تقنية سعودية للحد من مضاعفات مرض السكري من خلال الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
تشهد منطقة الشرق الأوسط تطوراً متزايداً في نموها الرقمي وروح ريادة الأعمال؛ تقودها مجموعة من الشركات الناشئة التي تسعى إلى وضع معايير جديدة، وتسخير قوة التقنيات المتقدمة لمواجهة التحديات الإقليمية واقتناص الفرص. ويكشف التعمق في أفكار هذه الشركات التقنية الناشئة عن مزيج من الطموح والإبداع والبراعة التكنولوجية؛ يدفع الشرق الأوسط نحو مستقبل رقمي واعد.
«أمبليفاي هيلث (AmplifAI)» شركة سعودية ناشئة في مجال التقنية الصحية تقدم تقنيات مختصة في الكشف عن مضاعفات قرحة القدم السكرية. وتشير إحصاءات عام 2021 من «أطلس الاتحاد الدولي للسكري»، وهو مصدر عالمي شامل حول انتشار مرض السكري ومضاعفاته وتكاليف رعايته الصحية، إلى أن 1.2 مليون حالة من قرحة القدم السكرية وعمليات بتر الأطراف تحدث سنوياً في جميع أنحاء العالم، وهو ما يترجم إلى نحو عملية بتر واحدة كل 30 ثانية. وهناك توقعات بارتفاع أعداد مرضى السكري حول العالم بأكثر من 100 مليون بحلول عام 2030. دفعت هذه الأسباب وغيرها الدكتور مشاري الوشمي، الرئيس التنفيذي لشركة «أمبليفاي هيلث» إلى العمل على تطوير تقنية تعمل على استخدام الكاميرات الحرارية والذكاء الاصطناعي للحد من مضاعفات القدم السكرية، كما يقول في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط».
إتاحة التقنية للجميعيسعى فريق «أمبليفاي هيلث» إلى جعل طريقة عمل التقنية مبسطة بهدف إتاحة استخدامها لأي شخص يعمل في هذا المجال، حيث يصل التقرير عن الحالة الطبية مباشرة إلى الطبيب المختص. ويسعى الفريق إلى تطوير الابتكار ليشمل تشخيص حالات غير داء السكري لها علاقة أيضاً بتدفق الدم. ويشدد الدكتور مشاري الوشمي، الرئيس التنفيذي لشركة «أمبليفاي هيلث»، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» على أهمية أن «تتبع الشركات الناشئة العاملة في المجال الطبي المعايير والقوانين الطبية المفروضة بصرامة لضمان صحة وأمان المستخدمين».
التعاون مع «كاوست»وفي بداية هذا العام، وقّعت «جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)» وشركة «أمبليفاي هيلث (amplifAI)، مذكرة تفاهم لتطوير نظام «أمبليفاي هيلث» وتقنية «التصوير الطيفي الفائق (HyplexTM)» التي صممها البروفسور أندريا فراتالوتشي، أستاذ الهندسة الكهربائية في «كاوست». وفي مبادرة أولى لهذه الشراكة، سيجري اختبار مجموعة من التقنيات المختصة في الكشف عن مضاعفات القدم السكرية مع التخطيط لعمل تجارب سريرية مستقبلًا. وتهدف الشراكة إلى اكتشاف مرض السكري في وقت مبكر، وتطوير خطط علاجية أفضل وتقليل عمليات بتر الأطراف السفلية بصورة كبيرة. وستكون مذكرة التفاهم هذه المرة الأولى التي يجري فيها تطبيق تقنية «كاوست» في رعاية مرضى السكري.
أهمية تقنية التصوير الطيفي الفائقيمكن لتقنية «التصوير الطيفي الفائق (HyplexTM)» جمع بيانات ضخمة بحجم تيرابايت في ثانية واحدة، وهو ما يتفوق بشكل كبير على حجم الغيغابايت من الكاميرات التجارية الحالية، وبذلك تقدم كمية كبيرة من المعلومات الجديدة التي تُستخدم في الكشف المبكر عن الأمراض. ومن خلال شركة «Pixeltra» الناشئة في «كاوست»، يقوم البروفسور أندريا فراتالوتشي بالفعل باختبار تقنية «HyplexTM» مع المستشفيات السعودية لتشخيص سرطان الجلد. وتعِد شركة «أمبليفاي هيلث» بأن تحدث تقنيتها التي تعمل على استخدام الكاميرات الحرارية والذكاء الاصطناعي ثورة في «عالم الحرارة الرقمية» حيث إنها أسرع بـ30 في المائة من طريقة التشخيص التقليدية، وأرخص في التكلفة بـ60 في المائة. ويقول الدكتور الوشمي إن ذلك يؤدي إلى تقليل عمليات بتر الأطراف السفلية بصورة كبيرة.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: القدم السکریة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
كيف يساعد الذكاء الاصطناعي على إنقاص الوزن؟
إذا كنت قد خضت تجارب حمية غذائية متعددة دون جدوى، فقد يكون الحل في الاتجاه إلى الذكاء الاصطناعي.
تخيل وجود مدرب ذكي للغاية يفهم أدق تفاصيل جسدك، ويصمم خطة غذائية وتمارين رياضية مصممة خصيصاً لك، والأروع من ذلك أنه يعدّلها تلقائياً مع كل تقدم تحرزه في رحلتك نحو الرشاقة المثالية.
وشهدت تقنيات الذكاء الاصطناعي تحولاً ملحوظاً في عالم إنقاص الوزن، من خلال توفير حلول تعتمد على البيانات ويمكن تطويرها باستمرار.
وتُقدم منصات التخسيس المدعومة بالذكاء الاصطناعي إرشادات غذائية شخصية للغاية، فهي تُمكنك من تتبع وجباتك بدقة، وتوفر لك محتوى توعوياً غنياً حول التغذية، بالإضافة إلى أدوات فعالة لوضع أهداف صحية قابلة للتحقيق، خصوصاً إذا كنت تعاني من السمنة أو داء السكري.
الذكاء الاصطناعي والعادات الصحية اليومية
تُسهّل تطبيقات الذكاء الاصطناعي عملية تسجيل الطعام من خلال استخدام تقنيات الرؤية الحاسوبية للتعرف على الأطعمة المحلية عبر الصور، مما يمكّن المستخدمين من تتبع وجباتهم بدقة أكبر.
ويُوفّر عدّاد السعرات الحرارية المعتمد على الذكاء الاصطناعي والمدعوم بـ"ChatGPT" إمكانية تسجيل الوجبات عبر الصوت أو الصور، مما يتيح تحليلاً فورياً للسعرات الحرارية والعناصر الغذائية الرئيسية.
كما تساعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في دعم العادات الصحية عبر استخدام تقنيات التحفيز السلوكي، من خلال إرسال إشعارات مخصصة، وتوفير تقارير منتظمة ونصائح ملائمة في الأوقات المناسبة، مما يعزز التزام المستخدمين بأهدافهم الصحية بشكل دائم وفعّال.
ويعمل نظام التخسيس بالذكاء الاصطناعي على تحليل بياناتك الشخصية ليضع لك أهدافاً واقعية لخسارة الوزن.
ويأخذ النظام في الحسبان مدى التزامك بخطة وجباتك ومواظبتك على قياس وزنك، ثم يقدم لك ملاحظات فورية وتشجيعاً خاصاً، مما يعزز فرصك في الحصول على نتائج دائمة.
أجهزة ذكية قابلة للارتداء
يساهم الجمع بين الذكاء الاصطناعي والأجهزة القابلة للارتداء في رفع كفاءة خطط فقدان الوزن المصممة لكل فرد على حدة.
وبينت الدراسات أن تحليل البيانات التي تسجلها هذه الأجهزة، مثل المؤشرات الحيوية، ومستوى النشاط البدني، من خلال خوارزميات الذكاء الاصطناعي، يمكنه التنبؤ بدقة بنتائج خسارة الوزن، الأمر الذي يسمح بتقديم تدخلات صحية مصممة وفقاً لاحتياجات كل فرد.
أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي لخسارة الوزن
تفيد الدراسات بأن 3% فقط ينجحون في فقدان 20 كجم عبر الطرق التقليدية، بينما يتمكن 47% من خسارة 7 إلى 11 كجم باستخدام تقنيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
ومن أبرز أدوات الذكاء الاصطناعي في مجال التغذية تطبيق "HealthifyMe"، الذي يوفر خططاً غذائية مخصصة وتتبعاً دقيقاً للسعرات عبر المساعد الافتراضي "Ria"، مع تكامل ذكي مع أمازون أليكسا.
أما "CalCounter"، فهي أداة تعتمد على تقنية التعرف على الصور لتحليل الوجبات وحساب السعرات فورياً، مما يسهل عملية التسجيل بشكل تلقائي ودقيق.
ويقدم "MacroSnap AI" ميزة تصوير الوجبات لتحليل مكوناتها الغذائية بسرعة، مع تتبع دقيق للعناصر الأساسية.
ويُعد "Welling" مدرباً صحياً ذكياً يتيح تسجيل الوجبات عبر الصور أو الدردشة، ويقدم خططاً غذائية يومية ونصائح مخصصة لدعم تحقيق الأهداف الصحية.
ولخسارة الوزن بفعالية، يحتاج المستخدمون إلى أدوات ذكية تقدم إرشادات دقيقة للتمرين واللياقة البدنية، ومن أشهرها "Fitness AI"، الذي يعتمد على خوارزميات التعلم الآلي لتحليل بيانات التمارين، وتقديم خطط تدريب مخصصة تتطور مع تقدم المستخدم، إضافة إلى فيديوهات تعليمية للحفاظ على التقنية الصحيحة.
بينما يوفر تطبيق "Zing AI" خطط تمرين شخصية تتكيف تلقائياً مع مستوى اللياقة والتقدم المحقق، وتجمع بين تمارين الكارديو، والقوة، ووزن الجسم لضمان تنوع وتحفيز مستمر.
وتلعب أدوات التدريب والتحفيز السلوكي دوراً محورياً في دعم رحلة فقدان الوزن، ومن أهمها تطبيق "Simple"، الذي يقدم برامج مخصصة تشمل التغذية واللياقة والتحفيز، مع ميزات مثل تتبع الطعام، الصيام المتقطع، ودعم ذكي متواصل على مدار الساعة.
كما يُعد "Weight Mate" مساعداً افتراضياً يعتمد على الذكاء الاصطناعي، ويقدم دعماً مستمراً بناءً على تحليل أكثر من مليار تفاعل، ما يمكنه من توفير توصيات شخصية فعالة تساعد المستخدمين على فقدان الوزن والحفاظ عليه.
وتعتبر الأدوات الشمولية والتنبؤية بالذكاء الاصطناعي من أبرز الوسائل في دعم برامج التخسيس، حيث يقدم برنامج "OmadaSpark" تعليماً غذائياً مخصصاً وتتبعاً دقيقاً للوجبات، مع تكامل فعّال مع فرق الرعاية الصحية لضمان دعم شامل.
ويقدم نظام "CSIRO" الغذائي عبر أداة "My Journey" إرشادات فردية تساعد المستخدمين على تحديد أهدافهم، ومتابعة التقدم، وتحقيق نتائج طويلة الأمد من خلال استراتيجيات مصممة خصيصاً لكل شخص.
خلاصة القول، يشير تقدم تقنيات فقدان الوزن المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى مستقبل مشرق لمن يسعى لتحقيق أهدافه الصحية بطريقة علمية ومنظمة، ومع ذلك يظل الالتزام الشخصي والإرادة القوية العاملين الأساسيين لنجاح أي خطة صحية.
أمجد الأمين (أبوظبي)