أسئلة بيرنز وإجاباته بين مقال وكتاب
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
تصادف أني كنت ما أزال في قراءة كتاب من تأليف السيد وليم بيرنز نشره عام 2019، وعنوانه الرئيس (القناة الخلفية)، وهو سيرة ذاتية- مهنية للرجل أقرأها ببطء لضيق الوقت، وبتركيز ثقيل يتناسب ودسم الأحداث والملاحظات الشخصية للرجل الذي يدير الآن وكالة الاستخبارات المركزية في واشنطن.
المصادفة التي أتحدث عنها جاءت حين نشر السيد بيرنز مقاله الأخير في مجلة فورين أفيرز نهاية يناير الماضي وفيه يتحدث مطولا وبتفصيل يتجاوز قواعد الصمت المخابراتي المعهودة عن مجمل خدمته الدبلوماسية التي قضاها في وزارة الخارجية الأميركية ( ومنها سفيرا في الأردن ثم موسكو) وانتهى في أعلى السلم الهرمي نائبا لوزير الخارجية من عام 2011 حتى عام 2014.
السيد بيرنز شخصية متميزة بالقدرات والمواهب بلا شك، وهو يتقن اللغتين: العربية والروسية، واستطاع ان ينسج شبكة علاقات خاصة وقوية في كل الأماكن التي خدم بلاده فيها.
في مقاله الأخير في "فورين أفيرز"، يلقي السيد بيرنز مساحة إضاءة واسعة للتفكير الأميركي في المنطقة، خصوصا في الحديث عن تداعيات أحداث السابع من أكتوبر فيقول ".. إن الأزمة التي عجل بها هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي هو تذكير مؤلم بتعقيد الخيارات التي ما يزال الشرق الأوسط يطرحها على الولايات المتحدة. وستبقى المنافسة مع الصين أولوية قصوى لواشنطن، لكن هذا لا يعني أنها تستطيع التهرب من التحديات الأخرى. وهذا يعني فقط أن على الولايات المتحدة أن تتنقل بحذر وانضباط، وأن تتجنب التجاوز، وأن تستخدم نفوذها بحكمة.)
ما أفهمه هنا أن واشنطن ما تزال تحاول تطبيق سياستها المستحدثة بتغيير الأولويات ووضع منطقة جنوب شرق آسيا ( المجال الحيوي الصيني) على رأس القائمة، لكن الشرق الأوسط ما يزال يسحبها إليه بالقوة. ما لا يقوله السيد بيرنز هنا أن الانسحاب الفوري بلا حسابات من الشرق الأوسط كارثي، وبلمسة خفيفة يرى السيد بيرنز أن حدث السابع من أكتوبر مرتبط باستراتيجية التحول الأميركي المفاجئ في المنطقة، ولا ينكر الرجل أن الخيارات معقدة.
فهو يضيف باستطراد أوسع في مقاله ذاك: (.. الشرق الأوسط حاليا أكثر تشابكا أو انفجارا من أي وقت مضى، وإنهاء العملية البرية الإسرائيلية المكثفة في قطاع غزة، وتلبية الاحتياجات الإنسانية العميقة للمدنيين الفلسطينيين الذين يعانون، وتحرير المحتجزين، ومنع انتشار الصراع إلى جبهات أخرى في المنطقة، وتشكيل نهج عملي لـ”اليوم التالي” في غزة، جميعها مشاكل صعبة للغاية).
بيرنز يرى ان واشنطن (.. ليست مسؤولة حصرا عن حل أي من مشاكل الشرق الأوسط المزعجة، لكن لا يمكن إدارة أي منها، ناهيك عن حلها، بدون قيادة أميركية نشطة.) ويلقي سيد المخابرات الأميركي رؤية "مرعبة" بسطر مقتضب يقول فيه: (النظام الإيراني أصبح أقوى في الأزمة الحالية ويبدو مستعدا للقتال حتى آخر امتداد إقليمي له).
وعودا على بدء..
في كتابه الذي أسير فيه ببطء شديد والمنشور عام 2019، يقول السيد بيرنز مستحضرا ذاكرته المهنية عن حرب الخليج عام 2003 في إدارة جورج بوش الابن، أنه تقدم بمذكرة تحذيرية كان عنوانها "العاصفة المثالية" وشبهها بالترياق المعالج للافتراضات الأميركية "الوردية" والمتهورة.
وينهي ذاكرته المدونة عن هذا الموضوع بقوله: ( .. ما لم نفعله، كان اتخاذ موقف صارم ضد الحرب تماما، في النهاية، قمنا ببعض اللكمات. لماذا لم أذهب إلى آخر الأمر في معارضتي أو أستقيل؟ ما زلت أجد إجابتي مشوهة وغير مرضية)
أتساءل عند هذه النقطة بتخيل افتراضي: ماذا يمكن ان يكتب السيد بيرنز بعد نهاية خدمته مديرا للاستخبارات عن كل ما يحدث الآن؟ هل سيصطدم أيضا بعدم الرضا والإجابات المشوهة على تساؤلاته؟
(الغد الأردنية)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الشرق الأوسط الشرق الأوسط امريكا وليام بيرنز مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
بمشاركة السفير محمد العرابي.. الشؤون العربية بنقابة الصحفيين تنظّم أولى فعاليات صالونها
كتب- عمرو صالح:
عقدت لجنة الشئون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين، الصالون الشهري الأول تحت عنوان:"تأثير الصراعات الإقليمية على مستقبل الشرق الأوسط"، بمشاركة عدد من الدبلوماسيين وأساتذة العلوم السياسية للحديث حول التطورات المتلاحقة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتأثيرها على مستقبل المنطقة.
شارك في الصالون، السفير محمد العرابي، رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير الخارجية الأسبق، السفير عاطف سالم سفير مصر الأسبق في إسرائيل، والسفير الدكتور صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية الأسبق، والدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية ، والدكتور جهاد الحرازين أستاذ القانون العام والنظم السياسية، والدكتور عبد الرحمن الغالي، الأمين العام الأسبق لحزب الأمة السوداني.
وقال محمد السيد الشاذلى، رئيس لجنة الشئون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين، إنه فى ظل التحولات الجذرية التى يشهدها الشرق الأوسط، وفي ظل ما تشهده المنطقة من تصاعد في حدة الصراعات والتوترات الإقليمية، جاء الصالون الأول ليفتح مساحات للنقاش الجاد حول تأثير الصراعات الإقليمية على مستقبل الشرق الأوسط”، وتداعيات هذه الأزمات على استقرار المنطقة، وأبعادها السياسية والاقتصادية.
وأضاف محمد السيد الشاذلى، أن الصالون يأتي في إطار الاهتمام المتزايد بقراءة المشهد الإقليمي المعقد، وتداعياته على الأمن القومي العربي، ودور الإعلام في فهم وتحليل تلك الصراعات، وتمنى أن يمثل الصالون الشهرى للجنة الشئون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين منصة فكرية وحوارية دورية، تهدف إلى تعميق النقاش حول قضايا المنطقة.
وتساءل: هل يتجه الشرق الأوسط إلى تسويات أم مزيد من الانفجار؟ هل نشهد اليوم نهاية مشروع “الشرق الأوسط” أم إعادة إحيائه بصيغ جديدة؟ ما هي السيناريوهات المطروحة لليوم التالي لوقف إطلاق النار في غزة؟ ومن يملك مفاتيح تنفيذها؟ كيف تفكر إسرائيل فى الوقت الحالى؟ وهل تستمر فى التصعيد وتوسيع دائرة الصراع أم ستتجه الى المسار السلمى؟.
وأوضح السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، أن طبيعة الأمور في العالم أصبحت متسارعة وهو ما يضع الكثير من الضغوط على الدور الإقليمي المصرى، مضيفا أن الدور المصري يرمي في الأساس إلى حماية الأمن القومي والحفاظ عليه، وأن الشرق الأوسط قبل ربع قرن يختلف عن الوضع الحالي تماما حيث أن الأزمات أصبحت طويلة الأمد ومعرضة لعدم الحل، وسنعيش فترة طويلة في هذه الأوضاع.
ولفت العرابي إلى أن هناك العديد من المتغيرات والتأثيرات الدولية، التي يشهدها العالم، ومن بينها أن الحدود لن تحمي الدول لأن الأزمات أصبحت عابرة للحدود مثل ما جرى خلال تفشي وباء كورونا المستجد، مشيرا إلى أن العالم يعيش في قانون القوة وليست قوة القانون، إلى جانب المؤثر الاقتصادي مثلما جرى في عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن حينما اتخذ قرار برفع أسعار الفائدة تأثرنا جميعا.
وأكد أن الدولة المصرية تمكنت من إثبات نفسها في الأحداث الأخيرة من بداية طوفان الأقصى، وظهرت أنها دولة قوية ومؤثرة ونأت بنفسها عن الصراعات الوهمية، مضيفا أنه لم يحدث في التاريخ أن المحاور الاستراتيجية المصرية الأربعة مشتعلة، ولكن مصر قادرة على التعامل بنفس القوة والكفاءة والتوقيع، مبينا أن الدور المصري منبعه الاستقرار ودائما جزء من الحل وهو ما سيظهر خلال الفترة المقبلة في اليوم التالي بقطاع غزة.
وفي السياق نفسه، قال السفير الدكتور صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن البحر الأحمر هو المنطقة الرئيسية في الصراع بالشرق الأوسط، مضيفا أن الحديث عن مخطط الشرق الأوسط الجديد بدأ قبل طوفان الأقصى.
وأكد السفير صلاح حليمة أن أفكار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متشابهة ومتطابقة، فيما يتصل بمخططات المنطقة، موضحا أن ترامب يرغب في تصفية القضية الفلسطينية، والصراع الحالي بين التصفية والتسوية على أساس حل الدولتين، وأن العامل الحاكم لوقف التصفية هو موقف الدول العربية، مطالبا بعض الدول التي تلوذ بالصمت باتخاذ موقف حاسم وتعليق الاتفاقيات التجارية مع تل أبيب، مشيرا إلى أن إسرائيل تمارس إرهاب الدولة.
وأوضح حليمة أن هناك مخططات لتفتيت الدول مثل ما يجري في السودان فهناك قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني وشكلت حكومة موازية، إلى جانب وجود مطامع إثيوبية في الصومال تسعى للحصول على منفذ على البحر الأحمر.
وعلى جانب آخر، أكد السفير عاطف سالم، سفير مصر الأسبق في إسرائيل أن ما يحدث حاليا في القضية الفلسطينية هو تطبيق حرفي لصفقة القرن، التي أجهضتها مصر خلال ولاية ترامب الأولى.
وأوضح سفير مصر الأسبق في إسرائيل أن تعداد إسرائيل 10 مليون نسمة وعدد اليهود 7.7 مليون، ونسبة الإسرائيليين المولودين في إسرائيل 78٪ فقط، في الوضع الحالي مختلف عما سبق.
وقال إن إسرائيل دولة منظمة ولكنها ليست قوية ولولا الدعم الأوروبي الأمريكي لتغير وضعها بمعنى أن وجود إسرائيل مرتبط بالغرب.
وحذر الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، من الانجرار خلف ما تنشره المصادر الإسرائيلية والأجنبية التى تسعى لتصدير القلق ونشر الفزع فى المنطقة، مشيرا الى أن الأحزاب الإسرائيلية مجرد واجهات لا قيمة لها وتُستخدم لنشر أخبار مدفوعة تثير القلق.
وأشار فهمى إلى أنه لا مكان حاليًا للأيديولوجية داخل إسرائيل، وأن هناك توجّهًا داخل إسرائيل نحو خيار الحرب والتصعيد العسكرى، بهدف فرض وجودها كدولة مستقرة في الإقليم خلال المئة عام منذ إعلانها.
ونوه إلى أن إسرائيل، رغم امتلاكها قوة عسكرية وإحصائيات نووية، إلا أنها دولة تعاني من "عقم استراتيجي"، مضيفًا أن الخوف الحقيقى داخل إسرائيل ليس من حماس أو إيران، بل من الدور المصرى وقوتها.
وأكد فهمى، أن مصر عززت مؤخرًا من وجودها العسكرى فى سيناء، ما اعتبره البعض داخل إسرائيل دلالة على أن نتنياهو تسبب في "إزعاج المصريين".
وشدد المتحدثون في الصالون الأول للجنة الشئون العربية والخارجية والذي جاء بعنوان "تأثير الصراعات الإقليمية على مستقبل الشرق الأوسط"، على أهمية الدور المصري المحوري في الإقليم، والدعوة إلى دعم حل الدولتين، مؤكدين أن استقرار مصر يمثل عاملًا حاسمًا في مواجهة الصراعات الإقليمية والتحولات الجيوسياسية المتسارعة؛ لما تتمتع به من مكانة تاريخية وثقل سياسي وشبكة علاقات متوازنة مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.
اقرأ أيضًا:
مصر تلغي تمييزا للعرب وتقرر معاملتهم كالأجانب في رسوم دخول المواقع الأثرية
وزارة الصحة تُطلق تطويرًا شاملًا للخط الساخن "105".. ما تفاصيله؟
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
لجنة الشئون العربية والخارجية نقابة الصحفيين السفير محمد العرابيتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
الثانوية العامة
المزيدأخبار رياضية
المزيدإعلان
بمشاركة السفير محمد العرابي.. "الشؤون العربية" بنقابة الصحفيين تنظّم أولى فعاليات صالونها
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
41 24 الرطوبة: 22% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك