عُمان تؤكد أهمية تكثيف مساعي وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء العدوان الغاشم
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
◄ الأمم المتحدة تُحذر من "مذبحة" في رفح وانهيار عمليات الإغاثة
الرؤية- الوكالات
بعث معالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية رسالةً خطيّةً لمعالي هاكان فيدان وزير خارجية جمهورية تركيا الصديقة تتعلق بأهمية تكثيف المساعي والجهود السياسية الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وإنهاء العدوان الإسرائيلي الغاشم وحصاره اللامشروع على القطاع.
سلّم الرسالة سعادة السفير سيف بن راشد الجهوري سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى جمهورية تركيا خلال استقباله بمقر وزارة الخارجية التركية في أنقرة من قبل سعادة أحمد يلدز نائب وزير الخارجية التركي نيابة عن معالي وزير الخارجية. كما جرى خلال المقابلة بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وسبل تعزيزها في شتى المجالات، وتبادل وجهات النظر حول الأمور ذات الاهتمام المشترك.
وحذر مارتن جريفيث وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ من أن العملية العسكرية في رفح بغزة "قد تؤدي إلى مذبحة" وقد تجعل عملية الإغاثة تكاد تنتهي، مشيرًا إلى افتقار ضمانات السلامة وإمدادات الإغاثة والعاملين لضمان استمرار العملية في غزة.
وعقد مسؤولون من الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر مباحثات أمس في القاهرة في محاولة للتوصل إلى اتفاق هدنة في غزة مع تزايد الدعوات الدولية لإسرائيل للتراجع عن هجومها المزمع على مدينة رفح جنوب القطاع الفلسطيني.
والتقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وليام بيرنز، ورئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) دافيد برنيا، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع مسؤولين مصريين في القاهرة، من أجل بحث موقف التهدئة في قطاع غزة. وقال مسؤولون إن إسرائيل وحماس تُحرزان تقدمًا نحو اتفاق آخر لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، مع استمرار المفاوضات وتهديد إسرائيل بتوسيع عدوانها إلى رفح؛ حيث يلجأ حوالي 1.4 مليون فلسطيني نازح.
وقال سكان إن دبابات إسرائيلية قصفت القطاع الشرقي من رفح خلال الليل مما تسبب في حالة من الذعر. وأضافوا أن نازحين، بالعشرات حتى الآن، بدأوا مغادرة رفح بعد القصف والغارات الجوية الإسرائيلية في الأيام القليلة الماضية.
وقال مسؤولو الصحة في غزة إن 133 فلسطينيا لاقوا حتفهم في الأربع والعشرين ساعة الماضية، ليصل العدد الإجمالي إلى 28473 شهيدًا و68146 جريحا منذ السابع من أكتوبر. وهناك اعتقاد بأن كثيرين غيرهم مدفونون تحت الأنقاض. وتنفد إمدادات الغذاء والماء وغيرها من الضروريات وتنتشر الأمراض.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
إطلاق النار على الدبلوماسيين.. هكذا تتصرف إسرائيل بلا رادع
جنين- مثّل تعرّض أكثر من 32 دبلوماسيا وممثلا لسفارات أوروبية وعربية لإطلاق نار إسرائيلي متعمّد في محيط مخيم جنين شمال الضفة الغربية، ظهر الأربعاء، "صدمة" للفلسطينيين وفي الرأي العام الدولي، كما وصفها مسؤول فلسطيني للجزيرة نت.
كان الوفد في جولة دبلوماسية لتفقد آثار العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة في مخيم جنين منذ يناير/كانون الثاني الماضي، والتي أدت إلى تهجير سكانه، وتدمير عدد كبير من منازله وبنيته التحتية.
وضم الوفد سفراء وقناصل ودبلوماسيين من 32 دولة، بينها مصر والأردن والمغرب والبرتغال والصين والنمسا والبرازيل وبلغاريا وتركيا وإسبانيا وليتوانيا وبولندا وروسيا واليابان ورومانيا والمكسيك وسريلانكا وكندا والهند وتشيلي وفرنسا وبريطانيا، وممثلين عن الاتحاد الأوروبي، برفقة أحمد الديك مستشار وزير الخارجية الفلسطيني.
وبدأت الجولة في محافظة جنين بهدف الاطلاع على الأوضاع الإنسانية والاقتصادية لسكان المدينة والمخيم، في ظل الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة عليها منذ 5 أشهر والمسماة "السور الحديدي".
ووفق الجدول المعلن، فإن الزيارة تضمنت وصول الوفد إلى محيط مخيم جنين للاطلاع على أوضاعه، وتوثيق الإجراءات العسكرية الإسرائيلية فيه، وهو ما تم التنسيق المسبق له والموافقة عليه من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بحسب وزارة الخارجية الفلسطينية.
إعلانلكن جيش الاحتلال الإسرائيلي فتح النار تجاه السفراء والدبلوماسيين والسياسيين بعد فترة بسيطة من اقترابهم من إحدى البوابات الحديدية التي أقامها على المدخل الشرقي لمخيم جنين قبل شهر.
وقال الديك للجزيرة نت، إن أعضاء الوفد عاشوا "رعبا حقيقيا" و"صدمة كبيرة"، و"لأول مرة جرب هؤلاء الدبلوماسيون شعور المواطن الفلسطيني وما يعيشه بشكل يومي من تهديد لحياته".
وأكد أن إسرائيل كانت على علم مسبق "ومنذ حوالي أسبوع" ببرنامج الزيارة، وما يتخللها من فعاليات، ومن بينها الوصول إلى مخيم جنين والوقوف أمام مداخله.
وقال "بعد وصولنا بربع ساعة فوجئنا بإطلاق الرصاص الحي، لم نعلم إن كان الرصاص بهدف القتل أم لا. حاولوا إفشال البرنامج الذي أعد من فترة وأُبلغ به الجيش الإسرائيلي وتمت الموافقة عليه، فضلا عن برنامج مشابه تم قبل يومين في محافظة طولكرم".
وباسم وزارة الخارجية الفلسطينية، أدان المستشار الديك "هذا العمل غير المبرر، الذي يشكل استمرارا للعدوان الإسرائيلي على فلسطين وشعبها وكل من يحاول مساندته".
سريعا نشر جيش الاحتلال بيانا قال فيه "إن الوفد الدبلوماسي انحرف عن مسار الزيارة المقرر، ودخل منطقة غير مسموح بالدخول إليها". وقال إن "الجنديين اللذين أطلقا الرصاص في الهواء لم يكونا على علم بزيارة الوفد، وأنه سيتم التحقيق في الحادثة".
لكن الخارجية الفلسطينية ردت في بيان شديد اللهجة، وقالت إن "ادعاءات جيش الاحتلال غير صحيحة"، وأكدت أنها أعلنت عن الزيارة منذ 10 أيام، وأن الوفد تحرك باتجاه جنين بسيارات دبلوماسية، وأنه زار أحد مداخل جنين المغلق بسواتر ترابية وانتقل في موكب دبلوماسي إلى إحدى البوابات الحديدية على بعد 500 متر من المدخل الأول.
إعلانوقال أحمد الديك إن الوفد مكث قرابة 15 دقيقة أمام البوابة مستمعا لشرح مفصل من محافظ جنين كمال أبو الرب حول إفراغ المخيم من سكانه وتهجيرهم، وما تبع ذلك من تردي الأوضاع الاقتصادية والصحية والتعليمية في المدينة، كل ذلك بحضور عدد من الصحفيين الذين وثقوا إطلاق النار على الهواء مباشرة بعد ربع ساعة من وصول الوفد إلى المنطقة.
رد على مواقفبحسب الديك، فإن ما حدث "يعكس استخفاف إسرائيل بالمجتمع الدولي، وبالمواثيق الدولية واتفاقيات جنيف، كما يدل على عدم احترام إسرائيل لحصانه الدبلوماسيين".
وأكد أن الحادثة تأتي بعد قراري بريطانيا وكندا فرض عقوبات على إسرائيل "لاستمرارها في إبادة شعبنا في قطاع غزة"، وعقب قرارات هذه الدول بقطع إمدادات السلاح عن إسرائيل "وهو استخفاف بمطالبة دول الاتحاد الأوروبي بوقف الإبادة والحرب على غزة".
وبيّنت مقاطع فيديو لحظات إطلاق الرصاص بشكل مباشر تجاه الوفد، في حين أظهر مقطع لسفير المملكة المغربية وهو على الهواء مباشرة، حين بدأ صوت الرصاص الكثيف، من داخل المخيم، ومحاولة هروب الموجودين للاحتماء منه.
وشكلت الحادثة صدمة كبيرة في الشارع الفلسطيني الذي اعتبر أن إسرائيل وصلت لأقصى درجات الاستهتار بدول العالم وممثليها. وقال مواطنون من جنين إن ما حدث يفسّر استمرار إسرائيل في جرائمها ومجازرها في غزة وعقوباتها في الضفة وخاصة بمخيمات الشمال؛ فهي لا تقيم اعتبارا لأية دولة مهما كان وزنها، وهذا يفسر عدم وجود رادع لأفعالها.
وبالمقابل، استنكرت الدول التي شارك ممثلوها في الزيارة الحادثة، مطالبة إسرائيل بتوضيح ما حدث، في حين استدعت بعض الدول، منها فرنسا وإيطاليا وأيرلندا والبرتغال، سفراء إسرائيل لديها.
ووفق محللين فإن الحادثة أثبتت عكس ما تحاول إسرائيل ترويجه لدول العالم من أنها تقوم بملاحقة من تسميهم "الإرهابيين" في المخيمات الفلسطينية، وأنها لا تنكل بالفلسطينيين في المدن والبلدات والقرى ولا تقيّد حركتهم على حواجزها العسكرية.
إعلانوخلال الزيارة وصف عدد من السفراء والدبلوماسيين الواقع الذي تعيشه جنين ومخيمها بـ"الصعب". وقال سفير الأردن لدى فلسطين عصام البدور في حديثه لوسائل إعلام محلية إن واقع مخيم جنين "أليم ومعقد"، ويجب على العدوان الإسرائيلي أن يتوقف على الفور من أجل إعطاء الفلسطينيين فرصة للعيش بصورة طبيعية كباقي العالم.
وشرح محافظ جنين كمال أبو الرب، لسفراء وممثلي 32 دولة أوروبية وعربية خلال الزيارة لمقر المحافظة في المدينة، الوضع المتردي للنازحين من المخيم، وكذلك التراجع الحاد في الاقتصاد المحلي، وتأثير العملية العسكرية الإسرائيلية على كافة مرافق الحياة في المحافظة.
وقال أبو الرب إن عدد النازحين من مخيم جنين ومحيطه وصل إلى 22 ألفا، في حين دمّر الاحتلال مئات المنازل بشكل كلي في المخيم، ووصلت الخسائر المباشرة إلى 298 مليون شيكل. في حين استشهد 40 مواطنا وأصيب 200 آخرون برصاص الاحتلال منذ بدء الحملة العسكرية.