إنجلترا – هدد الفنان أندريه مولودكين بتدمير روائع بيكاسو ورامبرانت ووارهول إذا مات مؤسس “ويكيليكس” جوليان أسانج في السجن.

جاء ذلك في حوار لمولودكين مع قناة “سكاي نيوز”، قال فيه الفنان إنه جمع 16 عملا فنيا، تقدر قيمتها مجتمعة بأكثر من 45 مليون دولار، في خزنة تزن 29 طنا تحتوي على مادة “شديدة التآكل”، كما يوجد مضخة هوائية تربط برميلين أحدهما يحتوي على مسحوق حمضي والآخر مزود بمسرع يمكن أن يسبب تفاعلا كيميائيا قويا بما يكفي لتحويل محتويات الخزنة إلى حطام، وفقا لمولودكين.

أندريه مولودكين

وأطلق مولودكين على المشروع اسم “مفتاح الرجل الميت” Dead Man Switch بدعم من زوجة أسانج، التي ينتظر زوجها الاستئناف النهائي ضد تسليمه للولايات المتحدة الأمريكية، حيث يواجه تهما بالتجسس بموجب القوانين الأمريكية تعرضه لـ 175 عاما في السجن.

وتسعى الولايات المتحدة للحصول على جوليان أسانج، مؤسس “ويكيليكس” بتهمة التآمر للحصول على معلومات تتعلق بالدفاع الوطني والكشف عنها عقب نشر مئات الآلاف من الوثائق المسربة المتعلقة بحربي أفغانستان والعراق، فيما ينفي أسانج، البالغ من العمر 52 عاما، ارتكاب أي مخالفات.

ويقبع أسانج في سجن بيلمارش بلندن منذ ما يقرب من 5 سنوات، وسيتم الاستماع إلى استئنافه النهائي في المحكمة العليا بلندن يومي 20 و21 فبراير.

ويقول أنصار أسانج إن حياته “في خطر” إذا فشل الاستئناف وتقرر تسليمه للولايات المتحدة حيث يواجه عقوبة السجن 175 عاما، بينما يقول مولودكين لشبكة “سكاي نيوز”: “في وقتنا الكارثي، عندما يكون لدينا الكثير من الحروب، يعد تدمير الفن من المحرمات أكثر بكثير من تدمير حياة الإنسان”.

ويتابع مولودكين: “منذ أن وضع جوليان أسانج في السجن.. تدهورت حرية الكلمة والتعبير وحرية المعلومات وأصبحت تتعرض للقمع أكثر فأكثر.. ينتابني هذا الشعور بقوة الآن”.

ويرفض المنشق الروسي الكشف عن القطع الفنية الموجودة داخل الخزنة، لكنه قال إنها تشمل أعمالا لبيكاسو ورامبرانت ووارهول وجاسبر جونز وجانيس كونيليس وروبرت روشنبرغ وسارة لوكاس وسانتياغو سييرا وجيك تشابمان ومولودكين نفسه من بين آخرين.

وقال مولودكين في حواره: “أعتقد أنه إذا حدث شيء وقمنا بمحو بعض التحف الفنية، فسوف تمحى من التاريخ، ولن يعرف أحد أي أعمال كانت، لكن لدينا جميع الوثائق وقمنا بتصوير الأعمال جميعا”.

ويقول الفنان إنه سيتم إغلاق الخزنة يوم الجمعة، وسيتم الاحتفاظ بها في استوديو مولودكين بجنوب فرنسا، لكنه يخطط لنقلها إلى متحف.

وفي شرحه لكيفية عمل “مفتاح الرجل الميت”، يقول مولودكين إنه يجب إعادة ضبط مؤقت العد التنازلي كل 24 ساعة قبل أن يصل إلى الصفر لمنع انطلاق المواد المسببة للتآكل، حيث سيتم ذلك من خلال “شخص مقرب” من أسانج، سيتأكد أنه لا يزال على قيد الحياة في السجن كل يوم، ما يعني إمكانية إعادة تنشيط المؤقت.

ويضيف مولودكين أنه إذا تم إطلاق سراح أسانج من السجن، ستتم إعادة الأعمال الفنية إلى أصحابها. واعترف أن عددا من “هواة جمع التحف الفنية يخافون حقا” من تسرب الحمض عن طريق الخطأ، لكنه يصر على أن العمل تم “على نحو احترافي للغاية”.

وأكد مولودكين أنه “لن يشعر بأي عاطفة” إذا تم تدمير الفن لأن “الحرية أهم بكثير”.

تعليقا على هذا قال جيامباولو أوبنديو، الذي يمتلك معرضا فنيا في ميلانو، إنه قدم أعمال بيكاسو الفنية للخزنة ووقع اتفاقية عدم إفشاء تمنعه من الكشف عن أي منها.

وقال إن أول رد له عندما طُلب منه المشاركة كان “مستحيل”، لكنه اقتنع بوجهة نظر مولودكين الذي يعرفه منذ عام 2008.

وقال أوبديو لشبكة “سكاي نيوز”: “لقد أوصلني مولودكين إلى فكرة أنه من الأهم بالنسبة للعالم أن يكون لديه أسانج واحد بدلا من بيكاسو إضافي، لذلك قبلت بالعرض”، وتابع: “دعونا نقول إنني متفائل وقد أقرضته الأعمال. إذا أطلق سراح أسانج يمكنني استعادتها”، مشيرا إلى أن أعمال بيكاسو قد تتراوح من 10 آلاف إلى 100 مليون، لكنه “لا يعتقد أن عدد الأصفار هو ما يجعل العمل أكثر أهمية عندما نتحدث عن حياة الإنسان”.

كذلك يقول الفنان فرانكو بي إنه قدم أحد الأعمال التي سيتم الاحتفاظ بها في الخزنة، وتابع: “إنها قطعة فنية رائعة.. واحدة من أفضل أعمالي. أعتقد أنه من المهم أن أقوم بشيء يعنيني. لم أتبرع بشيء وجدته اعتباطا في زاوية الاستوديو الخاص بي، بل تبرعت بقطعة عمل عزيزة جدا عليّ تتحدث عن الحرية والرقابة”. وأشار إلى أن هذا العمل “مهم، ولفتة صغيرة مقارنة بما فعله أسانج، وما يمر به”.

وقالت زوجة أسانج، التي لديها طفلان من زوجها، لشبكة “سكاي نيوز”: “أيهما أكبر من المحرمات: تدمير الفن أم تدمير حياة الإنسان؟” وتابعت: “إن (مفتاح الرجل الميت) هو عمل فني. السجن السياسي لجوليان هو عمل إرهابي حقيقي ضد الديمقراطية. والأهداف الحقيقية لهذا العمل ليست جوليان أسانج فحسب، وإنما حق الجمهور في المعرفة، ومستقبل القدرة على مساءلة السلطة. إذا فازت الديمقراطية، سيتم الحفاظ على الفن، وكذلك حياة جوليان”.

وجوليان أسانج متحجز في سجن بيلمارش منذ اعتقاله في أبريل 2019، عقب تسليمه من سفارة الإكوادور في لندن، حيث طلب اللجوء السياسي في يونيو 2012. وقد وافقت حكومة المملكة المتحدة على تسليم أسانج إلى الولايات المتحدة في يونيو 2022.

ويتميز أندريه مولودكين بعروضه الفنية/السياسية الملفتة والفجة أحيانا، حيث تصدر عناوين الأخبار العام الماضي بعد أن باع نسخا ملطخة بالدماء من مذكرات الأمير هاري، وعرض في السابق منحوتة مليئة بـ “دماء الأفغان” على كاتدرائية القديس بولس، والعملان “الفنيّان” كانا احتجاجا على تصريحات هاري في كتابه عن عدد القتلى في أفغانستان.

في السابق، وتزامنا مع كأس العالم في قطر، كشف مولودكين عن نسخة طبق الأصل من كأس العالم “تملأ ببطء بالنفط الخام”، وبلغ سعرها الرمزي 150 مليون دولار، ما قال إنه رقم يطابق حجم الأموال التي يزعم أنها أنفقت على “الرشاوى والعمولات” لمسؤولي الفيفا.

وقدم مولودكين أيضا تمثالا للبيت الأبيض قيل إنه يحتوي على “دماء مشعة لرجال ولدوا في ناغازاكي” إحياء للذكرى السابعة والسبعين لإلقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناغازاكي.

وفي عام 2022، عرض مولودكين صورة زجاجية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين “مملوءة بدماء الجنود الأوكرانيين”.

المصدر: سكاي نيوز

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: جولیان أسانج سکای نیوز فی السجن

إقرأ أيضاً:

فى الذكرى الخامسة لرحيله.. محمود يس حدوتة فنية

تحل اليوم الذكرى الخامسة لرحيل الفنان الكبير والتقدير محمود يس هذا الفنان الذى يعتبر بلا شك علامة مضيئة فى تاريخ السينما المصرية قدم للسينما أكثر من ١٦٠ فيلمًا على مدى أكثر من نصف قرن، محمود يس لم يكن أبدًا فنانًا عاديًا برع فى تجسيد كافة الشخصيات استحق لقب جان السينما منذ مطلع السبعينيات حتى منتصف الثمانينيات برع فى السينما والمسرح والتليفزيون، شاء القدر أن يرحل فى شهر النصر والعبور، وهو الفنان الذى عبر عن النصر العظيم فى العديد من الأفلام، لسنا بصدد عرض تاريخ محمود يس، ولكننا نؤكد أنه كان فنانًا من العيار الثقيل جدًا، برع فى دور الجندى والضابط والمحامى والطبيب والمهندس والموظف المرتشى وتاجر المخدرات حتى دور جامع القمامة فى فيلم "انتبهوا أيها السادة" عام ١٩٧٨ وحتى "العربجى" ولا ننسى براعته فى تجسيد الأدوار الرومانسية فى العديد من الأفلام، وكون مع الفنانه نجلاء فتحى ثنائيًا رائعًا فى هذا المجال لا ننسى براعته فى تجسيد شخصية تاجر المخدرات فى فيلم "الباطنية" عام ١٩٨٠ الفنان الراحل كان سعيد الحظ فى الوقوف أمام كبار النجمات وهو فى بداية مشواره، أمام شادية فى "نحن لا نزرع الشوك" وفاتن حمامة فى "الخيط الرفيع" وماجدة فى فيلم "أنف وثلاث عيون".

الفنان الراحل كان غزير الإبداع، ربما هناك العديد من الأفلام تألق فيها ولا تعرض كثيرًا منها "الكداب"، "سنة أولى حب"، "رجل بمعنى الكلمة"، "شقة فى وسط البلد"، "موعد مع القدر"، "لا يا من كنت حبيبى".

الفنان الراحل برع كثيرًا فى تجسيد شخصية ضابط المخابرات فى فيلم "الصعود إلى الهاوية" عام ١٩٧٦، وجملته الشهيرة دى مصر يا عبلة، ربما لا يعلم الكثيرون أن محمود يس جسد شخصية الرئيس الراحل أنور السادات فى المسلسل الإذاعى "البحث عن الذات" الذى أذيع على شبكة البرنامج العام فى شهر مايو من عام ١٩٨١.

محمود يس كان الفنان الشاب الوحيد الذى تم تكريمه فى أول عيد للفن من الرئيس الراحل أنور السادات عام ١٩٧٦، من الصعب للغاية حصر إبداعات الفنان الراحل، من ينسى دور الزوج المخدوع فى فيلمى "وما زال التحقيق مستمرًا" و"الجلسة سرية" ودوره الخالد فى فيلم "الرصاصة لا تزال فى جيبى".

الفنان الراحل استطاع التعبير عن الشخصية المصرية الأصيلة فى العديد من أعماله الفنية المختلفة، من ينسى إبداعه فى أفلام الشريدة وسونيا والمجنون و"اذكرينى" و"أفواه وأرانب" مع سيدة الشاشة فاتن حمامة إبداعه لم يتوقف فى عالم السينما حتى بعد تقدمه فى العمر وتألق بشدة فى فيلم "الجزيرة". الفنان الراحل كان نجمًا تليفزيونيًا من الطراز الرفيع قدم العديد من المسلسلات الرائعة الناجحة التى حققت نجاحًا كبيرًا نذكر منها "الدوامة" و"أخو البنات" و"غدًا تتفتح الزهور" و"أبوحنيفة النعمان" و"اللقاء الثانى" و"سوق العصر"، ولا ننسى براعته فى تجسيد شخصية أمير الشعراء أحمد شوقى فى مسلسل تناول مشوار حياة أمير الشعراء الفنان الراحل كانت له أياد بيضاء على المسرح المصرى، حيث إنه بدأ مشواره الفنى فى المسرح وشارك فى مسرحية "ليلة مصرع جيفارا" عام ١٩٦٤ تولى منصب مدير المسرح القومى وشهد المسرح القومى على يديه العديد من الإنجازات قبل كل هذا محمود يس كان إنسانًا من الطراز الرفيع، أسعدنى الحظ أن أكون قريبًا منه لعدة سنوات كان إنسانًا شديد التواضع مثقفًا لاعبًا بدرجة متحدث لبق معلومات غزيرة فى كل شيء كان شديد الأدب تعلمت منه كيف يكون الإنسان، لم يقترب منه الغرور فى أى لحظة من حياته، رغم نجوميته الطاغية التى تجاوزت نصف قرن من الزمان، كان فنانًا متكاملًا، كان يتمتع بصوت معبر للغاية حتى إنه شارك المطربة الراحلة وردة فن أنشودة مصر عام ١٩٨٠، حيث كان يلقى شعر شوقى وسط الأغنية، كما غنى فى مسلسل "غدًا تتفتح الزهور" مع سميرة أحمد أغنية "حلوة يا زوبة" كان بحق فنانًا أصيلًا وشاملًا.

من ينسى دوره فى فيلم "بدور" عامل المجارى الذى يتحول لبطل مغوار فى حرب أكتوبر المجيدة، اليوم نحتفل بذكرى رحيل فنان أصيل موهوب بمعنى الكلمة، أحد رموز زمن السينما الجميل، فنان عبر عن شخصية الإنسان المصرى الحقيقى، فنان حافظ على مكانته أكثر من نصف قرن من الزمان الفنان الذى تمتع بحب جل من عرفه أو اقترب منه.

أعتبر محمود يس نموذجًا حقيقيًا للفنان المصرى بل قدوة لأى فنان شاب مهما تحدثنا عنه لن نعطيه إنه الفنان الذى حظى بحب الملايين عبر الأجيال المختلفة، رحم الله الفنان الكبير محمود يس الذى رحل عن دنيانا يوم ١٤ أكتوبر عام ٢٠٢٠ عن عمر ناهز ٧٩ عامًا، شاء القدر أن يرحل فى شهر النصر، وهو أكثر فنان عبر عن النصر العظيم، تمر السنوات ويبقى محمود يس فنانًا يسكن وجدان الملايين.

مقالات مشابهة

  • بذريعة قلة إنفاقها الدفاعي.. ترامب يهدد بطرد إسبانيا من “الناتو” وبفرض عقوبات تجارية
  • فى الذكرى الخامسة لرحيله.. محمود يس حدوتة فنية
  • حكم رفع الصوت أثناء المشي في جنازة الميت
  • العلامة مفتاح يؤكد أهمية الإعداد والتحضير الجيد للمؤتمر السادس “فلسطين قضية الامة المركزية”
  • الغرايبة لـ”صراحة نيوز”: التدريب المهني العملي هو الطريق لمكافحة البطالة وفتحنا أبوابنا على الأسواق الخارجية
  • قبيل انعقادها.. قراءات عربية لشفق نيوز عن قمة شرم الشيخ ومصير التسوية
  • حكم أداء صلاة الجنازة على الميت الغائب.. الإفتاء تجيب
  • العراق بوضع حرج.. سد الموصل يقترب من الخزن الميت
  • قبل تكريمه بالقاهرة السينمائي.. محمد عبد العزيز: اتصال حسين فهمي تقدير لمشوارى.. بدايتى الفنية الأصعب فى تاريخي.. لم اعتزل ومستمر فى رسالتى عبر التدريس.. كريم فنان ذكي ولم اتدخل فى اختيارته.. حوار
  • علان لـ” صراحة نيوز”: الطلب على الليرات مرتفع لدواعي الإدخار