الشرطة تنجح في توقيف الشاب قاتل والدته بتراب جماعة إمنتانوت
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
أخبارنا المغربية - محمد اسليم
علمت "أخبارنا المغربية" من مصادر خاصة أن دورية أمنية تابعة لشرطة إمنتانوت تمكنت بعد زوال امس الثلاثاء من توقيف المتهم في جريمة قتل الأستاذة المتقاعدة بحي المحاميد بمراكش.
المتهم وهو بالمناسبة ابن الضحية ويعاني من اضطرابات نفسية، والذي كان فارا في اتجاه أگادير على متن دراجته النارية، قبل أن تتعرض لعطل ويستقل شاحنة، ليشتهبه فيه أفراد الدورية، وليتأكدوا فيما بعد أنه موضوع مذكرة بحث ليتم اعتقاله وتسليمه للشرطة القضائية بولاية أمن مراكش لاستكمال مسطرة البحث والتحقيق مع المعني، حيث تم الاحتفاظ بالمشتبه فيه تحت تدابير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث، الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة.
هذا وعاشت منطقة سعادة 1 بحي المحاميد بمراكش ليلة استثنائية أول أمس الاثنين، تميزت بحالة الاستنفار القصوى لمصالح الأمن والسلطات المحلية، بعد اكتشاف جثة أستاذة متقاعدة مذبوحة داخل منزلها بالحي، حيث سهر كبار مسؤولي المصالح الأمنية بولاية الأمن والمنطقة الأمنية المحاميد على عمليات مسح مسرح الجريمة والتحقيق ليتم تحديد هوية المتهم الفار.
وقد استدعى الأمر تنقل والي الأمن لمسرح الجريمة مرفوقًا برئيس الفرقة الولائية للشرطة القضائية ورئيس الفرقة الجنائية ورئيس المنطقة الأمنية، حيث تم الإشراف على مختلف الإجراءات وعمليات المسح الدقيق لمسرح الجريمة قبل أن يتم تحديد هوية الجاني.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
هل تنجح تركيا في ضبط سوق العملات المشفرة؟
إسطنبول – أعلنت وزارة الخزانة والمالية التركية دخول حزمة تنظيمية جديدة حيز التنفيذ لضبط سوق العملات المشفرة، في خطوة وُصفت بأنها الأكثر شمولا منذ بدء التعامل الرسمي مع الأصول الرقمية في البلاد.
وتهدف هذه الإجراءات، التي نُشرت في الجريدة الرسمية وبدأ العمل بها في نهاية الشهر الماضي، إلى تعزيز الرقابة على التعاملات الرقمية ومكافحة غسل الأموال والمراهنات غير القانونية، مع الحفاظ على النشاط المشروع في هذا القطاع المتنامي.
الحزمة الجديدة.. التفاصيل والأهدافقال وزير الخزانة والمالية محمد شيمشك إن الحزمة الجديدة تأتي في إطار جهود الحكومة الرامية إلى حماية النظام المالي الوطني من التدفقات المالية المشبوهة.
وأوضح أن هذه الإجراءات تشمل فرض فترات انتظار تمتد من 48 إلى 72 ساعة على بعض عمليات السحب، إضافة إلى ضوابط صارمة تتعلق بالإفصاح عن مصدر الأموال وأسباب التحويلات.
وأضاف الوزير "نسعى إلى منع غسل العائدات الجنائية الناتجة من المقامرة غير القانونية والاحتيال، دون أن نغلق الباب أمام الاستخدامات المشروعة والابتكار المالي".
وتابع أن هذه الخطوات تأتي ضمن خطة متكاملة تهدف إلى مواءمة التشريعات التركية مع المعايير الدولية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، في وقت تتنامى فيه سوق الأصول الرقمية عالميا، وتزداد فيه التحديات التنظيمية المرتبطة بها.
وتأتي تصريحات شيمشك في سياق تحولات أوسع في السوق الرقمية التركية، حيث تتخذ أنقرة سلسلة إجراءات متتالية لمواكبة الطفرة المتسارعة في سوق العملات المشفرة.
وقد سجل هذا القطاع نموا كبيرا في تركيا نتيجة عوامل اقتصادية داخلية، أبرزها تراجع قيمة الليرة وارتفاع معدلات التضخم، ما دفع شريحة واسعة من المواطنين إلى اللجوء إلى الأصول الرقمية كملاذ آمن أو أداة للمضاربة.
إعلانوحسب شركة "تشين أناليسيس" المتخصصة في تحليلات البلوكشين، بلغ حجم التعاملات المشفرة في تركيا أكثر من 170 مليار دولار خلال عام 2023، لتتصدر بذلك الدول الأوروبية من حيث حجم التداول. وقد جعل هذا النشاط المكثف من السوق التركية نقطة تركيز رئيسية للجهات الرقابية الدولية.
غير أن هذا النمو السريع ترافق مع تحديات تنظيمية وأمنية متزايدة، من بينها عمليات احتيال، واختفاء منصات تداول، وتدفقات مالية غير مشروعة، وسط فراغ تشريعي نسبي قلّل من قدرة الدولة على التدخل الفعّال.
وفي محاولة لسد هذا الفراغ، أطلقت أنقرة خلال الأشهر الماضية سلسلة إصلاحات متدرجة. ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي، فُرض على منصات التداول التحقق من هوية المستخدمين في حال تجاوزت قيمة المعاملة 15 ألف ليرة تركية (نحو 377 دولارا).
كما أعلنت هيئة أسواق رأس المال التركية، في مارس/آذار، عن معايير جديدة لترخيص منصات التشفير، تشمل رقابة أمنية ومالية صارمة، بالإضافة إلى شروط مالية إلزامية، حُددت بـ150 مليون ليرة (3.77 ملايين دولار) للمنصات التجارية، و500 مليون ليرة (12.56 مليون دولار) للمنصات الحافظة للأصول.
تفاصيل الإجراءات الجديدةتضمنت الحزمة التنظيمية الجديدة عددا من المتطلبات التقنية والتشغيلية، أبرزها:
إلزام منصات العملات المشفرة بطلب معلومات مفصلة من المستخدمين حول مصدر الأموال وأسباب التحويل، كشرط أساسي لإتمام أي معاملة. فرض توصيف نصي مع كل تحويل، وذلك بهدف تمييز أنواع المعاملات وتسهيل عمليات التدقيق لاحقا. فرض فترة تعليق زمني تصل إلى 48 ساعة على بعض عمليات السحب، وقد تمتد إلى 72 ساعة عند السحب الأول من حساب جديد لا يحتوي على بيانات كاملة. يهدف ذلك إلى منح الجهات الرقابية فرصة لرصد التحركات المشبوهة قبل إتمام المعاملة. وضع سقوف صارمة لتحويلات العملات المستقرة (مثل USDT)، بواقع 3 آلاف دولار يوميا و50 ألف دولار شهريا. غير أن المنصات التي تلتزم بـ"قاعدة السفر" (وهي قاعدة دولية تنص على تبادل معلومات دقيقة عن الطرفين في كل معاملة مالية رقمية)، يمكنها الاستفادة من حدود تحويل أعلى بعد موافقة الجهات الرقابية. فرض تطبيق قاعدة السفر (Travel Rule) بشكل إلزامي على جميع المنصات العاملة، ما يضمن تبادل بيانات دقيقة بين المرسل والمستلم، انسجاما مع المعايير المعتمدة من مجموعة العمل المالي الدولية. إلزام شركات الأصول الرقمية بتقديم تقارير دورية تتضمن تفاصيل المعاملات، مثل نوع الأصل المشفّر وكميته وسعره وتاريخ تنفيذه.وشددت وزارة الخزانة على أن عدم الالتزام بهذه القواعد سيعرّض المنصات المخالفة لعقوبات شديدة، تشمل غرامات مالية أو تعليق وسحب التراخيص نهائيا.
في هذا السياق، يرى المحلل الاقتصادي حقي إيرول جون أن فرض فترات انتظار وسقوف مالية على تحويلات العملات الرقمية، في سوق سريعة الوتيرة كالسوق التركية، قد يدفع بعض المستخدمين نحو المنصات غير المرخصة أو السوق السوداء الرقمية، لتجاوز القيود المفروضة ضمن القنوات الرسمية.
إعلانويؤكد إيرول جون، في حديثه للجزيرة نت، أن الحكومة التركية يمكنها الحد من هذه المخاطر من خلال تقديم بدائل مرنة لكنها خاضعة للرقابة، مثل منح تسهيلات خاصة للمستخدمين الملتزمين، أو دعم المنصات المحلية التي تظهر امتثالا عاليا وشفافية واضحة.
ويضيف "من الضروري شرح هذه الإجراءات بوضوح للرأي العام، باعتبارها خطوات وقائية لحماية الاقتصاد الوطني، لا عقوبات تستهدف السوق".
أثر الإجراءات على المشهد التنافسيمن جهته، يرى الباحث الاقتصادي عرفان تشيليك أن قدرة منصات التشفير التركية على التكيف مع القواعد الجديدة ستتفاوت بوضوح بين الشركات الكبرى والناشئة.
ويشير، في حديثه للجزيرة نت، إلى أن شركات كبرى مثل "بي تي سي تورك" و"باريبو" تمتلك بنية تحتية تقنية متقدمة، وفِرَقا قانونية ومالية خبيرة، ما يجعلها في وضع جيد للامتثال للمتطلبات الجديدة.
أما المنصات الصغيرة والمتوسطة، فستواجه تحديات مالية وتقنية كبيرة، بدءا من كلفة الامتثال، إلى صعوبة تحديث الأنظمة الداخلية، وانتهاءً بضعف القدرة التحليلية لرصد المعاملات المشبوهة بشكل فوري.
ويضيف تشيليك أن هذا التفاوت قد يؤدي إلى إعادة رسم خريطة السوق خلال الأشهر المقبلة، مع احتمال انسحاب بعض المنصات، أو لجوئها إلى الاندماج أو بيع حصصها لشركات أكبر قادرة على تلبية متطلبات اللوائح الجديدة بمرونة وكفاءة أكبر.