لم تسكت المدافع في قطاع غزة منذ أكثر من أربعة أشهر، لكن يبدو أن السياسة وجدت زاوية ضيقة أخيرا لتقول كلمتها، فالجميع أرهق من الحرب، و لا يمكن الحديث عن منتصر وخاسر قبل أن تظهر النتائج السياسية لهذه الحرب المدمرة التي صنفت بأنها الأكثر تدميرا منذ الحرب العالمية الثانية.

بوابة الأفق السياسي الضيقة بدأت مع الجهود المصرية القطرية الأمريكية للوصول إلى هدنة طويلة، لكن المتغير الأبرز تمثل بوثيقة قدمتها حركة حماس، تتضمن ثلاث مراحل تنتهي بإنهاء الحرب، قالت إسرائيل إنها تعكف على دراستها بشكل معمق، رغم أن بعض الشروط لا يمكن تنفيذها.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي يقوم بجولة هي الخامسة له إلى المنطقة منذ بدء الحرب، قال يوم أمس الأربعاء “إن مقترح حركة (حماس) لوقف إطلاق النار في غزة فيه أمور “غير مشجعة”، لكنه يوجد مجالا للتوصل إلى اتفاق.

وأضاف بلينكن ي مؤتمر صحفي في تل أبيب “إن فريقا تابعا للأمم المتحدة بدأ مهمة في شمال غزة لتقييم أوضاع المدنيين الذين ما زالوا هناك وتقييم ما يجب القيام به للسماح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى ديارهم”.

وكانت إسرائيل وافقت على مهمة الفريق الدولي الشهر الماضي، لكنها تأجلت بسبب مخاوف أمنية.

في هذا الوقت قال سامي أبو زهري القيادي في حركة (حماس) لرويترز إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي رفض فيها أحدث عرض قدمته الحركة لوقف إطلاق النار في غزة تظهر أنه يعتزم مواصلة الصراع في الشرق الأوسط.

وأضاف أبو زهري “تصريحات نتنياهو هي نوع من المكابرة السياسية، وأنه معني باستمرار الصراع في المنطقة”.

ومضى قائلا “رسالتنا للجميع أن الحركة تعاملت بمرونة مع ورقة باريس وهذا من موقع القوة لا الضعف وأن الحركة جاهزة للتعامل مع جميع الخيارات”.

وكان نتانياهو رفض، عرض حماس لوقف إطلاق النار في غزة، مُصرًا على أن هدف إسرائيل المتمثل في تحقيق “النصر الكامل” في متناول اليد.

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، في مؤتمر صحفي، الأربعاء، مطالب حماس بأنها “واهمة”، لكنه لم يستبعد إجراء المزيد من المفاوضات، مضيفا “نحن لم نلتزم بأي شيء. لم نلتزم بأي من المطالب الواهمة لحماس، مثل أعداد …الملطخة أيديهم بالدماء للإفراج عنهم”.

وأضاف نتنياهو: “ليس هناك التزام، يجب أن تكون هناك مفاوضات، إنها عملية، وفي الوقت الحالي، حسب ما أراه من حماس، فإن هذا لا يحدث”.

ومن جديد أبدى نتنياهو قلقه من الوضع على الحدود الشمالية معتبرا أنه لابد من  إيجاد حل على الحدود الشمالية التي أجبر فيها تبادل لإطلاق النار مع حزب الله اللبناني عشرات الآلاف من الإسرائيليين على الفرار من منازلهم.

وأضاف نتانياهو أن إسرائيل لا يمكنها التسامح مع وجود قرابة 100 ألف نازح فيها وأن “أعداءها يعرفون أنه يتعين إيجاد حل سواء كان دبلوماسيا أو عسكريا”.

مفاوضات تحت النار تجري حول قطاع غزة، الجميع يعلم أن الحرب لن تستمر إلى الأبد ولابد من نهاية، لكن يبدو أن الدعم الأمريكي و الانشغال العربي بالأزمات الداخلية، يجعل إسرائيل تناور مراهنة على إرهاق الفلسطينيين من الوضع المزري الذي وصلت إليه الأوضاع الأمنية و الاقتصادية و المعيشية و الصحية في القطاع، خاصة مع الضغط الشديد الذي تتعرض له الأونروا بعد وقف عدد من الدول الغربية على راسها أمريكا تمويل المنظمة.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أنتوني بلينكن إسرائيل الحرب على قطاع غزة بنيامين نتنياهو حركة حماس حزب الله قطر مصر فی غزة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: إيران تدفعنا نحو شفا حرب نووية

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين إيران تريد حربا لا نهاية لها وتدفع نحو شفا حرب نووية، مشيرا إلى أن من مصلحة الولايات المتحدة أن تدعم إسرائيل للقضاء على البرنامج النووي الإيراني.

وأضاف نتنياهو لشبكة إيه بي سي أن "إسقاط النظام في إيران قد يكون نتيجة للعمليات العسكرية"، وامتنع عن التعليقا على إمكانية  اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، وقال "لن أفصل خططنا في العلن لكن سنفعل كل ما يتطلبه الأمر.

وزعم نتنياهو أن إسرائيل في طريقها لتحقيق النصر، قائلا إن "الإيرانيين يحاولون صناعة أسلحة نووية وصواريخ باليستية ونحن نعمل على منعهم من ذلك.

وأضاف نتنياهو أن هدف إسرائيل القضاء على البرنامج النووي الإيراني "وسنحقق هذه النتيجة ولدينا أهداف أخرى، لافتا إلى أن "التهديد الصاروخي وجودي" وأنه مصمم على القيام بإزالته.

وادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي القضاء على نصف المسيّرات الإيرانية ومهاجمة الرادارات المركزية المهمة،  مؤكدا استهداف مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني.

وأكد نتانياهو  أن بلاده "تغير وجه الشرق الأوسط" بحملة ضرباتها على إيران، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تغييرات جذرية داخل إيران نفسها".

وأضاف نتانياهو "قمنا بتصفية القيادة الأمنية الإيرانية، بمن فيهم ثلاثة رؤساء أركان، وقائد سلاحهم الجوي، وقائدان للاستخبارات". وتابع "نعمل على القضاء عليهم واحدا واحدا".

وقال نتنياهو إنه يتواصل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ويقدر المساعدة التي قدمها لإسرائيل، مشيرا إلى أن "العملية في إيران ستحقق الهدف الأكبر لكنني لن أغفل عن المخطوفين في غزة".

 

وكان نتنياهو قال أمس الأحد في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأميركية- إن " إسرائيل بدأت الهجوم على إيران لأننا كنا نواجه تهديدا وشيكا.. كنا نواجه تهديدا وجوديا يشمل تسريع صُنع قنابل ذرية وزيادة الترسانة الباليستية".

إعلان

وأضاف "حصلنا على معلومات أطلعنا عليها واشنطن أن إيران كانت تعمل سرا لتحويل اليورانيوم لسلاح نووي وأنها "تنوي تقديمها للحوثيين وغيرهم"، وفق تعبيره.

وادعى نتنياهو أن الضربات الحالية المستمرة على إيران "أرجعت البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء كثيرا، قائلا  "دمرنا المنشأة النووية الرئيسية في نطنز، ودمرنا مفاعل أصفهان، ومن دونه لا يمكن الوصول إلى سلاح نووي".

وفجر الجمعة، أطلقت إسرائيل هجوما واسعا على إيران، بقصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، مما خلف إجمالا 224 قتيلا و1277 جريحا.

ومساء اليوم نفسه، بدأت إيران الرد بهجمات صاروخية باليستية وطائرات مسيّرة، بلغ عدد موجاتها 11، وخلفت أيضا أضرارا مادية كبيرة و24 قتيلا و592 مصابا، وفق تقارير إسرائيلية

مقالات مشابهة

  • مجلة أمريكية: إسرائيل ارتكبت آلاف جرائم الحرب في قطاع غزة
  • الصين تتهم ترامب بتأجيج الحرب بين إسرائيل وإيران: يصب الزيت على النار
  • أوراق إيران الرابحة وحماقة إسرائيل وأميركا
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: تلقينا معلومات باستئناف المفاوضات
  • نتنياهو: إيران تدفعنا نحو شفا حرب نووية
  • نتنياهو يزعم السيطرة الجوية على طهران
  • إيران طلبت من عدة دول حث ترامب على الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار
  • نتنياهو: إسرائيل تسيطر على سماء طهران ونحن على طريق النصر
  • إيران تبلغ الوسطاء رفضها التفاوض على وقف إطلاق النار مع إسرائيل
  • دولة جديدة على خط النار: ملاجئ تُفعّل مع تصاعد شبح الحرب بين إسرائيل وإيران