موقع النيلين:
2025-12-14@16:48:32 GMT

عن التواطؤ مرة أخرى

تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT


أورثنا جنون الشرق الأوسط مهارة مهمة: عدم الثقة بالسلطة، أو بأي ممثل لها. يصل حد انعدام الثقة إلى التشكيك في أي شخص يُثبت شطارته في اللعبة، إذ نأخذ هذا كدلالة على انعدام النزاهة، أو يضعهم محل شك على الأقل.

نعلم أن هذا غير منصف بحق الكثيرين، وبحق أنفسنا، لكننا نعلم أيضا أن ثمة حدا: كُن تِرسا (يُمكن التسامح مع التروس)، لكن لا تكن بوقًا.

فرغم خلل النظام إلا أننا مضطرون للتعاطي معه، ونحن وإن كُنا غير مُهيئين للتفاوض، نفعله مع كل ما يُحيط بالعملية من تشويش وإرباك وإحباط.

والحال ذاتها مع الإعلام الرسمي الممول والمُدار من قِبل السلطة الحاكمة، وحتى غير الرسمي. فنحن نعي أن وسائل الإعلام المستقلة يُضيق عليها إلى أن ينتهي بها الأمر للإغلاق، وما يتبقى منها نعرف أنه مُداهن بحيث لا يعود بعد مصدرا موثوقا. تخرج عن القاعدة بعض مؤسسات الإعلام البديل، التي وجدت مصدرا آخر للتمويل (مؤسسات ثقافية أوروبية)، والتي تُدار في الغالب من خارج المنطقة، بأيدي أبناء المنطقة.

هذه إذا هي الخطوط العريضة للمشهد الإعلامي العربي. في المقابل لدينا المشهد الأوروبي (الألماني تحديدا)، الذي يُفاخر باستقلاليته. ولا تبدأ في التشكيك بذلك إلا في وقت الأزمات. اختبرت منها اثنتين حتى الآن. كانت الأولى مع الجائحة، والثانية هذه الأيام بالتزامن مع الحرب على غزة. ففي الأولى كان ملفتا أن نرى تماهي أصوات تيارات الإعلام الرئيسية. دون تفكّر حقيقي في مواقف المناهضين للسياسات الصحية الطارئة وقتها. رغم ما طرحوه من أسئلة مشروعة. من السهل الاستخفاف بما كان يحصل، وغض الطرف عنه بعد وضعه في سياق سياسة ما بعد الحقيقة، ورده إلى إيمان غير منطقي في نظريات المؤامرة. إلا أن بعض الأطروحات التي ولّدها اليمين تقع في قلب اهتمام اليسار، خصوصا ما يتعلق بحرية المرء في التصرف بجسده، والذي يُعد الإجبار على تلقي اللقاح انتهاكا له، سواءً بالطرق المباشرة أو غير المباشرة، مثل قصر حق ارتياد الأماكن العامة على الملقحين. خصوصا وأن تطوير اللقاح تم في وقت قياسي، دون النظر في الآثار طويلة المدى للقاح.

الأمر ذاته يحصل اليوم. إذ يتم التسفيه بمواقف المناصرين للقضية الفلسطينية وصرف النظر عن مطالبهم المشروعة (وعلى رأسها وقف الدعم العسكري والسياسي للجيش الإسرائيلي)، والادعاء أن باعثها الأساسي كره دفين لليهود.

الانتقائية في التغطية والانحياز الإسرائيلي لا يحتاج إلى عين نبيهة ليُدرك. وكل هذا يُقدم في قالب يبدو موضوعيا، وحياديا. فيما أصبح اليمين واليسار أقرب للعقيدة منه للمنهجية. أي أنه يتم التصديق بمجموعة من المقولات في كسل ذهني، عوضا عن مقاربة كل قضية وإعمال الأدوات عليها لفحص ما إن كانت تستحق المناصرة أو المناهضة.

نفترض أن الحرب على غزة، بما فيها من أهوال غير مسبوقة، ستأتي بمثابة المنبه، ليصحو العالم ويعرف أن الصمت، عدم الانشغال، وترك الأمور لمن بأيديهم القوة، صار ينتمي لزمن آخر. ونعجز عن فهم لماذا لا يحدث هذا. ثمة ثقة عمياء بالسلطة، ثمة ثقة لا تُهز بالإعلام، وثمة ثقة -فوق ذلك- أن ألمانيا تعلمت درسها، وهذا الفخر بأنها تعلمت الدرس، ونهضت لتكون مِثالا للأخلاقية، يكاد يعلو على الذنب. فكما يفخر الأمريكي بأنه أمريكي، يفخر الألماني بعدم فخره بأنه ألماني. ورغم أن الثانية أفضل من الأولى بمراحل، إلا أنها تشترك مع الأولى في استعلائها. فألمانيا هي المثال الأُممي لارتكاب الأخطاء، الاعتذار عنها، والالتزام بعدم ارتكابها مرة أخرى. لكن الدروس لا تُوظف في ملاحظة ارتكابها لأخطاء جديدة.

نوف السعيدي – جريدة عمان

 

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

محافظ المنوفية: إزالة 5 آلاف و500 متر والتشديد بإعادة زراعة الأراضى مرة أخرى

أكد اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية، على شن الحملات لازالة الفورية لكافة أشكال التعديات على الأراضي الزراعية والتعديات المخالفة بطريق - قويسنا- شبين الكوم، وبركة السبع للحد من تبويرها والحفاظ على الرقعة الزراعية، وذلك في اطار جهود محافظة المنوفية المستمرة لاستعادة هيبة الدولة وانفاذ القانون واتخاذ اجراءات رادعة حيال المخالفين.

شنت اليوم الوحدة المحلية لمركز ومدينة قويسنا حملة مكبرة بالتنسيق مع الجهات المعنية برئاسةالأستاذة هناء عقيلة رئيس المركز والمدينة، حيث تم إزالة عدد ٧ حالات تعدى على الاراضى الزراعية علي مساحة ٣١٠٠ متر تمثلت حملات الازالة فى معارض السيارات وبيع الفاكهه وتم التنبيه والتشديد على أصحاب الأراضي المخالفة والتى تم تبويرها باعادة زراعتها مرة أخرى، هذا وتواصل الحملة المشكلة أعمالها حتي إنهاء جميع الحالات المستهدفة تحقيقا للصالح العام.وفى نطاق مركز ومدينة بركة السبع، قام الأستاذ سامى سرور رئيس الوحدة المحلية بشن حملة مكبرة استهدفت إزالة معارض السيارات والتشوينات والمقامة بالمخالفة على الاراضى الزراعية بالطريق الزراعى، وذلك بإجمالى مساحة ٢٣٥٠ متر وتم إزالة التشوينات وعودة الأرض الزراعيه الي حالتها بالتنسيق مع الإدارة الزراعيه، وسيتم تنفيذ باقي حالات التعدي علي الارض الزراعية وفقا لأحكام القانون واتخاذ اجراءات رادعة حيال المخالفين والمتعدين.

هذا وقد شدد محافظ على رؤساء الوحدات المحلية للمراكز والمدن والأحياء بالمتابعة الدورية والمستمرة والتصدى للمخالفين وتنفيذ الإزالات المخالفة فى المهد بالتنسيق مع الجهات الأمنية والمعنية بهذا الشأن، مؤكداً على التعامل بحزم مع أية محاولات للبناء المخالف بدون تهاون أو تقصيرتنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية في هذا الشأن.

مقالات مشابهة

  • محافظ القاهرة يجرى جولة مفاجئة أعلى دائرى السلام
  • اشتباكات بين الشرطة التونسية ومحتجين في القيروان بعد وفاة رجل
  • عمرو يوسف: لا يمكن أن تطلب كندة علوش مني رفض العمل مع فنانة أخرى
  • محافظ المنوفية: إزالة 5 آلاف و500 متر والتشديد بإعادة زراعة الأراضى مرة أخرى
  • غوتيريش: نغلق اليوم إحدى صفحات التعاون مع العراق ونفتح أخرى
  • بمقاتلات وقاذفات.. طلعات جوية أميركية فوق ساحل فنزويلا
  • أزمة أرض الزمالك تشعل المشهد مرة أخرى..مستقبل النادي في خطر
  • الجيش الأميركي نفذ طلعات جوية فوق ساحل فنزويلا
  • ألبانيز: تكلفة إعادة إعمار غزة يجب أن تسددها إسرائيل و4 دول أخرى
  • لجنة الانضباط تفرض عقوبة الايقاف على أيوب عبد اللاوي