الجزيرة:
2024-06-16@08:24:43 GMT

فيلم مقسوم.. النسخة النسائية من وقفة رجالة

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

فيلم مقسوم.. النسخة النسائية من وقفة رجالة

تعرض دور السينما المصرية، حاليا، فيلم "مقسوم" من إخراج "كوثر يونس" وتأليف "هيثم دبور"، وتقوم بالأدوار الرئيسية الثلاثة كل من "ليلى علوي" و"شيرين رضا" و"سماء إبراهيم"، ويشاركهم بالأدوار الثانوية كل من المخرج "هاني خليفة" و"عمرو وهبة" و"سارة عبد الرحمن".

لا يمكن أن نزعم منافسة الفيلم في شباك التذاكر، خصوصا مع تصدر تجربة سينمائية أخرى مختلفة وهي "الحريفة"، واستمرار "أبو نسب" في حصد الإيرادات حتى بعد مرور 6 أسابيع على بدء عرضه، ولكن على الرغم من ذلك يمثل فيلم "مقسوم" فرصة طيبة لمشاهدة عمل خارج الأطر السائدة في السينما المصرية والوجوه المتكررة من موسم لآخر.

النساء والوحدة

تبدأ أحداث فيلم "مقسوم" في الثمانينيات من القرن العشرين، ليتعرف المشاهد على فرقة "أميتشي" الغنائية الناجحة ثم ينتقل العمل إلى الحاضر، ويقودنا إلى مخرج سينمائي شاب (عمرو وهبة) الذي يضع اللمسات النهائية على فيلمه الذي استثمر فيه وقته ومهاراته الفنية وأمواله، ولكن تقف أمامه عقبة وحيدة، فهو لم يحصل بعد على حقوق استخدام أغنية "مقسوم" التي استخدمها في عدة مشاهد، وعند محاولة الاتصال بالفرقة يكتشف مع مساعدته (سارة عبد الرحمن) أن النساء الثلاثة تشتت شملهن، وغلب على علاقاتهن العداء بعد الصداقة، فيكون عليه اللجوء للحيلة لجمعهن مرة أخيرة، وغناء أشهر أغنياتهن والحصول على حقوق استخدامها.

نتعرف -بعد ذلك- على المغنيات الثلاث، وشخصياتهن المختلفة، الأولى "هند" (ليلى علوي)، امرأة فقدت زوجها بعدما تركها وتزوج أخرى، لتعيش وحيدة في منزلها تجتر الماضي، وتبحث عن الرومانسية والحب في تطبيقات المواعدة، بينما تتركز حياة "إيمي" (شيرين رضا) في الحفاظ على جمالها من خلال الإجراءات التجميلية المختلفة، وحماية ابنتها من الوقوع في فخ زوج يتركها، مثلما حدث معها شخصيا منذ سنوات، وتعيش "رانيا" (سماء إبراهيم) حياة تقليدية للغاية، وقد تزوجت وأنجبت، بل أصبحت لها حفيدات، وتعتني بهذه القبيلة وحدها.

تعيش كل امرأة منهن تعاستها الخاصة وحيدة، وتجبرهن هذه الرحلة التي تجمعهن لأول مرة منذ سنوات على مواجهة بعضهن والأهم أنفسهن، فيختبرن لحظة مفصلية في حياة كل منهن، سواء بالتخلص من عبء ارتباطات اضطرارية أو فتح القلب لحب جديد، أو حتى مسامحة الماضي وعدم توقع الأسوأ على الدوام.

لمّ الشمل بين وقفة رجالة ومقسوم

ثيمة "لمّ الشمل" هي واحدة من الثيمات المتكررة في السينما العالمية والمصرية، وقدمها المؤلف "هيثم دبور" من قبل في فيلمه "وقفة رجالة"، الذي تناول قصة لمّ شمل مجموعة من الأصدقاء الرجال بعد وفاة زوجة أحدهم، ومحاولتهم التعامل مع المرحلة العمرية الجديدة بأمراضها وخساراتها ومخاوف نهاية العمر.

من إعلان فيلم "مقسوم" على يوتيوب (مواقع التواصل الاجتماعي)

ليبدو فيلم "مقسوم" كما لو أنه النسخة الأنثوية من فيلم "وقفة رجالة" سواء من حيث تصميم الشخصيات وتنوعها، أو الرحلة خارج القاهرة وحتى الكشف عن الأسرار من الماضي الأمر الذي يعيد توثيق العلاقة بين الأصدقاء، تمتد هذه التشابهات إلى الاشتراك في ذات العيوب، على رأسها تنميط الشخصيات في صور مختزلة مثل "الوحيدة" و"الديفا" و"الجدة"، وحرمان الممثلات من أي فرصة للحركة داخل الشخصية، وحبسهن في التفاصيل البصرية لها.

ويغلب على تناول قصص هؤلاء النسوة الخفة الشديدة، لتبدو حلول مشاكلهن كما لو أنها في متناول أيديهن من البداية ولسن بحاجة لرحلة شخصية أو تواصل مع صديقات الماضي، ذلك على عكس فيلم "أحلى الأوقات" الذي استغل أيضا ثيمة لمّ شمل الصديقات، ليبرز تعقيدات حياة النساء المصريات، ولكنه لم يقدم حلولا جاهزة لهذه التعقيدات للوصول لنهاية سعيدة منتظرة، بل تمهلت كاتبته "وسام سليمان" ومخرجته "هالة خليل" لجعل الشخصيات تجد سبيلها بنفسها دون لَي عنق الأحداث.

يحمل فيلم "مقسوم" بداخله نواة قصة مسلية وعاطفية في آن واحد، تلعب على مخاوف منتصف العمر، وحاجة النساء إلى التواصل الحقيقي في سبيل سلامهن النفسي، ولكن توقف تطوير هذه النواة عند القشور، فظهر الاستسهال في كل مواضعه، دون ترابط حقيقي بين الأسباب والنتائج.

أين كوثر يونس؟

"مقسوم" هو الفيلم الروائي الطويل الأول لمخرجته "كوثر يونس"، التي قدمت من قبل فيلما تسجيليا طويلا حول بحث والدها عن حبيبته الإيطالية تحت عنوان "هدية من الماضي"، والفيلم الروائي القصير "صاحبتي"، الفائز بالعديد من الجوائز ولكن كلا المشروعين يظهران نضجا عند مقارنتهما بـ"مقسوم".

تحكمت "كوثر يونس" بكامل العملية الإبداعية في أفلامها السابقة، فكانت المخرجة والمؤلفة، وأسهمت هذه الحرية في صبغ الأفلام بتصورها الشخصي، بينما غاب هذا التحكم في "مقسوم"، الذي ينتمي للسينما الروائية التجارية بمنظومتها التي تخضع فيه الرؤية الفنية لخطوات عدة ورغبات المؤلف والمنتج وشركات التوزيع وغيرها.

لم يخالف فيلم "مقسوم" المتوقع منه كفيلم خفيف ومسلٍّ يجمع مجموعة من الممثلات اللواتي رغم الزمن يثبتن تألقهن من مشروع لآخر، وكن بالفعل أحد أهم العوامل الإيجابية في العمل، ولكنه فرصة مهدرة لتقديم صورة مختلفة عن النساء في هذه المرحلة العمرية، الأمر الذي قام به العمل بشكل جزئي في الربع الأخير منه وتحليل علاقة "رانيا" بزوجها "مدحت" القائمة على الحب الممزوج بالتحكم والسيطرة والتلاعب.

واستخدمت المخرجة الألوان الحية والمبهجة سواء في ملابس الشخصيات، أو في أماكن التصوير، لتؤكد على طبيعة الفيلم المرحة، خصوصا مع التصوير في مكان يتسم بالغنى البصري مثل أسوان، وبينما تغيب الأغنية عن الفيلم رغم حضورها في العنوان، فقد استبدلت بها الموسيقى التصويرية لـ "خالد الكمار" التي أسهمت في تعزيز الطابع السريع والخفيف للفيلم.

انجرف فيلم "مقسوم" وراء البحث عن خاتمة سعيدة لكل الشخصيات، ولكن نسي صناعه أن المتعة لا تتمثل فقط في الخاتمة، بينما في كيفية الوصول إليها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: کوثر یونس

إقرأ أيضاً:

بالرغم من الإجراءات الحكومية.. حالات العنف الأسري تتزايد في العراق

بغداد اليوم - بغداد

يعد العنف الأسري ظاهرة عالمية لكنه ما يزال يسبب مشاكل كبيرة في العراق، حيث تنامت الظاهرة بشكل كبير على الرغم من الإجراءات الحكومية الرامية للحد من تصاعد نسب هذه “المشكلة خطيرة” وفقا لناشطات في مجال حقوق المرأة.

وكشف تقرير رسمي صادر عن وزارة الداخلية العراقية هذا الأسبوع أن “إحصائية دعاوى العنف الأسري المسجلة من كانون الثاني إلى آيار 2024 بلغت 13857 دعوى، غالبيتها عنف بدني".

وقال المتحدث باسم الوزارة، العميد مقداد ميري، خلال مؤتمر صحفي، الأربعاء، إن ثلاثة أرباع المتعرضين للعنف الأسري كن من الإناث.

وبين ميري أن “مديرية حماية الأسرة والطفل لديها دراسة أجرتها لمدة 5 أعوام عن العنف الأسري بدأت منذ عام 2019 ولغاية 2023".

وتابع ميري إن الدراسة “أشارت إلى وجود ارتفاع بظاهرة العنف في المجتمع، وهو ناتج عن تغيرات اقتصادية وثقافية واجتماعية وفهم خاطئ للدين وتفشي البطالة وانفتاح غير متقن على مواقع التواصل الاجتماعي الذي شجع على ازدياد العلاقات غير الشرعية خارج منظومة الزواج، مما أدى إلى زيادة حالات الخيانة الزوجية، فضلا عن زيادة حالات تعاطي الكحول والمخدرات بشكل كبير”.

وفي عام 2012 توصلت دراسة لوزارة التخطيط أن 36 بالمئة على الأقل من النساء المتزوجات أبلغن بالتعرض لشكل من أشكال الأذى النفسي من الأزواج، وأبلغت 23 بالمئة بالتعرض لإساءات لفظية، وأبلغت 6 بالمئة بالتعرض للعنف البدني، و9 بالمئة للعنف الجنسي.

وفي حين لا تتوفر دراسات وطنية أحدث، تستمر منظمات حقوق المرأة في الكشف عن معدلات عالية للعنف الأسري.

وترى منسقة شبكة النساء العراقيات أمل كباشي أن الأرقام المعلنة مؤخرا من قبل وزارة الداخلية لاتمثل الواقع الحقيقي على الأرض.

تقول كباشي في تصريحات صحفية، إن “الذي جرى هو ارتفاع حالات الإبلاغ عن العنف الأسري بسبب وجود دائرة الحماية من العنف الأسري والإجراءات الحكومية الأخرى التي تعمل على الحد من حالات العنف”.

وتضيف كباشي أن هذا الأمر “ساهم في تعزيز وصول الضحايا لتسجيل شكاواهم” مشيرة إلى أنه “بشكل عام فإن العنف موجود ومستمر في المجتمع، وأن الأرقام المعلنة من قبل وزارة الداخلية هي أقل بكثير مما موجود فعليا على الأرض”.

خلال العام 2021 أحصت وحدة حماية الأسرة في وزارة الداخلية، التي خصصت خطا ساخنا لتلقي الشكاوى، 17 ألف دعوى اعتداء زوج على زوجة.

وأظهر إحصاء لوزارة التخطيط العراقية في العام ذاته ارتفاعا بنسبة زواج القاصرات خلال عشر سنوات. فقد تزوجت “25,5 في المئة من النساء قبل بلوغهن 18 سنة و10,5 في المئة قبل بلوغهن 15 سنة”، بينما بلغت النسبتان في عام 2011 على التوالي 21,7 في المئة و4,9 في المئة”.

وفي عام 2020، أعربت وكالات الأمم المتحدة في العراق عن قلقها إزاء العدد المتزايد لحالات العنف الأسري خلال وباء فيروس كوفيد-19.

وتتضمن نسخة 2019 من مسودة قانون مناهضة العنف الأسري أحكاما بشأن الخدمات المقدمة إلى ضحايا العنف الأسري، وقرارات لحماية (أوامر تقييد)، وعقوبات على خرقها، وإنشاء لجنة مشتركة بين الوزارات لمكافحة العنف الأسري.

كذلك يتطلب مشروع القانون إنشاء ملاجئ حكومية لإيواء المعنفات بالتنسيق مع منظمات حقوق المرأة المحلية، وغالبا ما يتم إيواء ضحايا العنف الأسري مؤقتا في سجون النساء.

ويطبق قانون العقوبات العائد للعام 1969 على قضايا تعنيف النساء أو يتم التعامل معها في معظم الأحيان على أنها جنح عادية. ويُسقط هذا القانون العقاب عن المغتصب إذا تزوج من ضحيته، وهذه من أبرز المواد التي تطالب الجمعيات النسوية بإلغائها.

كذلك تتسامح العديد من بنود قانون العقوبات العراقي مع العنف الأسري، ومنها مواد تسمح للزوج بتأديب زوجته وللآباء بتأديب الأطفال.

أما من يرتكبون أعمال عنف أو جرائم قتل تتصل بـ “الشرف” قد تُخفف أحكامهم إذ ينص قانون العقوبات على تخفيف الأحكام في أعمال العنف التي تشمل القتل لما يُدعى “بواعث شريفة” أو إذا فاجأ الرجل زوجته أو إحدى قريباته في حالة تلبس بالزنا، أو في علاقة جنسية خارج نطاق الزواج.

وفي تقريرها الصادر عن العراق في عام 2023 اتهمت منظمة العفو الدولية البرلمان بالتقاعس عن تجريم العنف الأُسري وتوفير حماية كافية للنساء والفتيات من العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي.

وقال التقرير إنه في نيسان من ذلك العام قضت محكمة في بغداد بسجن والد المدونة الشابة طيبة علي ستة أشهر بتهمة قتلها في الأول من شباط، وهو ما أدى إلى مظاهرات في بغداد احتجاجا على الحكم المتساهل.

وتقول المنظمة إن السلطات العراقية لم تتخذ أي خطوات لتعديل بنود قانون العقوبات العراقي التي تسمح للزوج بمعاقبة زوجته، وللآباء بتأديب أطفالهم باستخدام العقاب الجسدي، وتقضي بأحكام مخففة عقابا على جرائم “القتل بدافع الشرف”. كما يسمح قانون العقوبات لمرتكبي جرائم الاغتصاب بتفادي المقاضاة عن طريق الزواج من ضحاياهم.

وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت أن طيبة علي (22 عاما) قتلت على يد والدها ليلة 31 كانون الثاني في محافظة الديوانية، رغم قيام الشرطة بمحاولات وساطة لحل “خلاف عائلي”، وتسليم والدها نفسه للشرطة بعد ارتكاب الجريمة.

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • مبابي: فرنسا مرشحة على للفوز بكأس أوروبا ولكن
  • أبناء حفتر يحكمون قبضتهم على الشرق الليبي.. هل يجهزهم المشير للحكم؟
  • «الخماسية» تمنح ألمانيا «قصة خيالية»
  • ألمانيا تكتسح اسكتلندا بخماسية في افتتاح كأس أمم أوروبا 2024
  • كُتّاب: الذكاء الاصطناعي صديق المبدع.. ولكن!
  • حلقة تدريبية عن إدارة الأقران في بيئة العمل بإبراء
  • إلغاء احتفالات بوجلود بأمزميز تضامناً مع ضحايا الزلزال
  • بالرغم من الإجراءات الحكومية.. حالات العنف الأسري تتزايد في العراق
  • محمد صلاح العزب: مسلسل "سفاح التجمع" من بطولة حسن الرداد ولم يتم التعاقد مع البطولة النسائية (خاص)
  • يورو 2024.. كريستيانو رونالدو يستهدف رقما قياسيا