذلك سيساعدهم على معرفة أنواع النجوم التي تسكن مثل هذه المجرة.
وقالت: "إذا لم نكتشف (النجوم)، فهذا أيضا أمر مثير.. مصطلح المجرة يشير تقليديا إلى مجموعة من النجوم والغاز.. هذا النوع الجديد من الأجسام يفتح الباب أمامنا ويجبرنا على مراجعة مفهوم ماهية المجرة".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
علماء يكشفون غلافاً جوياً لكوكب صخري فائق الحرارة
كشف علماء الفلك عن أوضح دليل حتى الآن على وجود غلاف جوي يحيط بكوكب صخري خارج النظام الشمسي، في اكتشاف يفتح آفاقاً لفهم طبيعة العوالم المتطرفة وتطورها.
وتمكّن فريق بقيادة مؤسسة «Carnegie»، باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة ناسا، من دراسة «TOI-561 b» وهو كوكب صخري شديد الحرارة يدور حول نجمه دورة كاملة خلال 10.56 ساعة فقط.
ويعد وجود الغلاف الجوي المفاجئ لهذا الكوكب تحدياً كبيراً للفرضيات القديمة حول كيفية تطور الكواكب الصغيرة شديدة الحرارة، والتي كانت تشير إلى أنها تفقد غلافها الجوي بسرعة بعد تشكلها.
ويبلغ حجم «TOI-561 b» نحو ضعف حجم الأرض تقريباً، لكنه يختلف عنها تماماً، فهو يدور على مسافة قريبة جداً من نجمه، تعادل عُشر المسافة بين عطارد والشمس، ما يجعل أحد جانبيه مضاء دائماً ولا يغيب عنه ضوء النهار أبداً.
وكان من المتوقع أن يفقد كوكب صغير وحار كهذا غلافه الجوي سريعاً.
وأوضحت نيكول والاك، المعدة المشاركة في دراسة نشرتها مجلة رسائل الفيزياء الفلكية: «استناداً إلى ما نعرفه عن الأنظمة الأخرى، كان يُعتقد أن مثل هذا الكوكب صغير جداً وحار جداً بحيث لا يستطيع الاحتفاظ بغلافه الجوي لفترة طويلة بعد تكوّنه».
وأضافت: «لكن هذه الملاحظات تقلب المفاهيم السائدة حول الكواكب ذات الدورات المدارية القصيرة جداً رأساً على عقب».
ورغم أن نجم الكوكب أقدم بكثير من الشمس، إلا أن الغلاف الجوي للكوكب يبدو سليماً، وهو ما يعزى جزئياً إلى انخفاض كثافته مقارنة بالأرض، لكنه لا يصنف ضمن الكواكب الكبيرة الغازية المنتفخة المعروفة باسم «الانتفاخ العملاق».
ودرس الفريق ما إذا كانت الكثافة المنخفضة للكوكب ناتجة عن نواة حديدية صغيرة ووشاح أخف وزناً، وهو ما يتوافق مع خصائص النجم المضيف.
وأوضحت المعدة الرئيسية جوانا تيسكي أن «TOI-561 b» يتميز عن غيره من الكواكب ذات الدورات المدارية القصيرة جداً بأنه يدور حول نجم قديم جداً وفقير بالحديد.
ورجح العلماء أن يكون الكوكب تشكّل في بيئة كيميائية مختلفة عن بيئة الكواكب في نظامنا الشمسي، ما يجعله نافذة محتملة لفهم تكوين الكواكب في بدايات الكون، لكن التركيب الداخلي وحده لا يفسر جميع الملاحظات، إذ اشتبه الفريق في أن غلافاً جوياً كثيفاً يجعل الكوكب يبدو أكبر حجماً وأقل كثافة.
وساعد جهاز «NIRSpec» على متن تلسكوب جيمس ويب في اختبار هذه الفكرة، من خلال قياس حرارة الجانب النهاري للكوكب أثناء الكسوف الثانوي، وكان من المتوقع أن تصل الحرارة، في حال كان السطح صخرياً مكشوفاً، إلى حوالي 4900 درجة فهرنهايت (2700 درجة مئوية)، بينما أظهرت القياسات الفعلية حرارة تقارب 3200 درجة فقط (1760 درجة مئوية)، ما يشير إلى وجود إعادة توزيع نشطة للحرارة.
واستكشف الفريق عدة سيناريوهات، مثل وجود محيط من الصهارة أو طبقة رقيقة من بخار الصخور، لكنّ أياً منها لم يتوافق مع البيانات.
وخلص الفريق إلى أن وجود غلاف جوي كثيف هو التفسير الوحيد للتبريد الملحوظ.
وأوضحت المعدة المشاركة، أنجالي بيّيت: «تبرّد الرياح القوية الجانب النهاري للكوكب بنقل الحرارة إلى الجانب الليلي، كما تمتص غازات مثل بخار الماء الضوء قبل أن يتسرب».
وأضافت أن السحب الساطعة قد تعكس ضوء النجوم، ما يسهم في تبريد الكوكب، ومع ذلك، لا يزال العلماء يجهلون كيف يتمكن الكوكب من الاحتفاظ بالغلاف الجوي تحت هذا الإشعاع المكثف.
المصدر: وام