خبراء: العدوان الإسرائيلي يدمر اقتصاد جنين ونابلس
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
ناقش خبراء ومحللون الأثر الاقتصادي للعدوان الإسرائيلي على مدينتي جنين ونابلس، وبحثوا سياسات التصدي والتكافل المطلوبة، في جلسة تشاورية خاصة استضافها معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني (ماس) بعنوان "الأثر الاقتصادي للعدوان الإسرائيلي على جنين ونابلس.. سياسات التصدي والتكافل المطلوبة".
وتحدث مختصون في مقر المعهد وعبر تطبيق "زوم"، وتطرق النقاش إلى التداعيات الاقتصادية للعدوان الإسرائيلي، وقدم الباحثان في "ماس" أحمد علاونة وصبري يعاقبة رؤيتيهما في الموضوع، إلى جانب مداخلات من رئيس غرفة تجارة وصناعة جنين عمار أبو بكر، وأمين سر غرفة تجارة وصناعة نابلس إياد الكردي، وممثلة بلدية حوارة رنا أبو هنية.
وأكد المدير العام لـ"ماس" رجاء الخالدي على أهمية البحث في الحقائق الاقتصادية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي، التي لا تقتصر على جنين ونابلس بل تمتد إلى كافة المحافظات الفلسطينية. وشدد الخالدي على ضرورة وجود آراء ومطالب واضحة من المشاركين لصياغة توصيات سياسية لصناع القرار.
وأوضح أن ماس أنجزت 10 ملخصات اقتصادية تشخيصية وتحليلية حول تداعيات العدوان الإسرائيلي على كل من قطاع غزة والضفة الغربية، وفق تقرير حصلت الجزيرة نت على نسخة منه.
أرقام حرجةوشهدت مدينة جنين ومخيمها أعنف حملة عسكرية في يوليو/تموز 2023 ومنذ عام 2002 في الضفة الغربية. وبلغت الخسائر الاقتصادية ما بين 18 و20 مليون دولار، منها 12 مليون دولار أضرارا في المباني الخاصة والعامة، و5 ملايين دولار في شبكة الطرق، و3 ملايين دولار في البنية التحتية وشبكة المياه، كما أن ما يقرب من 80% من مباني المخيم تعرضت لأضرار كاملة أو جزئية.
ودمرت شبكات المياه والكهرباء بشكل شبه كامل، وتم استهداف 3 مستشفيات، ونزح آلاف المواطنين داخل المدينة، في حين توقفت حركة الصناعة والتجارة والخدمات. بالإضافة إلى ذلك، مُنع دخول البضائع بسبب إغلاق حاجز الجلمة.
ومنذ بداية العدوان على قطاع غزة، استمرت الخسائر الاقتصادية في التصاعد، مما أدى إلى ضعف القدرة الشرائية للمواطنين، لتضيف إلى خسائر جنين الشهرية نحو 24 مليون دولار.
كما واجهت مدينة نابلس، التي تعتبر العاصمة الاقتصادية لشمال الضفة الغربية، تراجعا كبيرا في مختلف الأنشطة الاقتصادية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وشهدت المدينة التي تعج عادة بالمتسوقين والزوار، تراجعا في عدد الزوار يوميا من 100 ألف إلى 15 ألف زائر. وتحولت جامعة النجاح الوطنية إلى التعليم عن بعد، مما أثر على نحو 25 ألف طالب وطالبة.
وعانت المنشآت الاقتصادية في المدينة من تراجع في القدرة الشرائية بنسبة 90%، في حين شهدت 96% منها انخفاضا في المبيعات والإيرادات الشهرية. كما شهدت نحو 85% من المنشآت الصناعية تراجعا في القدرة الإنتاجية، وتعرضت نحو 8% لأضرار مباشرة نتيجة اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال.
وفي حوارة، انخفضت القدرة الشرائية إلى 85%، وارتفعت السلع التالفة إلى 80%، وانخفضت الإيرادات الشهرية بنسبة 80%. وسلطت رنا أبو هنية الضوء على محنة حوارة التي تعاني من التجاوزات الاستيطانية منذ عام 2019، مما أدى إلى مصادرة الأراضي وتدمير المنازل والمحلات التجارية. ومع بداية العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أغلق ما يقارب 450 متجرا أبوابه، ومُنع الزوار من دخول البلدة.
دعوة لتدخلات عاجلةوشدد المشاركون على ضرورة تضافر الجهود لتقليل الأثر الاقتصادي على المدينتين، داعين إلى تبني إستراتيجيات لإعادة الإعمار في جنين على وجه الخصوص.
كما أكد المتحدثون أن هذه المدن ليست وحدها التي تواجه حملة شرسة للاحتلال، بل تطال الحملة كافة المحافظات الفلسطينية. وشدد المشاركون على ضرورة التدخلات العاجلة، وخاصة من الحكومة الفلسطينية. وتم اقتراح إنشاء صندوق وطني للتعويضات كحل محتمل للتخفيف من حدة الأزمة والتخفيف من تأثيرها السلبي على المواطنين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: العدوان الإسرائیلی جنین ونابلس
إقرأ أيضاً:
129 يوما من العدوان الإسرائيلي المتواصل على طولكرم ومخيمها
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ129 على التوالي، ولليوم الـ116 على مخيم نور شمس، وسط تصعيد ميداني واسع شمل هدم منازل وفرض حصار مشدد.
وشرعت جرافات الاحتلال صباح اليوم الأربعاء بهدم منازل في وسط مخيم نور شمس، ضمن خطة موسعة لهدم 106 مبانٍ في مخيمي المدينة، تشمل 58 مبنى في مخيم طولكرم و48 في نور شمس، بهدف فتح طرق جديدة وتغيير المعالم الجغرافية للمخيمين.
وفرضت قوات الاحتلال حصارًا خانقًا على مخيمي طولكرم ونور شمس، ومنعت السكان من الوصول إلى منازلهم أو أخذ مقتنياتهم، وأطلقت النار على كل من اقترب. وانتشرت القوات في الأزقة والمداخل، وشنت عمليات تمشيط وتفتيش واسعة.
وجابت آليات الاحتلال وفرق المشاة شوارع مدينة طولكرم، خاصة شارع نابلس ومحيط مستشفى الشهيد ثابت ثابت ووسط السوق. سارت الآليات بعكس اتجاه المرور، وأطلقت أبواقها بشكل استفزازي، ما أعاق حركة السير وصدم عددًا من المركبات.
وتمركزت القوات في ضواحي المدينة، لا سيما ذنابة وارتاح واكتابا، وأجرت عمليات تفتيش لمنازل وحقول، واحتجزت شبانًا ودققت في هوياتهم وأخضعتهم للاستجواب.
وشددت قوات الاحتلال إجراءاتها على حاجز عناب شرق طولكرم، حيث أوقفت المركبات وفتشتها بدقة، واحتجزت الركاب واستجوبتهم، ما تسبب بإغلاق الحاجز مرارًا ومنع حركة المرور بالكامل.
واستولت قوات الاحتلال على عدد من المباني السكنية في شارع نابلس والحي الشمالي للمدينة، وأخلت سكانها قسرًا وحولتها إلى ثكنات عسكرية، ولا تزال تحت سيطرتها منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وتسبب إغلاق شارع نابلس الرابط بين المخيمين بسواتر ترابية بوضع معيشي صعب، إذ أعاق حركة التنقل بين طولكرم ونور شمس وفاقم معاناة السكان.
يشار إلى أن العدوان المتواصل على طولكرم ومخيميها أسفر عن استشهاد 13 فلسطينيا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما كانت في الشهر الثامن من الحمل، وأوقع عشرات الإصابات والاعتقالات، إلى جانب دمار واسع في البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات.
كما أدى التصعيد إلى تهجير أكثر من خمسة آلاف عائلة، أي ما يزيد عن 25 ألف فلسطيني من المخيمين، ودمّر ما لا يقل عن 400 منزل بشكل كلي، وألحق أضرارًا جزئية بـ2573 منزلًا، في وقت لا تزال مداخل المخيمين مغلقة بالسواتر الترابية، ما حول المنطقة إلى منطقة شبه خالية من الحياة.
???? مصادر محلية: جرافات الاحتلال تستأنف عمليات هدم المنازل في مخيم نورشمس شرقي #طولكرم بالضفة الغربية pic.twitter.com/wm3tSpzVsJ
— ساحات - عاجل ???????? (@Sa7atPlBreaking) June 4, 2025جرافات الاحتـ ـلال تهدم منازل الفلسطينيين في في مخيم نورشمس في #طولكرم pic.twitter.com/NVGYtUma5W
— مؤسسة القدس الدولية (@Qii_Media) June 4, 2025