جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-29@14:47:08 GMT

سفراء الوطن

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT

سفراء الوطن

 

أحمد بن موسى البلوشي

 

الوطن هو أكثر من مجرد مكان نعيش فيه، إنه الشعور العميق بالانتماء والولاء للمجتمع الذي ننتمي إليه، والتزام بالمسؤولية تجاهه. فعلينا أن ندرك أن رفعة وازدهار الوطن يعتمد بشكل كبير على جهود كل فرد في المجتمع وخارجه، ولذا يجب علينا جميعًا المساهمة بكل ما نستطيع لتعزيز الوطن وتقديم الإضافة الإيجابية لمجتمعنا.

صحيح أن كلمة سفير تُطلق على الأشخاص الذين يشغلون مناصب رسمية خارج دولهم كسفراء أو دبلوماسيين، ولكن كل مُواطن موجود خارج بلده فهو سفير ومُمثل لها، وتقع على عاتقه مسؤولية نشر ثقافة بلده وتعزيز علاقاته مع الآخرين، والمحافظة على القيم والتقاليد الوطنية التي نعتز بها، وتقديم صورة إيجابية عن بلدهم في التعامل مع الآخرين وذلك من خلال تفاعلهم اليومي، سواء عبر التواصل الشخصي، أو من خلال المشاركة في الفعاليات الثقافية والاجتماعية، أو حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك يجب على كل مواطن أن يلعب دورًا فعّالًا في بناء جسور التفاهم وتعزيز العلاقات بين الدول، ونقل صورة جميلة لوطنه.

يُسافر العديد من المواطنين حول العالم لأسباب مختلفة، سواء للعمل، أو الدراسة، أو السياحة، أو العلاج، أو لأي سبب كان، ويسعى البعض منهم إلى الاستفادة من تجارب جديدة وثقافات متنوعة، ويسعى كذلك الكثيرون منهم لنقل ثقافتهم وعاداتهم إلى شعوب العالم المختلفة، وهي رسالة نبيلة يسعى لها الجميع، ولكن ما نشاهده من فترة لأخرى من بعض التصرفات لبعض المواطنين التي قد تؤثر سلبًا على سمعة الوطن والمواطنين غير مقبولة فهي تُلقي بظلالها على سمعة البلد وثقافته. والأغلبية من المواطنين يقولون بأن هذه التصرفات الفردية لا تمثل البلد وثقافته ولا المواطن وعادته، نعم صحيح بأنها لا تمثل البلد والمواطن، ولكن تكرارها قد يولد صورة مختلفة للبعض عن هذا البلد وعراقته وعادته، فكلنا يؤمن بأن كل بلد فيها الصالح والطالح، ولكن كل مواطن يحب أن تكون بلده أجمل بلد في عيون الآخرين.

كلنا يعرف أن هذا الموضوع ليس بالجديد، وكُتب عنه الكثير، ولكن لموقف صادفني في إحدى دول العالم لمواطنين من بلدي أزعجني كثيرًا، وأجبرني على الكتابة عن هذا الموضوع، وفي نفس الوقت هو تذكير بعضنا البعض بالمسؤولية تجاه الوطن، والشعور بالالتزام والفخر، ويحفزنا على العمل بجد واجتهاد لتحقيق التطلعات والأهداف الوطنية.

إنَّ كل فرد يحمل مسؤولية فعالة في بناء وتطوير الوطن، ونقل صورة حسنة عنه، سواء كان ذلك من خلال المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية، أو من خلال العمل الجاد في ميادين العلم والتكنولوجيا، والاقتصاد، والثقافة، والفنون، وإن تمثيل الوطن يُعتبر مسؤولية وواجب كل فرد منِّا لذا، نحن جميعًا، بغض النظر عن مواقعنا الرسمية، لدينا القدرة على أن نكون سفراء لبلدنا وأن نساهم في تعزيز صورته وعلاقاته الدولية من خلال تفاعلنا الإيجابي وتصرفاتنا الحسنة مع العالم من حولنا.

يجب على جميع المواطنين أن يُدركوا أن تصرفاتهم خارج وطنهم تُمثل بلدهم وثقافته، لذلك، يجب عليهم الحرص على التصرف بشكل مقبول واحترام قوانين البلد المُضيف وعاداته وتقاليده. من خلال ذلك، يُمكنهم المساهمة في تعزيز التواصل بين الثقافات وترك انطباع إيجابي عن بلدهم وثقافة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: توجيهات "للقانون الغائب"



إستكمالًا لحديث الأمس عن القانون الهام "الغائب" أتحدث عن مصر مركزية الإدارة منذ قرأنا فى تاريخها القديم، والمعاصر، فالنيل حدد سياسة الإدارة فى المحروسة.
فحول النيل يعيش المصريون متشبثين بالأرض ومن كان يغادر القاهرة إلى أسيوط  يودعه أهله فى محطات القطارات أو فى موقف " أحمد حلمى " ( الأتوبيسات ) 
يبكى الاهل لفراق الحبيب حيث سيغادر أحد افراد العائلة !!
والقاهرة كانت هى ( مصر كلها ) وحتى اليوم يطلق على محطة قطارات القاهرة 
( محطة مصر ) !!
فالقاهرة هى مركز الحركة، وهى مركز الادارة، وهى محط أنظار كل الإدارات فى جميع أرجاء المحروسة !!
ولا يمكن أن يكون " الفولكلور " هو اساس للتنمية وللتقدم !!
لا يمكن أن ندير مصر  كدولة بنظريات "الأدب الشعبى المصرى" فالمركزية هى تراث مصرى قديم ورثناه عن أجدادنا الفراعنة ! ولا يمكن أن نعتبره " سنه " من السنن الحميدة فى الوطن !
فمركزية الادارة فى شركة صغيرة لا يزيد مسطحها الجغرافى عن بعض مئات الأمتار أثبت فشله الذريع وتراجع بمثل هذة المؤسسات المعتمدة على مركزية القرار إلى الخلف وإلى التدهور والانتحار فى بعض الاحيان !
وإذا جاز لنا التعبير عن مركزية القرار فى الشركة ورفضة !!فالأحرى أن نرفض المركزية الإدارية على مستوى الوطن !!
فنحن فى اشد الاحتياج إلى وطن يشبة الشركة الاقتصادية الكبرى نريد " مصر كوربريشن" مثل " دبى كوربريشن " " والولايات المتحدة كوربريشن " 
نريد دولة عصرية تتحرك فيها الادارة من خلال سياسات عامة متفق عليها مركزيًا
نريد لامركزية فى القرار الإدارى وفى تعظيم القيمة المضافة لكل جزء من الوطن أرض أو صناعة أو تجارة أو خدمات ! 
ولن  يتأتى ذلك من خلال إدارات للمحافظات والمديريات والأحياء ورؤساء جامعات ومراكز كلها تتم إما "كمكافأة نهاية الخدمة " أو "لولاء شخصى" أو " لكوسة مصرية خالصة للمسئول الأكبر " !
إن اللامركزية هى نهج حياة ولقد سعت الحكومة فى فترات سابقة من خلال توجيهات عليا بتجربة اللامركزية فى بعض المحافظات وتم ذلك جزئياَ فى محافظتى الإسكندرية والمنيا على ما أعتقد ! فى تجربة سابقة فى عصر الرئيس الأسبق "مبارك".
ورغم عدم أكتمال عناصر اللامركزية فى الإدارة فى هذه التجربة حينها إلا أن نتائجها كانت مبشرة جداَ !!
رغم أن المحافظين فى تلك المحافظتين لم يختاروا بنظام ومعايير إدارية معترف بها عالمياَ !! 
إلا أن الحظ فى أنهم كانوا يمتلكون موهبة الإدارة " بالصدفة " !! 
ومع ذلك لم يكتمل لديهم عناصر اللامركزية بل كانت شبة معزوفة ناقصة لمعدات وألات الأوركسترا المطلوبة ! 
ومع ذلك كانت تجربة ناجحة بنسبة محدودة !! 
والمطلوب فى قانون المحليات الجديد أن نؤكد على اللامركزية فى الإدارة  لجميع أرجاء الوطن ! 
مطلوب تقسيم الوطن إلى مناطق تعتمد على ثرواتها البشرية والتحتية ( الجيولوجية ) والإقتصادية والخدمية ! 
مطلوب مديرين للأقاليم يمتلكون أدوات الإدارة الحديثة لكى يستطيعوا المساهمة فى التنمية الشاملة للدولة.. ونحن لن نخترع العجلة فهى قد أخترعت فى كل دول العالم القائم أما النائمين فلهم ربنا " والله أعلم " !! وللحديث بقية غدًا.
[email protected]

مقالات مشابهة

  • هدد حياة المواطنين.. القبض على سائق متهور في الشرقية
  • نغم منير: الموضة لا تنتهي مع الأبيض والأسود
  • ظفار أرض اللبان والتباشير.. ولكن!
  • مشجع اتحادي يلقن حفيده نشيد النادي لحظة ولادته .. فيديو
  • د.حماد عبدالله يكتب: توجيهات "للقانون الغائب"
  • أراد ابهارهم ولكن حدث مالم يتوقعه
  • أول صورة لهلال شهر ذي الحجة من العالم الإسلامي
  • صورة طريفة لعمرو دياب بزي صعيدي تثير ضجة على مواقع التواصل
  • الجارديان: لأول مرة.. توثيق صورة نادرة لـ«ظبي أبمبا» المهدد بالانقراض
  • أحمد موسي: الشعب المصري يدرك حجم التحديات في المنطقة