أكد خبراء حقوقيون ومدنيون يمنيون يعيشون تحت حكم مليشيا الحوثي، (المدرجة على قائمة الإرهاب)، أن سكان المناطق الخاضعة لنفوذ تلك الجماعة المدعومة من إيران، يعانون من أساليب وحشية تمارس بحقهم، مثل أحكام الإعدام التعسفية والجلد العلني.

وقالت صحيفة "التلغراف" البريطانية، في تقرير نشرته الثلاثاء، إنه زاد مؤخرا استهداف نشطاء حقوق الإنسان والإعلاميين، دون أن يستثني ذلك حتى الصيادين الباحثين عن لقمة عيشهم.

وفي أعقاب سلسلة من الضربات الأمريكية والبريطانية على قواعد ومواقع الحوثيين، تعهدت الجماعة الإرهابية بمواصلة مهاجمة السفن في المنطقة، مما يهدد بمزيد من التصعيد في الشرق الأوسط. وفي الوقت نفسه، يعزز الحوثيون قبضتهم على البلاد.

وقالت الباحثة في قسم الشرق الأوسط وإفريقيا في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، نيكو جعفرينا للصحيفة، إن الحوثيين "يستخدمون هجماتهم في البحر الأحمر كغطاء لانتهاكاتهم الحقوقية في الداخل".

وأضافت: "بينما ينشغل الحوثيون في الترويج للعالم بأنهم يدافعون عن الفلسطينيين في قطاع غزة، فإنهم يقومون بقمع اليمنيين الذين يجرؤون على انتقادهم".

وتابعت: "هناك ارتفاع في حالات التعذيب والإعدام العلني، منذ أن بدأ الحوثيون بمهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر".

وقدم رشيد معروف، من وحدة الإعلام بالجيش اليمني، تأكيدات مماثلة، وأوضح أن هناك "العديد من أحكام الإعدام قد صدرت" من المحاكم التي يسيطر عليها الحوثيون بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة.

وقال معروف لصحيفة "التلغراف": "الكثيرون يفكرون جديًا في مغادرة اليمن للعيش في الخارج، حيث لم يعد يوجد أمان داخل البلاد. الحوثيون لهم نفوذ كبير.. وكلنا في خطر".

وأشار إلى قضية الناشطة الحقوقية، فاطمة العرولي، التي حكم عليها الحوثيون قبل أسبوعين بالإعدام بتهمة "التجسس".

وكانت المليشيات الحوثية قد اعتقلت العرولي، لدى عودتها إلى البلاد قبل نحو عامين، ومن المتوقع أن ينفذ الحكم قريبا.

ومن بين المهددين بالإعدام قريبا، المراهق خالد عتيق صالح العوادي، الذي يبلغ حاليا من العمر 15 عاما فقط، وكان قد جرى اعتقاله قبل سنتين أيضا.

وذكر معروف أن والدة الطفل ناشدت الحوثيين مرارا لإطلاق سراح فلذة كبدها، مؤكدة أنه ابنها الوحيد.

وقال إن "المليشيات اغتالت العديد من الناشطين الإعلاميين"، مضيفا: "لقد تعرضت شخصيا للعديد من التهديدات ومحاولات الاغتيال، لذا اضطررت للفرار إلى الحدود مع السعودية للعمل في منطقة عسكرية تعتبر أكثر أماناً من الداخل".

وفي سياق متصل، أكد الزميل المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، براء شيبان، أن استيلاء الحوثيين على السلطة القضائية في اليمن "ساعد في تسهيل إطلاق الجولة الأخيرة من عمليات الإعدام".

وقال: "محمد الحوثي، أحد كبار قادة الحوثيين، أشرف على تغيير الهيكل القضائي الذي منحه السيطرة على نظام المحاكم، مما يسمح لتلك الجماعة بتسريع الأحكام عندما تحتاج إلى ذلك".

وفي السابق، كان النظام القضائي، يتألف من 3 مستويات، حيث تنتهي أي عقوبة إعدام في يد المحكمة العليا، التي يكون لها القرار النهائي بشأن ذلك.

وقال شيبان: "لقد قام الحوثيون بتسريع هذه العملية برمتها التي كانت تستغرق في السابق ما يصل إلى عامين، بينما أضحى إصدار أوامر الإعدام يتم في غضون أيام".

ولفت إلى أن الحوثيين تمكنوا من الحصول على حكم "يسمح لهم بمصادرة العقارات والأموال، مما مكنهم من الاستيلاء على ممتلكات وأصول أي شخص لا يحبونه".

من جانبه، أكد الناشط الحقوقي اليمني في اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، غالب القديمي، أن صيادين محليين قتلوا على يد الحوثيين لتحديهم حظر الصيد الذي فرضته الجماعة الإرهابية.

وأضاف إن "8 صيادين من مديرية الخوخة اختفوا منذ شهر، ولم يتم العثور على جثثهم حتى اللحظة".

وتابع: "الأسبوع الماضي جرى العثور على جثتي صيادين اثنين ظهرت عليهما آثار إطلاق النار، وحتى هذه اللحظة لم يتم التعرف على هويتهما لأن الجثتين تحللتا بشكل كبير".

ويعتمد معظم سكان المناطق الساحلية على البحر الأحمر في اليمن، على صيد الأسماك من أجل تأمين تكاليف الحياة.

ومن المرجح أن يؤدي حظر الصيد الذي فرضه الحوثيون إلى تفاقم مستويات المجاعة بين هؤلاء السكان. وقال القديمي: "بحجة الحرب في غزة ودعم القضية الفلسطينية، حرم الحوثيون الصيادين الذين يعيلون آلاف الأسر من مصدر رزقهم الوحيد".

مضيفا: "لقد تم منع الصيد بشكل كامل، وجرى تدمير أي قارب صيد يتواجد في البحر".

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

الحوثي: لا مرور للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر

صراحة نيوز- أكد زعيم جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، عبد الملك الحوثي، اليوم الخميس، أن قرار حظر مرور السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب ما يزال ساريًا ومتصاعدًا، مشددًا على أنه “لا يمكن السماح لأي شركة بنقل بضائع ذات صلة بإسرائيل ضمن مسرح العمليات المحدد”.

وأوضح الحوثي أن بعض شركات الشحن البحري تخرق الحظر المفروض على ميناء أم الرشراش (إيلات)، ظنًّا منها أنه يمكن التغاضي عن القرار، مؤكدًا أن هذا الحظر مستمر ما دام العدوان الإسرائيلي والحصار على قطاع غزة قائمين.

وأضاف أن عملية الرصد للمخالفات لم تتوقف، وأن ما جرى مؤخرًا هو نتيجة خرق بعض السفن للقرار القائم أصلًا.

استهداف السفن مستمر

وكانت الجماعة قد أعلنت أمس الأربعاء مسؤوليتها عن إغراق سفينة الشحن “إترنيتي سي” في البحر الأحمر، بعد استهدافها بزورق مفخخ و6 صواريخ، بينما كانت في طريقها إلى ميناء إيلات. وأكد المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، أن السفينة تجاهلت التحذيرات المتكررة من القوات البحرية اليمنية.

وأشار سريع إلى أن العملية جاءت دعمًا للقضية الفلسطينية، وأن الحوثيين سيواصلون استهداف الملاحة الإسرائيلية. كما لفت إلى أن طاقم السفينة تم إنقاذ عدد منهم ونقلهم إلى موقع آمن.

وتعد هذه السفينة الثانية التي تغرقها الجماعة في أقل من أربعة أيام، بعد السفينة “ماجيك سيز” التي استهدفت يوم الأحد الماضي، وأسفر الهجوم حينها عن مقتل أربعة أشخاص وفقدان 15 آخرين، وفق مصادر من شركات الأمن المشاركة في الإنقاذ.

تأثير مباشر على الملاحة العالمية

تصاعد هذه العمليات العسكرية في الممرات البحرية الحيوية أجبر العديد من السفن التجارية على تغيير مساراتها، مما أدى إلى انخفاض في حركة الملاحة عبر قناة السويس، التي تمر منها عادة نحو 12% من التجارة العالمية، بحسب الغرفة الدولية للشحن.

ويأتي ذلك رغم هدنة أعلن عنها في أيار/مايو بوساطة عمانية بين الحوثيين والولايات المتحدة، هدفت لتأمين الملاحة في البحر الأحمر. إلا أن الحوثيين أكدوا لاحقًا أن السفن الإسرائيلية ستظل أهدافًا مشروعة طالما استمر العدوان على غزة.

وترد إسرائيل على هذه الهجمات عبر تنفيذ ضربات جوية على مواقع للحوثيين في اليمن، من بينها غارات مكثفة استهدفت مدينة الحديدة ومحيطها مؤخرًا.

مقالات مشابهة

  • عقب الهجمات الحوثية الأخيرة.. ارتفاع كبير لتكاليف تأمين السفن التي تمر عبر البحر الأحمر
  • تقرير حقوقي: 112 جريمة ارتكبها الحوثيون بصنعاء
  • بريطانيا: عمليات قوات صنعاء الأخيرة تطور استثنائي في تاريخ الحروب البحرية الحديثة
  • ارتفاع تأمين السفن المارة من البحر الأحمر
  • إسرائيل تطالب الولايات المتحدة بتجديد ضرباتها على الحوثيين
  • التلغراف ..اليمنيون أصبحوا أكثر قوة مما كانوا عليه
  • ارتفاع تأمين السفن المارة من البحر الأحمر بعد إغراق الحوثيين سفينتين
  • (وكالة) ارتفاع عدد الناجين من سفينة استهدفها الحوثيون و11 لا يزالون في عداد المفقودين
  • الحوثي: لا مرور للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر
  • إنقاذ 4 أشخاص كانوا على متن السفينة التي استهدفها الحوثيون