الخليج الجديد:
2025-05-11@18:44:21 GMT

المقاومة لا تفنى ولا تُستحدَث من عدم

تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT

المقاومة لا تفنى ولا تُستحدَث من عدم

المقاومة لا تفنى ولا تُستحدَث من عدم

ينبئنا التاريخ بيقين أنّه حيثما وُجِد الاحتلال وجدت المقاومة، إذ هي مثل الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم.

طرح أميركي إسرائيلي عربي ينزع سلاح المقاومة، وينهي وجودها في غزّة مقابل دولة فلسطينية منزوعة السلاح والسيادة: صيغة أقرب لنسخة من الضفة الغربية.

لا يمكن تصوّر بعد حرب تدخل الشهر الخامس، هي الأشرس في تاريخ الحروب العربية ضد الاحتلال، أن يهبط السقف لما دون المحدّدات الفلسطينية في حرب 2014.

عارٌ تاريخيٌّ أن يذهب السلاح العربي إلى فلسطين لضمان عدم المقاومة، بعد أن تخاذل عن الذهاب، أو حتى التلويح في الهواء وقتما كانت غزّة تذبح، والشعب الشقيق يُباد.

* * *

الثقة بالمقاومة الفلسطينية وهي تفاوض، عبر الوسطاء، لا تقلّ عن الثقة بها وهي تحارب عدوًا يعيش في وهمِ القضاء عليها منذ عقود، غير أنّها، في هذه المرّة، تبدو تحت الحصارين، العسكري الإسرائيلي والدبلوماسي من أطرافٍ تنشط في صفقة التهدئة أو الهدن الطويلة والممتدة، وتتعاطى الوهم ذاته بأنّ بالإمكان التوّصل إلى معادلاتٍ جديدةٍ تتخلّى فيها غزّة عن سلاحها ومقاومتها.

الطرح الأميركي الإسرائيلي، المدعوم من أطرافٍ إقليمية، مبنيٌّ على فكرة نزع سلاح المقاومة، وبالتالي، إنهاء وجودها في غزّة، مقابل دولة فلسطينية منزوعة السلاح والسيادة، وهي صيغة أقرب إلى تحويل غزّة إلى نسخة أخرى من الضفة الغربية، لتمتد سلطة حاكم المقاطعة في رام الله، أيًّا كان اسمُه، إلى غزّة، حاملًا معه المعايير والأدوات ذاتها: لا للمقاومة المسلحة، نعم للتنسيق الأمني، وللمفاوضات التي تتحوّل مع الوقت من وسيلةٍ إلى غاية.

ليس ثمّة شك في أنّ المقاومة، بمختلف فصائلها، واعية تماماً لهذا الفخّ، لكن معطيات اللحظة الراهنة عربيًا، وعلى مستوى الداخل الفلسطيني، أسوأ بكثير مما كانت عليه في حرب 2014 وما بعدها من جولات مواجهة سريعة، إذ كان النظام الرسمي العربي لا يزال قادرًا على إنتاج خطابات لا تخجل من التذكير بحقّ الشعوب في مقاومة الاحتلال، وتسمية الاحتلال بالاحتلال، وعدم الدخول معه في شراكاتٍ اقتصادية وتحالفات استثمارية، بما تتضمنه من صفقات الغاز الطبيعي، وصولًا إلى الزمالة العسكرية تحت القيادة المركزية الأميركية.

والحال كذلك، فإنّ القبول بوضع قضايا مثل الخروج الآمن للقيادات ونزع سلاح المقاومة على موائد الوساطة التفاوضية سيكون بمثابة الانتحار للفلسطينيين، والوصول بالخذلان العربي لدماء نحو 28 ألف شهيد في العدوان الحالي على غزّة إلى مستوى التآمر والخيانة.

وإذا كان الطرف الصهيوني ممثلاً في مجرم الحرب بنيامين نتنياهو يرفع سقف مطالبه وشروطه للهدنة إلى الذروة، فإنّ على الطرف الفلسطيني المقاوم ألا ينزل عن السقف الأعلى للشروط والمطالب.

إذ لا يمكن تصوّر بعد حرب تتواصل للشهر الخامس تواليًا، هي الأقوى والأشرس في تاريخ الحروب العربية ضد الاحتلال، أن يهبط السقف إلى ما دون المحدّدات الفلسطينية في حرب العام 2014، والتي كانت المطالب في مباحثات القاهرة لوقف إطلاق النار وقتها تتضمن إنهاء الحصار المفروض على غزّة والحصول على ميناء بحري ومطار، بحيث لا تعيش غزّة معزولة عن العالم.

وأن يتمتّع نحو مليون و800 ألف إنسان بالحياة كما يعيش البشر، وينالوا حقوقهم الوطنية، وأن يسافروا برًا وبحرًا وجوًا، كما روى لي في ذلك الوقت رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل إبان مفاوضات 2014.

على أنّ العنصر الأهم في أيّة تفاهمات أو مفاوضات يبقى عدم الرضوخ للمساومة بنسخة أخرى من الضفة الغربية وإعادة إعمار غزّة في مقابل نزع السلاح، كما يريد نتنياهو وبلينكن وتوابعهما، وهي المساومة الممتدّة طوال مراحل الصراع كما في حروب 2008، 2009 و2012، فهذا هو الخط الأحمر قبل أيّة خطوط أخرى، ذلك أنّ التنازل عن حق المقاومة لن يُجهز على القضية الفلسطينية فقط، بل سيجعل النظام العربي ذاته بلا قيمة.

والحال كذلك، فإنّ أي تفكير، أو اقتراح بذهاب قوات من أيّة دولة عربية إلى غزّة ضمن ترتيبات ما بعد توّقف القتال، هو مشاركة فعلية في تلبية مطالب الاحتلال وتحقيق أحلامه، ناهيك أن يضع شعبًا فقد عشرات الآلاف من الشهداء ويعيش في العراء بمواجهة السلاح العربي.

وهذا عارٌ تاريخيٌّ آخر أن يذهب السلاح العربي إلى فلسطين لضمان عدم قدرتها على المقاومة، بعد أن جبن وتخاذل عن الذهاب، أو حتى التلويح في الهواء وقتما كانت غزّة تذبح، والشعب الشقيق يُباد.

مرّة أخرى، ينبئنا التاريخ بيقين أنّه حيثما وُجِد الاحتلال وجدت المقاومة، إذ هي مثل الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم.

*وائل قنديل كاتب صحفي مصري

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين المقاومة الاحتلال غزة نتنياهو بلينكن التنسيق الأمني دولة فلسطينية

إقرأ أيضاً:

السد بطلاً لـ «كأس قطر»

توج فريق السد بطلاً لكأس قطر لكرة القدم 2025، بعد فوزه على نادي الدحيل بركلات الترجيح 4-3، وذلك بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 2-2 في نهائي النسخة العاشرة، والذي أقيم بينهما على ستاد جاسم بن حمد بنادي السد مساء اليوم السبت.
انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي، ثم تقدم الدحيل بهدف بعد مضي أربع دقائق من بداية الشوط الثاني سجله مهاجمه الكيني مايكل أولونغا.

وأدرك البرازيلي كلاودينيو التعادل للدحيل في الدقيقة 63 من ضربة جزاء لكن بعدها بدقيقتين فقط أحرز الفرنسي بنجامين بوريجو الهدف الثاني للدحيل.

ولكن قبل أربع دقائق من نهاية المباراة خطف الإسباني رافا موخيكا هدف التعادل للسد.

واحتكم الفريقان لوقت إضافي على شوطين لكنه لم يشهد جديدا، لتكون كلمة الفصل عبر ركلات الترجيح التي ابتسمت في النهاية لصالح السد.

وبذلك انفرد السد بسجل أبطال المسابقة التي انطلقت تحت مسماها الحالي منذ موسم 2013-2014، بعد أن رفع رصيده إلى 4 أربعة ألقاب في أعوام: 2016-2017، 2019-2020، و2020-2021 وأخيراً 2024-2025، بينما حصل الدحيل على اللقب 3 مرات أعوام: 2014-2015، 2017-2018، و2022-2023.

وحظيت أربعة أندية فقط بالظفر بألقاب كأس قطر لكرة القدم في النسخ الماضية، وهي، إلى جانب السد والدحيل، الجيش الذي فاز باللقب في نسختي 2013-2014 و2015-2016، والوكرة الذي توج باللقب في النسخة الأخيرة 2023-2024، علماً أن نسخة موسم 2021-2022 لم تلعب.
وتأهل السد بطل الدوري إلى المباراة النهائية بعد فوزه على الأهلي رابع الترتيب بثلاثية نظيفة في نصف النهائي الأول، بينما تأهل الدحيل وصيف الدوري بعد فوزه على الغرافة ثالث الترتيب بركلات الترجيح 4-3، إثر التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي بدون أهداف.
في المقابل، استمر سوء الطالع لفريق الدحيل، الذي خسر ثاني ألقاب الموسم، بعد أن توج السد بلقب الدوري القطري برصيد 50 نقطة، فيما جاء الدحيل وصيفاً برصيد 48 نقطة.

مقالات مشابهة

  • نفق الاحتلال المظلم وأنفاق المقاومة القاتلة
  • حماس: الموقف العربي لا يرقى لمستوى حرب التجويع والإبادة في غزة
  • إكس-إنترا.. هذا ما نعرفه عن السلاح الإسرائيلي الجديد للاستخدام في غزة
  • السد بطلاً لـ «كأس قطر»
  • الدويري: المقاومة غيرت مقاربتها وزيادة الاحتلال لقواته لن يحقق أهدافه
  • الجبهة الشعبية: سياسة الاغتيالات الجبانة ستكون دافعًا لتصعيد الاشتباك المفتوح مع الاحتلال
  • خبير عسكري: تصاعد نشاط المقاومة يعكس جاهزيتها لتوسيع عمليات الاحتلال
  • الدويري: أبواب الجحيم 2 معركة حقيقية تؤكد دقة كمائن المقاومة
  • الاحتلال يعترف بمقتل جنديين في اشتباكات رفح ويكشف تفاصيل
  • تحقيق يكشف هوية قاتل شيرين أبو عاقلة.. المقاومة أجهزت عليه بكمين في جنين (شاهد)