توترات البحر الأحمر تضرب سوق النفط.. ومخاوف تحيط بقناة السويس
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
جلبت توترات البحر الأحمر رياح التغيير إلى سوق النفط العالمية من شرقها إلى غربها، فارتفعت تكلفة الشحن والتأمين وأسعار الخام ومشتقاته، وأخيرًا مصادر الشحنات.
وفي تحول لافت، أصبحت شحنات النفط ومشتقاته من البلدان الأقرب، أكثر جاذبية من ذي قبل، وتجلى ذلك في تخلي مصافي أوروبا عن شراء خام البصرة العراقي، لتشتري من منطقة بحر الشمال وغايانا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتراجعت شحنات النفط الأميركي إلى آسيا في يناير/كانون الثاني (2024)، في حين أدت زيادة الطلب على خام مربان في أبوظبي إلى ارتفاع الأسعار.
وتضررت قناة السويس في مصر من الوضع المتوتر في البحر الأحمر، بعدما تراجعت ناقلات النفط عن المرور من خلالها، خوفًا من استهدافها عسكريًا كما حدث مع الناقلة مارلين لواندا (Marlin Luanda).
ووقعت الناقلة -التي كانت تنقل شحنة من النافثا الروسية إلى سنغافورة- فريسة لجماعة الحوثيين اليمنية يوم 26 يناير/كانون الثاني (2024)، بعد استهدافها بصاروخ أدى إلى اشتعال النار فيها، رغم أن الجماعة المسلحة تعهدت بعدم استهداف السفن الروسية أو الصينية.
ولم تكن تلك الحادثة هي الأولى في مسلسل توترات البحر الأحمر، الذي بدأ بإعلان الحوثيين استهداف السفن المتجهة إلى مواني إسرائيل، للضغط لوقف الحرب في غزة، ما دفع الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف عسكري باسم "حارس الازدهار" لاستهداف مواقع الجماعة داخل اليمن.
سوق النفط العالمية 2024
كان تراجع مرور ناقلات النفط في قناة السويس قد أشعل شرارة تغير ملامح سوق النفط العالمية قبل أسابيع، إذ هبطت نسبة مرور ناقلات النفط في القناة بنسبة 23% خلال يناير/كانون الثاني مقارنة بشهر نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وعلى نحو خاص، انخفض عبور ناقلات غاز النفط المسال والغاز المسال بنسبة 65% و73% على الترتيب، وفق بيانات تتبع السفن التي أعدتها شركة كبلر للتحليلات (Kpler)، ورصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وبين منطقة حوض الأطلسي وبحر الشمال والبحر المتوسط من ناحية، ومنطقة الخليج العربي والمحيط الهندي وشرق آسيا، تغيرت ديناميكيات الطلب وأنماط شراء النفط، بسبب توترات البحر الأحمر الذي تمر منه 12% من حركة السلع العالمية، ويربط قارات العالم القديم بعضها البعض.
وما زالت عمليات نقل النفط الخام مستمرة بين بعض تلك المناطق، لكن عبر طريق رأس الرجاء الصالح المار بأقصى الطرف الجنوبي لجنوب أفريقيا، وهي رحلة أطول وأكثر تكلفة.
ويقول التجار، إن بعض مصافي أوروبا تجنبت شراء خام البصرة العراقي في يناير/كانون الثاني (2024)، وفي المقابل اشتروا شحنات من بحر الشمال وغويانا.
وفي آسيا، قفز الطلب على خام مربان الخفيف، ما أدى إلى ارتفاع أسعاره بالسوق الفورية خلال منتصف يناير/كانون الثاني، في حين شهدت تدفقات النفط من قازاخستان إلى دول آسيا تراجعًا حادًا، وفق ما جاء في تقرير نشرته وكالة بلومبرغ.
وهبطت شحنات الخام الأميركي إلى آسيا بأكثر من الثُلث في يناير/كانون الثاني مقارنة بديسمبر/كانون الأول، وفق بيانات كبلر.
وبالنسبة إلى تأثير توترات البحر الأحمر في أسواق المشتقات النفطية، كانت شحنات الديزل ووقود الطائرات من الهند والشرق الأوسط إلى أوروبا، وزيت الوقود والنافثا الأوروبيين إلى آسيا هي الأكثر تضررًا.
أسعار النفط ومشتقاته
سجلت أسعار النافثا في آسيا أعلى مستوى لها في عامين تقريبًا، بسبب المخاوف من شح الإمدادات القادمة من أوروبا.
وبالنسبة إلى ارتفاع أسعار النفط، فقد كانت نتيجة لارتفاع تكاليف نقل الشحنات، وهو ما شجع مصافي التكرير على الشراء من أقرب مصدر آمن.
وارتفعت أسعار تأجير ناقلات النفط من فئة ناقلات السويس (Suezmax) من بلدان الشرق الأوسط إلى شمال غرب أوروبا بأكثر من النصف منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول.
وخلال تلك المدة، قفز سعر برميل خام برنت المرجعي بنسبة 8% تقريبًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
يشار إلى أن ناقلات السويس (Suez Max) هي تلك التي يمكنها عبور قناة السويس، وتتراوح حمولتها بين 125 ألف طن متري و200 ألف طن متري.
كما ارتفعت تكلفة توصيل النفط من الولايات المتحدة إلى آسيا بأكثر من دولارين للبرميل على مدار 3 أسابيع في يناير/كانون الثاني.
محاولة إخماد حريق نشب في إحدى ناقلات النفط بسبب الهجوم عليها في البحر الأحمر
محاولة إخماد حريق نشب في إحدى ناقلات النفط بسبب الهجوم عليها في البحر الأحمر - الصورة من "ذا نيويوركر"
هل تستمر الفوضى؟
يقول كبير محللي أسواق النفط الخام في شركة كبلر لتحليل البيانات، فيكتور كاتونا، إن التحول إلى شراء الشحنات الأسهل من الناحية اللوجستية منطقي تجاريًا، وسيستمر هذا الاتجاه ما دامت ارتفعت أسعار الشحن نتيجة لتوترات البحر الأحمر، مؤكدًا صعوبة تحقيق التوازن بين أمن الإمدادات وزيادة الأرباح.
وبدوره، يقول محلل السلع في مصرف "يو بي إس غروب" السويسري (UBS Group)، جيوفاني ستاونوفو، إن تنوع مصادر الإمددات ما زال ممكنًا لكن بسعر أعلى، مشيرًا إلى أن ذلك سيؤثر في هوامش أرباح المصافي ما لم تُمرر التكلفة إلى المستهلكين النهائيين.
ويرى مدير شركة سوري كلين إنرجي للاستشارات (Surrey Clean Energy)، أدي إمسيروفيتش، أن التوترات الجيوسياسية ليست جيدة لحركة التجارة، مضيفًا: "إذا كنت مشتريًا فسأكون حذرًا ويقظًا، إنها مدة صعبة لمصافي التكرير خاصة الآسيوية التي تحتاج إلى أن تكون أكثر مرونة.
ويزيد الوضع الحالي من صعوبة تنويع مصادر الإمدادات بالنسبة إلى الدول المعتمدة على الاستيراد مثل الهند وكوريا الجنوبية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
كما يحجّم مرونة مصافي التكرير للاستجابة لديناميكيات سوق النفط المتغيرة سريعًا، وهو ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تراجع هوامش الربح.
ومن غير المتوقع أن تستمر توترات البحر الأحمر طويلًا في تغيير مشهد تدفقات النفط، لكن على المدى القريب من الصعب رؤية حل للصراع المستعر.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر النفط قناة السويس فی ینایر کانون الثانی توترات البحر الأحمر ناقلات النفط سوق النفط إلى آسیا وفق ما
إقرأ أيضاً:
صواريخ تهز البحر الأحمر.. وبريطانيا تُطلق "تحذير الطوارئ"
البحر الأحمر (وكالات)
في تطور لافت يعيد إشعال أجواء التوتر في البحر الأحمر، أطلقت البحرية البريطانية، يوم السبت، تحذيرًا جديدًا وُصف بـ"العالي الخطورة" للسفن التجارية المرتبطة بإسرائيل، تزامنًا مع تقارير تؤكد تسجيل عمليات يمنية جديدة في المنطقة.
وأفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، في بيان مقتضب، بأنها تحث السفن العابرة عبر البحر الأحمر على تقييم المخاطر المحتملة بعناية شديدة، خصوصًا في ظل "الظروف الحالية"، دون أن تكشف مزيدًا من التفاصيل حول التهديدات المحددة.
اقرأ أيضاً تقارب تاريخي بين اليمنيين.. وأمريكا تعلن: سنوقفه بأي ثمن 5 يوليو، 2025 أنفك ليس مجرد ملامح.. تعرف على ما يكشفه شكل أنفك عن شخصيتك الحقيقية 5 يوليو، 2025ويأتي التحذير البريطاني المفاجئ عشية رصد تحركات غير عادية قرب مضيق باب المندب، حيث أكد شهود عيان ومصادر ملاحية إطلاق ثلاثة صواريخ من مواقع مجهولة فجر السبت، ما أعاد للأذهان الهجمات السابقة التي هزت الملاحة الدولية في المنطقة.
ورغم الغموض الذي يحيط بطبيعة الأهداف أو نتائج الضربات، رجّحت مصادر عسكرية أن تكون تلك الهجمات بمثابة رسالة يمنية جديدة، خصوصًا أنها تُعد الأولى منذ الإعلان الأمريكي عن تفاهم مع صنعاء يقضي بتجميد استهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر.
وتطرح هذه العودة المفاجئة للتصعيد عدة تساؤلات حول مصير الاتفاقات الدولية ومسار الوساطات الجارية، خاصة أن البحر الأحمر يُعد شريانًا استراتيجيًا للتجارة والطاقة العالمية، ويمثل أي اضطراب فيه تهديدًا لاقتصادات كبرى.
فيما لم يصدر حتى اللحظة أي تعليق رسمي من جانب صنعاء أو واشنطن، إلا أن مراقبين يرون أن توقيت التحذير البريطاني لا يمكن فصله عن العمليات البحرية الجارية، ما يعزز فرضية تجدد الاشتباك الجيوسياسي في واحدة من أكثر المناطق حساسية في العالم.
الوسومأمريكا إسرائيل البحر الأحمر اليمن صنعاءمساحة نت5 يوليو، 2025 فيسبوك X لينكدإن Tumblr بينتيريست Reddit تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة اقرأ أيضاً احذر.. ظهور هذه الأعراض عليك يشير إلى إصابتك بـ"القاتل الصامت"25 أبريل، 2024 الريال اليمني يسجل سعر صرف مفاجئ امام العملات الأجنبية اليوم.. آخر تحديث22 نوفمبر، 2023 خامنئي يكشف عن حالة واحدة لن ترد فيها إيران على هجوم إسرائيل25 أكتوبر، 2024 سلطة تعز تعلن عن فتح طريق الحوبان ـ قصر الشعب - الكمب في هذا الموعد20 فبراير، 2025شاهد أيضاً إغلاق أخبار اليمن عرض أمريكي جديد لصنعاء مقابل خفض التصعيد.. امتيازات في إدارة البلاد 7 فبراير، 2024أخر الأخبار صواريخ تهز البحر الأحمر.. وبريطانيا تُطلق "تحذير الطوارئ" 5 يوليو، 2025 تقارب تاريخي بين اليمنيين.. وأمريكا تعلن: سنوقفه بأي ثمن 5 يوليو، 2025 أنفك ليس مجرد ملامح.. تعرف على ما يكشفه شكل أنفك عن شخصيتك الحقيقية 5 يوليو، 2025الأكثر شعبية تطور مفاجئ في ملف المرتبات.. والمبعوث الأممي يُقصي الرئاسي من مشهد التفاوض 2 يوليو، 2025 ترامب ينفجر غاضبًا: "خدعة نووية بـ30 مليار دولار لإيران؟ لم أسمع بها في حياتي" 28 يونيو، 2025التصنيفاتأخبار الخليجأخبار السعوديةأخبار اليمنأخرىتقنيةصحةفن ومشاهيرفيديومقالاتمنوعاتفيسبوكXتيلقرامصفحاتأرشيفالأكثر مشاهدةالرئيسيةتواصل معناسياسة الخصوصيةعالممن نحن جميع الحقوق محفوظة 2025فيسبوكXتيلقرام فيسبوك X واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوكXتيلقرام إغلاق بحث عن