كمائن المقاومة.. استراتيجية فاعلة لإيلام الاحتلال
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
◄ المقاومة اعتمدت استراتيجية الكمائن المركبة لإنهاك الجيش الإسرائيلي
◄ المقاومة تختار الأهداف بدقة لتحقيق خسائر أكبر بقوات الاحتلال
◄ الرئيس الإسرائيلي: الوضع صعب في غزة والعبء لا يُحتمل
◄ لبيد: كارثة صعبة أودت بحياة 7 مقاتلين في القطاع
◄ فشل محاولات إطفاء ناقلة الجند وسحبها مشتعلة بمن في داخلها لخارج غزة
◄ تحديد هوية القتلى داخل المدرعة استغرق ساعات طويلة لتفحم جثثهم
الرؤية- غرفة الأخبار
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، طورت فصائل المقاومة من استراتيجيتها القتالية للتصدي لقوات الاحتلال وفقاً للتطورات الميدانية العسكرية.
ويقول الكاتب الفلسطيني محمد الأيوبي، إن الكمائن تعد من أبرز الوسائل والتكتيكات التي تعتمدها المقاومة "لا كأعمال محدودة بل أداة مركزية لإعادة تعريف منطق الحرب".
وأضاف أن الكمائن تحمل رسالة مزدوجة، الأولى رسالة عسكرية بأن جيش الاحتلال لم يعد قادرًا على التحرك الآمن حتى في المناطق التي يدعي السيطرة عليها، والثانية رسالة سياسية بأن المقاومة لا تزال قادرة على المبادرة والهجوم والاحتفاظ بزمام المبادرة، رغم شراسة العدوان.
ووفقاً للكاتب نفسه، فإن إستراتيجية الكمائن التي تستخدمها المقاومة ليست تكتيكاً ظرفياً، وإنما هي جزء من رؤية أوسع تقوم على تحويل كل عملية توغل إسرائيلية إلى استنزاف ارتفاع أعداد القتلى والجرحى في صفوف الاحتلال، وتآكل القدرة القتالية مع استمرار الإصابات والانهاك، تضطر قيادة الجيش إلى تدوير القوات، مما يضعف جاهزيتها، إلى جانب الضغط الداخلي المتصاعد إذ تتعالى أصوات ذوي الجنود في الداخل الإسرائيلي مطالبين بوقف الحرب بأي ثمن.
وفي الكمين الأخير في خان يونس، الثلاثاء، والذي هزّ إسرائيل، نشرت كتائب القسام مقطع فيديو للكمين يظهر تقدم اثنين من عناصر المقاومة باتجاه ناقلتي جند، وتفجيرهما، إذ ظهر في الفيديو أحد عناصر القسام وهو يلقي بعبوة شديدة الانفجار داخل ناقلة الجند ما أدى إلى تفجيرها بالكامل بمن فيها.
وقالت كتائب القسام: "ضمن سلسلة عمليات حجارة داود.. مشاهد من الكمين المركب الذي استهدف ناقلتي جند صهيونيتين والتي أعلن العدو مقتل 7 جنود بداخلهما بينهم ضابط قرب مسجد علي بن أبي طالب بمنطقة معن جنوب مدينة خانيونس جنوب القطاع".
وفي المقابل، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ عن الكمين: "صباح مؤلم علمنا فيه بمقتل الجنود في معارك خان يونس". كما وصف الوضع الميداني في غزة بأنه "وضع صعب والمعارك ضارية والعبء لا يحتمل".
أما زعيم المعارضة يائير لبيد فقال إنه "صباح صعب للغاية وكارثة كبرى أمس أودت بحياة سبعة من مقاتلينا جنوب قطاع غزة".
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: "تم استدعاء قوات إطفاء عسكرية إلى مكان الكمين، وبذلوا جهودًا لإطفاء ناقلة الجنود المشتعلة، ولم يكن ذلك مجديا، ولذلك تم إحضار جرافة (D9) إلى الموقع وغطت الناقلة بالرمال في محاولة لإطفائها، لكن كل محاولات الإطفاء باءت بالفشل".
وإزاء ذلك، تم اتخاذ قرار في الميدان بسحب ناقلة الجنود وهي ما تزال مشتعلة، وبالفعل تم جرها أولا إلى شارع صلاح الدين في خان يونس، ومن هناك إلى خارج قطاع غزة، بينما كان العسكريون السبعة لا يزالون بداخلها.
ووفقا لإذاعة جيش الاحتلال، فلم يتم إطفاء ناقلة الجند إلا بعد وصولها إلى داخل إسرائيل، بينما تم استدعاء قوات إنقاذ ومروحيات إلى المكان، لكن لم يبقَ أحد من الجنود على قيد الحياة، ولم يكن هناك من يمكن إنقاذه من العربة العسكرية المحترقة.
واختتمت إذاعة جيش الاحتلال سرد تفاصيل الكمين، موضحة أن مهمة تحديد هوية الجنود القتلى استمرت ساعات طويلة. وبعد عملية التعرف على الجثث، تم إبلاغ عائلات القتلى الليلة الماضية.
وتحدثت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أيضا عن الكمين، ونقلت عن التحقيق الأولي أن الناقلة احترقت بمن فيها من جنود وأن الجيش استغرق ساعات طويلة للتعرف على هوياتهم عقب الحادثة، وأن مروحيات الإجلاء عادت فارغة للقواعد بعدما اضطر الجيش لنقل ناقلة الجند بمن فيها إلى داخل إسرائيل.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
افتتاح معرض تشكيلي في صنعاء يجسد صمود غزة ويكشف جرائم الاحتلال
يمانيون |
افتتح وزير الثقافة والسياحة، الدكتور علي اليافعي، اليوم في صنعاء، المعرض التشكيلي “غزة صمود رغم العدوان والحصار والتجويع”، الذي تنظمه وزارة الثقافة والسياحة بدعم من صندوق التراث والتنمية الثقافية، تزامنًا مع الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، ليستمر أربعة أيام حافلة بالفن المقاوم والرسائل الوطنية.
وخلال الافتتاح، الذي رافقه فيه وكيل أول الوزارة الدكتور عصام السنيني ومسؤولا قطاعي المنشآت والفنون التشكيلية فهد نزار وخالد الجنيد، جال الوزير بأجنحة المعرض، متفقدًا أكثر من 80 لوحة تشكيلية أبدعها أكثر من 60 فنانًا وموهوبًا تشكيليًا، عبّروا من خلالها عن مأساة غزة وصمود أهلها الأسطوري في وجه العدوان الصهيوني، الذي بلغ حد الإبادة الجماعية والتجويع، وسط صمت دولي وتخاذل عربي وإسلامي.
اللوحات، التي امتلأت بالألوان المقاومة والرموز الفلسطينية واليمنية، عكست الموقف المشرف لليمن قيادة وشعبًا، بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في دعم القضية الفلسطينية ومساندة المقاومة في غزة، واستهداف العدو الصهيوني بكل الوسائل المتاحة وتكبيده خسائر اقتصادية فادحة. كما أبرزت الإبداع اليمني في تجسيد وحدة المعاناة والهدف بين الشعبين اليمني والفلسطيني، والارتباط العميق بالأرض والهوية في مواجهة آلة القتل الصهيونية المدعومة أمريكيًا.
وفي كلمته، أشاد الوزير اليافعي بإبداعات الفنانين والموهوبين، معتبرًا أن لوحاتهم تعكس وعيًا فنيًا ومسؤولية وطنية وقومية في آن واحد، وتظهر قوة المقاومة وثباتها رغم المعاناة، مؤكدًا أن الفن التشكيلي يعد سلاحًا ثقافيًا وإعلاميًا قادرًا على فضح جرائم الاحتلال وتحريك الوعي الشعبي نحو الحشد والتعبئة لمعركة الوعد الصادق الفاصلة مع العدو الصهيوني.
وأشار إلى أن المعرض يأتي ضمن الجهود المستمرة لوزارة الثقافة في تسخير الفنون لخدمة قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومواجهة التزييف الإعلامي الغربي، وتقديم صورة حقيقية عن جرائم الاحتلال ومعاناة الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن اليمن سيظل حاضرًا بفنه وثقافته وإبداعه في كل ميدان نصرة لفلسطين.