المخدرات في أكياس الطحين.. الرصاص يسبق الخبز في قطاع غزة
تاريخ النشر: 27th, June 2025 GMT
في تصعيد خطير للأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي عن توثيق شهادات تشير إلى العثور على أقراص مخدرة داخل أكياس الطحين التي جرى توزيعها على المواطنين ضمن مساعدات يشرف عليها الجيش الإسرائيلي والحكومة الأميركية. اعلان
وبحسب إفادات حصلت عليها الجهات المختصة، تم رصد وجود مادة أوكسيكودون المخدرة في عدة شحنات طحين وصلت إلى مناطق مختلفة، ما أثار صدمة واسعة بين الأهالي ودفع السلطات المحلية إلى فتح تحقيق عاجل.
وأوضح المكتب الإعلامي أن هذه الواقعة تمثل جريمة ممنهجة تهدف، بحسب وصفه، إلى تقويض الصحة العامة في المجتمع الفلسطيني، والتأثير على بنيته الاجتماعية من الداخل، من خلال محاولة نشر الإدمان في بيئة تُعاني أصلًا من الفقر والنزوح والحصار.
وحمّلت الجهات الرسمية الفلسطينية الجيش الإسرائيلي كامل المسؤولية عن هذه "الجريمة الأخلاقية والإنسانية"، مؤكدة أن ما يحدث هو تجاوز خطير للحد الأدنى من القيم والمعايير الدولية في العمل الإغاثي.
العثور على مخدرات داخل أكياس الطحين التي دخلت إلى غزةوفي سياق متصل، دعت السلطات المحلية المواطنين إلى التعامل بحذر مع أي مساعدات غذائية تصل من مراكز الإمداد التي تعمل خارج إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعترف بها. كما طالبت بتفتيش كل شحنة بدقة والإبلاغ فورًا عن أي مواد مشبوهة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المساعدات تأتي باسم "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي آلية تم إطلاقها من قِبل الولايات المتحدة وإسرائيل منذ 27 مايو/أيار، بعيدًا عن التنسيق مع مؤسسات الأمم المتحدة، وذلك في محاولة لتقديم إمدادات محدودة جدًا من الغذاء والدواء.
وبحسب منظمات حقوقية وتقارير إعلامية، فإن هذه الآلية تعتمد على توزيع المساعدات في مناطق مفتوحة دون حماية، ما يُجبر الفلسطينيين الجوعى على التوافد إليها تحت خطر مباشر من الرصاص الحي.
وقد كشف تقرير لصحيفة هآرتس الإسرائيلية أن جنودًا وضباطًا في الجيش الإسرائيلي تلقوا أوامر مباشرة بإطلاق النار على المدنيين الفلسطينيين الذين يقتربون من مراكز توزيع المساعدات، حتى في حال عدم وجود أي تهديد أمني. وأكد الجنود في شهاداتهم أن غالبية الضحايا لم يكونوا مسلحين.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد أدى هذا النهج إلى قتل 549 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 4,000 آخرين منذ بدء تطبيق الخطة، معظمهم سقطوا في محيط مراكز التوزيع أو أثناء انتظارهم لوصول شاحنات الإغاثة.
Relatedالاونروا: آلية المساعدات في غزة "فخ موت" يهدد حياة المدنيينغزة.. شهادات ناجين من طوابير الموت أمام مراكز المساعدات في غزةغزة: قتلى وجرحى في قصف على مدرسة وسموتريتش يهدد: إما وقف المساعدات أومغادرة الحكومةوفي هذا السياق، وصف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليبي لازاريني، هذه الآلية بأنها "مهينة وخطيرة"، مشيرًا إلى أنها تتسبب بشكل مباشر في سقوط ضحايا مدنيين أبرياء.
أما الأمم المتحدة، فقد عبّرت عن قلقها الشديد إزاء ما وصفته بـ"المساعدة العسكرية الإنسانية الإسرائيلية"، مؤكدة أن هذه المنهجية تتناقض مع المعايير الدولية التي تنظّم توزيع المساعدات الإنسانية وتضمن سلامة المدنيين.
ومع استمرار تدهور الأوضاع، تتصاعد الدعوات الدولية لمساءلة الجهات المسؤولة عن هذه الانتهاكات، ووضع حد لاستخدام المساعدات كأداة ضغط عسكري أو سياسي على سكان غزة المحاصرين.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل إيران روسيا النزاع الإيراني الإسرائيلي البرنامج الايراني النووي دونالد ترامب إسرائيل إيران روسيا النزاع الإيراني الإسرائيلي البرنامج الايراني النووي ضحايا قطاع غزة المساعدات الإنسانية ـ إغاثة أمن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب إسرائيل إيران روسيا النزاع الإيراني الإسرائيلي البرنامج الايراني النووي أوكرانيا قطاع غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا غزة
إقرأ أيضاً:
مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة: يجب على إسرائيل فتح جميع المعابر فورا أمام المساعدات الإنسانية
طالب مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، دولة الاحتلال الإسرائيلي بفتح جميع المعابر فورا أمام المساعدات الإنسانية، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.
درت الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة بحوالي 70 مليار دولار، في عملية وصفتها بأنها "الأضخم في المنطقة منذ الحرب العالمية الثانية"، مشيرة إلى أن إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية خلال العامين الماضيين ستستغرق أكثر من عشر سنوات، وقد تمتد لعقود.
ووفق تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، فإن أكثر من 60% من الوحدات السكنية في القطاع قد دمرت أو تضررت بشكل بالغ، بينما تعرضت 92% من الطرق لأضرار جسيمة، مما أدى إلى شلل شبه كامل في البنية التحتية.