كيف تجرف فوضى البحر الأحمر وسلوك الحوثيين اليمنيين نحو أزمة غذائية قبل شهر رمضان المبارك؟!
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
في مثل هذه الأيام يستعد اليمنيون لشهر رمضان المبارك، ليس فقط السكان بل التُجار ورجال الإغاثة فتمتلئ السفن في الموانئ اليمنية بالمواد الغذائية المستوردة.
لكن ذلك لم يحدث بَعد بسبب متغيرات في البحر الأحمر بعد هجمات الحوثيين على الشحن، والهجمات الأمريكية البريطانية المضادة، والتي تجعل انجراف البلاد نحو أزمة غذائية أمراً حتمياً كما تقول منظمات إغاثة وتجار وخبراء اقتصاد.
وتعتبر مدينة الحديدة رابع أكبر مُدن اليمن من حيث الكثافة السكانية، وكان الميناء الحيوي للبلاد يتعامل مع 80% من المساعدات التي تدخل اليمن في الشهر السابق لرمضان لكن مع فوضى البحر الأحمر يبدو أن المساعدات والبضائع تتضاءل مع توقف منظمات عن إرسال المساعدات أو تقليصها. وقال مستورد يمني لـ”يمن مونيتور”: إنها أسوأ الأعوام مع تردد السفن عن شحن بضائع إلى اليمن وارتفاع تكاليف الشحن.
وهو ما يعني صيام اليمنيين طوال النهار والجوع طوال الليل. وهو نهج يبدو أنه سيكون سائداً خلال رمضان هذا العام.
ومع عسكرة الحديدة من جديد، فقد اليمن أحد أهم شرايين الحياة الغذائية، وتعني الجولة الحالية من الصراع أن الشعب اليمني من المرجح أن يعاني من انعدام الأمن الغذائي أكثر من أي وقت مضى.
ووفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، فإن أكثر من نصف سكان اليمن يعانون من مستويات الأزمة والطوارئ من انعدام الأمن الغذائي، بما في ذلك 2.2 مليون طفل يعانون من سوء التغذية و1.3 مليون أم حامل ومرضعة.
ومع تراجع المساعدات الإنسانية، وارتفاع الأسعار وتدهور الأمن، يتعرض عدد أكبر من الناس لخطر المجاعة وسوء التغذية أكثر من أي وقت مضى. وهذا لا يشكل ضغطاً على سوق المواد الغذائية التي تعاني بالفعل في اليمن فحسب، بل إن الخدمات الطبية تكافح للتعامل مع حالات سوء التغذية.
والأسبوع الماضي حذرت منظمات الإغاثة العاملة في اليمن من ارتفاع تكاليف الشحن وتأخير التسليم بسبب هجمات البحر الأحمر التي تشنها جماعة الحوثي والتي تهدد بتفاقم واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
تضييق على الإغاثة
وقال مسؤول إغاثة في صنعاء لـ”يمن مونيتور” إن منظمته تلقت اخطارات من منظمات تدعم مشاريع إغاثة في أوروبا بتوقف الدعم حتى إشعار آخر.
ولفت إلى أن الأمر مرتبط بالهجمات في البحر الأحمر، حيث أبلغت خارجيات الدول الأوروبية بوقف تمويل مشاريع إنسانية في مناطق سيطرة الحوثيين.
لكن مسؤولاً في منظمة أخرى قال لـ”يمن مونيتور” إن تساؤلات من المنظمات الموجودة في أوروبا حول علاقة المنظمة وموظفيها بالحوثيين وإن كان الحوثيون يحصلون على أي تمويل. مضيفاً: وعلى الرغم من أن منظمتنا بعيدة عن الحوثيين إلا أن مسؤولي الارتباط في تلك المنظمات أبلغونا أن المشروع الحالي قد يكون آخر مشروع حتى تتغير سياسة بلادهم.
في يناير/كانون الثاني منح الحوثيون الموظفين الأممين الأجانب 30 يوماً لمغادرة الأراضي الخاضعة لسيطرتهم. وزادت حملات الملاحقة من “المجلس الأعلى للإغاثة (سكشما)” للمنظمات في مناطق سيطرة الجماعة والحد من عملها والتضييق عن العاملين في قطاع الإغاثة.
وقال المسؤولان الإغاثيان إنهما تعرضا لاتهامات بالعمالة والخيانة وبيع أسرار البلاد للأجانب! وقال أحدهما: كانت هذه الاتهامات في فترات متباعدة في الماضي لكن الآن بشكل شبه يومي توجه لنا هذه الاتهامات.
أزمات تموينية قبل رمضان
من الناحية الاقتصادية يبدو الوضع أكثر سوءاً، إذ تصاعد الفوضى في البحر الأحمر أدى إلى ارتفاع تكاليف الشحن البحري وارتفاع أقساط التأمين.
ويقول الحوثيون إنهم يستهدفون السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي الذي يشن عدواناً وحشياً على قطاع غزة. وساهمت هجمات الحوثيين وزيادة الوجود الأمريكي والغربي في البحر الأحمر لشن هجمات على الجماعة المسلحة منذ يناير الماضي في تحويل كثير من سفن طرقها بعيداً عن جنوب البحر الأحمر. ويقول خبراء الاقتصاد إنه رغم حديث الحوثيين عن استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل إلا أن تكاليف الشحن إلى اليمن ارتفعت ما يعني ارتفاع الأسعار بما في ذلك المواد الغذائية .
وقال المستورد في مناطق الحوثيين إن جبايات الجماعة وارتفاع الشحن، وضعف الحصول على العملة الصعبة أدت إلى مصاعب كبيرة للتجار والمستوردين، بما في ذلك التأمين الحكومي لخفض تكاليف الشحن.
وفشلت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في تأمين مبلغ 50 مليون دولار كوديعة تأمينية في نادي التأمين في لندن، سبق وتعهدت بها لخفض تكاليف الشحن البحري للسفن إلى الموانئ في المحافظات المحررة شرق وجنوب البلاد والتي ارتفعت خلال الحرب إلى 16 ضعفاً. فيما ارتفعت تكاليف الشحن إلى موانئ سيطرة الحوثيين منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقال الباحث والصحافي الاقتصادي وفيق صالح لـ”يمن مونيتور”: لا شك أن تصاعد الصراع في البحر الأحمر وما نتج عنه من ارتفاع تكلفة الشحن البحري وارتفاع أقساط التأمين، إضافة إلى عزوف العديد من شركات الشحن عن العبور في البحر الأحمر وباب المندب، له تأثيرات مباشرة على سلاسل الإمداد إلى الموانئ اليمنية، ويؤدي إلى حدوث اشكاليات كبيرة في آلية تدفق السلع والبضائع إلى السوق المحلية.
وعادة ما يسبق تجار اليمن شهر رمضان المبارك بزيادة نسبة الاستيراد للسلع والمواد الغذائية –يقول صالح- لذلك فإن “الأزمات الحاصلة الآن في سلاسل الإمداد إلى الموانئ اليمنية ، تضع اشكاليات وصعوبات أمام تدفق السلع”.
انهيار العملة ورواتب الموظفين
ويشير وفيق صالح إلى أن ذلك يعود “إلى ارتفاع تكلفة النقل البحري وبسبب عزوف عمالقة الشحن البحري عن العبور في البحر الأحمر وخليج عدن، هذا الأمر ينذر بحدوث اختناقات وأزمات تموينية ، في السوق المحلية بالإضافة إلى حدوث فوضى في أسعار السلع والبضائع”.
وقال إن على الحكومة المعترف بها دولياً والقطاع الخاص البحث عن حلول من الوقت الراهن، لهذه الأزمات المحتملة، و”ضمان عدم وقوع أي نقص في المواد الغذائية والسلع الأساسية خلال شهر رمضان في السوق المحلية، وبالشكل الذي يضمن استقرار الأسعار وعدم ارتفاعها”.
ولفت الباحث الاقتصادي إلى أن “مايثير المخاوف حقا أن هذه الأزمات المتفاقمة في سلاسل التوريد، تأتي بالتزامن مع انهيار قيمة العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية ، وهي إشكالية أخرى تواجه التجار والمستوردين، إذ أن الاضطراب المستمر في سعر الصرف، يقلص من حجم الاستيراد والإنتاج ويؤدي إلى ركود النشاط الاقتصادي بشكل عام”.
وإذا كان الموظفون الحكوميون في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً يتسلمون رواتبهم والتي أصبحت أقل من 70$ في الشهر فإن الوضع في مناطق الحوثيين يبدو أكثر سوءاً معظم الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرة الحوثيين لم يتسلموا رواتبهم منذ سنوات. وبعد 07 أكتوبر/تشرين الأول أصبح مطالبة الموظفين بأي مستحقات مالية جزء من دعاية الجماعة بانتمائهم للعدوان الأمريكي.
فأي رمضان ينتظر اليمنيين هذا العام؟!
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية
الهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...
ما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...
عملية عسكري او سياسية اتمنى مراجعة النص الاول...
انا لله وانا اليه راجعون ربنا يتقبله ويرحمه...
ان عملية الاحتقان الشعبي و القبلي الذين ينتمون اغلبيتهم الى...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: مناطق سیطرة الحوثیین فوضى البحر الأحمر شهر رمضان المبارک الحکومة الیمنیة فی البحر الأحمر فی مناطق سیطرة لـ یمن مونیتور الشحن البحری تکالیف الشحن ملیون دولار فی الیمن أکثر من
إقرأ أيضاً:
بعد أزمة «أنا أنت».. محمد رمضان يطرح أغنية «الجو حلو» غدًا
محمد رمضان.. يستعد الفنان محمد رمضان لطرح أحدث أعماله الغنائية غداً الأربعاء في تمام الساعة الـ 4 عصراً، التي تحمل عنوان «الجو حلو»، وذلك عبر منصة يوتيوب والمنصات المختلفة.
وروج الفنان محمد رمضان لأغنيته الجديدة «الجو حلو»، عبر حسابه الرسمي على موقع تبادل الصور والفيديوهات «إنستجرام»، معلقًا: «الجو حلو.. يوم الأربع الساعة 4 بتوقيت الساحل الشمالي.. ثقة في الله نجاح».
عرض هذا المنشور على Instagramتمت مشاركة منشور بواسطة Mohamed Ramadan (@mr1)
كلمات أغنية الجو حلو«شورط فنلة، قعدة مع الشلة
بحر شمس، نلعب نتسلى
نخرج نسهر، نضحك مع بعض
الصيف حلو واحنا مع بعض
أنا أخدت إجازة يعني مفيش نوم
يعني من 6 الصبح هقضي أعوم
أعد في الميّه لآخر اليوم
الدنيا في كوم ومزاجي في كوم
كده الدنيا سخنت وأنا مضطر
أنا لازم أبلبط، الجو حر
الجو حلو.. .الجو حلو».
تعرض الفنان محمد رمضان لأزمة جديدة بعد طرحه أغنيته الأخيرة بعنوان «أنا أنت»، حيث تقدمت إحدى العائلات ببلاغ رسمي تتهم فيه رمضان بالإساءة إليها من خلال كلمات الأغنية.
وكتب محمد رمضان على صفحته الشخصية موقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك: «كل الاحترام والتقدير لعائلة ( هلهل ) و بالنيابة عن كاتب الاغنية مصطفى حدوتة لم نقصد ابداً الإساءة للعائلة الكريمة.. كل الحب والاحترام ونرجوا من حضراتكم سعة الصدر بشتغل علشان أفرحكم مش أزعلكم».
تستعد الفنانة هيفاء وهبي ومحمد رمضان لإحياء حفل غنائي في لبنان خلال الفترة مقبلة، على مسرح «فوروم دي بيروت»، و روجت الفنانة هيفاء وهبي عن حفلها مع الفنان محمد رمضان عبر حسابها الرسمي على موقع تبادل الصور والفيديوهات إنستجرام، من خلال نشرها بوستر الحفل المقرر إقامته يوم 23 أغسطس المقبل، وعلقت قائلة: «حفل لا تريد أن تفوته في Forum De Beirut يوم 23 أغسطس 2025 مع نمبر 1 محمد رمضان نراكم تحت أضواء لبنان».
اقرأ أيضاً«الجو حلو».. جمهور محمد رمضان يترقب طرح أحدث أغانيه
أزمة جديدة لـ محمد رمضان بسبب كلمات أغنيته «أنا أنت».. ما القصة؟
موعد حفل محمد رمضان وهيفاء وهبي.. بيروت تجمع الثنائي لأول مرة