سواليف:
2025-05-12@08:34:45 GMT

الموت الرحيم

تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT

#الموت_الرحيم
د. #حفظي_اشتية
نحاول، وسنظل نحاول جاهدين طرد اليأس، واقتناص الأمل، لكن، رغم ذلك، سيطرت على نفوسنا سوداوية صرعتنا، وصبغت مشاعرنا، وأصبحت جزءاً أليما من تفكيرنا، وضيفا مقيما يلازمنا ويتغلغل فينا ويعيش معنا.
تاريخنا يمور بالأحزان، ويموج بالآلام، ويغرق بالدماء…. الهدوء في حياتنا نادر المقام، والفرح عزيز المنال، نلهث خلف الأمل نطارده، فإن ظفرنا به سرعان من نجده قد تبدّد وزال.


ولو طوينا مجلدات تاريخنا القديم، وتصفحنا صفحات تاريخنا الحديث منذ مطلع القرن الماضي على الأقل، فإننا نكاد لا نجد فيها إلا الصدمات والمصائب والأهوال.
تقاذَفَنا المستعمر الغربي الظالم الماكر يشرذم بلادنا، ويزرع الفرقة بيننا، ويسطو على خيراتنا وثرواتنا، ويدسّ بين ضلوعنا طلعاً سرطانياً لا علاج له ولا شفاء يرتجى منه، نخوض ضده الحروب تلو الحروب، تزدحم فيها الدروب بقوافل الشهداء الشرفاء، والأحرار ذوي الهمة والتضحية والفداء، لكنّ الأهداف المنشودة لا تتحقق؛ لأنّ هذا الغرب الاستعماري يناصبنا العداء، ويحرّم علينا الظفر بالنصر، فيدعم العدو ويمدّه بكل أسباب القوة والتفوق، ويتلاعب بنا ويحول دون قوتنا ووحدتنا وحريتنا، ويُعمي أبصارنا عن الجادة السوية، فننزلق إلى بُنيّات الطرق حيث التيه في سراب السلام وأحابيله وأوهامه وتفاصيله….. نبحث دائبين عن هديل الحمام، لنجد أنفسنا في كل مرة نقف على حصاد الهشيم تنعق فوق رؤوسنا طوائف الغربان.
يحاول النابهون في المفاوضات الجارية أن يتبصّروا طريقهم جيدا، ويفرضوا شروطهم العادلة، ويتجنبوا هفوات من قبلهم، وعثرات من سبقهم، لكنْ، هل يسمح مكر الأعداء لهم أن يحققوا بعض أهدافهم المشروعة ؟!
ما القوة المادية البشرية التي بحوزتهم؟ وما الاختيارات المسموحة المتاحة أمامهم؟ وما أوراق الضغط الممكنة المقبولة في أيديهم؟….
شعبٌ كامل مشرَّد مكدَّس في الساحات يفترش رمل الطرقات الغارقة بالمياه، يلتحف أكياسا بلاستيكية تتراقص بها الرياح، مرض وجوع وعطش وبرد وقصف وخطف وخوف وجروح نازفة وأشلاء ممزقة….. وموت بشع باطش يفترس الميت على مرأى أحبابه دون رحمة أو توقّع أو استئذان…..
لقد قدّم هذا الشعب تضحيات عظيمة، وأظهر بطولات نادرة ستظل نماذج فريدة للباحثين عن الحرية، والدفاع المستميت عن الأوطان. وكتب المظلومون المحاصرون المخذولون الوحيدون بدمائهم وصبرهم وصمودهم سطورا مضيئة من المجد سيخلدها التاريخ طويلا طويلا.
لكنْ، إلى متى؟ وكيف ستكون النهاية في مواجهة عدو مأزوم مهزوم، مُسحت كرامته، ومُسخت هيبته، فظهر حقده عظيما عظيما بقدر اهتزاز ثقته بنفسه وثقة العالم به، وانهدام عنجهيته وعِظم خيبته وهزيمته، وتأرجُح مشروعه، وتهاوي أخلاقه…..؟؟؟؟
شعب مصرّ على الصمود في أرضه والموت فيها، لكنْ، هل يجد الميت فرصة لإخراجه من تحت الأنقاض؟ هل يجد قبرا يضم رفاته؟ هل يجد من يصلي عليه ويدفنه؟ بل هل يسمح له العدو أن يُدفن؟!
لم يعد الموت بحد ذاته قضية، فهو في مثل هذه الظروف شهادة عالية ورتبة سَنيّة. القضية تكمن في كيفية الموت، وفرصة الحصول على موت رحيم كريم.
كم كان طلب الشاعر العراقي العظيم، شاعر القرنين “عبد الرزاق عبد الواحد”، كم كان طلبه ترفا باذخا في قصيدته القصيرة المفجعة المؤثرة النائحة!!!
لقد خاطب الزائرَ الأخيرَ وهو ( ملك الموت ) قائلا :
من دون ميعادِ….
من دون أن تُقلق أولادي….
اطرق علي الباب….
أكون في مكتبتي في معظم الأحيان….
اجلس قليلا مثل أي زائر….
وسوف لا أسأل: لا ماذا؟ ولا أين؟….
وعندما تبصرني مغرورق العينين….
خذْ من يدي الكتاب….
أعدْه لو تسمح دون ضجة للرفّ حيث كان….
وعندما نخرج، لا توقظْ ببيتي أحدا؛
لأنّ مِن أفجع ما يمكن أن تُبصرَه العيون وجوهَ أولادي حين يعلمون….

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

مكالمة سرية بين بابا الفاتيكان وشقيقه الأكبر.. ماذا دار فيها؟

كشف الأخ الأكبر لبابا الفاتيكان الجديد  جون بريفوست تفاصيل صادمة من مكالمة هاتفية أجراها مع الكاردينال روبرت فرانسيس بريفوست، قبل أن يحجز في كنيسة سيستينا مع الـ132 كاردينالا الآخرين يوم الأربعاء.  

وصرح الأخ الأكبر لبابا الفاتيكان “جون بريفوست”  لصحيفة "ديلي هيرالد":  “لقد سألني: أي اسم يجب أن أتخذ؟” حيث بدأنا نذكر الأسماء عشوائيا لمجرد المزاح. أخبرته أنه لا يجب أن يكون ليو لأن ذلك سيجعله البابا الثالث عشر، لكنه على الأرجح قام ببعض البحث ليكتشف أنه في الواقع سيكون الرابع عشر".

وعن انتخابه بابا الفاتيكان، قال: "لم أكن أعتقد حقا أن هذا قد يحدث، كانت هناك فرصة، لمحة صغيرة. لكنني كنت في الحقيقة متفاجئا مثل الجميع عندما نادوا باسمه".

وتابع : إن البابا ليو الرابع عشر، وهو من مواليد شيكاغو، مشجع لفريق "وايت سوكس" للبيسيبول ، خلافا للتكهنات الواسعة الانتشار بأن البابا الجديد كان مشجعا لفريق "كابز".  

وأردف : "لم يكن أبدا مشجعا للكابز، لذا لا أعرف من أين أتت كل هذه الشائعات. لطالما كان مشجعا للسوكس.


البابا ليو الرابع عشر
وتم انتخاب كاردينال شيكاغو روبرت فرانسيس بريفوست، أمس الخميس، بعد أربع جولات من التصويت، كرأس جديد للكنيسة الكاثوليكية بعد 24 ساعة فقط من انعقاد المجمع المغلق في كنيسة سيستين.

ليو الرابع عشر.. أول بابا أمريكي في تاريخ الفاتيكان يدعو للسلام ويعشق التنستولى مسؤولية 7 وزارات.. تفاصيل مثيرة عن حياة بابا الفاتيكان الجديدمقرب من الراحل فرنسيس.. أول بابا أمريكي للفاتيكان| أين نشأ؟مفتي الجمهورية يهنئ بروقيست بانتخابه بابا جديدًا للفاتيكانشيخ الأزهر: نرحب بمواصلة العمل مع بابا الفاتيكان الجديد لنشر السلام العالمي طباعة شارك بابا الفاتيكان الجديد كنيسة سيستينا ليو الرابع عشر شيكاغو فريق وايت سوكس لعبة البيسيبول

مقالات مشابهة

  • عالمة أزهرية: النبي وضع أسس حقوق الزوجة والتقصير فيها نشوز
  • التركي عمر عبد الرحيم أوزير يتوج بذهبية بطولة أوروبا للكاراتيه
  • كيف يسأل ملكا الموت من مات غريقا أو محروقا ولم يدفن؟
  • الأزهر العالمي للفتوى يكشف عن حالة تجب فيها الأضحية على المسلم
  • هادي الباجوري: شخصية هاني في فيلم «واحد صحيح» فيها حاجات مني «فيديو»
  • في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر
  • الموت يغيب نجم الكرة العراقية گلوي
  • مكالمة سرية بين بابا الفاتيكان وشقيقه الأكبر.. ماذا دار فيها؟
  • أبو السمن يتفقد سير انتخابات “المهندسين” ويُدلي بصوته فيها
  • بوتين: تاريخنا وثقافتنا مقدسة ولن نسمح بتغيير الحقائق