التلغراف: ارتفاع حالات التعذيب والإعدام العلني في مناطق سيطرة الحوثيين
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
أكد خبراء حقوقيون ومدنيون يمنيون يعيشون تحت حكم مليشيا الحوثي، (المدرجة على قائمة الإرهاب)، أن سكان المناطق الخاضعة لنفوذ تلك الجماعة المدعومة من إيران، يعانون من أساليب وحشية تمارس بحقهم، مثل أحكام الإعدام التعسفية والجلد العلني.
وقالت صحيفة "التلغراف" البريطانية، في تقرير نشرته الثلاثاء، إنه زاد مؤخرا استهداف نشطاء حقوق الإنسان والإعلاميين، دون أن يستثني ذلك حتى الصيادين الباحثين عن لقمة عيشهم.
وفي أعقاب سلسلة من الضربات الأمريكية والبريطانية على قواعد ومواقع الحوثيين، تعهدت الجماعة الإرهابية بمواصلة مهاجمة السفن في المنطقة، مما يهدد بمزيد من التصعيد في الشرق الأوسط. وفي الوقت نفسه، يعزز الحوثيون قبضتهم على البلاد.
وقالت الباحثة في قسم الشرق الأوسط وإفريقيا في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، نيكو جعفرينا للصحيفة، إن الحوثيين "يستخدمون هجماتهم في البحر الأحمر كغطاء لانتهاكاتهم الحقوقية في الداخل".
وأضافت: "بينما ينشغل الحوثيون في الترويج للعالم بأنهم يدافعون عن الفلسطينيين في قطاع غزة، فإنهم يقومون بقمع اليمنيين الذين يجرؤون على انتقادهم".
وتابعت: "هناك ارتفاع في حالات التعذيب والإعدام العلني، منذ أن بدأ الحوثيون بمهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر".
وقدم رشيد معروف، من وحدة الإعلام بالجيش اليمني، تأكيدات مماثلة، وأوضح أن هناك "العديد من أحكام الإعدام قد صدرت" من المحاكم التي يسيطر عليها الحوثيون بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة.
وقال معروف لصحيفة "التلغراف": "الكثيرون يفكرون جديًا في مغادرة اليمن للعيش في الخارج، حيث لم يعد يوجد أمان داخل البلاد. الحوثيون لهم نفوذ كبير.. وكلنا في خطر".
وأشار إلى قضية الناشطة الحقوقية، فاطمة العرولي، التي حكم عليها الحوثيون قبل أسبوعين بالإعدام بتهمة "التجسس".
وكانت المليشيات الحوثية قد اعتقلت العرولي، لدى عودتها إلى البلاد قبل نحو عامين، ومن المتوقع أن ينفذ الحكم قريبا.
ومن بين المهددين بالإعدام قريبا، المراهق خالد عتيق صالح العوادي، الذي يبلغ حاليا من العمر 15 عاما فقط، وكان قد جرى اعتقاله قبل سنتين أيضا.
وذكر معروف أن والدة الطفل ناشدت الحوثيين مرارا لإطلاق سراح فلذة كبدها، مؤكدة أنه ابنها الوحيد.
وقال إن "المليشيات اغتالت العديد من الناشطين الإعلاميين"، مضيفا: "لقد تعرضت شخصيا للعديد من التهديدات ومحاولات الاغتيال، لذا اضطررت للفرار إلى الحدود مع السعودية للعمل في منطقة عسكرية تعتبر أكثر أماناً من الداخل".
وفي سياق متصل، أكد الزميل المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، براء شيبان، أن استيلاء الحوثيين على السلطة القضائية في اليمن "ساعد في تسهيل إطلاق الجولة الأخيرة من عمليات الإعدام".
وقال: "محمد الحوثي، أحد كبار قادة الحوثيين، أشرف على تغيير الهيكل القضائي الذي منحه السيطرة على نظام المحاكم، مما يسمح لتلك الجماعة بتسريع الأحكام عندما تحتاج إلى ذلك".
وفي السابق، كان النظام القضائي، يتألف من 3 مستويات، حيث تنتهي أي عقوبة إعدام في يد المحكمة العليا، التي يكون لها القرار النهائي بشأن ذلك.
وقال شيبان: "لقد قام الحوثيون بتسريع هذه العملية برمتها التي كانت تستغرق في السابق ما يصل إلى عامين، بينما أضحى إصدار أوامر الإعدام يتم في غضون أيام".
ولفت إلى أن الحوثيين تمكنوا من الحصول على حكم "يسمح لهم بمصادرة العقارات والأموال، مما مكنهم من الاستيلاء على ممتلكات وأصول أي شخص لا يحبونه".
من جانبه، أكد الناشط الحقوقي اليمني في اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، غالب القديمي، أن صيادين محليين قتلوا على يد الحوثيين لتحديهم حظر الصيد الذي فرضته الجماعة الإرهابية.
وأضاف إن "8 صيادين من مديرية الخوخة اختفوا منذ شهر، ولم يتم العثور على جثثهم حتى اللحظة".
وتابع: "الأسبوع الماضي جرى العثور على جثتي صيادين اثنين ظهرت عليهما آثار إطلاق النار، وحتى هذه اللحظة لم يتم التعرف على هويتهما لأن الجثتين تحللتا بشكل كبير".
ويعتمد معظم سكان المناطق الساحلية على البحر الأحمر في اليمن، على صيد الأسماك من أجل تأمين تكاليف الحياة.
ومن المرجح أن يؤدي حظر الصيد الذي فرضه الحوثيون إلى تفاقم مستويات المجاعة بين هؤلاء السكان. وقال القديمي: "بحجة الحرب في غزة ودعم القضية الفلسطينية، حرم الحوثيون الصيادين الذين يعيلون آلاف الأسر من مصدر رزقهم الوحيد".
مضيفا: "لقد تم منع الصيد بشكل كامل، وجرى تدمير أي قارب صيد يتواجد في البحر".
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
ارتفاع حالات الاضطرابات النفسية بين الجنود الإسرائيليين
أفادت نائبة رئيس قسم إعادة التأهيل في وزارة الدفاع الإسرائيلية، تمار شمعوني، بزيادة كبيرة في عدد الجنود الذين يعانون من اضطرابات نفسية منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وذكرت شمعوني لإذاعة الجيش الإسرائيلي، الأحد، أن الوزارة عالجت منذ السابع من أكتوبر نحو 62 ألف حالة نفسية، ليصل العدد اليوم إلى حوالي 85 ألف حالة، ووصفت هذه الزيادة بأنها “غير مسبوقة”. وأوضحت أن ثلث الجنود يواجهون مشاكل نفسية مباشرة بعد أحداث 7 أكتوبر.
وأشارت شمعوني إلى صعوبة تقديم العلاج للجميع بالسرعة المطلوبة، حيث يتعامل المعالج النفسي الواحد مع ما يصل إلى 750 جنديًا، وفي بعض المناطق أكثر من ذلك.
وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” قد حذرت في نوفمبر/تشرين الثاني من “أزمة نفسية واسعة” في إسرائيل، مشيرة إلى تزايد حالات الإدمان على المخدرات ووجود ما يقارب مليوني شخص بحاجة لدعم نفسي، بينهم عدد كبير من الجنود.
وفي سياق متصل، رُصد ارتفاع في حالات الانتحار بين صفوف الجيش، حيث انتحر الجندي نهوراي رافائيل بارزاني نتيجة اضطراب ما بعد الصدمة جراء مشاركته في القتال، إضافة إلى انتحار ضابط الاحتياط توماس إدزغوسكس (28 عامًا) من لواء “غفعاتي” بعد صراع نفسي، وفق الإعلام العبري.
وبحسب معطيات رسمية إسرائيلية نُشرت في أكتوبر الماضي، سجّل الجيش 279 محاولة انتحار خلال 18 شهرًا، بينها 36 حالة وفاة.
وتستمر الخروقات لوقف إطلاق النار الذي أعلن في 10 أكتوبر، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة السبت عن مقتل 367 فلسطينيًا وإصابة 953 آخرين، إضافة إلى استمرار نقص الغذاء والدواء في القطاع الذي يضم نحو 2.4 مليون نسمة.
المصدر: الوكالات
كلمات دالة:غزةإسرائيلاضطرابات نفسية© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
صحفية حاصلة على درجة الماجستير في الصحافة والإعلام الرقمي، تعمل في مجال الصحافة باللغتين العربية والإنجليزية، ولها خبرة دولية في إعداد التقارير والمحتوى الإعلامي وتقديم تغطيات إخبارية متنوعة.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اقرأ ايضاًاشترك الآن