ليبراسيون: غزة مقبرة ضخمة تئن تحت وطأة فوضى تنشرها إسرائيل
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
قالت صحيفة ليبراسيون إن القصف الإسرائيلي على غزة يتصاعد ويصبح أكثر فتكا، رغم الدعوات الدولية المتزايدة لإسكات البنادق، وذلك بالتزامن مع احتفالات يقيمها اليمين الإسرائيلي المتطرف بلا خجل في يوم القدس.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم بنيامين دليل- أن أكثر من 3700 من سكان غزة قتلوا منذ نهاية الهدنة يوم 18 مارس/آذار الماضي، ومعظمهم من المدنيين وخاصة القُصر، مذكرة بمقتل 9 من 10 أطفال لعائلة من الأطباء في بداية عطلة الأسبوع التي انتهت بحالة من الفوضى في مدرسة فهمي الجرجاوي بمدينة غزة.
ويقسم الجيش الإسرائيلي أنه استهدف "إرهابيين كبارا في مركز قيادة وسيطرة"، ويؤكد أنه قصف 200 هدف بين "مستودعات أسلحة ومواقع قناصة وأسلحة مضادة للدبابات وفتحات أنفاق وغيرها من البنية التحتية الإرهابية"، ولكن جثث الأطفال المجهولين ووجوه الناجين الشاحبة والهزيلة تشهد أن هذه المبررات جوفاء، كما تقول الصحيفة.
ولد ميتا
ونبهت ليبراسيون إلى أن حلفاء إسرائيل بدؤوا يدركون الواقع، إذ قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس -الذي لم تشكك بلاده في اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل- في تصريح غير مسبوق "بصراحة لا أفهم ما يفعله الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، ولا أرى ما هو هدفه من التأثير على السكان المدنيين بهذه الطريقة".
إعلانوأكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن "علينا أن نوقف هذا الهجوم الذي ليس له أي هدف عسكري، ما لم يكن الهدف تحويل غزة إلى مقبرة واسعة".
ودعا الوزير إلى فرض حظر على مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، في حين قال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون "نحن لا ندعم ما تفعله الحكومة الإسرائيلية حاليا من حصار غزة. بالتأكيد لا"، واستدعى السفير الإسرائيلي ردا على رفض تل أبيب السماح بدخول المساعدات الإنسانية بحرية.
وسمحت إسرائيل بدخول عدد قليل من الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى القطاع الأسبوع الماضي، ووعدت بإنشاء نظام توزيع تحت رعايتها قريبا، فيما بدا مناورة لتبرير عملية "عربات جدعون"، خاصة أن حجم المساعدات التي وصلت كان مثيرا للسخرية، حتى إن الأمم المتحدة وصفته بأنه "قطرة في محيط".
ورأت الصحيفة أن التوزيع السيئ السمعة الذي وعدت به إسرائيل للالتفاف على الأمم المتحدة، ولد ميتا، وبالفعل استقال جيك وود مدير مؤسسة غزة الإنسانية التي يفترض أنها ستشرف على العمليات بسبب عدم وجود ضمانات بأنها ستحترم المبادئ الإنسانية: "الحياد والنزاهة والاستقلال".
تفويض مفتوح
ورغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يؤكد أن استخدام المزيد من القوة هو السبيل الوحيد لإعادة المحتجزين الذين لا تزال حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تحتفظ بهم، فإن الحقائق تعطي الانطباع بأن هناك تفويضا مفتوحا لليمين الإسرائيلي المتطرف بتحقيق طموحاته في ضم قطاع غزة واحتقار الفلسطينيين.
وقد ذهب وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير إلى حد الاحتفال "بيوم القدس" في ساحة المسجد الأقصى، في وقت اقتحم فيه مراهقون صاخبون المدينة القديمة.
وفي السياق، رفضت إسرائيل اقتراحا لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين قدّمه رجل الأعمال الفلسطيني الأميركي بشارة بحبح، الذي شارك في حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولعب دورا رئيسيا في إطلاق سراح عيدان ألكسندر، كما أنها لم ترد على اقتراح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف والذي تقول حماس إنها قبلته.
إعلانولا شيء يبدو قادرا على إيقاف آلة الحرب الإسرائيلية -كما تقول الصحيفة- لأن إسرائيل لا تهزها الاحتجاجات الدولية مثل الاحتجاجات المشتركة التي نظمتها فرنسا والمملكة المتحدة وكندا الأسبوع الماضي، بل إن حكومة نتنياهو وصفتها بأنها "تحريض على الكراهية وتشجيع لقتلة حماس".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تخطيط إسرائيل لتقليص دور المنظمات الإنسانية الدولية في غزة
تعلن إسرائيل عزمها البدء بخطة توزيع مساعدات مثيرة للجدل، خطة سبق أن رفضتها الأمم المتحدة، وحذرت منها حماس ووصفتها بالسلوك المشبوه. فما هذه الخطة؟ تعرف على التفاصيل في تقرير أحمد جرار.
26/5/2025