عربي21:
2025-05-10@09:55:29 GMT

أسئلة بيرنز وإجاباته بين مقال وكتاب

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT

تصادف أني كنت ما أزال في قراءة كتاب من تأليف السيد وليم بيرنز نشره عام 2019، وعنوانه الرئيس (القناة الخلفية)، وهو سيرة ذاتية- مهنية للرجل أقرأها ببطء لضيق الوقت، وبتركيز ثقيل يتناسب ودسم الأحداث والملاحظات الشخصية للرجل الذي يدير الآن وكالة الاستخبارات المركزية في واشنطن.

المصادفة التي أتحدث عنها جاءت حين نشر السيد بيرنز مقاله الأخير في مجلة فورين أفيرز نهاية يناير الماضي وفيه يتحدث مطولا وبتفصيل يتجاوز قواعد الصمت المخابراتي المعهودة عن مجمل خدمته الدبلوماسية التي قضاها في وزارة الخارجية الأميركية ( ومنها سفيرا في الأردن ثم موسكو) وانتهى في أعلى السلم الهرمي نائبا لوزير الخارجية من عام 2011 حتى عام 2014.



السيد بيرنز شخصية متميزة بالقدرات والمواهب بلا شك، وهو يتقن اللغتين: العربية والروسية، واستطاع ان ينسج شبكة علاقات خاصة وقوية في كل الأماكن التي خدم بلاده فيها.
في مقاله الأخير في "فورين أفيرز"، يلقي السيد بيرنز مساحة إضاءة واسعة للتفكير الأميركي في المنطقة، خصوصا في الحديث عن تداعيات أحداث السابع من أكتوبر فيقول ".. إن الأزمة التي عجل بها هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي هو تذكير مؤلم بتعقيد الخيارات التي ما يزال الشرق الأوسط يطرحها على الولايات المتحدة. وستبقى المنافسة مع الصين أولوية قصوى لواشنطن، لكن هذا لا يعني أنها تستطيع التهرب من التحديات الأخرى. وهذا يعني فقط أن على الولايات المتحدة أن تتنقل بحذر وانضباط، وأن تتجنب التجاوز، وأن تستخدم نفوذها بحكمة.)

ما أفهمه هنا أن واشنطن ما تزال تحاول تطبيق سياستها المستحدثة بتغيير الأولويات ووضع منطقة جنوب شرق آسيا ( المجال الحيوي الصيني) على رأس القائمة، لكن الشرق الأوسط ما يزال يسحبها إليه بالقوة. ما لا يقوله السيد بيرنز هنا أن الانسحاب الفوري بلا حسابات من الشرق الأوسط كارثي، وبلمسة خفيفة يرى السيد بيرنز أن حدث السابع من أكتوبر مرتبط باستراتيجية التحول الأميركي المفاجئ في المنطقة، ولا ينكر الرجل أن الخيارات معقدة.

فهو يضيف باستطراد أوسع في مقاله ذاك: (.. الشرق الأوسط حاليا أكثر تشابكا أو انفجارا من أي وقت مضى، وإنهاء العملية البرية الإسرائيلية المكثفة في قطاع غزة، وتلبية الاحتياجات الإنسانية العميقة للمدنيين الفلسطينيين الذين يعانون، وتحرير المحتجزين، ومنع انتشار الصراع إلى جبهات أخرى في المنطقة، وتشكيل نهج عملي لـ”اليوم التالي” في غزة، جميعها مشاكل صعبة للغاية).
بيرنز يرى ان واشنطن (.. ليست مسؤولة حصرا عن حل أي من مشاكل الشرق الأوسط المزعجة، لكن لا يمكن إدارة أي منها، ناهيك عن حلها، بدون قيادة أميركية نشطة.) ويلقي سيد المخابرات الأميركي رؤية "مرعبة" بسطر مقتضب يقول فيه: (النظام الإيراني أصبح أقوى في الأزمة الحالية ويبدو مستعدا للقتال حتى آخر امتداد إقليمي له).

وعودا على بدء..
في كتابه الذي أسير فيه ببطء شديد والمنشور عام 2019، يقول السيد بيرنز مستحضرا ذاكرته المهنية عن حرب الخليج عام 2003 في إدارة جورج بوش الابن، أنه تقدم بمذكرة تحذيرية كان عنوانها "العاصفة المثالية" وشبهها بالترياق المعالج للافتراضات الأميركية "الوردية" والمتهورة.
وينهي ذاكرته المدونة عن هذا الموضوع بقوله: ( .. ما لم نفعله، كان اتخاذ موقف صارم ضد الحرب تماما، في النهاية، قمنا ببعض اللكمات. لماذا لم أذهب إلى آخر الأمر في معارضتي أو أستقيل؟ ما زلت أجد إجابتي مشوهة وغير مرضية)

أتساءل عند هذه النقطة بتخيل افتراضي: ماذا يمكن ان يكتب السيد بيرنز بعد نهاية خدمته مديرا للاستخبارات عن كل ما يحدث الآن؟ هل سيصطدم أيضا بعدم الرضا والإجابات المشوهة على تساؤلاته؟

(الغد الأردنية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الشرق الأوسط الشرق الأوسط امريكا وليام بيرنز مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

سفير بلجيكا: نثمن دور مصر لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط

أكد السفير بارت دي جروف سفير بلجيكا بالقاهرة عمق العلاقات المصرية البلجيكية وتطلع بلاده لتطوير التعاون الثنائي مع مصر فى شتى المجالات، مشيدا بالدور المحوري الهام الذي تلعبه مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدفع التنمية والتحديث الشامل في كافه قطاعات الدولة المصرية في الداخل وفي الوقت نفسه العمل على تعزيز الأمن والاستقرار الاقليمي في منطقه الشرق الأوسط .

وقال السفير البلجيكي في مقابلة أجراها مع الإذاعة المصرية إن مصر باعتبارها شريكا استراتيجيا للاتحاد الأوروبي، فهي بالتالي شريك استراتيجي لبلجيكا. 

وفيما يخص العلاقات الثنائية ، قال السفير البلجيكي: "علاقات مصر مع بلجيكا قوية وراسخة منذ مطلع القرن الماضي ، وعلى سبيل المثال يعد المطور المعماري البارون امبان الذي أنشأ حي مصر الجديدة تجربة ناجحة لتعمير الصحراء المصرية آنذاك وصاحب فكرة الخروج من الحيز العمراني الضيق لمدينة القاهرة القديمة" .

وأضاف: “العاصمة الإدارية الجديدة تشكل نموذجا للانماء العمراني المتطور والمتكامل لمصر المستقبل”، مشيدا بعظمة تخطيط العاصمة الادارية بما يليق بمصر وبمستوى التطور التكنولوجي في إدارة خدماتها وفق أحدث المعايير العالمية. 

وتابع أن هناك دورا كبيرا للبعثات الأثرية البلجيكية العاملة في مصر حاليا والتي بدأت نشاطها منذ عقود وصاحبت تطور نشاط الكشف الأثري منذ بدايه القرن .

وتحدث السفير بارت دي جروف عن زيارة الملكة اليزابيث ملكة بلجيكا لمصر عام ١٩٢٣ وشغفها بالحضارة الفرعونية وزيارتها لمقبرة توت عنخ آمون بعد اكتشافها . مشيرا إلى أن حفيدتها الأميرة اليزابيث ولية العهد قامت بتكرار نفس الزيارة في عام ٢٠٢٣ احتفالا بمرور قرن من الزمان علي زياره جدتها الكبري ، وهو ما يؤشر على أن لمصر مكانة خاصة في وجدان البلجيكيين .

وحول أوجه التعاون الاقتصادي بين البلدين ، قال السفير بارت دي جروف "الآن هناك تعاون كبير بين مصر وبلجيكا ، فمصر تصدر الفاكهة والخضروات وهناك استثمار وتعاون بلجيكي في مجال صناعة الدواء واللقاحات والطاقة النظيفة ومعالجة القمامة ومعالجة المياه وتنقيتها والتعاون والشراكة مع شركات مقاولات عملاقة تساهم في النهضة العمرانية وانشاء المتحف المصري الكبير " . 

وأضاف أن بلجيكا منفتحة على السوق المصري فى توفير قطع الغيار والالات لمصانع النسيج والهيدروجين الأخضر ، وأن المستثمر البلجيكي بات في حساباته الاستثماريه البحث عن فرص الاستثمار والعمل في مصر وبخاصة بعد التطور المذهل الذي شهدته قطاعات البنية التحتية خلال السنوات العشر الماضية وهو تطور فاق الخيال وفاق في سرعة انجازه كافة التقديرات .

كما أثني السفير البلجيكي علي شبكة الطرق الحديثة التي أنشأتها مصر ، مما ساهم في تطوير قطاع السياحة ليتمكن السياح في التنقل بسهولة ويسر بين منتجعات البحر الأحمر والقاهرة والأقصر وأسوان .

وقال السفير دي جروف إن مجالات التعاون السياحي بين مصر وبلجيكا تمتلك آفاقا واسعة ، خاصة أن السياح البلجيكيين يعشقون مصر ويأتون إليها بأعداد كبيرة . 

وأضاف إنه يأمل بالاضافة إلى مجالات التعاون المذكورة أن يشهد التعاون بين الجامعات والمراكز البحثية المصرية ونظيرتها البلجيكية طفرة كبيرة في الفتره القادمة ..وأردف: إنه يعتقد ان هذا التعاون سيؤدي الى نتائج مبهرة .

وعبر السفير بارت دي جروف عن سعادته بوجوده في القاهرة قائلا: " هذه المدينة العريقة تشهد في كل يوم تطورا جديدا على مستوى البنية التحتية وشبكات النقل والمواصلات المتطورة لتجمع بذلك بين عبق التاريخ وروح الحداثة " .

وحول التوترات العالمية وتعدد بؤر العالم الملتهبة بالصراعات وتأثير ذلك على برامج التنمية الداخلية في دول العالم ، تحدث السفير البلجيكي عن تجربة بلاده وكيف واجهت تحديات كثيرة بعد الثورة البلجيكية في عام 1830 وكيف أصبحت قوة صناعية في القرن التاسع عشر في مجال الصناعات الثقيلة ، وكيف أصبحت ضحية في الحرب العالمية الأولى والثانية عندما اخترق حيادها ثم صارت جزءا هاما ومؤسسا للاتحاد الاوربي وحلف الناتو وأصبحت بروكسل العاصمة مقرا لهاتين المنظمتين الهامتين بعد الحرب العالمية الثانية. 

واعتبر أن مفتاح نجاح الدول في التعامل مع المتغيرات الاقتصادية العالمية الصعبة هو اللجوء الى تنويع مصادر القوة الاقتصادية فيها ، وقال " لقد غيرت بلجيكا سياستها الصناعية من الاعتماد علي الصناعات الثقيلة عالية التكلفة الى صناعات أكثر تطورا مثل الصناعات الدوائية والصناعات التكنولوجية بالاضافه للصناعات الوسيطة ، وبالطبع الحفاظ على تجاره الماس وصناعة الشكولاته العريقة التي تميزت بها تاريخيا .

يشار إلى أن السفير البلجيكى لدى القاهرة بارت دي جروف لديه تاريخ دبلوماسي حافل وصاحب خبرة عظيمة ، فقد مثل بلاده في فنزويلا ونيجيريا وماليزيا و الهند وكان سفير لها في افغانستان وقطر وخدم في بروكسل في حلف الناتو وعمل كسفير متجول قي الساحل الافريقي وهو حاصل علي دكتوراه في التاريخ.

طباعة شارك مصر بلجيكا البارون

مقالات مشابهة

  • «السيسي وبوتين» يعلنان تحالفاً للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط
  • ترامب قد يعترف بدولة فلسطين خلال قمة السعودية المقبلة
  • السيسي وبوتين: أهمية استعادة الاستقرار في الشرق الأوسط
  • "كيا" تُطلق رسميًا طراز K4 في الشرق الأوسط
  • سفير بلجيكا: نثمن دور مصر لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط
  • غزة وإيران.. لقاء سري بين ترامب ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي
  • «ديزني أبوظبي».. هدية الإمارات إلى الشرق
  • إبراهيم النجار يكتب: الشرق الأوسط إلى أين؟!
  • الاتفاق النووي الإيراني: هل يعيد خلط أوراق الشرق الأوسط؟
  • البطريرك ساكو: نأمل في أن يكون البابا الجديد قريباً من كنائس الشرق الأوسط