الجزيرة:
2025-05-28@07:25:35 GMT

فيلم أبو نسب.. فوضى سينمائية وأخطاء مكررة

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

فيلم أبو نسب.. فوضى سينمائية وأخطاء مكررة

طرحت العديد من دور العرض العربية فيلم "أبو نسب" مؤخرا، الذي يؤدي فيه الممثل المصري محمد إمام دور البطولة إلى جانب كل من ياسمين صبري وماجد الكدواني، وهو من إخراج رامي إمام.

ويواجه محمد إمام اتهامات جاهزة مع كل عمل سينمائي جديد بمحاولة استغلال شهرة والده النجم عادل إمام، أو تقليد أسلوبه الفني، الأمر الذي يتكرر بطبيعة الحال مع عرض "أبو نسب".

فهل هذه الاتهامات مستحقة هذه المرة؟

ليته اقتباس

تبدو حبكة "أبو نسب" -الذي ألفه أيمن الوتار- بالفعل كما لو أنها اقتباس من فيلم "عريس من جهة أمنية"، الذي يعد أحد أشهر أفلام "الزعيم" في المرحلة قبل الأخيرة من مسيرته السينمائية، والذي دارت أحداثه حول خطاب النجاري الأب المحب لابنته الوحيدة حبيبة (حلا شيحة) والذي يرفض تزويجها حتى يضطر لذلك تحت ضغط علاقة حب جمعتها بضابط الشرطة النافذ الرائد طارق عبد الجليل (شريف منير).

أما فيلم "أبو نسب" فتدور أحداثه حول الطبيب علي (محمد إمام) الذي يوشك على الزواج من حبيبته داليا (ياسمين صبري)، لكنه يكتشف قبل الزواج بيوم أن والدها داود الشنش (ماجد الكدواني) ليس متوفيا، بل هو سجين سابق.

يقرر الأب منع هذا الزواج حتى يستمتع بمحبة ابنته لأطول مدة، وعندما يحدث الزفاف رغما عن إرادته، يستغل الحرب التي يشنها أعداؤه من المجرمين لحبس ابنته وزوجها في قصره على أطراف القاهرة، ويبدأ في إشعال الخلافات بينهما.

تنتهي التشابهات بين فيلمي "عريس من جهة أمنية" و"أبو نسب" عند الهيكل الخارجي للحبكة، لكن فيما عدا ذلك فهو مشروع مختلف تماما، بل لربما تمنى بعض المشاهدين أن يستمر هذا الاقتباس، لأن ما تلا ذلك كان فوضى سينمائية على كل الأصعدة.

تعاون محمد إمام مع ياسمين صبري في "ليلة هنا وسرور" و"جحيم في الهند" من قبل، ومع أخيه رامي في عدة مشاريع تضمنت والدهما عادل إمام، في حين عاد رامي للسينما بعد طول غياب عام 2022 بفيلم "فضل ونعمة" من سيناريو أيمن وتار، أي أن فريق الفيلم سبق أن تشارك الكثير من الأعمال سابقا، الأمر الذي من المفترض أن يؤدي إلى تناغم أكثر.

لكن ذلك لم يتحقق في فيلم "أبو نسب"، الذي أعاد إنتاج كل عيوب الأفلام السابقة لكل طرف من أطراف الفيلم، بداية من افتقاد الانسجام بين صبري وإمام على الشاشة، مرورا بلجوء المخرج والمؤلف إلى كوميديا الموقف المبنية على التناقض بين الشخصيات الفيلمية المرسومة بشكل سطحي للغاية، وانتهاءً بتنفيذ مشاهد الحركة (الأكشن) بشكل متواضع، على الرغم من تقدم المؤثرات البصرية السينمائية في السنوات الأخيرة.

سيناريو تائه

يحاول سيناريو فيلم "أبو نسب" الجمع بين الكوميديا والحركة، لكنه لا يحسن تقديم أي منهما، أو حتى إحداث نوع من التوازن بينهما.

تتمثل الكوميديا في شخصية علي طبيب الأطفال المسالم الذي يصبح بشكل مفاجئ أحد أفراد عائلة من المجرمين، فيحضر اجتماعا عالي الخطورة -على سبيل المثال- وهو يقدم مشروب السحلب للجميع، أو يتحول حفل زفافه إلى ساحة معركة ينهال الرصاص فيها على المدعويين ويرقص مدير الفندق على أنغام هذه الطلقات.

بالمقابل، تتناقض شخصيته مع داود الشنش والد عروسته، المجرم المخضرم الذي لا يرق قلبه إلا لابنته فقط، ويحاول بعد خروجه من السجن التخلص من زوجها واستعادة مكانته في عالم الجريمة المنظمة، ويحيط نفسه بمجموعة من الرجال أصحاب الأسماء الغريبة الذين ينفذون أوامره بلا تفكير.

أما الطرف الثالث فهي العروسة داليا التي تحاول بسذاجة الجمع بين عالمي الأب والزوج، وترى في الحديث من القلب الحل لهذه الأزمة.

كوميديا فيلم "أبو نسب" غير مضحكة، ومليئة بـ"إفيهات" (جمل كوميدية) متوقعة تفتقد حتى التوقيت السليم لإحداث الأثر المطلوب، في حين تم تجميع مشاهد الحركة في الفصل الأخير، كما لو أن الفيلم قرر تحويل دفته في الفقرة الأخيرة من الكوميديا إلى الحركة.

يبدأ الفيلم كذلك بعدد كبير من الشخصيات، مثل خال ووالدة علي التي كانت تتمنى له زوجة أفضل، ووالدة داليا التي أخفت عن الجميع زواجها السابق من مجرم، لكن ما أن ينتهي حفل الزفاف حتى تختفي هذه الشخصيات كأن لم تكن، فلم يبال أيمن وتار بإدماجها بالفيلم أو حتى استغلال وجودها، وهو أمر كان من الممكن أن يعزز الكوميديا المختفية نتيجة لاستهلاك الكوميديات نفسها على طول الفيلم.

لم يعط سيناريو "أبو نسب" الفرصة لممثليه لتقديم أداء جيد، فمع هذه الشخصيات المسطحة والكوميديات غير المضحكة، بدا الفيلم منذ البداية محكوما عليه بالإعدام بلا استئناف، لكن يتضح بسهولة الفارق بين محاولات ماجد الكدواني ومحمد إمام في التعامل مع هذا الوضع الكوميدي الكارثي، وبين استسلام ياسمين صبري التي تقول جملها كما لو أنها تم تلقينها إياها قبل التصوير بلحظات.

بالطبع هناك الكثير من التشابهات بين أسلوب محمد إمام الكوميدي ووالده، لكنها تشابهات مقبولة وتخرج من حيز التقليد إلى التأثر مثله مثل الكثير من الممثلين الآخرين الذين حاولوا على مر العقود إعادة إنتاج كوميديا أثبتت نجاحها من المحيط إلى الخليج.

حان الوقت ليجد الممثل الشاب أسلوبه الخاص، خصوصا أنه استطاع بالفعل الوصول إلى قلوب قاعدة كبيرة من المحبين، والأهم اختيار مشاريع سينمائية جيدة، والبعد عن فخ التكرار الذي قد يضر بمسيرته السينمائية مبكرا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: یاسمین صبری محمد إمام أبو نسب

إقرأ أيضاً:

ليبراسيون: غزة مقبرة ضخمة تئن تحت وطأة فوضى تنشرها إسرائيل

قالت صحيفة ليبراسيون إن القصف الإسرائيلي على غزة يتصاعد ويصبح أكثر فتكا، رغم الدعوات الدولية المتزايدة لإسكات البنادق، وذلك بالتزامن مع احتفالات يقيمها اليمين الإسرائيلي المتطرف بلا خجل في يوم القدس.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم بنيامين دليل- أن أكثر من 3700 من سكان غزة قتلوا منذ نهاية الهدنة يوم 18 مارس/آذار الماضي، ومعظمهم من المدنيين وخاصة القُصر، مذكرة بمقتل 9 من 10 أطفال لعائلة من الأطباء في بداية عطلة الأسبوع التي انتهت بحالة من الفوضى في مدرسة فهمي الجرجاوي بمدينة غزة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أولمرت: طفح الكيل إسرائيل ترتكب جرائم حرب في قطاع غزةlist 2 of 2منظومة صاروخية أميركية جديدة استعدادا لأي حرب مع الصينend of list

ويقسم الجيش الإسرائيلي أنه استهدف "إرهابيين كبارا في مركز قيادة وسيطرة"، ويؤكد أنه قصف 200 هدف بين "مستودعات أسلحة ومواقع قناصة وأسلحة مضادة للدبابات وفتحات أنفاق وغيرها من البنية التحتية الإرهابية"، ولكن جثث الأطفال المجهولين ووجوه الناجين الشاحبة والهزيلة تشهد أن هذه المبررات جوفاء، كما تقول الصحيفة.

ولد ميتا

ونبهت ليبراسيون إلى أن حلفاء إسرائيل بدؤوا يدركون الواقع، إذ قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس -الذي لم تشكك بلاده في اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل- في تصريح غير مسبوق "بصراحة لا أفهم ما يفعله الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، ولا أرى ما هو هدفه من التأثير على السكان المدنيين بهذه الطريقة".

إعلان

وأكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن "علينا أن نوقف هذا الهجوم الذي ليس له أي هدف عسكري، ما لم يكن الهدف تحويل غزة إلى مقبرة واسعة".

ودعا الوزير إلى فرض حظر على مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، في حين قال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون "نحن لا ندعم ما تفعله الحكومة الإسرائيلية حاليا من حصار غزة. بالتأكيد لا"، واستدعى السفير الإسرائيلي ردا على رفض تل أبيب السماح بدخول المساعدات الإنسانية بحرية.

وسمحت إسرائيل بدخول عدد قليل من الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى القطاع الأسبوع الماضي، ووعدت بإنشاء نظام توزيع تحت رعايتها قريبا، فيما بدا مناورة لتبرير عملية "عربات جدعون"، خاصة أن حجم المساعدات التي وصلت كان مثيرا للسخرية، حتى إن الأمم المتحدة وصفته بأنه "قطرة في محيط".

ورأت الصحيفة أن التوزيع السيئ السمعة الذي وعدت به إسرائيل للالتفاف على الأمم المتحدة، ولد ميتا، وبالفعل استقال جيك وود مدير مؤسسة غزة الإنسانية التي يفترض أنها ستشرف على العمليات بسبب عدم وجود ضمانات بأنها ستحترم المبادئ الإنسانية: "الحياد والنزاهة والاستقلال".

تفويض مفتوح

ورغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يؤكد أن استخدام المزيد من القوة هو السبيل الوحيد لإعادة المحتجزين الذين لا تزال حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تحتفظ بهم، فإن الحقائق تعطي الانطباع بأن هناك تفويضا مفتوحا لليمين الإسرائيلي المتطرف بتحقيق طموحاته في ضم قطاع غزة واحتقار الفلسطينيين.

وقد ذهب وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير إلى حد الاحتفال "بيوم القدس" في ساحة المسجد الأقصى، في وقت اقتحم فيه مراهقون صاخبون المدينة القديمة.

وفي السياق، رفضت إسرائيل اقتراحا لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين قدّمه رجل الأعمال الفلسطيني الأميركي بشارة بحبح، الذي شارك في حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولعب دورا رئيسيا في إطلاق سراح عيدان ألكسندر، كما أنها لم ترد على اقتراح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف والذي تقول حماس إنها قبلته.

إعلان

ولا شيء يبدو قادرا على إيقاف آلة الحرب الإسرائيلية -كما تقول الصحيفة- لأن إسرائيل لا تهزها الاحتجاجات الدولية مثل الاحتجاجات المشتركة التي نظمتها فرنسا والمملكة المتحدة وكندا الأسبوع الماضي، بل إن حكومة نتنياهو وصفتها بأنها "تحريض على الكراهية وتشجيع لقتلة حماس".

مقالات مشابهة

  • الأورومتوسطي .. إسرائيل مستمرة في فرض المجاعة وتدفع المدنيين إلى فوضى مذلّة
  • فوضى وإطلاق نار بعد "إقبال كبير جدا" على المساعدات في غزة
  • فوضى وإطلاق نار بعد "إقبال كبير جدا" على المساعدات في غزة
  • الاحتلال يطلق النار خلال فوضى توزيع المساعدات في رفح الفلسطينية
  • أبطال «المشروع X» لـ «الأسبوع»: تجربة سينمائية مهمة.. واستخدمنا تقنيات عالمية
  • أسئلة صعبة وأخطاء في الصياغة.. أبرز شكاوى الطلاب من امتحانات الترم الثاني 2025
  • ليبراسيون: غزة مقبرة ضخمة تئن تحت وطأة فوضى تنشرها إسرائيل
  • منصة سينمائية مبتكرة في قمة الإعلام العربي
  • بلا أطباء ولا موظفين.. فوضى داخل مركز صحي في تكريت (فيديو)
  • فوضى التعددية هل 500 حزب في انتخابات العراق نعمة أم نقمة؟