الحوثي يروّج لمسرحية انتصار إيران و استمرار إغلاق البحر الأحمر
تاريخ النشر: 27th, June 2025 GMT
في استمرار لحملته الدعائية المرتبطة بالمحور الإيراني، جدد زعيم ميليشيا الحوثيين في اليمن، عبد الملك الحوثي، الترويج لما وصفه بـ"الانتصار العظيم" لإيران على الولايات المتحدة وإسرائيل، في إشارة إلى المواجهة الأخيرة بين طهران وتل أبيب، رغم توقف التصعيد العسكري منذ أسابيع. وجاء حديث الحوثي ضمن خطابه الأسبوعي المتلفز، حيث كرّس جزءاً كبيراً منه لتمجيد الدور الإيراني وتضخيم النتائج الميدانية، في مسعى لاستثمار الأوضاع الإقليمية لتعزيز نفوذ الجماعة محليًا.
وقال الحوثي إن ما وصفه بـ"العدوان الإسرائيلي الأميركي على إيران"، الذي جراء الإعداد له منذ عام وأكثر وفق تعبيره، انتهى بـ"فشل ذريع للعدو"، زاعمًا أن "إسرائيل عجزت عن تحقيق أي من أهدافها، ولم تتمكن من تدمير ما أرادت تدميره داخل الأراضي الإيرانية، كما لم تستطع التصدي لصواريخ وطائرات إيران المسيّرة". وأضاف أن "الهزيمة التي مُني بها العدو الإسرائيلي كبيرة جدًا، والانتصار الإيراني هو انتصار لكل المسلمين والعرب والقضية الفلسطينية" على حد وصفه.
ودعا الحوثي أنصاره إلى تنظيم "مسيرة مليونية" في ميدان السبعين وسط صنعاء، وساحات أخرى في المحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة، للاحتفال بهذا "الانتصار"، مؤكدًا أن "الشعب اليمني يجب أن يبارك لإيران هذا النصر العظيم"، على حد تعبيره. كما استغل المناسبة لتجديد التأكيد على "استمرار إغلاق البحر الأحمر أمام الملاحة الإسرائيلية"، رغم أن الهجمات الحوثية على السفن توقفت منذ مايو الماضي، بموجب تفاهمات غير معلنة مع أطراف دولية، من بينها الولايات المتحدة.
وتفاخر الحوثي بعدد العمليات التي نفذتها جماعته ضد أهداف إسرائيلية منذ منتصف شهر رمضان الماضي، مشيرًا إلى إطلاق 309 صواريخ وطائرات مسيّرة، بينها صواريخ فرط صوتية، واستهداف ما وصفه بـ"ميناء أم الرشراش" جنوبي إسرائيل. لكن مراقبين يرون أن الجماعة تواصل تضخيم إنجازاتها بشكل دعائي، لا سيما في ظل توقف الهجمات الفعلية وغياب أي نتائج ملموسة لتلك العمليات على أرض الواقع.
ورغم الادعاءات الحوثية حول استمرار إغلاق الملاحة في البحر الأحمر، تؤكد تقارير ملاحية دولية أن المنطقة تشهد انخفاضًا حادًا في الأنشطة العدائية البحرية منذ مايو الماضي، بعد وساطة عمانية ودولية قادت إلى تفاهمات مع الجانب الأميركي تهدف إلى تهدئة التصعيد وضمان حرية الملاحة في المضائق والممرات الاستراتيجية.
وفيما لم تُسجل أي هجمات جديدة على السفن منذ ذلك الحين، يستمر الحوثيون في الخطاب التعبوي والإعلامي بشأن "نصرة غزة ومحور المقاومة"، وسط غموض في مواقفهم العملية من التصعيد الذي شهدته المنطقة قبل أكثر من عشرة أيام، عندما ردت طهران على غارة إسرائيلية استهدفت قادتها في سوريا.
واختتم الحوثي خطابه بالإشادة بما سماها "الأنشطة الشعبية الداعمة لغزة"، من مسيرات ومظاهرات ووقفات قبلية وطلابية في مناطق سيطرة الجماعة، مدعيًا أن عدد تلك الأنشطة بلغ 1108 فعالية خلال الأسبوع الماضي، في محاولة لتعزيز ما يسميه "التعبئة العامة" وحشد التأييد المحلي لجماعته تحت لافتة "دعم فلسطين".
ويرى مراقبون أن الخطاب الحوثي يعكس استمرار رهانه على المحور الإيراني لتثبيت سلطته، وتعزيز نفوذه على حساب الشعب اليمني الذي يرزح تحت أزمات اقتصادية وإنسانية متفاقمة، في ظل استمرار الحرب، وتوظيف القضايا الإقليمية في إطار دعاية لا تنعكس إيجابًا على واقع المواطنين.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
إحاطة غروندبرغ أمام مجلس الأمن تُثير غضب مليشيا الحوثي
أثارت إحاطة المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، أمام جلسة مجلس الأمن الدولي المنعقدة أمس الثلاثاء حول اليمن، غضب مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
وقدم غروندبرغ إحاطة لمجلس الأمن، أدان فيها بشكل مباشر وغير مباشر سلوك مليشيا الحوثي خلال الفترة الماضية في الشقين العسكري والاقتصادي، والتصعيد في الهجمات على السفن بالبحر الأحمر.
وهاجمت المليشيا إحاطة غروندبرغ في بيان أصدرته وزارة الخارجية بحكومتها غير المعترف بها دولياً، زاعمة أن "الإحاطة لم تقدّم وصفًا دقيقًا ومحايدًا للواقع على الأرض"، وردت على أجزاء مما ورد فيها.
وتطرق المبعوث الأممي في إحاطته إلى التصعيد العسكري، متحدثًا عن ما وصفه بـ"الهجوم الكبير" الذي شهدته جبهة العلب في محافظة صعدة أواخر الشهر الماضي، وأسفر عن أعداد كبيرة من القتلى والجرحى من الجانبين، في إشارة إلى تصدي قوات الشرعية لهجوم شنته مليشيا الحوثي.
ورغم أنه لم يذكر صراحة أن مليشيا الحوثي هي الطرف المتسبب فيما حدث بجبهة علب، أشار غروندبرغ في حديثه عن الشق العسكري إلى قيام المليشيا بتعزيز مواقعها، بما في ذلك حول مدينة الحديدة، معلقاً بالقول: "هذه التطورات مثيرة للقلق وتبرز الحاجة إلى تهدئة فعّالة وحوار أمني بين الأطراف".
ورد البيان الحوثي بالزعم أن الأعمال الهجومية في الجبهات ليست سوى رد على "خروقات الشرعية"، وأن التعزيزات العسكرية في مناطق بالحديدة "إجراء طبيعي" في ظل ما وصفته بـ"استمرار تهديدات العدوان".
الموقف الأبرز الذي أثار غضب الحوثيين في إحاطة غروندبرغ كان إشادته بالخطوات الأخيرة التي قامت بها الحكومة اليمنية والبنك المركزي في عدن لمعالجة انخفاض قيمة العملة، وتعبيره عن أمله في أن "تشكل هذه الخطوات بداية لتعافٍ مستدام".
وفي المقابل، أدان غروندبرغ خطوة الحوثيين بسك وطباعة العملة مؤخراً، واصفاً إياها بأنها "قرارات أحادية وتصعيدية تهدد بتعميق الانقسامات بين مؤسسات الدولة وهياكلها، وتُسهم في تفكيكها بدلاً من توحيدها".
وأكد أن ما أقدمت عليه المليشيا هو "خطوات في الاتجاه الخاطئ"، وأنها "تفاقم تجزئة الريال اليمني وتعقّد المناقشات المستقبلية لتوحيد الاقتصاد اليمني ومؤسساته".
وردت المليشيا في بيانها بمحاولة تحميل الحكومة اليمنية مسؤولية تقسيم الاقتصاد اليمني، زاعمة أن السبب الحقيقي "يكمن في القرارات الأحادية التي اتخذها البنك المركزي في عدن"، ومبررة خطوة طباعة وسك العملات بأنها للحفاظ على استقرار العملة في مناطق سيطرتها.
كما طالب البيان الحوثي المبعوث الأممي بالتطرق إلى ما سماها "الإجراءات الأحادية" من قبل الحكومة، ومنها إصدار بطاقة شخصية جديدة، واصفاً إياها بأنها "خطوة تهدف إلى تكريس الانفصال السياسي وتقويض النسيج الوطني".
>> مليشيا الحوثي تستنجد بالمبعوث الأممي ضد البطاقة الذكية بالمناطق المحررة
وعاد المبعوث الأممي في إحاطته للإشارة إلى حادثة "ضبط شحنة كبيرة من الأسلحة ومعدات التكنولوجيا المتطورة قبالة ساحل اليمن على البحر الأحمر"، والتي تم ضبطها من قبل قوات المقاومة الوطنية، معتبراً أن ذلك "يؤكد مجدداً ضرورة تذكير جميع الدول الأعضاء بواجبها في الامتثال الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بحظر الأسلحة".
>> ضبط أكبر شحنة أسلحة للحوثي.. هلع طهران على آخر أوراقها بالمنطقة
ودعا غروندبرغ إلى حماية السلام في اليمن "من التورط المتزايد في دوامة الاضطرابات الإقليمية المستمرة نتيجة الحرب في غزة"، مشدداً على ضرورة "وقف الضربات ضد السفن المدنية في البحر الأحمر، ووقف الهجمات الصاروخية على إسرائيل والهجمات الإسرائيلية اللاحقة على اليمن"، مشيراً إلى ما خلفته الغارات الإسرائيلية من تدمير شبه كامل لمرافق موانئ الساحل الغربي لليمن.
ورغم تأكيده إمكانية "إيقاف هذا المسار"، استدرك قائلاً: "لكننا نشهد بدلاً من ذلك مزيداً من التصعيد"، لافتاً إلى إعلان الحوثيين أواخر يوليو الماضي توسيع نطاق السفن المستهدفة.
وفي ردها، رفضت المليشيا الحوثية ربط المبعوث الأممي بين التصعيد الذي تشنه في البحر الأحمر وعرقلة عملية السلام، وكررت مزاعمها بأنها "عمليات تضامنية مع الشعب الفلسطيني في غزة".
وطالب الحوثيون المبعوث الأممي ومجلس الأمن بـ"موقف أكثر حيادية وموضوعية"، مختتمين بيانهم بالتهديد السابق بإنهاء التعامل معه.
>> طارق صالح يكشف تفاصيل المخطط الإيراني لنشر الإرهاب عبر السواحل اليمنية من المهرة إلى حجة