جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-27@03:55:32 GMT

الحُب المُقدَّس

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

الحُب المُقدَّس

 

زكريا الحسني

 

نحن نكتب ليس من أجل الكتابة؛ بل من أجل أن يرى العالم ما نراه من الروعة والجمال فما أجمل اللغة حينما أتاحت لنا التعبير من خلالها أجمل التعابير والأشكال من غير همس ونطق وكم هو رائع حينما تسطر أقلامنا أسمى المعاني وأرقى الصفات لنوصلها إليكم بأروع ما يكون.

 

‏الحب لا يكتب على الورق ﻷن الورق قد يمحوه الزمان ولا يُحفر على الحجر لأن الحجر قد ينكسر  الحب يوصم في القلب وهكذا يبقى إلى الأبد.

 

الحب ليس أشعاراً تحفظ أو كلمات تُردد الحب أسمى من ذلك بكثير فالحب عالم بأسره لا يعلم حدوده إلا الذي استشعره بصدق فالحب تضحية ومُعاناة وألم.

لا تحسبن الحب أسرى مشاعرٍ

كمحبة الإنسان للإنسان

الحب أسمى من جمال زائل

الحب للأرواح للأبدان

فنحن كائنات مشاعرية وتحكمنا هذه المشاعر وما أجملها حينما نعيشها واقعاً فالحب أسمى تعابير الشكر والامتنان. الحب احتواء وآمان وقوة تأثير فالحب أن تقول لذاتك أو الآخر كم أنا محظوظ بوجودك في حياتي جعلت من حياتي تحفة فنية رسمت  بأجمل تعابير البشر.

أدين بدين الحب أنّى توجهت ركائبه

فالحب ديني وإيماني، عيشوا اللحظات مع من تحبون وافرحوا لفرحهم واحزنوا لحزنهم فالفرح والحزن ليسا مشاعر آنية مجردة بقدر ما هما علو الإنسان.

الحب يهذب سلوكنا تجاه ذواتنا فضلًا عن الآخر؛ فالحب منبع سائر الفنون والإبداعات، الحب أعلى مراتب الوجدان والتجليات الإلهية يوقعها في قلب الإنسان.. من دون الحُب.. كُل المُوسيقى ضجيج.. كُل الرقص جُنون.. كُل العبادات عِبء.

جمال الحياة يكمن في قلوبنا، ولا ترى هذه القلوب النور، إلا من خلال الحب. ويقول مولانا جلال الدين الرومي "لا تكن بلا حب كي لا تشعر بأنك ميت.. مت في الحب وابقْ حيًا للأبد".

إذا تجردنا من الحب فقد تجردنا من إنسانيتنا سنبقى تائهين بلا عنوان ولا غاية ولا هدف. الحب في أصله طاهر ومقدس ولكن بسبب تطفل من لا يفقه فيه إلًا ولا ذمة أصبح في ألمٍ ووجع.

الحب في أصله مقدس وطاهر، ولكن فيما يمثلون باعتناقهم هذا الإحساس رفيع المستوى وراقي المعنى، فشارب الخمر يصحو بعد سكرته، ‏وشارب الحب طُول العمر سكران.

الحب عند سيدنا علي بن أبي طالب، حينما يُقبِّل يد زوجته وكان حديثهما في غاية التأدب وكانا لا يعطيان ظهورهما لبعضهما أثناء الحديث وهو ما ترجمه الإمام في شهادته بحبه لابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حينما قال: "والله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً لقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان.

وكان الفراق موجعًا لسيدنا وإمامنا علي بن أبي طالب، فقد غلب الحزن والألم في فراق محبوبته ولعل أهم ما كتبه كان عند قبرها فقال:

ما لي وقفتُ على قبورِ مُسلِّمًا // قبرَ الحبيب فلمْ يرُدّ جوابي

أحبيبُ ! ما لك لا تردُّ جوابنا // أنسيتَ بعدي خُلَّةَ الأحباب

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هل يمضي الزمن في خط مستقيم أم دائرة مغلقة؟

هل الزمن حقيقة نعيشها، أم بناء ذهني نستخدمه كأداة مفروضة لتنظيم حياتنا وفهم وجودنا، ولكن في جوهره لا يمتلك وجودا وكيانا واضحا. بالرغم من أن التصنيف الزمني الذي أوجد وحدات بتعريفات واضحة ومحددة (مثل ساعات، وأيام، وأسابيع، وأشهر، وسنوات) قد أقام حياة الإنسان، فجعله يُتقن تحديد مواعيد الزراعة والحصاد، وتنظيم الأعياد والطقوس الدينية، وتنسيق الأنشطة التجارية.

كما أن التقسيم الزمني ساعد في تطوير العلوم، مثل الفلك والرياضيات. ونُدين بذلك إلى المصريين القدامى، فمنهم بدأت الحكاية. عندما لاحظ المصريون القدماء بسبب ارتباطهم العميق بدورة النيل، أن القمر يكمل حوالي 12 دورة خلال ما نعتبره «سنة»، لكنهم لم يتوقفوا عند القمر فقط، بل راقبوا نجم الشعرى اليمانية وعلاقته بفيضان النيل. فاستنتجوا أن السنة الشمسية أطول من 12 دورة قمرية، فاعتمدوا تقويما شمسيا من 365 يوما، وقسموه إلى 12 شهرا، كل شهر 30 يوما، وأضافوا 5 أيام كأيام أعياد خارج التقويم.

في حين أن الرومان في البداية كانوا يستخدمون تقويما قمريا من 10 أشهر فقط، وكانت السنة تبدأ في مارس وتنتهي في ديسمبر. (من هنا جاء اسم ديسمبر أو decem بمعنى عشرة باللاتينية). ثم جاء يوليوس قيصر في القرن الأول قبل الميلاد، وقرر إصلاح هذا العبث. فأمر بتعديل التقويم، وأنشأ التقويم اليولياني (أساس التقويم الميلادي الحالي)، وهو تقويم شمسي يتكون من 12 شهرا. عندما أضاف إليه شهرين هما يناير وفبراير. ثم قسم المصريون القدماء اليوم إلى 24 ساعة. فأصبح نصيب النهار من الزمن هو 12 ساعة بناء على حركة الشمس، والليل قُسّم إلى 12 ساعة باستخدام النجوم العشرينية. وبذلك، وُلد مفهوم اليوم المكون من 24 ساعة، رغم أن طول الساعة كان يتغير حسب الموسم.

يقول الإمام الشافعي عن الزمن: «إذا ما مضى يوم ولم أصطنع يدا ولم أقتبس علما فما ذاك من عمري فهذا اليوم الذي لم أجد فيه قربا من الله، ولم أصنع يدا أو معروفا، ولم أكتسب فيه علما جديدا، فلا يحتسب ذلك اليوم من عمري». ويقول بورخيس في كتاب التفنيد الجديد للزمن: «الزمن هو المادة التي خُلقتُ منها. الزمن نهرٌ يجرفني، وأنا النهر؛ هو نمرٌ يُدمرني، وأنا النمر؛ هو نارٌ تلتهمني، وأنا النار». يبدو أن الزمن هو تجربة الإنسان للحظة. شيء غير مرئي ولكنه يسكننا ونسكنه. لأنه فينا وقبلتنا أينما توجّهنا. منه نبتنا ومعه نتماهى، حتى نقف عند نقطة لا نختلف فيها أبدا وعندها المنتهى. وكما قال أوجسطين «الزمن هو شيء نولد منه».

أستخلص من هذا كله، بأن الزمن هو تفاعل مستمر بين الإنسان والأدوات الكونية. يجعلنا نركن إلى أن نعيش في إطاره المنظم كدائرة لا تعترف بالزوايا. ولو لم يكن هناك سطوة زمنية، لأصبح العيش فوق هذه الأرض عبثيّا بشكل مطلق.

مقالات مشابهة

  • الأوركسترا الروسية الصينية تفاجئ زاخاروفا بأغنية مستوحاة من قصائدها
  • البابا تواضروس يُطلق سلسلة حكايات الشجرة المغروسة في اجتماع الأربعاء بالإسكندرية
  • حقوق الإنسان بالبصرة تطالب بإعلان حالة الطوارئ: نواجه كارثة مائية
  • حفل زفاف بمليارات الدولارات.. جيف بيزوس يحجز مدينة الحب
  • الحب في زمن التوباكو (14)
  • خطر يُهدد وظيفتك!
  • سياحة الأماكن الخطرة.. حينما تكون المجازفة غاية السفر
  • هل يمضي الزمن في خط مستقيم أم دائرة مغلقة؟
  • البندقية تُخفي السرّ الأكبر..تفاصيل خطط زفاف جيف بيزوس في مدينة الحب العائمة
  • عاجل- مدبولي يهنئ الرئيس السيسي بحلول العام الهجري الجديد: نعاهدكم على مواصلة البناء وتحقيق تطلعات شعب مصر