يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:

في مثل هذه الأيام يستعد اليمنيون لشهر رمضان المبارك، ليس فقط السكان بل التُجار ورجال الإغاثة فتمتلئ السفن في الموانئ اليمنية بالمواد الغذائية المستوردة.

لكن ذلك لم يحدث بَعد بسبب متغيرات في البحر الأحمر بعد هجمات الحوثيين على الشحن، والهجمات الأمريكية البريطانية المضادة، والتي تجعل انجراف البلاد نحو أزمة غذائية أمراً حتمياً كما تقول منظمات إغاثة وتجار وخبراء اقتصاد.

وتعتبر مدينة الحديدة رابع أكبر مُدن اليمن من حيث الكثافة السكانية، وكان الميناء الحيوي للبلاد يتعامل مع 80% من المساعدات التي تدخل اليمن في الشهر السابق لرمضان لكن مع فوضى البحر الأحمر يبدو أن المساعدات والبضائع تتضاءل مع توقف منظمات عن إرسال المساعدات أو تقليصها. وقال مستورد يمني لـ”يمن مونيتور”: إنها أسوأ الأعوام مع تردد السفن عن شحن بضائع إلى اليمن وارتفاع تكاليف الشحن.

وهو ما يعني صيام اليمنيين طوال النهار والجوع طوال الليل. وهو نهج يبدو أنه سيكون سائداً خلال رمضان هذا العام.

ومع عسكرة الحديدة من جديد، فقد اليمن أحد أهم شرايين الحياة الغذائية، وتعني الجولة الحالية من الصراع أن الشعب اليمني من المرجح أن يعاني من انعدام الأمن الغذائي أكثر من أي وقت مضى.

ووفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، فإن أكثر من نصف سكان اليمن يعانون من مستويات الأزمة والطوارئ من انعدام الأمن الغذائي، بما في ذلك 2.2 مليون طفل يعانون من سوء التغذية و1.3 مليون أم حامل ومرضعة.

ومع تراجع المساعدات الإنسانية، وارتفاع الأسعار وتدهور الأمن، يتعرض عدد أكبر من الناس لخطر المجاعة وسوء التغذية أكثر من أي وقت مضى. وهذا لا يشكل ضغطاً على سوق المواد الغذائية التي تعاني بالفعل في اليمن فحسب، بل إن الخدمات الطبية تكافح للتعامل مع حالات سوء التغذية.

والأسبوع الماضي حذرت منظمات الإغاثة العاملة في اليمن من ارتفاع تكاليف الشحن وتأخير التسليم بسبب هجمات البحر الأحمر التي تشنها جماعة الحوثي والتي تهدد بتفاقم واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

 

تضييق على الإغاثة

وقال مسؤول إغاثة في صنعاء لـ”يمن مونيتور” إن منظمته تلقت اخطارات من منظمات تدعم مشاريع إغاثة في أوروبا بتوقف الدعم حتى إشعار آخر.

ولفت إلى أن الأمر مرتبط بالهجمات في البحر الأحمر، حيث أبلغت خارجيات الدول الأوروبية بوقف تمويل مشاريع إنسانية في مناطق سيطرة الحوثيين.

لكن مسؤولاً في منظمة أخرى قال لـ”يمن مونيتور” إن تساؤلات من المنظمات الموجودة في أوروبا حول علاقة المنظمة وموظفيها بالحوثيين وإن كان الحوثيون يحصلون على أي تمويل. مضيفاً: وعلى الرغم من أن منظمتنا بعيدة عن الحوثيين إلا أن مسؤولي الارتباط في تلك المنظمات أبلغونا أن المشروع الحالي قد يكون آخر مشروع حتى تتغير سياسة بلادهم.

في يناير/كانون الثاني منح الحوثيون الموظفين الأممين الأجانب 30 يوماً لمغادرة الأراضي الخاضعة لسيطرتهم. وزادت حملات الملاحقة من “المجلس الأعلى للإغاثة (سكشما)” للمنظمات في مناطق سيطرة الجماعة والحد من عملها والتضييق عن العاملين في قطاع الإغاثة.

وقال المسؤولان الإغاثيان إنهما تعرضا لاتهامات بالعمالة والخيانة وبيع أسرار البلاد للأجانب! وقال أحدهما: كانت هذه الاتهامات في فترات متباعدة في الماضي لكن الآن بشكل شبه يومي توجه لنا هذه الاتهامات.

 

أزمات تموينية قبل رمضان

من الناحية الاقتصادية يبدو الوضع أكثر سوءاً، إذ تصاعد الفوضى في البحر الأحمر أدى إلى ارتفاع تكاليف الشحن البحري وارتفاع أقساط التأمين.

ويقول الحوثيون إنهم يستهدفون السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي الذي يشن عدواناً وحشياً على قطاع غزة. وساهمت هجمات الحوثيين وزيادة الوجود الأمريكي والغربي في البحر الأحمر لشن هجمات على الجماعة المسلحة منذ يناير الماضي في تحويل كثير من سفن طرقها بعيداً عن جنوب البحر الأحمر. ويقول خبراء الاقتصاد إنه رغم حديث الحوثيين عن استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل إلا أن تكاليف الشحن إلى اليمن ارتفعت ما يعني ارتفاع الأسعار بما في ذلك المواد الغذائية .

وقال المستورد في مناطق الحوثيين إن جبايات الجماعة وارتفاع الشحن، وضعف الحصول على العملة الصعبة أدت إلى مصاعب كبيرة للتجار والمستوردين، بما في ذلك التأمين الحكومي لخفض تكاليف الشحن.

وفشلت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في تأمين مبلغ 50 مليون دولار كوديعة تأمينية في نادي التأمين في لندن، سبق وتعهدت بها لخفض تكاليف الشحن البحري للسفن إلى الموانئ في المحافظات المحررة شرق وجنوب البلاد والتي ارتفعت خلال الحرب إلى 16 ضعفاً. فيما ارتفعت تكاليف الشحن إلى موانئ سيطرة الحوثيين منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وقال الباحث والصحافي الاقتصادي وفيق صالح لـ”يمن مونيتور”: لا شك أن تصاعد الصراع في البحر الأحمر وما نتج عنه من ارتفاع تكلفة الشحن البحري وارتفاع أقساط التأمين، إضافة إلى عزوف العديد من شركات الشحن عن العبور في البحر الأحمر وباب المندب،  له تأثيرات مباشرة على سلاسل الإمداد إلى الموانئ اليمنية، ويؤدي إلى حدوث اشكاليات كبيرة في آلية تدفق السلع والبضائع إلى السوق المحلية.

وعادة ما يسبق تجار اليمن شهر رمضان المبارك بزيادة نسبة الاستيراد للسلع والمواد الغذائية –يقول صالح- لذلك فإن “الأزمات الحاصلة الآن في سلاسل الإمداد إلى الموانئ اليمنية ، تضع اشكاليات وصعوبات أمام تدفق السلع”.

 

انهيار العملة ورواتب الموظفين

ويشير وفيق صالح إلى أن ذلك يعود “إلى ارتفاع تكلفة النقل البحري وبسبب عزوف عمالقة الشحن البحري عن العبور في البحر الأحمر وخليج عدن، هذا الأمر ينذر بحدوث اختناقات وأزمات تموينية ، في السوق المحلية بالإضافة إلى حدوث فوضى في أسعار السلع والبضائع”.

وقال إن على الحكومة المعترف بها دولياً والقطاع الخاص البحث عن حلول من الوقت الراهن، لهذه الأزمات المحتملة، و”ضمان عدم وقوع أي نقص في المواد الغذائية والسلع الأساسية خلال شهر رمضان في السوق المحلية، وبالشكل الذي يضمن استقرار الأسعار وعدم ارتفاعها”.

ولفت الباحث الاقتصادي إلى أن “مايثير المخاوف حقا أن هذه الأزمات المتفاقمة في سلاسل التوريد، تأتي بالتزامن مع انهيار قيمة العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية ، وهي إشكالية أخرى تواجه التجار والمستوردين، إذ أن الاضطراب المستمر في سعر الصرف، يقلص من حجم الاستيراد والإنتاج ويؤدي إلى ركود النشاط الاقتصادي بشكل عام”.

وإذا كان الموظفون الحكوميون في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً يتسلمون رواتبهم والتي أصبحت أقل من 70$ في الشهر فإن الوضع في مناطق الحوثيين يبدو أكثر سوءاً معظم الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرة الحوثيين لم يتسلموا رواتبهم منذ سنوات. وبعد 07 أكتوبر/تشرين الأول أصبح مطالبة الموظفين بأي مستحقات مالية جزء من دعاية الجماعة بانتمائهم للعدوان الأمريكي.

فأي رمضان ينتظر اليمنيين هذا العام؟!

يمن مونيتور11 فبراير، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام نتنياهو يقرّ بوجود "قطيعة" مع بايدن بسبب الحرب على غزة مقالات ذات صلة نتنياهو يقرّ بوجود “قطيعة” مع بايدن بسبب الحرب على غزة 11 فبراير، 2024 السعودية توْدع الدفعة الثانية لدعم موازنة اليمن بقيمة 250 مليون دولار 11 فبراير، 2024 “ملف الكهرباء” على طاولة رئيس الحكومة اليمنية الجديد 11 فبراير، 2024 الأهلي يتوج بلقب الدوري اليمني للمرة السابعة 11 فبراير، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية مسيرة حاشدة في تعز اليمنية احتفاءً بذكرى الثورة الشبابية (صور) 11 فبراير، 2024 الأخبار الرئيسية كيف تجرف فوضى البحر الأحمر وسلوك الحوثيين اليمنيين نحو أزمة غذائية قبل شهر رمضان المبارك؟! 11 فبراير، 2024 السعودية توْدع الدفعة الثانية لدعم موازنة اليمن بقيمة 250 مليون دولار 11 فبراير، 2024 “ملف الكهرباء” على طاولة رئيس الحكومة اليمنية الجديد 11 فبراير، 2024 مسيرة حاشدة في تعز اليمنية احتفاءً بذكرى الثورة الشبابية (صور) 11 فبراير، 2024 في ذكراها الـ13.. كيف تفاعل اليمنيون مع ثورة التغيير الشبابية السلمية؟ 11 فبراير، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 اخترنا لكم السعودية توْدع الدفعة الثانية لدعم موازنة اليمن بقيمة 250 مليون دولار 11 فبراير، 2024 “ملف الكهرباء” على طاولة رئيس الحكومة اليمنية الجديد 11 فبراير، 2024 مسيرة حاشدة في تعز اليمنية احتفاءً بذكرى الثورة الشبابية (صور) 11 فبراير، 2024 في ذكراها الـ13.. كيف تفاعل اليمنيون مع ثورة التغيير الشبابية السلمية؟ 11 فبراير، 2024 “العليمي” يطالب المبعوث الأممي بالتحقق من جدية الحوثيين في التعاطي مع جهود السلام 11 فبراير، 2024 الطقس صنعاء سماء صافية 17 ℃ 17º - 15º 61% 2.42 كيلومتر/ساعة 16℃ الأحد 22℃ الأثنين 22℃ الثلاثاء 23℃ الأربعاء 24℃ الخميس تصفح إيضاً كيف تجرف فوضى البحر الأحمر وسلوك الحوثيين اليمنيين نحو أزمة غذائية قبل شهر رمضان المبارك؟! 11 فبراير، 2024 نتنياهو يقرّ بوجود “قطيعة” مع بايدن بسبب الحرب على غزة 11 فبراير، 2024 الأقسام أخبار محلية 25٬724 غير مصنف 24٬149 الأخبار الرئيسية 12٬793 اخترنا لكم 6٬708 عربي ودولي 6٬112 رياضة 2٬125 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬020 كتابات خاصة 2٬008 منوعات 1٬842 مجتمع 1٬761 تراجم وتحليلات 1٬532 تقارير 1٬468 صحافة 1٬456 آراء ومواقف 1٬419 ميديا 1٬262 حقوق وحريات 1٬224 فكر وثقافة 846 تفاعل 762 فنون 461 الأرصاد 184 بورتريه 62 أخبار محلية 55 كاريكاتير 27 صورة وخبر 23 اخترنا لكم 7 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 أكثر المقالات تعليقاً 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 19 يوليو، 2022 تامر حسني يثير جدل المصريين وسخرية اليمنيين.. هل توجد دور سينما في اليمن! 27 سبتمبر، 2023 “الحوثي” يستفرد بالسلطة كليا في صنعاء ويعلن عن تغييرات لا تشمل شركائه من المؤتمر 27 سبتمبر، 2023 وفاة رجل الأعمال اليمني محمد حسن الكبوس 15 ديسمبر، 2021 الأمم المتحدة: نشعر بخيبة أمل إزاء استمرا الحوثي في اعتقال اثنين من موظفينا أخر التعليقات Fathi Ali Alfaqeeh

الهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...

راي ااخر

ما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...

رانيا محمد

عملية عسكري او سياسية اتمنى مراجعة النص الاول...

الصفحة العربية

انا لله وانا اليه راجعون ربنا يتقبله ويرحمه...

رانيا محمد

ان عملية الاحتقان الشعبي و القبلي الذين ينتمون اغلبيتهم الى...

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: مناطق سیطرة الحوثیین فوضى البحر الأحمر شهر رمضان المبارک الحکومة الیمنیة فی البحر الأحمر فی مناطق سیطرة لـ یمن مونیتور الشحن البحری تکالیف الشحن ملیون دولار فی الیمن أکثر من

إقرأ أيضاً:

ترامب يستوعب الدرس.. شواهد هزيمة الأمريكيين في اليمن!

يمانيون/ تقارير

تتضح الآن، صورة متكاملة لمشهد الانكسار الأمريكي في اليمن، وهي تعزز أهمية الانتصار الاستراتيجي الكبير في هذه المعركة.

المعروف عن الاستكبار الأمريكي أنه عندما يخوض الحروب، ويحرك حاملات طائراته إلى البحار، فإنه لا يتراجع حتى يحتل البلدان الضعيفة، ويقهر أهلها، وينهب ثرواتها، ويمارس فيها أبشع أساليب الانتهاكات، وما سجن “أبو غريب” ولا معتقل “غوانتنامو” عنا ببعيد، ولو أتيح للعدو الأمريكي احتلال اليمن لفعل ما لا يمكن تصوره.

إذاً، ما الذي دفع الأمريكي للجلوس صاغراً ذليلاً أمام اليمن في مفاوضات ترعاها سلطنة عمان رغم معرفة الجميع باستكباره وتعاليه ورغبته الجامحة في ارتكاب الجرائم وسفك دماء الأبرياء؟

 وللإجابة عن هذا التساؤل، تبرز أمامنا ثلاث حقائق جلية، وذلك على النحو الآتي:

أولاً: إخفاق الأدوات الصلبة: والمقصود بها هنا، كل الأساليب العسكرية ضد اليمن، بدءاً من تحريك حاملات الطائرات الأمريكية لترهيب اليمن كما فعلت مع بلدان أخرى، مثل العراق وأفغانستان، ثم استخدام المقاتلات الحربية بمختلف أنواعها، وطائرات الاستطلاع المتطورة، وكذلك مقاتلات الشبح B2.

بالنسبة لحاملات الطائرات، وتحديداً الحاملة فقد لحقها العار الكبير، والخيبة الكبرى، وهي تتلقى الصفعات المتتالية من قبل القوات المسلحة اليمنية، حتى وصلت إلى مرحلة والهروب التكتيكي المذل، وانتقلت من وضعية الهجوم إلى الدفاع، لينتهي بها الحال إلى قرار المغادرة والرحيل من البحر الأحمر والذي سيكون قريباً بإذن الله.

أما المقاتلات الحربية، فإن العدو الأمريكي ومنذ الوهلة الأولى، لم يدخل طائرات في سياق المواجهة، كونه يدرك أن هذا النوع من المقاتلات عرضة للإسقاط بفعل الدفاعات اليمنية المتطورة، ولهذا بدأ المواجهة مستخدماً مقاتلات ، ومع ذلك تعرضت هذه المقاتلات للانتكاسة، وتم إسقاط ثلاث منها حتى كتابة التقرير.

وتعد طائرات الاستطلاع الأمريكية من أبرز أدوات أمريكا الصلبة التي تعرضت للذل والمهانة، بفعل القدرات اليمنية على اصطيادها، لدرجة أنه تم إسقاط 7 طائرات من هذا النوع خلال الشهر الماضي فقط، ولهذا بات هذا النوع من السلاح الذي يعتمد عليه في الرصد والتجسس خارج الخدمة.

 وظلت أمريكا محتفظة بمقاتلات الشبح B2، غير أن دورها تركز على استهداف المدنيين، وعدم القدرة للوصول إلى القدرات العسكرية اليمنية، أضف إلى ذلك أن الأمريكيين باتوا يخشون من إسقاطها في أجواء اليمن، وهذا سيؤدي إلى فضيحة كبرى لترامب وحكومته.

كل هذه المعطيات، تثبت بما لا يدع مجالاً للشك، بأن التراجع الأمريكي كان نتاج هزيمة وعجز، وإخفاق في التعامل مع اليمن، والتخوف من أن تؤدي المواجهات إلى سيناريوهات مرعبة تتمثل في قيام اليمن بإغراق حاملات الطائرات الأمريكية على سبيل المثال، وإسقاط مقاتلات الشبح، وهذا سيجر ترامب وإدارته إلى مستنقع خطير، ويؤثر على سياسته ومسار حكمه في البيت الأبيض.

ثانياً: العجز في حماية ملاحة العدو الإسرائيلي: كل المعطيات السابقة، أثبتت أن الأمريكي فشل في إلحاق الضرر بالقدرات العسكرية اليمنية، وأن اليمنيين يتجهون إلى خيارات تصعيدية، وهي الانتقال إلى فرض حصار جوي على كيان العدو بعد استهداف مطار الدولي، وهو ما يجعل الأمريكي في حرج كبير جداً، فهو لم يتمكن من فك الحصار المفروض على العدو الإسرائيلي في البحر، ولن يتمكن من فك الحصار الجوي، ولهذا فلا سبيل أمامه سوى الهروب، وترك نتنياهو يغرق في خيباته.

ثالثاً: صلابة الموقف اليمني بكافة مستوياته: وإلى جانب ما سبق، فقد أظهر اليمنيون قدرة فائقة على الصبر والثبات في مواجهة العدوين الأمريكي والإسرائيلي، إلى درجة أجبرت ترامب بنفسه على الإقرار والاعتراف بأنهم ، فالقوات المسلحة اليمنية، واصلت عملياتها وفق خطة محكمة، تمتاز بالتدرج في توجيه الضربات، وصولاً إلى إيذاء العدو ووجعه، والشعب اليمني حافظ على وتيرته في المساندة من خلال الوقفات القبلية المسلحة، والخروج المليوني في الساحات كل يوم جمعة، والفعاليات والأنشطة والندوات وغيرها، وهو ما أظهر صورة جلية للأعداء بأن هذا الشعب لا يمكن أن يقهر أو يستسلم، وهو ما دفع الأمريكيين إلى التراجع والانكفاء، وصولاً إلى توقيع اتفاق برعاية سلطنة عمان بوقف العدوان الأمريكي على اليمن، مقابل وقف اليمن لاستهداف السفن والقطع الحربية الأمريكية في البحار.

ولعل من أبرز نتائج هذا الاتفاق تحييد أمريكا عن مساندة الكيان الصهيوني، سواء في البحر الأحمر، أو بأية طريقة أخرى.

هذا التحييد، يعني أن الكيان المؤقت لن يتمكن من فك الحصار المفروض عليه من قبل اليمن في البحر الأحمر، وهو ما سيراكم من الخسائر الاقتصادية، نتيجة إغلاق ميناء “ايلات” جنوبي فلسطين المحتلة، وانعزال الكيان عن أفريقيا ودول جنوب شرق آسيا، وهو حصار لا تطيقه “إسرائيل” على الإطلاق، كون تجارب الماضي تثبت أن البحر الأحمر يعد رئة مهمة للكيان، وجزءا لا يتجزأ من أمنه القومي.

وهنا، يؤكد اليمنيون أن تحييد أمريكا سيدفع اليمن إلى تنفيذ عمليات أوسع وأشمل ضد كيان العدو، كما أكد ذلك رئيس الوفد الوطني المتحدث باسم أنصار الله محمد عبد السلام، وهو يؤكد على صلابة ومتانة الموقف اليمني المساند لغزة، وعدم التخلي عنها مهما كانت الأحداث.

 لقد هُزمت أمريكا بالفعل، وبات اليمن سيد البحر الأحمر، بلا منازع، فهو الذي يقرر من يمر من هذا البحر ومن لا يمر، وبما أن أكبر قوة بحرية في العالم قد عجزت عن ثني اليمنيين عن قرارهم بحصار الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، فمن الذي سيجرؤ على مواجهتهم في المستقبل؟! وهذا في حد ذاته يضع اليمن ضمن أهم القوى الإقليمية الصاعدة، وسيدفع بالدول المطلة على هذا البحر أن تفتح صفحة جديدة مع اليمنيين، لا سيما السعودية ومصر، واللتان كان لهما دور سلبي في السنوات العشر الماضية، من خلال العدوان على اليمن، وتدمير كل مقدراته.

نقلا عن موقع أنصار الله

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يقصف الحديدة الساحلية على البحر الأحمر غربي اليمن
  • الطيران الإسرائيلي يقصف محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر غربي اليمن
  • شحنة موت في قبضة البحرية اليمنية: 3 ملايين صاعق تفجير كانت في طريقها للجماعة
  • مجلة أمريكية: هجمات اليمن في البحر الأحمر كانت فعالة للغاية  
  • بالأرقام.. خسائر الحوثيين وأمريكا خلال 52 يومًا وعدد الغارات والهجمات لكلا الطرفين
  • هل تنجح إسرائيل في جر إثيوبيا لمواجهة مع الحوثيين؟
  • منصة متخصصة بالبحار: 200 بحار يستعدون لمغادرة سواحل اليمنية عقب وقف إطلاق النار
  • ترامب يستوعب الدرس.. شواهد هزيمة الأمريكيين في اليمن!
  • أزمة وقود في مناطق سيطرة الحوثيين تعقّد معاناة اليمنيين
  • رغم الهدنة مع أمريكا… لماذا لا تزال تهديدات الحوثيين تربك الملاحة في البحر الأحمر؟