جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-10@16:50:55 GMT

أشقاء رغم البعد الجغرافي

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

أشقاء رغم البعد الجغرافي

 

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

 

قد نختلف أو نتفق في مواضيع كثيرة، إلا أنه رُب أخ لك لم تلده أمك لا يختلف عليه اثنان، وحينما يكون الوعي يقود إلى فهم ذلك والإيمان به إيمانًا مطلقًا، فإن ثمة تآلف وتوافق سيحدث لا محالة، وستسير الأمور إلى وفاق دائم وحب دائم وتصالح دائم.

ففي عرف العلاقات العامة والخاصة هناك ضوابط تستدعي العمل والتمسك بها ليكون مسارها صحيحاً وسليمًا ومتوافقًا والأحوال والأهداف التي تتطلع إليها، فلا شك أن الهمجية والغوغائية في العلاقات والجهل بأسسها وأنماطها وعدم الاكتراث بعوامل عدة كالفهم والتواضع والاحترام والتقدير والمداراة وغير ذلك، يقود إلى ضياعها وعدم استمرارها على النحو الذي نرجو ويضمن سلامتها وديمومتها وبقاءها واستمرارها.

وعندما نأتي لننظر إلى السلف من أجدادنا وآبائنا، نجدهم احتفظوا لأنفسهم بتاريخ موغل في القدم، هذا التاريخ تمثل في أخلاقهم وأساليبهم وتعاملهم الطيب مع الآخرين وجوانب كثيرة. فعلى غرار ذلك، تأسست جسور المحبة والتعارف والعيش الكريم مع الآخرين، وكان أهلنا في الماضي سفراء عُمان في الخارج من حيث عاداتهم وتقاليدهم وأساليبهم وأفعالهم الطيبة، وعلاقاتهم المتميزة التي كانت مبنية على الاحترام والتقدير مع الآخر أينما حلوا وارتحلوا ومكثوا. وبمناسبة الزيارة الكريمة لحضرة صاحب السمو أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد التي قام بها منذ أيام للبلاد، فإننا نجد أن جمعا كبيرا من الأجداد سافروا إلى هذه الدولة الخليجية العربية المتزنة والتي اكتسبت احترام العالم أجمع، بحثًا عن العمل والرزق الحلال، فركبوا البحار والأهوال حتى وصلوا إليها، وعبروا قاصدين الكويت ديار آل الصباح، فمكثوا في بلادهم سنوات طويلة ضيوفا أعزاء معززين مكرمين، لم يجدوا إلا احتراما وتقديرا وعونا وتسهيلاً لأمورهم في كل شيء. وفي قراءة سريعة لما بين الشعبين الشقيقين نجدهم ملتفين حول بعضهم، محبين لجميعهم، ومترابطين فيما بينهم، تربطهم علاقات قوية قديمة، وأواشج قربى متأصلة، وأواصر مجتمعية وتاريخية وإنسانية متشابهة.

وشهدت طوال مسيرتهم تطورا كبيرا وملحوظا، وتنسيقا حميما في مجالات متعددة، وأصبح الدور المحوري للقيادات السياسية في البلدين، يعمل على إرساء المزيد من مجالات التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي والعلاقات الثقافية على مدى القرون والعقود التي مضت.

إن الزيارة التي قام بها صاحب السمو أمير دولة الكويت مؤخرا إلى سلطنة عُمان، وفيها تم افتتاح مصفاة الدقم بمحافظة الوسطى، ستضيف للعلاقات العُمانية الكويتية بعدًا آخر وكبيرًا، سيتعلق جزء منه بانتعاش الاقتصاد في البلدين، وفي تمتين العلاقات بينهما والمصالح المشتركة وعرى التفاهم والتحابب بين الطرفين والجانبين، وستفتح آفاقًا أرحب لفرص الاستثمار المتعددة وتوحيد الصف ووحدة الكلمة. إن عُمان ودولة الكويت الشقيقة يعبران بعلاقاتهما إلى بر الأمان بهدوء، بضربان أروع الأمثلة في الحب والتفاهم والتلاحم والصفاء والنقاء بدون ضجيج أو إزعاج أو تهويل؛ فالشعب الكويتي منذ الأزل شعب راقٍ محبٌ لنا.

وفي الجانب الآخر نبادلهم نحن هذا الحب والتقدير ومجالات التعاون المتوارثة والمستمرة بين الجانبين؛ فللكويت فضل كبير على العُمانيين، وإن سألت أحدًا من أجدادنا وآبائنا الذين تغرَّبوا فيها في ستينيات القرن الماضي فما فوق، سيُحدِّثُك عن أخلاق أهل الكويت وحبهم لنا، وكذلك أهل الكويت يشيدون دائمًا بمواقف العُمانيين ووقفتهم معهم في الظروف والملمات.

لقد سعدنا هنا في عُمان بوجود أمير الإنسانية بيننا منذ أيام والذي بزيارته لبلادنا فتح ذكريات جميلة ومواقف أجمل، تعبر على الدوام عن اعتزازنا بما يربطنا من علاقات ممتازة مع هذه الدولة وشعبها.

ختامًا.. حفظ الله عُمان والكويت وشعبيهما من كل سوء وشر ومكروه، وحقق لهم تطلعاتهم وبارك جهودهم، والله نسأل أن يدرأ عنَّا المخاطر والفتن ما ظهر منها وما بطن، ويبعد عنا المشاكل، ويبقى على ما ينفع الناس ويعزز من مستوى العلاقات على كل الأصعدة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

غويري يتحدث عن علاقته بمدربه دي زيربي

كشف المهاجم الدولي الجزائري، أمين غويري، لاعب أولمبيك مرسيليا، تفاصيل تخص العلاقة الفنية التي تجمعه بالمدرب، روبيرتو دي زيربي.

مشيرًا إلى أن المدرب الإيطالي يسعى إلى تطويره ليصبح مهاجمًا متكاملًا وأكثر فاعلية أمام المرمى.

وفي تصريحات أدلى بها لوكالة الأنباء الفرنسية، أوضح غويري أن دي زيربي يطالبه بزيادة معدله التهديفي. وقال: “يريدني أن أسجل أكثر. هو يعرف جيدًا ما يمكنني تقديمه في اللعب، ويقول دائمًا إنني مهاجم رقم 9 أمتلك صفات صانع ألعاب رقم 10”.

وأضاف صاحب الـ24 عامًا: “هو يتمنى أن أصبح قناصًا، هدافًا قاتلًا، وثعلب منطقة الجزاء. فهو حاضر دائماً ويتحدث إليّ باستمرار. هذا ما يعجبني هنا. لا أحد يتركني وشأني. هناك دائمًا هذا الضغط للحفاظ على مستوى منتظم ومتطلبات عالية. وأحب أن يبقي عليّ هذا الضغط”.

ويأتي هذا التصريح في وقت يعيش فيه غويري واحدة من أفضل فتراته مع مرسيليا. إذ ساهم منذ انضمامه في جانفي الماضي في عدة انتصارات للفريق. بفضل تحركاته الذكية ولمساته الحاسمة في الثلث الأخير من الملعب.

وتظهر تصريحات اللاعب مدى تأثير دي زيربي على طريقة لعبه وتفكيره الهجومي. خاصة مع الطموحات الكبيرة التي يحملها غويري سواء على الصعيد الفردي أو الجماعي. في ظل سعي مرسيليا لحجز مقعد في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

مقالات مشابهة

  • ولي العهد يجري اتصالا بملك البحرين وأمير الكويت
  • ولي العهد يستعرض أوجه العلاقات مع أمير الكويت
  • ولي العهد وأمير الكويت يستعرضان أوجه العلاقات بين البلدين
  • أردوغان: قد تسمعون في أي لحظة أخباراً سارّة
  • غويري يتحدث عن علاقته بمدربه دي زيربي
  • ولي العهد يؤكد متانة العلاقة التي تربط الأردن واليابان
  • "الوفد" يطالب بمراعاة البعد الإجتماعي بين المالك والمستأجر
  • بعد فشل كل المسارات التي اتبعها السودان، يكون قطع العلاقات هو بداية للحل
  • رئيس الوفد يطالب بمراعاة البعد الاجتماعى بين المالك والمستأجر
  • الشعب الجمهوري: نؤيد قانون إيجار قديم عادل ومتوازن يحمي الاستقرار ويراعي البعد الاجتماعي