لماذا استبق نتنياهو اجتماع مجلس الحرب لابداء تشدده حيال ورقة حماس؟
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
أعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو آراء متشددة في الرد الذي قدمته حركة حماس على الورقة الأمريكية القطرية المصرية حول تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، مستبقا بذلك اجتماع مجلس الحرب.
وينظر محللون إسرائيليون إلى المؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو، الأربعاء، على أنه محاولة لفرض موقفه على أعضاء المجلس الوزاري الحربي، وفق الأناضول.
ومع ذلك يرون أن نتنياهو لم يغلق الباب تماما أمام فرصة مواصلة المفاوضات مع "حماس" عبر الوسطاء، ما قد يفتح الباب أمام اتفاق.
مناورة ضد غانتس وآيزنكوت
المحلل الإسرائيلي يوني بن مناحيم، قال إن "ما قام به نتنياهو في المؤتمر الصحفي هو مناورة هدفت لفرض مواقفه على المجلس الوزاري الحربي الإسرائيلي". وفق تقرير للأناضول.
وأضاف: "نتنياهو لم ينتظر اجتماع المجلس الوزاري الحربي، بل خرج إلى العلن ليقول إن مواقف حماس مرفوضة لفرض هذا الموقف على عضوي المجلس الوزاري الحربي بيني غانتس وغادي آيزنكوت".
وكان غانتس وآيزنكوت، وكلاهما من حزب "الوحدة الوطنية" الذي انضم إلى الحكومة بعد الحرب، أيدا صفقة تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من غزة.
ويقول مراقبون إسرائيليون إنه في حال عدم التوصل إلى صفقة لإطلاق الأسرى الإسرائيليين فإن حزب "الوحدة الوطنية" سيغادر الحكومة التي لن تتأثر لوجود 64 نائبا لها بالكنيست المؤلف من 120 مقعدا، لكنها قد تشعل الشارع أكثر ضد أحزاب اليمين المتطرف المشكلة للحكومة.
وقال بن مناحيم: "الموقف الرسمي للاحتلال الإسرائيلي من ورقة حماس سيصدر عن المجلس الوزاري الحربي، وسيتوجه رئيس الموساد ديفيد بارنياع إلى قطر من أجل تسليمه".
ورأى أن "إسرائيل قد لا ترفض ورقة حماس بشكل قاطع، وإنما تطلب من الوسطاء ممارسة الضغط عليها لتغيير مواقفها وتقديم مواقف مختلفة".
وذكر في هذا السياق أن نقطتين أساسيتين في ورقة "حماس" سيكون من الصعب على نتنياهو وشركائه في الحكومة القبول بهما، وهما وقف الحرب، وإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين المحكوم عليه بالسجن المؤبد.
وأوضح المحلل: "من الصعب جدا، إن لم يكن من المستحيل على نتنياهو القبول بوقف الحرب دون تحقيق الأهداف المحددة لها".
وأضاف: "كما أن الورقة تطالب بإطلاق سراح 500 من الأسرى محكوم عليهم بالسجن المؤبد، وهذا صعب جدا".
وكان نتنياهو قال في مؤتمر صحفي، الأربعاء: "أنا أجاهر بما أؤمن به: مواصلة الضغط العسكري هو شرط ضروري لإطلاق سراح المختطفين".
واعتبر نتنياهو أن "الاستسلام للمطالب الحمساوية المتوهمة لن يؤدي إلى إطلاق سراح المختطفين بل سيستدعي مجزرة أخرى وكارثة فادحة لدولة إسرائيل، لن يكون أي واحد من مواطنينا على استعداد للقبول بها".
لكن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن رجح في مؤتمر صحفي عقده في تل أبيب، مساء الأربعاء، بعد سلسلة اجتماعات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين استمرار المفاوضات.
وقال: "لقد أتيحت لنا الفرصة لنناقش مع الحكومة الإسرائيلية الرد الذي أرسلته حماس الليلة الماضية على الاقتراح الذي وضعته الولايات المتحدة وقطر ومصر لإعادة الأسرى المتبقين إلى الوطن، وتمديد الهدنة الإنسانية".
وأضاف: "ما يمكنني قوله لكم عن هذه المناقشات هو أنه في حين أن هناك بعض الأفكار التي تفتقد بشكل واضح الفاعلية والقابلية للنجاح في رد حماس، فإننا نعتقد أنه يخلق مساحة للتوصل إلى اتفاق. وسنعمل على ذلك دون كلل حتى بلوغ ذلك".
ولفت بلينكن إلى أنه "من الواضح أن هناك أمور في رد حماس لا تصلح على الإطلاق كنقطة انطلاق.
واستدرك: "ولكن في الوقت نفسه نرى، فإنه في ردها، مساحة لمواصلة السعي للتوصل إلى اتفاق. وهذه الأمور هي دائما مفاوضات".
وفهمت تصريحات بلينكن في مؤتمره الصحفي على أنها دعوة إلى عدم إغلاق الباب نهائيا أمام استمرار المفاوضات، وفق الأناضول.
الباب ما زال مفتوحا
من جانبه، يرى جوناثان ليز، المحلل بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الخميس، أنه "رغم كلامه الحازم، لم يغلق نتنياهو الباب أمام مواصلة المفاوضات مع حماس".
وقال في مقال: "رغم الانتقادات الشديدة، لم يغلق نتنياهو الباب: فهو لم يعلن وقف المحادثات أو تخلي إسرائيل عنها، ولم يعلن صراحة أنه سيعارض إطلاق سراح القتلة الفلسطينيين، بل قال إن إسرائيل لم تلتزم بذلك".
وأضاف: "من المتوقع أن يناقش أعضاء مجلس الوزراء الحربي هذا الأمر اليوم فقط، وقد فضل رئيس الوزراء عقد مؤتمر صحفي للجمهور العام حول الموقف الإسرائيلي فقط بعد التشاور مع مقربيه المباشرين ومع رؤساء المؤسسة الأمنية فقط".
وتابع: "كما أجرى وزير الدفاع يوآف غالانت في الوقت نفسه سلسلة من المشاورات تهدف إلى دراسة مطالب حماس وبلورة موقف إسرائيل ضدها".
ولفت ليز إلى أن "مصادر سياسية قدرت الليلة الماضية أن كلام رئيس الوزراء ضد مخطط حماس قد يؤهل فعليا لاستمرار المفاوضات في الأيام والأسابيع المقبلة".
واعتبر ليز أن مواقف نتنياهو المتشددة وتصريحاته حول الدخول المتوقع للجيش الإسرائيلي إلى رفح ومخيمين آخرين للاجئين، "قد تؤدي الآن إلى تعميق الضغط على حماس، على أمل تخفيف مواقفها".
ولكن في حين أن نتنياهو قد يرضي بعض الأطراف في اليمين واليمين المتطرف في إسرائيل فإنه يجازف باحتجاجات واسعة من قبل أهالي الأسرى الإسرائيليين في غزة.
وصعدت العائلات في الأسابيع الأخيرة من فعالياتها للضغط على الحكومة من أجل القبول بصفقة لإطلاق الأسرى الإسرائيليين حتى لو كان الثمن إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين ووقف إطلاق النار في غزة.
غير أن العديد من المحللين وقادة المعارضة الإسرائيليين كانوا قد أشاروا في الأشهر الماضية إلى أن نتنياهو يهتم بمنصبه السياسي أكثر من أمن إسرائيل أو مصير الأسرى في غزة، وهو ما سيجعل موقفه مفتوحا أيضا على خيارات أخرى.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية لمحاكمتها بتهمة الإبادة الجماعية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال نتنياهو حماس الهدنة حماس نتنياهو الاحتلال الهدنة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأسرى الإسرائیلیین إطلاق سراح فی غزة
إقرأ أيضاً:
عائلات الأسرى الإسرائيليين تضغط وترامب يتحدث عن اتفاق وشيك بغزة
تظاهر عشرات الإسرائيليين صباح اليوم السبت أمام منزل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ومنزل رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يولي أدلشتاين، بمدينة هرتسيليا، داعين إلى تسريع المفاوضات لعقد صفقة تبادل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في حين تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار بقطاع غزة.
ورفع المتظاهرون صور الأسرى وطالبوا هرتسوغ وأدلشتاين بالضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– لإبرام صفقة تبادل.
وقالت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة إن نتنياهو يعمل ضد المحتجزين وإرادة الشعب، وأكدوا أنهم لن يسمحوا باستمرار ذلك ودعوا للخروج إلى الشارع للمطالبة بإعادة الجميع عبر صفقة، وإنهاء الحرب.
كما قالت عائلات الأسرى الإسرائيليين إن مقترح الصفقة جاهز وإن الأسرى "يذبلون لكن نتنياهو وحكومته يرفضون ويعرقلون".
من ناحيتها، قالت القناة 13 الإسرائيلية إن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ومبعوثه "لشؤون الرهائن" آدم بولر وعدا عائلات الأسرى أنه إذا لم يتم التوصل إلى صفقة فسيطلبان معلومات عنهم مقابل مساعدات.
وكانت وكالة رويترز نقلت فجر اليوم السبت عن الرئيس الأميركي قوله إنه يعتقد أن حماس وإسرائيل تريدان الخروج من الفوضى، بعدما أكد قبل ذلك الاقتراب من التوصل إلى اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
إعلانوأعلن ترامب من مكتبه في البيت الأبيض مساء أمس الجمعة أن "حماس وإسرائيل قريبتان جدا من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وسنخبركم بذلك خلال اليوم أو ربما غدا، لدينا فرصة لذلك".
وكانت الحكومة الإسرائيلية وافقت أول أمس الخميس على مقترح ويتكوف بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، ووصفته وسائل إعلام إسرائيلية بأنه الأكثر انحيازا إلى إسرائيل من المقترحات السابقة.
من جهتها، قالت حماس في بيان إنها تجري مشاورات مع القوى والفصائل الفلسطينية بشأن مقترح وقف إطلاق النار الذي تسلمته مؤخرا من ويتكوف عبر الوسطاء (مصر وقطر).
مقترح ويتكوفوحصلت الجزيرة نت أول أمس الخميس على معلومات عن المقترح الأميركي الجديد، وأبرز ما فيه وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، ويضمن ترامب التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار خلال الفترة المتفق عليها.
كما يتضمن المقترح إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء وجثث 18 أسيرا، من قائمة "الـ58 محتجزا" المقرر إطلاقهم في اليومين الأول والسابع.
وسيطلق نصف الأسرى الأحياء وجثث المتوفين (5 أحياء و9 متوفين) في اليوم الأول من الاتفاق، أما النصف المتبقي من المحتجزين (5 أحياء و9 متوفين) فسيطلق سراحهم في اليوم السابع.
ومقابل إطلاق الأسرى الإسرائيليين العشرة الأحياء ووفقا لبنود المرحلة الأولى من اتفاق 19 يناير/كانون الثاني 2025 بشأن تبادل الأسرى ستفرج إسرائيل عن 180 أسيرا محكوما عليه بالسجن المؤبد و1111 أسيرا من غزة اعتقلوا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومقابل تسليم رفات 18 محتجزا إسرائيليا ستفرج إسرائيل عن 180 غزيا متوفى.
ويتضمن المقترح أيضا وقف جميع الأنشطة العسكرية الإسرائيلية الهجومية في غزة عند دخول هذه الاتفاقية حيز التنفيذ.
كذلك سترسل المساعدات إلى غزة فور موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار، وسيُحترم أي اتفاق يتوصل إليه بشأن المساعدات المقدمة للسكان المدنيين طوال مدة الاتفاق، وستوزع المساعدات عبر قنوات متفق عليها، بما في ذلك الأمم المتحدة والهلال الأحمر.
إعلانوفي اليوم الأول لتطبيق الاتفاق -وفق ما رشح عن المقترح- ستبدأ المفاوضات تحت رعاية الوسطاء الضامنين بشأن الترتيبات اللازمة لوقف دائم لإطلاق النار في غزة.