الغارديان تنتقد اليمين الأمريكي بعد حديث نتنياهو عن وجباته المفضلة
تاريخ النشر: 26th, July 2025 GMT
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، مقالا، للكاتبة أروى مهداوي، قالت فيه إنّ: رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كان في مزاج المزاح عندما أجرى مقابلة مع بودكاست "فول سيند"، في محاولة منه للوصول لجيل الشاب، لكن ظهوره أدّى إلى خسارة القناة على "يوتيوب" وفي أقل من يوم.
وقالت مهداوي، في المقال الذي ترجمته "عربي21" إنّ: "غزة تتضور جوعا، حيث يعاني ما يقرب من 100,000 طفلا وامرأة من سوء تغذية حاد، ويقضي ثلث سكان غزة أياما دون طعام، وفقا لخبير من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، فيما تتراكم أطنان من الطعام المتعفن في مستودعات على أطراف غزة، لكن حكومة إسرائيل لن تسمح بوصولها بحرية".
وأضافت أنه: "بدلا من ذلك يواجه الفلسطينيون في غزة، نسخة واقعية من سلسلة أفلام "هانغر غيمز" أو (ألعاب الجوع) ليعثروا على ما يأكلونه. وقُتل أكثر من 1,000 فلسطينيا يائسا برصاص القوات الإسرائيلية منذ نهاية أيار/ مايو وهم يحاولون الوصول إلى نقاط توزيع الغذاء التي تديرها الولايات المتحدة، ومؤسسة غزة "الإنسانية" المدعومة من إسرائيل".
وتابعت: "في يوم الاثنين، أجرى نتنياهو، أحد أبرز مهندسي حملة التجويع الجماعي المتعمد في غزة، مقابلة استمرت ساعة مع عضوي فرقة "نيلك بويز" كايل فورغيرد وآرون شتاينبرغ في بودكاست "فول سيند". وإذا لم تكن ضمن الفئة السكانية المستهدفة (شاب ذو ميول يمينية)، فقد لا تعرف الكثير عن المجموعة الإعلامية المعروفة باسم "نيلك بويز"، وهم يتمتعون بنفوذ كبير ولديهم أكثر من 8.5 مايون مشترك على "يوتيوب" وأجروا عدة مقابلات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
وأكّدت: "في الواقع حقّقت مجموعة "نيلك بويز" إلى جانب مجموعات من مقدمي بودكاست الآخرين، فيما يمكن وصفه بـ" العالم الرجالي" مثل أدين روس وثيو فون وجو روغان على تحية من دانا وايت، المدير التنفيذي لـ "ألتيميت فايتنغ تشاميونغ" (يو أف سي" في حفلة فوز ترامب ليلة الإنتخابات".
وتابعت: "لكن من غير الواضح كيف تمكنوا من ترتيب مقابلة نتنياهو، على الرغم من أن رجل الأعمال إلكانا بار إيتان، الذي رتّب في السابق رحلة مجموعة نيلك "بويز" إلى إسرائيل، يدّعي أنه من كان وراء اقتراح الفكرة، ومن أجل المساعدة في: نقل رسائل مؤيدة لإسرائيل إلى جمهور أصغر سنا".
وتقول مهداوي: "يمكنك مشاهدة الدقائق السبعين السخيفة بأكملها بنفسك، إذا كنت تريد التضحية ببعض الخلايا العقلية والحصول على إعلانات مزعجة للمراهنات الرياضية والعملات المشفرة. لكنها توفّر على القارئ المعاناة وتقدم ملخصا للمحادثة التي تطرق فيها نتنياهو إلى جميع نقاط الحديث المفضلة لديه وكذب باستمرار دون أي رد ممن استضافوه".
وأكّد: "بدأ بالتملق لترامب، وهو أمر يجيده كثيرا مشيدا بروح الدعابة لدى الرئيس الأمريكي وقال إن زوجته سارة أخبرته أن ترامب: شخص طيب القلب"، مردفا: "ادّعى نتنياهو أنّ معظم الضحايا المدنيين في غزة ماتوا بسبب حماس وخطئها. وادعى كذبا أن الجميع في غزة يريدون المغادرة، وبعد ذلك انتقل إلى موضوع زهران ممداني المرشح الديمقراطي لعمدة نيويورك، ونتنياهو ليس من المعجبين به، قبل أن يقضي الكثير من الوقت في الحديث عن إيران".
وأورد: "لكن لا تقلق، فقد تخلّلت هذه الجولة القوية من الصحافة اللاذعة لحظات مرحة، مثل عندما سأل نيلك بويز عن طلب نتنياهو المفضل من ماكدونالدز، وأجاب نتنياهو أنه يفضل برجر كنغ، فرد شتاينبرغ مازحا: أعتقد أن هذا أسوأ رأي لك".
إلى ذلك، تعلق مهداوي قائلة: "مضحك، أليس كذلك؟ إنه أمر مضحك للغاية أن يموت الأطفال من الجوع في غزة بفضل رجل من أشد المعجبين بووبرز"، ساندويشة بيرغركينغ الشهيرة".
وتضيف: "إذا أراد شتاينبرغ رؤية المزيد من "الآراء السيئة" لنتنياهو، فإنني أقترح عليه بشدة البحث في بعض الأشياء التي قالها رئيس الوزراء عن الفلسطينيين. ففي عام 2001، على سبيل المثال، قال إن نهجه تجاه الفلسطينيين هو أنه يجب عليك: ضربهم، ليس مرة واحدة ولكن مرارا وتكرارا، ضربهم حتى يتألموا بشدة وحتى يصبح الأمر لا يطاق".
وبحسب التقرير: "كان نتنياهو واضحا في سبب جلوسه مع بودكاست "نيلك بويز"، وهو الوصول إلى فئة الشباب. ولكن بعد عامين تقريبا من المذبحة ومقتل أكثر من 17,000 طفلا، تراجع دعم إسرائيل بين الشباب الأمريكي. وليس من الواضح ما إذا كان نتنياهو قد حقق ما أراده من هؤلاء الحمقى المفيدين الذين أجروا معه المقابلة".
"بينما حظي "نيلك بويز" بدعاية كبيرة بسبب المقابلة فـ "لست متأكدة من رضاهم عن رد الفعل العنيف الذي يتلقونه. لقد فقدوا أكثر من 10,000 مشتركا في أقل من يوم ولم يكن قسم التعليقات ليس مرضيا تماما، ويقول أحد أشهر التعليقات على يوتيوب: يا إلهي، هذا جنون، مجرم حرب، ستتذكرون لقرون قادمة هذه المقابلة" وفقا للتقرير نفسه.
وتعلق مهداوي أن "نيلك بويز" يجب ألا يشعروا بالغضب على أنفسهم من هذه المقابلة مع مجرم حرب، فيبدو أن قطاعات واسعة من وسائل الإعلام الرئيسية لا تهتم كثيرا بسماع وجهة النظر الفلسطينية أو التصدي للدعاية الإسرائيلية. وقد وجد أحد تحليلات التغطية الإعلامية أن البرامج التلفزيونية الأمريكية أظهرت تحيزا مستمرا ضد الفلسطينيين، وقضت شهورا دون التحدث إلى فلسطيني واحد.
وأكّدت: "في الوقت الذي أصبح فيه التلويح السلمي بالعلم الفلسطيني أو الدفاع عن الفلسطينيين مدعاة للإعتقال في بريطانيا أو الترحيل من أمريكا، فإن المتهمين بجرائم الحرب يحصلون على معاملة تفضيلية. وعلينا أن نتذكّر أن المحكمة الجنائية الدولية، أصدرت مذكرة توقيف بحق نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب".
وتقول مهداوي: "في عالم عادل، سيجعله هذا منبوذا. بدلا من ذلك، تم تجاهل مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، والتي لا تزال سارية المفعول ونادرا ما يذكر نتنياهو في التقارير الإخبارية، ولم يمنع ذلك السياسيين الأمريكيين من الاختلاط به بأريحية. حتى أمثال كوري بوكر، الذي يتظاهر بأنه ناشط في مجال الحقوق المدنية، التقطوا صورا مع نتنياهو في وقت سابق من هذا الشهر".
واسترسلت مهداوي، إنها تتحدّث عن هذا بسبب "تطبيع" نتنياهو و"التبيض" الدائم لجرائم دولة الاحتلال الإسرائيلي المزعومة من شخصيات "محترمة"، وهو ما يسمح لرجل تسيل الدماء من يديه، رجل مسؤول عما يصفه العديد من الخبراء بأنه: أسوأ وضع إنساني شهدوه على الإطلاق"، لكي يحظى بمقابلة ويتحدث إلى بودكاست "نيلك بويز" المؤثر للغاية ليلقي نكاتا حول ما إذا كان يفضل ساندويشات ماكدونالدز أم برجر كنغ".
وختمت بالقول: "في ظل مأساة غزة التي تتضور جوعا، هناك الكثير من السياسيين والصحافيين في الولايات المتحدة الذين يجب أن يسألوا أنفسهم عن دورهم في تمهيد الطريق لحدوث إبادة جماعية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة غزة قطاع غزة الاحتلال حقوق الإنسان صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
مقال بواشنطن بوست: غزة تتضور جوعا وأقصى اليمين الإسرائيلي يحلم
إنها لحظة انقسام حاد؛ في جانب، هناك الواقع اليومي الساحق لـ قطاع غزة، إذ بلغ حجم المجاعة الجماعية في هذه الأرض المحاصرة مستويات مأساوية، وفي الجانب الآخر، هناك رؤية سريالية يروّج لها سياسيو أقصى اليمين في إسرائيل.
بهذه العبارات استهل الكاتب بواشنطن بوست إيشان ثارور مقالا له، موردا أن أعضاء في الحكومة الإسرائيلية يتبنون رؤية مستوحاة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لغزة مليئة بالأبراج اللامعة، والسياحة الفاخرة، والأحياء النظيفة، ولكن من دون فلسطينيين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خبير أميركي: إيران لا تحتاج إلى إعادة بناء منشآتها المتضررة لإنتاج قنبلة نوويةlist 2 of 2تايمز: إسرائيل في خطر حقيقي من فقدان الدعم الدوليend of listوكتب ثارور عن المجاعة في القطاع، قائلا إنها بلغت مستوى أن العاملين في المجال الطبي والإنساني المكلّفين بإغاثة المجوعين بالكاد يستطيعون الصمود بأنفسهم، ومنظمات الإغاثة إما فرغت مخازنها أو توشك على النفاد، بعد أكثر من 4 أشهر من الحصار، مضيفا أن الأمم المتحدة كشفت عن أن واحدا من كل 3 أشخاص في غزة يقضي عدة أيام من دون طعام.
واستمر الكاتب في عرض حالة التجويع الشامل في غزة، موضحا أن كل يوم يجلب معه صورا جديدة لأطفال هزلى وأُسر يائسة تبحث عما يسدّ الرمق وسط أنقاض غزة، ووفيات متزايدة من كل الأعمار.
رؤية سريالية
وفي الجانب الآخر، يقول ثارور، هناك الرؤية السريالية، ومنها ما طرحته وزيرة العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلية، جيلا غمليئيل، التي نشرت هذا الأسبوع مقطع فيديو مُنتجا بتقنية الذكاء الاصطناعي على وسائل التواصل الاجتماعي يُصوّر كيف يمكن أن تبدو غزة ما بعد الحرب.
استحضر هذا الفيديو نسخة سابقة مشابهة نشرها ترامب على منصته "تروث سوشيال" في فبراير/شباط الماضي، ظهرت فيها شخصية شبيهة للملياردير الأميركي إيلون ماسك وهو يأكل الحمص من وعاء خبز، وتماثيل ذهبية لترامب، وأغنية بعنوان "غزة ترامب".
احتفى المقطع، الذي لا يتجاوز الدقيقة، باقتراح ترامب للمساعدة في إعادة إعمار غزة وتحويلها إلى منطقة أبراج شاهقة، وسياحة مترفة، وأحياء سكنية جديدة نظيفة، واليخوت الفاخرة تخترق شواطئ القطاع على البحر المتوسط، ويبتسم سكان يهود فوق أطباق من الحمص، وسكان غزة الأصليين، أو معظمهم، لا يظهر لهم أثر.
إعلانوأشارت الوزيرة الإسرائيلية إلى "ضرورة الهجرة الطوعية" لسكان غزة الفلسطينيين.
ترحيل
ولم تكن وحدها في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب أمام المحكمة الجنائية الدولية، التي دعت إلى هذا المصير. فمنذ الأيام الأولى التي تلت هجوم أكتوبر/تشرين الأول 2023، سعى عديد من الساسة الإسرائيليين ليس فقط إلى القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بل صوّروا أكثر من مليوني فلسطيني في غزة كأنهم "سكان أعداء" ينبغي ترحيلهم.
وأوضح ثارور أن إفراغ غزة من سكانها برز مجددا يوم الثلاثاء خلال مؤتمر لأقصى اليمين في الكنيست، حيث وصف المشاركون غزة بأنها موقع مثالي لحل أزمة الإسكان في إسرائيل، كما كانت المستوطنات في الضفة الغربية، ودعوا إلى عودة المستوطنين اليهود إلى القطاع.
وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وهو أحد أبرز رموز أقصى اليمين في حكومة نتنياهو، خلال المؤتمر الذي حمل عنوان (ريفيرا غزة- من الحلم إلى الواقع): "سنحتل غزة ونجعلها جزءا لا يتجزأ من إسرائيل".
ريفيرا غزةووفقا لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن بعض الخطط المطروحة تشمل إنشاء مدينتين منفصلتين داخل القطاع الضيق، إلى جانب منطقة سياحية تحتوي على فنادق شاطئية، ومناطق صناعية وزراعية جديدة. وأكد سموتريتش وجود خطط لـ"نقل سكان غزة إلى دول أخرى"، مشيرا إلى أن ترامب نفسه يدعم هذا التوجه.
ويوم الخميس، استمر تصعيد الخطاب، فقد أعلن وزير التراث الإسرائيلي أمنحاي إلياهو -وهو سياسي يميني متطرف كان قد اقترح في بداية الحرب استخدام قنبلة نووية ضد غزة- أن "غزة كلها ستكون يهودية".
وقال لإحدى المحطات الإذاعية: "الحكومة الإسرائيلية تُسابق الزمن لمحو غزة من الوجود"، واصفا الفلسطينيين بأنهم "نازيون مغسولو الأدمغة". وأضاف: "الحمد لله، نحن نمحو هذا الشر. نحن ندفع هذه الفئة السكانية التي تربت على كتاب كفاحي" في إشارة إلى كتاب أدولف هتلر.
وقال إلياهو في المقابلة نفسها: "لا توجد مجاعة في غزة"، واعتبر التقارير بشأن الجوع دعاية معادية لإسرائيل. وأضاف: "ليس علينا أن نقلق بشأن الجوع في غزة. فليقلق العالم بشأنه".