أشادت قيادات حزبية بقرارات مجلس أمناء الحوار الوطني الخاصة باستكمال جلسات الحوار الوطني خلال المرحلة المقبلة، وخاصة ما يخص المحور الاقتصادي بشكل أعمق وأشمل وأكثر فاعلية، استجابة لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لمعالجة التحديات الاقتصادية المختلفة والبحث عن حلول فعالة من شأنها المساعدة في ازدها الحالة الاقتصادية.

وأوضحت القيادات، أن توجيه مجلس الأمناء الدعوة للحكومة لحضور كل الجلسات المقبلة للحوار الوطني، ضرورة لبلورة رؤية قابلة للتطبيق لمواجهة كافة التحديات التي تواجه الاقتصاد الوطني.

بدوره، أكد الأمين العام المساعد لحزب "مستقبل وطن" النائب عصام هلال أهمية اجتماع مجلس أمناء الحوار الوطني الذي عقد أمس، لمناقشة استكمال الحوار وخاصًة ما يخص الحوار الاقتصادي الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي ليكون بشكل أعمق وأشمل وأكثر فاعلية في المرحلة المقبلة، لما تمر به الدولة والمجتمع من ظروف اقتصادية دقيقة.

وقال إن استكمال جلسات الحوار يعد خطوة جيدة لاستكمال المناقشات للوصول إلى رؤى وحلول للأزمة الاقتصادية والنهوض بالاقتصاد الوطني، مثمنا توجيه الدعوة للحكومة بكل الجلسات المقبلة، وكذلك توجيه الدعوة للمتخصصين والخبراء وكافة المهتمين للمشاركة.

وأشاد بما انتهى المجلس إليه من تشكيل لجنة لتنسيق تنفيذ مخرجات المرحلة الأولى بالتعاون مع الحكومة، ومجلس النواب والجهات المختلفة ذات الصلة، وهو ما يؤكد جدية الحوار الوطني ومصداقيته.

من جانبه، أشاد مساعد الأمين العام لحزب حماة الوطن لشمال الصعيد عصام الرتمي بإعلان مجلس أمناء الحوار الوطني دعوة الحكومة في كل الجلسات المقبلة، لافتًا إلى أن هذا الأمر سيخلق تفاعلا إيجابيا مع ما يستهدفه الحوار.

وثمن قرار مجلس الأمناء بعلنية الجلسات وأن تكون متخصصة مغلقة بحضور الخبراء والمتخصصين من كل الاتجاهات والمدارس الاقتصادية للتركيز على أطروحات ومبادرات قصيرة ومتوسطة الأجل، قابلة للتطبيق، مشيرًا إلى أنه سيكون هناك زخم كبير في الأفكار والمقترحات التي ستفتح في نهاية الأمر أبوابًا جديدة أمام الاقتصاد المصري.

وأشار إلى أن المحور الاقتصادي بات هو المتصدر لكل شئ، مثمنًا ما أعلنته إدارة الحوار الوطني في هذا الإطار على اعتبار أن الدولة المصرية تبحث عن حلول سريعة وعاجلة لمعالجة الجوانب المتضررة في الاقتصاد المصري.

وأكد أن دعوة الرئيس السيسي لإجراء الحوار الاقتصادي والاستجابة الفورية من جانب مجلس الأمناء توضح أن أطراف العمل السياسي والمؤسسي في مصر يدركون جيدًا طبيعة الأزمة الاقتصادية التي تواجهها مصر وبالتالي ستكون النتائج إيجابية وستشهد سرعة في تطبيقها وهذا ما نريده في الوقت الحالي.

من ناحيته.. ثمن نائب رئيس حزب المؤتمر اللواء دكتور رضا فرحات قرارت مجلس أمناء الحوار الخاصة باستكمال جلسات الحوار خلال المرحلة المقبلة، منوها بأن استكمال الجلسات يأتي بهدف البحث عن حلول فعالة من شأنها المساعدة في ازدها الحالة الاقتصادية وهو ما يكشف الجدية في تنفيذ المخرجات من أجل الوصول لحلول واقعية قابلة للتنفيذ، بشأن القضايا محل الحوار الوطني.

وأضاف أنه يجب أن تكون الجلسات لمدة 3 أسابيع أو شهر، وترفع نتائجها فورا للرئيس، للتعامل الفعال مع التحديات التي تواجه الاقتصاد المصري، بما يليق بالجمهورية الجديدة، التي يتشارك في بنائها كل أبناء الوطن.

وأكد أن استجابة أمناء الحوار الوطني لدعوة الرئيس السيسي تعكس تعاونا حقيقيا ومشاركة الحكومة في كل الجلسات المقبلة، وتساعد في الخروج بتوصيات قابلة للتنفيذ وخطوة مهمة وجادة وكاشفة لعزم القيادة السياسية والدولة المصرية على حل كافة المشكلات والأزمات الاقتصادية التي تعيشها البلاد.

وتابع أن ذلك يعكس الحرص الجاد على سرعة الخروج باستراتيجية واضحة ومحددة المعالم للتعامل مع التحديات الاقتصادية للتوصل إلى أفضل الحلول التي تسهم في تحقيق مكاسب لصالح الوطن والمواطن من خلال الانخراط في حوار اقتصادي يجمع الخبراء وصناع السياسات من مختلف القطاعات لتبادل الأفكار والخبرات، واقتراح حلول مبتكرة وتعزيز بيئة من التعاون بين الجميع المشاركين والاستماع لوجهات النظر المتنوعة والنظر فيها للتوصل إلى حلول فعالة ومستدامة.

وأشار إلى أن إعلان مجلس الأمناء تشكيل لجنة لتنسيق تنفيذ مخرجات المرحلة الأولى بالتعاون مع الحكومة والبرلمان سيخلق أجواء إيجابية تساهم في صنع جبهة داخلية صلبة ومتماسكة لمواجهة كافة التحديات التي يشعر بها المواطن، فإن الجهات التنفيذية باختلاف القطاعات عليها العمل الجاد لتنفيذ توجيهات الرئيس السيسي بتحقيق التوصيات ووضع خارطة طريق للعمل الوطني نحو بناء الجمهورية الجديدة.

بدوره.. ثمن رئيس حزب الاتحاد رضا صقر، دعوة مجلس أمناء الحوار الوطني الحكومة لحضور كل الجلسات المقبلة للحوار الوطني، مؤكدا أن حضور الحكومة الجلسات ضرورة للخروج بمقترحات قابلة للتنفيذ وواقعية.

وأشاد صقر - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط - بقرارات مجلس أمناء الحوار بخصوص سرعة عقد جلسات المحور الاقتصادي بالحوار الذي يأخذ مناقشات أكثر عمقًا، موضحا أن دعوة الرئيس لإجراء هذا الحوار الاقتصادي تعكس التعاون الحقيقي ما بين كافة أطراف العمل السياسي، وحرصهم على الخروج من الأزمة الحالية التي يواجهها الاقتصاد المصري.

وقال إن الملف الاقتصادي ذات طبيعة خاصة ويحتاج لمشاركة واسعة من المتخصصين في القطاع الاقتصادي، مشيدًا بقرار مجلس الأمناء بأن تكون جلسات المحور الاقتصادي متخصصة بدون حضور العامة، نظرًا لطبيعته التي تحتاج إلى خبراء يمكن أن تسهم تصوراتهم ورؤاهم في صياغة حلول للأزمة التي نمر بها.

وأشار إلى أن دعوة مجلس الأمناء للحكومة لحضور الجلسات المقبلة للحوار الوطني الاقتصادي تمثل أهمية كبيرة للغاية، فيما يخص التنسيق والتعاون ما بين الطرفين، حتى تكون المخرجات التي يتم التوصل إليها قابلة للتنفيذ، وأشاد بأهمية القرار الصادر عن مجلس أمناء الحوار الوطني بأن تكون مخرجات الحوار الوطني قصيرة ومتوسطة الأجل، حتى يشعر المواطن بأثرها.

من جانبه.. قال مقرر لجنة الأحزاب السياسية بالحوار الوطنى، ووكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب النائب إيهاب الطماوي، إن مجلس أمناء الحوار الوطني عقد اجتماعه أمس كاستجابة لدعوة الرئيس السيسي، الذي وجه بإعطاء الأولوية لحوار اقتصادي شامل.

وأضاف أن توجيه الرئيس باستمرار الحوار الوطني جاء استكمالا لمشاركة جميع القوى والتيارات السياسية في وضع حلول من شأنها إيجاد حلول للتحديات الاقتصادية التي أثرت على العالم أجمع بعد تداعيات جائحة كورونا وبعدها الأزمة الروسية الأوكرانية.

وأوضح أن مجلس أمناء الحوار الوطني استجاب سريعا لدعوة الرئيس السيسي، حيث حدد فترة زمينة لاستقبال المقترحات والأفكار من القوى والتيارات السياسية المختلفة حول الملف الاقتصادي قبل بدء استكمال جلسات الحوار الوطني في مرحلته الثانية.

وثمن دعوة الرئيس السيسي بشأن إجراء حوار اقتصادى يشارك فيه كل القوى والتيارات السياسية لمعالجة الآثار السلبية التي لحقت بالاقتصاد على مستوى العالم وانعكست على الاقتصاد الوطني.

من جهته.. أشاد أمين تنظيم حزب الجيل الديمقراطي ومدير مركز الجيل للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور أحمد محسن قاسم، ببيان مجلس أمناء الحوار الوطني بشأن شكل جلسات الحوار الوطني الاقتصادي التي ستكون جلسات مغلقة علنية مقتصرة على الخبراء والمتخصصين.

وأضاف أن الرؤية التي صرح بها مجلس أمناء الحوار للتركيز على أطروحات ومبادرات قصيرة ومتوسطة الأجل قابلة للتطبيق تتطابق تماما مع رؤية الحزب بشأن الحوار الوطني الاقتصادي، وهو ماعبر عنه ملف الحزب المرسل للأمانة الفنية للحوار.

وأوضح أن ملف الحزب جاء من فصلين، أحدهما لحلول الأزمة قصيرة المدى مثل تطوير منظومة المسئولية الاجتماعية للقطاع الخاص كإحدى آليات تخفيف آثار الأزمة الاقتصادية بالداخل المصري، وحل أزمة لتطوير آليات التعامل مع المصريين بالخارج، وأيضا حل الأزمة بتطوير منظومة السياحة بدعم أنماط السياحة غير التقليدية ووضعها على الخريطة السياحية بمصر، والآخر لحلول متوسطة المدى، جاءت من ملف الحزب بالمحور الاقتصادي بالحوار الوطني الشامل.

من جانبها.. قالت رئيس حزب مصر أكتوبر الدكتورة جيهان مديح إن دعوة الحكومة في كل جلسات الحوار الوطني المقبلة، تساعد فى المشاركة والخروج بتوصيات قابلة للتنفيذ، مضيفة أن ملف الاقتصاد ملف شائك ودقيق، ويتطلب وجود متخصصين لإيجاد حلول واقعية سريعة المفعول.

وثمنت إعلان مجلس أمناء الحوار تشكيل لجنة لتنسيق تنفيذ مخرجات المرحلة الأولى بالتعاون مع الحكومة والبرلمان، مؤكدة أن تلك الخطوة تعزز ثقة المشاركين والرأي العام لتنفيذ مخرجات الحوار والمشاركة في المرحلة الثانية منه.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الرئيس السيسي الحوار الوطني جلسات الحوار الوطني قيادات حزبية مجلس أمناء الحوار الوطنی استکمال جلسات الحوار جلسات الحوار الوطنی دعوة الرئیس السیسی المحور الاقتصادی الاقتصاد المصری قابلة للتنفیذ لدعوة الرئیس مجلس الأمناء تنفیذ مخرجات أن تکون إلى أن

إقرأ أيضاً:

مستقبل مصر نجم السيسي الجديد يواصل الصعود.. لماذا يبدل السيسي أذرعه الاقتصادية؟

تتواصل عمليات إسناد رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، مشروعات عملاقة إلى جهاز "مستقبل مصر" التابع للقوات الجوية إحدى الأفرع الرئيسية للجيش المصري، وسط تساؤلات حول سر استمرار الصعود الغامض للذراع الاقتصادي الجديد لرأس النظام، وهيمنته بعد خفوت لأذرع سابقة له تصدرت المشهد لسنوات.

واعتمد السيسي خلال فترة حكمه على عدة جهات بعيدا عن أجهزة الحكومة المصرية، جميعها جهات غامضة من حيث الظهور والنشأة والصلاحيات وطريقة إسناد الأعمال، ومن حيث الميزانيات والصرف والأرباح والخسائر، لتخبو واحدة وتتوراى عن المشهد بعد أن يعتمد على ذراع جديد أكثر غموضا وسرية في أعماله.

أذرع طفت ثم استُبدلت
بدأ السيسي بالاعتماد على "الهيئة الهندسية" للقوات المسلحة في المرحلة الأولى من حكمه، مسندا لها مهمة تنفيذ وشق "تفريعة قناة السويس" بطول 35 كم عام 2015، وبناء "العاصمة الإدارية" منذ العام 2019، بتكلفة 25 مليار دولار للمرحلة الأولى، وطريق: (القاهرة-السويس، والجلالة، ومحوري روض الفرج ومحمد بن زايد).

لاحقا ركن السيسي، إلى "الصندوق السيادي" بعد تدشينه عام 2018 وضم 5 صناديق فرعية لاحقة، لتنفيذ خطط ومشروعات وتوجهات السيسي، الذي منحه صلاحيات واسعة ونقل إليه الأموال -رأس ماله 12.7 مليار دولار، وأصوله 637 مليون دولار- وملكية أفضل الأصول والشركات والأراضي، وخصه بحق تدشين الشركات والمشروعات منفردا ومع القطاع الخاص، مع مهمة بيع الأصول العامة والحكومية.

ظهر لاحقا وبشكل مثير للجدل والمخاوف رجل الأعمال السيناوي إبراهيم العرجاني، صاحب السجل الجنائي السيء، على رأس العشرات من الشركات والمشروعات التي امتدت بعقود مليارية في الداخل وفي شرق وغرب ليبيا، وحصل على العديد من التكليفات بينها ما يخص العبور من معبر رفح البري، وتقاضيه بين 5 و10 آلاف دولار من كل فلسطيني و20 ألف دولار على كل شاحنة تدخل غزة.



ذراع أكثر غموضا وسيطرة
ليظهر جهاز "مستقبل مصر"، شديد الغموض، وكثير التكليفات، والذي نال الكثير من الأعمال على حساب أجهزة حكومية، ومازال دوره وأعماله وميزانيته وأرباحه من الأمور الغامضة، منذ تدشينه بقرار السيسي (591 لعام 2022)، أيار/ مايو 2022، ما يدفع لطرح السؤال: لماذا يعتمد السيسي على أجهزة وجهات غامضة ويقوم بتبديلها من آن إلى آخر؟.

قبل أيام كانت آخر أحداث صعود "مستقبل مصر"، عبر ذراعه العقاري الجديد شركة "مدن"، التي تتولى بجانب مشروع مدينة "جريان" المعلن في حزيران/ يونيو الماضي(غرب القاهرة)، تشييد تجمعات سكنية وتجارية وسياحية قرب هضبة أهرامات الجيزة، والمتحف المصري الجديد، بمساحة 25 مليون متر مربع.

وتقوم الشركة التي تم تدشينها في آذار/ مارس الماضي، والتي تأكل من رصد وعمل "هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة"، (حكومية)، بـ"إدارة وصيانة وتشغيل" المباني والتجمعات العمرانية والبنية التحتية، وأعمال النظافة بعشرات المدن الجديدة.

وفي 18 آب/ أغسطس الجاري، حصل الجهاز على 89.66 بالمئة من أسهم الشركة "العربية لاستصلاح الأراضي"، مقابل 23.3 مليون جنيه فقط، بما قيمته 5 جنيهات للسهم وفقا للقيمة الدفترية ، بينما كانت القيمة السوقية للسهم 122 جنيها.

في وقت قصير أخذ الجهاز من صلاحيات جهاز "حماية وتنمية البحيرات"، و"هيئة الثروة السمكية"، وأدوار أجهزة تابعة لوزارات الزراعة والتموين، مثل "الهيئة العامة للسلع التموينية"، ويقوم بمشروعات زراعية كـ"الدلتا الجديدة"، وصناعية كمدينة "مستقبل مصر الصناعية"، وإسكان وتطوير عقاري مثل مشروع "جريان".

وبصعود الجهاز للقمة وحضور مديره العقيد بهاء الغنام أغلب لقاءات السيسي مع الوزراء والهيئات الحكومية والمؤتمرات، توارى دور "جهاز مشروعات الخدمة الوطنية"، "الهيئة الهندسية".

وتخضع "نصف مساحة مصر المزروعة لقيادته وإشرافه"، وفق تأكيد هيئة الاستعلامات الحكومية، حيث توسعت محفظة مشروعاته الزراعية بعد استصلاحه 200 ألف فدان عام 2021، ليسند السيسي له زراعة واستصلاح 2.2 مليون فدان بمشروع الدلتا الجديدة (شمال غرب).

وذلك رغم وجود شركات حكومية عملاقة: "تنمية الريف المصري الجديد"، و"القابضة لاستصلاح الأراضي"، و"الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية"، وشركتي الجيش "الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي" و"الوطنية للزراعات المحمية".

وفي المقابل، يشكو مصريون من قرارات حكومية مجحفة بحقهم، كرفع هيئة الأوقاف إيجارات الأراضي ثلاثة أضعاف، واستيلاء الحكومة على 1200 فدان من جزيرة الوراق، بوسط النيل، وطرد الأهالي واعتقالهم لإقامة تجمع استثماري لصالح الإمارات، مع تهجير أهالي "رأس الحكمة"، و"أرض الروم" (شمال غرب)، من أراضيهم لصالح مشروعات استثمارية دون تعويض مناسب.

لا شفافية لنجم السيسي الجديد
وفي أحدث تقرير له وصف الباحث في "مركز مالكوم كير– كارنيغي للشرق الأوسط" ببيروت، يزيد صايغ، الجهاز بأنه "نجم السيسي الجديد"، وانتقد غياب الشفافية عن جميع أعمال الجهاز.

وأشار إلى حجم أعمال الجهاز، مع صناعات زراعية، وتربية مواشي، واستزراع سمكي، وإنتاج داجني، وتفعيل البورصة السلعية وإدارتها، واستيراد القمح، وإقامة صوامع تخزين ضخمة، واستغلال بالحيرات، ومشروعات للطاقة الشمسية، واستحواذ على حصص بشركات أغذية، واستصلاح أراضي، وسياحة.

وبناء مدن جديدة وتشغيلها مثل (جريان) على فرع صناعي من مياه النيل بتكلفة  1.5 تريليون جنيه بعد تدشين "نيشنز أوف سكاي"، كذراع عقاري للجهاز، بجانب التعاقد مع "هواوي" الصينية بمشروعات خدمات الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، ومنصّات سلاسل التوريد.

ولفت "صايغ"، إلى إعلان غنام، مساهمة الجهاز خلال 6 سنوات بـ 4.3 مليارات دولار  من تصدير محاصيل زراعية، وتوقعاته تحقيق 3.7 مليارات دولار سنويا من إحلال واردات بعض السلع، و2 مليار دولار من الصادرات عام 2029، وتوفير 40 ألف فرصة عمل مباشرة، ومليونَي فرصة غير مباشرة، في 2024.

لكن الباحث المهتم بالشأن المصري، قال إنه "مع أن النتائج المُعلنة لمستقبل مصر مبهرة، يحول غيابُ الشفافية دون تقييم جدواه التجارية الحقيقية واستدامته البيئية، ومنفعته الاجتماعية"، مضيفا: "رغم أن التعتيم التام عن البيانات المالية والعملاتية مشكلة مألوفة في مُجمل الاقتصاد العسكري في مصر، إلا أن الجهاز حالة استثنائية.. ".

وأكد أنه على الرغم من البيانات العامة التي تعلن التزام الجهاز بـ"سياسة الشفافية والإفصاح"، لا يمكن التحقق بصورة مستقلة من التكاليف والعوائد الفعلية للعمليات التي يضطلع بها.

في نهاية حديثه، أكد صايغ، أن الجهاز يحصل على دعم استثنائي من السيسي، ملمحا إلى أنه جرد بعض الهيئات العسكرية من أصولها وأسندها له، مشيرا إلى أن "نقل السيسي لمشروعات باءت بالفشل كان يديرها جهاز مشروعات الخدمة الوطنية لمستقبل مصر مثالا صارخا على ذلك".

أدوات سياسية لا كيانات مؤسسية
وحول اعتماد السيسي اقتصاديا على أجهزة وجهات غامضة وقيامه بتبديلها من آن إلى آخر، قال الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية، الدكتور ممدوح المنير، لـ"عربي21": "يتعامل السيسي مع الأذرع الاقتصادية بوصفها أدوات سياسية تُستبدَل بانتظام، لا كيانات مؤسسية مستقرة؛ فبعد اعتماده على الهيئة الهندسية بمشروعات التفريعة والعاصمة الإدارية، انتقل للصندوق السيادي كمنصة للخصخصة المقنّعة ونقل الأصول خارج الرقابة".

وأضاف: "وبعد صعود العرجاني كشريك (مرن) بملفات حساسة مثل معبر رفح وسيناء، يبرز (مستقبل مصر) بوصفه ذراعا غامضا ينتزع اختصاصات الوزارات والهيئات عبر الإسناد المباشر، دون شفافية وبيانات مالية منشورة".

ويرى المنير، أن "هذا النمط المتكرر يعكس جوهر بنية الحكم: إدارة الدولة خارج مؤسساتها القانونية، وتدوير الأذرع الاقتصادية بهدف إعادة إنتاج شبكات الولاء داخل المؤسسة العسكرية والأمنية، ومنع تكلّس أي ذراع وامتلاكها نفوذا يجعلها شريكا بالقرار".

إطفاء ضوء وإشعال آخر
وأوضح أنه "لذلك، كلما تضخمت جهة وانكشف حضورها الإعلامي وارتبطت بملفات فشل وفساد، يُدفن الاسم وتُخلق بنية جديدة بامتيازات كاملة وسرّية أعمق".

وأكد أن "هذه الديناميكية تتجلى مؤخرا بإسناد إدارة مدن سكنية كاملة لشركة (مدن) التابعة للجهاز، على حساب هيئة المجتمعات العمرانية، وإسناد مئات آلاف الأفدنة للجهاز بـ(الدلتا الجديدة) دون إعلان العقود وكلفتها، وتقليص ظهور العرجاني بعد انتقادات واسعة لدوره بمعبر رفح خلال حرب غزة، ما يشير لميل النظام إلى إطفاء الضوء عن الذراع التي يزداد حولها الجدل واستبدالها بأخرى أكثر غموضا".

وأشار إلى أن "التحوّل المستمر بين الأذرع الاقتصادية ينطوي على دلالات استراتيجية خطيرة: تآكل الاقتصاد المدني لصالح اقتصاد (عسكري-أمني) مواز؛ غياب كامل لمبدأ تكافؤ الفرص؛ تفاقم الفساد بغياب الرقابة؛ وإضعاف قدرة الدولة مستقبلا على الإصلاح"، مؤكدا أن "أي تفكيك لهذه الكيانات يُعد تهديدا مباشرا لبنية الحكم".



إحكام سيطرة وتوزيع امتيازات
ويعتقد بالبحث المصري أن "ظهور (مستقبل مصر) في توقيت الأزمة المالية العميقة ليس خطوة اقتصادية، بل محاولة لإحكام السيطرة على ما تبقى من الموارد العامة عبر جهاز شديد الغموض يتيح للنظام إدارة مشروعات كبرى خارج القانون، وإعادة توزيع الامتيازات داخل معسكر السلطة، ومنع تشكل مراكز قوى بالمؤسسة".

ولفت إلى أن "مصر لن تستعيد مسارها إلا بعودة الدولة إلى مؤسساتها، وكسر الحلقة المفرغة من اقتصاد الظل العسكري، والانطلاق نحو إصلاح سياسي واقتصادي يعيد السيادة والموارد إلى المجتمع لا إلى الشبكات المغلقة، و هذا غير ممكن في ظل نظام حكم استبدادي".

وخلص للقول: "النظام يعيد تشكيل خريطة الاقتصاد وفق معيار سياسي واحد: تمكين مركز السلطة ومنع نشوء أي كيان يمكن أن يملك القدرة على مساءلته أو التأثير على قراره، وللأسف مقدرات الدولة تتعرض لنهب منظم مع غياب أي رقابة شعبية ومؤسسية".

مقالات مشابهة

  • كاميلا زاريتا: أوروبا بحاجة لاستراتيجية واضحة في مواجهة التحديات الاقتصادية مع الصين
  • كاميلا زاريتا: أوروبا بحاجة لإستراتيجية واضحة في مواجهة التحديات الاقتصادية مع الصين
  • مستشارة الاتحاد الأوروبي والناتو: أوروبا بحاجة لاستراتيجية واضحة في مواجهة التحديات الاقتصادية مع الصين
  • الاتحاد الأوروبي: لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار في سوريا دون الحوار الوطني والمصالحة
  • أمير قطر يصل الرياض لحضور اجتماع مجلس التنسيق المشترك
  • عطية: مشروع موازنة 2026 يتطلب مسؤولية مشتركة لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية
  • خبيرة للجزيرة نت: أهم التحديات التي تواجه المرأة في القدس
  • طالبت الرئيس بالتدخل.. والدة السبّاح يوسف تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل وفاته |فيديو
  • مستقبل مصر نجم السيسي الجديد يواصل الصعود.. لماذا يبدل السيسي أذرعه الاقتصادية؟
  • تبادل الخبرات ومناقشة التحديات أبرز مخرجات ملتقى أمناء سر الأندية