تعرّف على مستعمرة أليكسي نافالني الجزائية: "الذئب القطبي" حيث يخيم الظلام والتعذيب الوحشي والصقيع
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
أمضى أليكسي نافالني أيامه الأخيرة في مستعمرة جزائية "جهنمية" داخل الدائرة القطبية الشمالية، هذا ما نعرفه عن هذه المؤسسة الأمنية المشددة التي تم إنشاؤها في عهد ستالين، خلال عصر معسكرات الاعتقال.
توفي زعيم المعارضة أثناء قضائه عقوبة السجن لمدة 19 عاماً في منشأة FKU IK-3، المعروفة باسم "بولار وولف"، والتي تضم أكثر من 1000 من أسوأ المجرمين في البلاد، إلى جانب حفنة من السجناء السياسيين الذين تجرؤوا على تحدي نظام فلاديمر بوتين.
تنخفض درجات الحرارة إلى 22 درجة مئوية تحت الصفر، ولا تُسمع في دهاليز السجن سوى أقدام العساكر وهي تطأ الثلج.
يشتهر "بولار وولف" بظروف الاحتجاز القاسية، وعادةً ما يكون هذا النوع من المؤسسات مخصصاً للسجناء المحكوم عليهم بالمؤبد، ناهيك عمّا يتم تداوله من معاملة وحشية للسجناء.
في رسالة ساخرة نُشرت في 26 ديسمبر/كانون الأول 2023 على مواقع التواصل الاجتماعي، قدم أليكسي نافالني أخبارا "مطمئنة" لمؤيديه. وقال بتهكم : هناك كلاب حراسة ضخمة ذات فرو سميك وجميل جدا".
تم بناء السجن في مدينة خارب الواقعة في مقاطعة يامالو-نينتسيا، على بعد أكثر من 3000 كيلومتر من موسكو. يبلغ عدد سكان هذه المنطقة النائية في شمال روسيا حوالي 5000 نسمة وتُعرف بالعديد من المستعمرات العقابية، إنها منطقة متجمدة ومعزولة، معروفة بظروف الاحتجاز الأقسى في العالم.
وصف سجناء سابقون كيف تم تصميم هذه المستعمرة الجزائية، لجعل السجناء يشعرون بـ"اليأس التام" ولسحق أي "روح متمردة". ويمكن للمنشأة الواقعة في خارب، وهي جزء من دائرة السجون الفيدرالية الروسية، أن تستوعب ما يصل إلى 1085 شخصًا.
في بعض الأيام لا يبق ضوء النهار سوى ساعتين يومياً، قبل أن يغرق كل شيء في الظلام، ويُقال الكثير عن هذه المؤسسة التي تخضع لنظام صارم، ويراقبها رجال مسلحون وكلاب، لكن الطبيعة القاسية تظل أفضل حارس للمكان، فمن جهة ثمة مئات الكيلومترات من الطبيعة القاحلة ومن الجانب الآخر جبال الأورال القطبية.
وسبق لمحامي نافالني، أن قال إن الحراس في المستعمرة الجزائية حاولوا "تدمير صحة نافالني بكل القوى والوسائل"، حيث فقد 7 كيلوغرامات من وزنه وأُصيب بمرض تنفسي فيروسي حاد غير معروف أثناء وجوده في زنزانة العقاب "في حفرة الجحيم".
وتم بناء هذا السجن المعزول في عام 1961، كجزء مما كان يعرف في السابق بنظام معسكرات العمل القسري السوفيتية.
وفي "بولار وولف" يرن المنبه ليوقظ السجناء في الساعة الخامسة صباحاً، ويمشون وأيديهم خلف ظهورهم، بعد ذلك يقضي المعتقلون يومهم في مصنع للأخشاب أو لخياطة الملابس.
وذكر نافالني ساخراً مشهدًا في فيلم "العائد" لعام 2015، حيث يختبئ ليوناردو دي كابريو في جثة حصان، وقال: "لا أعتقد أن هذا كان سينجح هنا الحصان الميت سيتجمد خلال 15 دقيقة، نحن بحاجة إلى فيل هنا".
ذكر سجناء سابقون أنه يقال إن الحبس الانفرادي الذي يُعاقب فيه السجناء، صغير الحجم، ولا يوجد فيه سوى ثقب في الأرض مخصص للمرحاض.
شاهد: مجهولون يدمرون نصبًا تذكاريًا لأليكسي نافالني في سان بطرسبرغشاهد: اعتقال العشرات في سانت بطرسبورغ خلال مشاركتهم في تجمعات لتكريم نافالنيأبرز ردود الفعل العالمية على وفاة ألكسي نافالني.. أشهر معارضي بوتين في سجنه في روسياوقالوا إن من أساليب التعذيب المعروفة، أن يُجبر السجناء على الوقوف في طوابير في الخارج، في ذروة الشتاء لمدة تزيد على أربعين دقيقة، مرتدين ملابس خفيفة، وإذا قام شخص واحد بالتحرك أو فرك يديه للحصول على بعض الدفء، يتم غمر المجموعة بأكملها بالماء البارد.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "الطريق هو فلسطين".. جمعيات خيرية تركية تحضر لإطلاق أسطول من سفن المساعدات إلى غزة شاهد: مظاهرات في جباليا للمطالبة بدخول المساعدات إلى قطاع غزة نساء ريفيات ينضممن إلى احتجاجات المزارعين على الحدود بين بولندا وأوكرانيا حكم السجن روسيا موسكو أليكسي نافالني معارضة تعذيبالمصدر: euronews
كلمات دلالية: حكم السجن روسيا موسكو أليكسي نافالني معارضة تعذيب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة فلاديمير بوتين قطاع غزة طوفان الأقصى حركة حماس أليكسي نافالني الحرب في أوكرانيا رفح معبر رفح روسيا تركيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة فلاديمير بوتين قطاع غزة طوفان الأقصى حركة حماس ألیکسی نافالنی یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
اليونيسف: انتشار الكوليرا في الخرطوم يعرض أكثر من مليون طفل للخطر
اليونيسف نبهت إلى ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا في الخرطوم من 90 حالة يومياً إلى 815 حالة يومياً في الفترة بين 15 و25 مايو الحالي.
بورتسودان: التغيير
حذرت منظمة اليونيسف، من أن أكثر من مليون طفل معرضون للخطر مع انتشار الكوليرا في ولاية الخرطوم بالسودان، حيث يعيشون في المناطق المتضررة.
وأشارت إلى أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 7700 حالة إصابة بالكوليرا- بما في ذلك أكثر من 1000 حالة في أطفال دون سن الخامسة- و185 حالة وفاة مرتبطة بالمرض في الخرطوم منذ يناير 2025، وفقاً للسلطات الصحية.
وأوضحت المنظمة أنها وشركاؤها يعملون بالتعاون مع وزارة الصحة الاتحادية للحد من انتشار هذا المرض القاتل وإنقاذ الأرواح.
مسابقة الزمنوقال ممثل اليونيسف في السودان شيلدون يت في بيان صحفي الأربعاء: “نحن نُسابق الزمن مع شركائنا لتوفير الرعاية الصحية الأساسية، والمياه النظيفة، والتغذية الجيدة، وغيرها من الخدمات المنقذة للحياة للأطفال الذين يُعتبرون من بين الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض القاتلة وسوء التغذية الحاد الوخيم”.
وأضاف: “فكل يوم يمر، يتعرّض المزيد من الأطفال لهذا الخطر المزدوج، لكن كلاهما- الكوليرا وسوء التغذية- يمكن الوقاية منهما وعلاجهما إذا تمكنا من الوصول إلى الأطفال في الوقت المناسب.”
وذكر بيان المنظمة أنه منذ بداية النزاع، اضطر أكثر من 3 ملايين شخص إلى الفرار من منازلهم في ولاية الخرطوم، وتضررت حياة الملايين.
وقال: “مع تحسن إمكانية الوصول إلى أجزاء واسعة من الولاية، عاد أكثر من 34.000 شخص إلى ولاية الخرطوم منذ بداية عام 2025. ويعود معظمهم إلى منازل مدمّرة في مناطق تفتقر إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك المياه والصرف الصحي، والتي تُعدّ ضرورية للوقاية من الأمراض. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون طفل يعيشون في المناطق المتضررة في جميع أنحاء ولاية الخرطوم”.
وأضاف أن الهجمات المتكررة على محطات الطاقة في الخرطوم خلال الشهر الماضي تسببت في انقطاع التيار الكهربائي وزيادة حدة نقص المياه، مما أثّر بشكل كبير على إمكانية الوصول إلى المياه الآمنة والنظيفة.
وتابع بأن العديد من الأسر اضطرت إلى جمع المياه من مصادر غير آمنة وملوّثة، مما زاد من خطر الإصابة بالكوليرا وغيرها من الأمراض المنقولة بالمياه، لا سيما في الأحياء المكتظة ومواقع النزوح.
وأشارت المنظمة إلى ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا بشكل كبير من 90 حالة يومياً إلى 815 حالة يومياً في الفترة بين 15 و25 مايو- أي بزيادة تسعة أضعاف خلال عشرة أيام فقط.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه اثنتان من محليات الولاية- جبل أولياء والخرطوم- خطر المجاعة، وتمثلان 33% من إجمالي 307.000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في الولاية.
ويُقدّر أن 26.500 من هؤلاء الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهو أخطر أشكال سوء التغذية.
وبالنسبة للأطفال الذين أضعفهم نقص الغذاء، يمكن أن تكون الكوليرا أو أي سبب آخر للإسهال الحاد مميتاً إذا لم يُعالج على الفور.
استجابة متعددةوأعلنت اليونيسف أنها تنفذ استجابة متعددة الأوجه للكوليرا في ولاية الخرطوم، تستهدف المجتمعات المعرضة للخطر وتدعم البنية التحتية الحيوية للمياه، بما في ذلك توفير المواد الكيميائية لمعالجة المياه (البوليمر والكلور) ومولّد كهربائي بقوة 1000 كيلوفولت أمبير لضمان استمرار تشغيل محطة معالجة مياه المنارة التي تخدم أكثر من مليون شخص في كرري وأم درمان القديمة.
وقالت إنها وشركاؤها يقومون بتوزيع مواد معالجة المياه المنزلية للحد من انتقال العدوى في المجتمع، ونشر أجهزة تعقيم المياه في نقاط توزيع المياه لتوفير مياه شرب آمنة، بالإضافة إلى تعبئة فرق الاستجابة السريعة لدعم كلورة المياه وتنفيذ أنشطة التعقيم.
وتعمل اليونيسف أيضاً على إشراك المجتمعات المحلية، من خلال الحوارات ووسائل التواصل الاجتماعي، لنشر رسائل توعوية حول أسباب وأعراض وطرق الوقاية من الكوليرا.
وأشارت المنظمة إلى أنها سلّمت حتى الآن هذا العام، أكثر من 1.6 مليون جرعة من لقاح الكوليرا الفموي إلى السودان وتدعم حملات التطعيم في المناطق المتأثرة. كما وفّرت مجموعات علاج الكوليرا وتدعم نشر العاملين في الخطوط الأمامية في مراكز علاج الكوليرا لتعزيز الاستجابة.
وتقوم اليونيسف أيضاً بتدريب موظفي الصحة العامة على الوقاية من العدوى والسيطرة عليها، وتدريب أفراد من المجتمعات المحلية على رصد الوضع ميدانياً.
وأكدت اليونيسف مواصلة دعم تقديم خدمات التغذية المنقذة للحياة من خلال 105 برامج لإدارة المرضى الخارجيين في المرافق الصحية و4 مراكز استقرار في ولاية الخرطوم.
وتحتاج اليونيسف بشكل عاجل إلى 3.2 مليون دولار أمريكي إضافية لتمويل استجابة طارئة للكوليرا في ولاية الخرطوم، في مجالات الصحة، والمياه، والنظافة، والصرف الصحي، وتغيير الاجتماعي والسلوكي، للحد من انتشار المرض ومنع فقدان الأرواح.
الوسومأم درمان السودان الكوليرا النزاع اليونيسف جبل أولياء كرري محطة مياه المنارة ولاية الخرطوم