اتخاذ نهج تعددي لمعالجة مخاطر تحيّز الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
أبوظبي: «الخليج»
أصدر «مركز تريندز للبحوث والاستشارات» دراسة جديدة تتناول التحديات المرتبطة بالتمييز الخوارزمي، تضيء على ضرورة اتخاذ نهج متعدد الأوجه لمعالجة مخاطر التحيز في الذكاء الاصطناعي، بدءاً من فحص دقيق لمجموعات البيانات المستخدمة في تدريب الخوارزميات، وصولاً إلى وضع حوكمة قانونية وأخلاقية سليمة.
وبينت الدراسة التي حملت عنوان «الذكاء الاصطناعي غير المتحيز.. معالجة التمييز في الخوارزميات»، وأعدتها الباحثة نورة المزروعي، رئيسة قسم الذكاء الاصطناعي والدراسات المستقبلية، أن الذكاء الاصطناعي يسهم في تحويل مجالات عدّة من حياتنا، لكن ظهور التمييز الخوارزمي، يهدد مبادئ العدالة والمساواة؛ إذ تعزز أنظمة الذكاء الاصطناعي في بعض الأحيان التحيّز والممارسات التمييزية، ما يؤدي إلى معاملة غير متكافئة بين مختلف الفئات المجتمعية.
وتضيء الدراسة على جوانب متعددة للذكاء الاصطناعي غير المتحيّز، وتطرح تساؤلات مهمة، مثل كيف يُعرّف التمييز الخوارزمي؟ وكيف يكتشف؟ وما المخاطر الاجتماعية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي المتحيز؟ وكيف تضيء الحالات الأخيرة على مسألة عدالة الذكاء الاصطناعي؟ وما التحديات التقنية في تطوير خوارزميات غير متحيزة؟ وكيف يسهم جمع البيانات ومعالجتها في تعزيز التحيز؟ وما دور الأطر القانونية والأخلاقية في تأصيل أو منع التحيز؟ وما الأساليب التي يجري تطويرها للكشف عن التحيز والتخفيف منه؟ وكيف يمكن للتنوع في فرق تطوير الذكاء الاصطناعي تقليل مخاطر التمييز؟ وما توقعات مستقبل الذكاء الاصطناعي غير المتحيّز وتأثيره في المجتمع؟
وتوفر الدراسة معلومات قيمة عن كيفية إنشاء أنظمة ذكاء اصطناعي عادلة وشفافة وأخلاقية، وتؤكد ضرورة اتباع نهج متعدد الأوجه يعالج مخاطر التحيّز في كل مراحل تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي، بدءاً من فحص دقيق لمجموعات البيانات المستخدمة في تدريب الخوارزميات، وصولاً إلى وضع حوكمة قانونية وأخلاقية سليمة.
كما تضيء على أهمية العمل المشترك لتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي تخدم البشرية بلا تحيز أو تمييز.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الذكاء الاصطناعي تريندز الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يتنبأ بسكر الدم!
في خطوة رائدة نحو تحسين إدارة مرض السكري، أعلنت شركتا IBM وRoche عن تطوير حل ذكي مشترك يُعالج واحدة من أكثر التحديات الصحية تعقيدًا: العبء اليومي المستمر لمراقبة مستويات السكر في الدم.
جاءت النتيجة على شكل تطبيق مبتكر يحمل اسم Accu-Chek SmartGuide Predict، يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بمستويات الجلوكوز قبل حدوث التغييرات المفاجئة، ما يمنح المستخدمين فرصة استباق الأحداث واتخاذ قرارات صحية مبنية على التوقع لا رد الفعل.
تنبؤ بسكر الدم... كما تتنبأ بالأحوال الجوية
يأخذ التطبيق مفهوم مراقبة السكري إلى بُعد جديد، إذ لا يكتفي بإظهار مستوى السكر الحالي، بل يرسم خريطة لتوجهاته المستقبلية. تمامًا كما تعتمد على نشرة الطقس لتخطط ليومك، يمكنك الآن الاعتماد على هذا التطبيق للتخطيط لمستويات سكر في الدم خلال الساعات المقبلة.
ويعمل التطبيق بالتكامل مع جهاز الاستشعار المستمر للجلوكوز من Roche، حيث يعالج البيانات لحظيًا باستخدام الذكاء الاصطناعي، ليمنح المستخدم رؤى دقيقة تساعده على تفادي التقلبات المفاجئة والخطيرة في مستويات الجلوكوز.
ثلاث ميزات رئيسية تحدث فرقًا حقيقيًا
يمتاز تطبيق SmartGuide Predict بثلاث وظائف رئيسية، كل منها يستهدف قلقًا شائعًا لدى مرضى السكري:
* Glucose Predict: ميزة تعرض تصورًا لمسار مستوى الجلوكوز خلال الساعتين المقبلتين، ما يمنح المستخدم وقتًا كافيًا لتعديل نظامه الغذائي أو أخذ جرعة إنسولين وقائية.
* Low Glucose Predict: بمثابة نظام إنذار مبكر، ينبّه المستخدم باحتمال حدوث انخفاض حاد في السكر قبل 30 دقيقة تقريبًا من وقوعه—وقت كافٍ لاتخاذ إجراء تصحيحي سريع.
* Night Low Predict: خاصية تُعد الأهم لكثير من المرضى، إذ تتنبأ بخطر انخفاض السكر أثناء النوم وهو أكثر الأوقات خطورة. التطبيق يقيم المخاطر قبل النوم ويقترح ما إذا كانت وجبة خفيفة ليلية ضرورية.
يقول موريتز هارتمان، رئيس قسم حلول المعلومات في شركة Roche: «من خلال تسخير قوة التكنولوجيا التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يمكن لتطبيق Accu-Chek SmartGuide Predict أن يمنح مرضى السكري قدرة أكبر على اتخاذ قرارات استباقية لإدارة حالتهم الصحية بثقة ووعي».
الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل أبحاث السكري
تتجاوز فوائد التعاون بين IBM وRoche الجانب العلاجي، لتصل إلى مجال الأبحاث السريرية. فقد طوّرت الشركتان أداة ذكية مدعومة بمنصة watsonx من IBM، تعيد تعريف كيفية تحليل البيانات في التجارب السريرية.
بدلًا من العمليات اليدوية البطيئة، تقوم الأداة الجديدة برقمنة وتصنيف وترجمة البيانات السريرية المجهولة الهوية، وربطها تلقائيًا بمعلومات أجهزة مراقبة السكر ونمط حياة المشاركين في الدراسة.
والحصيلة؟ اكتشاف أنماط وارتباطات دقيقة في وقت قياسي ما يمكن أن يُحدث نقلة نوعية في فهم المرض وتطوير أساليب العلاج، وربما يكون أكثر تأثيرًا على المدى البعيد من التطبيق ذاته.
تحالف فريد بين التكنولوجيا والصحة
يجمع هذا التعاون بين قوتين من عالمين مختلفين: خبرة IBM التقنية والذكاء الاصطناعي من جهة، وخبرة Roche في علوم الحياة والرعاية الصحية من جهة أخرى. وهو نموذج ناجح لتكامل الصناعات لخدمة احتياجات صحية حقيقية.
يقول هارتمان: «شراكتنا طويلة الأمد مع IBM تعكس الإمكانات الكبيرة للابتكار بين الصناعات في تقديم حلول فعّالة لاحتياجات صحية غير ملبّاة، وتسريع الوصول إلى نتائج علاجية أفضل».
وأضاف كريستيان كيلر، المدير العام لـIBM في سويسرا: «التعاون مع Roche يُبرهن على قوة الذكاء الاصطناعي عندما يُستخدم لهدف واضح: دعم المرضى في إدارة حالاتهم بشكل أفضل. نحن نوفر بيئة تقنية موثوقة، آمنة، ومخصصة تُعزز الابتكار في مجال الرعاية الصحية».
دلالات الابتكار لمستقبل التكنولوجيا الصحية؟
بعد سنوات من متابعة التكنولوجيا الصحية، يمكن القول إن هذه الشراكة مختلفة. فهي لا تقدم وعودًا فضفاضة، بل تركز على حل واضح وملموس لمشكلة تؤثر على أكثر من 590 مليون شخص حول العالم يعيشون مع مرض السكري.
إنّ التحول من الإدارة التفاعلية إلى الإدارة التنبؤية لا يُعد مجرد تحسين، بل تغيير في قواعد اللعبة. فبدلًا من انتظار المشكلة، أصبح بالإمكان توقعها ومنعها. الذكاء الاصطناعي هنا لا يستبدل الإنسان، بل يزوّده بالمعلومة في الوقت المناسب ليحسن اتخاذ القرار.
التطبيق متاح حاليًا فقط في سويسرا، وهي خطوة مدروسة لاختبار فعالية النظام قبل تعميمه عالميًا. ومن المتوقع أن يتابعه قطاع الرعاية الصحية عن كثب.
إذا أثبتت هذه التجربة نجاحها، فقد تفتح الباب أمام حلول مشابهة لأمراض مزمنة أخرى، مثل أمراض القلب، الربو، أو حتى اضطرابات الجهاز العصبي كمرض باركنسون.
وفي الوقت الراهن، يبقى الهدف الأساسي هو منح مرضى السكري القدرة على عيش حياة أكثر راحة واستقرارًا حتى أثناء نومهم. وهو هدف إنساني نبيل، يستحق أن يُسخّر له الذكاء الاصطناعي بكل إمكاناته.