جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-10@22:52:42 GMT

نجاح مهرجان صحار الثاني

تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT

نجاح مهرجان صحار الثاني

 

 

د. خالد بن علي الخوالدي

 

مهرجان صحار في نسخته الثانية بعث البهجة والسرور والابتسامة والمتعة في قلوب زواره، كان حديث المجالس والتجمعات ووسائل التواصل الاجتماعي، في البداية كانت الشكوك والتوقعات تشير إلى إلغاء المهرجان بشكل نهائي بسبب الأحداث الجسيمة والمؤلمة التي تحدث مع الأشقاء والأحبة في فلسطين وتحديدًا في مدينة العزة والكرامة غزة.

وقد كان مقررا أن ينطلق المهرجان في شهر نوفمبر وتم تأجيله ودراسة كيفية انطلاقته، فجاءت الفكرة بأن ينطلق بمناسبة كريمة وعزيزة على قلوبنا وهي مناسبة تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم-حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد في 11 يناير، وأيضًا تشريف جلالته وعائلته الكريمة لولاية صحار.

جاء المهرجان في هذا العام بصورة مُختلفة وبتنظيم مغاير احتراما وتقديرا للأشقاء في الأراضي المحتلة حيث تقرر عدم إقامة أية حفلات فنية وسهرات غنائية وأي مظاهر توحي بذلك، وكان الهدف الرئيسي لإقامة المهرجان هو دعم الأسر المنتجة التي وصل عدد مشاركاتها ما يفوق 117 مشاركة، وهذه الأسر تجد فوائد كبيرة لها خلال شهر المهرجان حيث تصل استفادة البعض منهم ما يمكن أن يدخل عليه لمدة أربعة أشهر، وقد تم تخصيص مواقع محددة لعرض منتجاتهم وأعمالهم ومشغولاتهم بالمجان دون أية رسوم مع توفير كل الخدمات الأساسية التي يحتاجونها، إلى جانب ذلك كانت الأمور حسب ما أعد لها سوف تخدم عددا كبيرا من أصحاب المشاريع الصغرى والصغيرة والمتوسطة والذين يجدون أيضاً ضالتهم في هذا المهرجان وكان التنافس كبيرا بينهم لحجز مواقعهم في أرض المهرجان، ناهيكم عن الهدف المهم الذي يقدمه المهرجان من توظيف مؤقت لعدد يصل إلى نحو 200 مواطن، وهي أهداف نبيلة سعت الجهة المنظمة إلى تحقيقها وشجعت على إقامة المهرجان في هذا التوقيت بدلا من إلغائه.

تنظيم مهرجان صحار في نسخته الثانية كان بمثابة تحدٍ، وإثبات للقدرات والإمكانيات التي يتمتع بها شباب محافظة شمال الباطنة، وعلى مدى شهر كامل، رأينا الكل يعمل ويجتهد ويُثابر ويفكر في نجاح مهرجان صحار في نسخته الثانية، كانوا جميعًا كخلية النحل لا تفرق بين الموظف والمسؤول والباحث عن عمل والمتطوع، كلهم جميعًا أمامهم هدف واحد هو إسعاد زوار المهرجان والتميز والإبداع في إخراج الفعاليات والأنشطة بشكل يليق بالمحافظة وبثقة سعادة المحافظ وباسم صحار، وكان لهم ما طمحوا له بعد الحضور الكبير الذي وصل حسب التقديرات الرقمية إلى أكثر من 300 ألف زائر.

المهرجان نجح وبشهادة الأغلبية، ووصل صوت المهرجان للعديد من الدول العربية والخليجية، وهذا النجاح يُمثل مسؤولية كبيرة، ويدعو جميع المسؤولين للتفكير بأن يكون المهرجان علامة فارقة خلال السنوات القادمة، عليهم بعدم المكوث كثيرًا عندما تمَّ تحقيقه، والنظر بعين ثاقبة لدراسة الإيجابيات والسلبيات التي حدثت وتعزيز الإيجابي وتصحيح السلبي منها، عليهم بدراسة واقع المهرجانات في الدول الخليجية والصديقة والاستفادة منها ومن تجاربهم، وابتكار الجديد لمهرجان صحار الذي يجب أن يستمر ويطور ويبرز بشكل أكبر، وأؤمن إيمانًا تامًا بأن شباب محافظة شمال الباطنة قادرون على تقديم ما يبهر الحضور في المهرجان المُقبل بمشيئة الله.

شكرًا لصاحب الفكرة والقيادة سعادة محمد بن سليمان الكندي مُحافظ شمال الباطنة.. شكرًا للشركات الراعية والداعمة للمهرجان.. شكرًا للمؤسسات الحكومية والخاصة التي قدمت جهودًا كبيرة خلال أيام المهرجان.. شكرًا للجنة الرئيسية وللجان العاملة.. شكرًا لكل الشباب العاملين على ما قدموا..

دام عطاؤكم نابضًا بحب هذا الوطن، ودُمتم ودامت عُمان.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هند رجب.. من صوت طفلة إلى رسالة سينمائية في مهرجان كرامة

عمّان – لم يكن افتتاح الدورة السادسة عشرة من مهرجان "كرامة سينما الإنسان" في العاصمة الأردنية عمّان حدثا سينمائيا عابرا، ولا مجرد احتفاء جديد بحقوق الإنسان عبر الفن، بل لحظة تُستعاد فيها جراح لم تهدأ، ليعود إلى الواجهة صوت الطفلة الفلسطينية الشهيدة هند رجب التي لم يمهلها الرصاص لتكبر.

فمع انطلاق فعاليات المهرجان، تحوّل فيلم الافتتاح إلى مساحة يستعيد من خلالها الحضور صدى الطفلة هند رجب، الذي اخترق حصار الحرب ووصل إلى العالم بوصفه شهادة لا يمكن محوها.

هند رجب، التي تحولت مكالمتها الأخيرة مع طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني إلى واحدة من أكثر الشهادات الإنسانية قسوة في زمن الحرب على قطاع غزة، تظهر من جديد في عمّان عبر شاشة واسعة تلتقط قصة قصيرة في عمرها، كبيرة في أثرها، لتعيد طرح الأسئلة التي حاول العالم تفاديها، وتقدم واقعا لا يحتمل الصمت أو التأجيل.

مهرجان كرامة يحتفي بفريق العمل القائم على إنتاج فيلم "هند تحت الحصار" (الجزيرة)قصة لا تُنسى

بحضور جماهيري لافت، وفي مشهد يحتفي بالوعي ومسؤولية الفن، في مواجهة القضايا الإنسانية والحقوقية الكبرى، انطلقت في المركز الثقافي الملكي فعاليات الدورة الجديدة لمهرجان كرامة الذي يحمل هذا العام عنوان "بنك الحقوق"، وهو عنوان يوحي بأن الحقوق ليست مجرد شعارات، بل هي رصيد فعلي يجدر استعادته ومساءلة العالم عنه.

ليأتي حفل الافتتاح متوجا بعرض الفيلم الأردني القصير "هند تحت الحصار" للمخرج ناجي سلامة، وهو العمل الذي خص به مسرح المهرجان الرئيسي ليكون فاتحة لأيام سينمائية مكثفة تمتد حتى منتصف الشهر الجاري.

يحمل فيلم "هند تحت الحصار" مادة إنسانية متفجرة، مستندا إلى التسجيل الحقيقي لمكالمة أجرتها الطفلة هند رجب ذات الستة أعوام مع طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني، طالبة النجدة بعدما وجدت نفسها عالقة داخل سيارة عائلتها التي تعرضت لإطلاق نار أثناء اختبائهم في حي تل الهوا بغزة.

إعلان

وبين ارتجاف صوت الطفلة ومحاولات مسعفة الهلال الأحمر رنا الفقيه طمأنتها، تتسع مساحة الحكاية لتكشف ملامح الرعب الذي عاشته الطفلة هند وحيدة في لحظات فاقت قدرة البشر على الاحتمال.

رعب طفلة

يذهب المخرج ناجي سلامة عبر بناء بصري مكثف إلى إعادة الاعتبار لهذه اللحظة الإنسانية الجارحة، مستعينا بشهادات مسعفين وشهود عيان لإظهار حجم التهديد الذي واجهه كل من حاول الوصول إلى الطفلة.

أما مدير الإنتاج غسان سلامة، فأوضح أن الفيلم هو "محاولة سينمائية لفضح الفرقة العسكرية الإسرائيلية الخاصة التي قتلت الطفلة هند"، مضيفا في حديثه للجزيرة نت أن العمل يختصر قصة موجعة لإيصالها للعالم كله، في مواجهة رواية القتلة الذين وصفوا أنفسهم بـ"إمبراطورية مصاصي الدماء".

ومن بين الأصوات التي يعيد الفيلم إحياءها صوت عمر علقم من طواقم الهلال الأحمر، والذي كان على اتصال مباشر مع الطفلة حتى اللحظة الأخيرة، ويروي علقم في حديثه للجزيرة نت أن الشهيدين يوسف وأحمد -المسعفيْن اللذين أُرسلا لإنقاذها- "وصلا إليها بالفعل، لكن جنود الاحتلال باغتوهما وقتلوهما تماما كما قتلوا هند بدم بارد".

كما حضرت العرض لينا حماد، وهي طالبة جامعية قالت إن حضورها ليس بدافع الفضول السينمائي، بل لأنها أرادت أن ترى كيف يمكن لصوت طفلة واجهت الموت أن يتحول إلى عمل فني يلامس ضمير العالم بأسره.

مهرجان كرامة يعرض خلال أيام فعالياته أكثر من 70 فيلما روائيا وتسجيليا من مختلف أنحاء العالم (الجزيرة)أبعد من السينما

لتضيف حماد في حديثها للجزيرة نت أن "إنتاج الفيلم ليس مجرد قرار فني، بل هو موقف أخلاقي وفكري، يعيد طرح سؤال العدالة في وجه العالم، فبعد نحو عام على رحيل الطفلة، يأتي الفيلم ليقول إن الحكاية لم تُقفل، وإن السينما لا تُعيد الحياة إلى أصحابها لكنها تُعيد الذاكرة إلى مكانها الصحيح".

وعلى مدى أيام المهرجان، يعرض أكثر من 70 فيلما روائيا وتسجيليا وتحريكيا، بمدد طويلة ومتوسطة وقصيرة، قادمة من بلدان تمتد من فلسطين وسوريا والعراق وتونس ومصر ولبنان والسودان، إلى الهند وتركيا وأوروبا والأميركتين.

وتتوزع هذه الأعمال على قضايا إنسانية واسعة، لكنها تلتقي جميعا تحت مظلة واحدة عنوانها "حماية الإنسان وكرامته".

وتتنافس أفلام عربية وأجنبية في مسابقات المهرجان، إلى جانب عروض خارج المنافسة، وتشمل جوائز هذا العام:

أفضل فيلم وثائقي طويل. أفضل فيلم حقوقي (التي تمنحها "أنهار/ الشبكة العربية لأفلام حقوق الإنسان"). جائزة خاصة للأفلام الأردنية القصيرة.

كما تُعقد على هامش المهرجان مجموعة من الندوات، من أبرزها ندوة "ديمقراطية الصورة" ضمن الطاولة المستديرة "لازمنا اجتماع"، لمناقشة دور الصورة في تشكيل الوعي الجمعي في زمن الصراعات المتسارعة.

إقبال جماهيري واسع على فيلم هند رجب الذي يوثّق اللحظات الأخيرة من حياة الطفلة الفلسطينية (الجزيرة)منصة حقوقية

ومنذ تأسيسه عام 2010، شكل مهرجان "كرامة" أول منصة سينمائية دولية لحقوق الإنسان في الأردن، واستمر في شق طريقه باعتباره فضاء حرا للنقاش والحوار، متشابكا مع أكثر اللحظات الفكرية والأخلاقية حساسية في المنطقة والعالم.

إعلان

ومن خلال السينما والندوات والمنتديات والمعارض، رسخ المهرجان دوره كجسر للحوار الديمقراطي، وفضاء لتعزيز التفكير النقدي والمشاركة المدنية، مستقطبا جمهورا واسعا من الشباب والنساء والناشطين، إضافة إلى عشرات المخرجين والفنانين من الأردن والعالم.

طواقم الدفاع المدني في #غزة تعثر على جثامين متحللة للشهيدة الطفلة هند رجب و5 من عائلتها إلى جانب مسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني الذين توجهوا لإغاثتها قبل 12 يومًا في حي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة #حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/cbbaz9w3Ji

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) February 10, 2024

ومع نهاية عرض "هند تحت الحصار"، لم يكن الفيلم مجرد استعادة لقصة طفلة رحلت، بل بدا أشبه بمحاولة لإبقاء ذاكرتها حيّة، ولتذكير الجمهور بأن الحكاية لم تُغلق بعد، فهند رجب -رغم الغياب- لا تزال شاهدة على زمن تتقاطع فيه الأسئلة الكبرى مع صدى صوت طفلة تبحث عمن ينتشلها من تحت الحصار أو من قبضة الموت.

مقالات مشابهة

  • «مهرجان أم الإمارات».. تجارب استثنائية في كورنيش أبوظبي
  • "مهرجان صحار" يعد الجمهور بفعاليات استثنائية ونقلة نوعية في الأنشطة
  • الإعلان عن تفاصيل النسخة الرابعة من مهرجان صحار
  • استعراض أثر البرامج والمبادرات الاجتماعية في شمال الباطنة
  • اختتام برنامج تنمية مهارات المدربين بتعليمية شمال الباطنة
  • هند رجب.. من صوت طفلة إلى رسالة سينمائية في مهرجان كرامة
  • لقاء موسع بين الأهالي والمسؤولين في شمال الباطنة لتطوير الخدمات
  • محمد فراج: نجاح "ورد وشوكولاتة" كرم من ربنا والجمهور كان الداعم الأكبر
  • وزارة البترول: نجاح أعمال حفر البئر الاستكشافية «شمال البسنت» بإنتاج 10 ملايين قدم مكعب غاز يوميا
  • ننشر فعاليات اليوم الثاني من مهرجان المنيا الدولي للمسرح في دورته الثالثة