???? إتصال رأس جسر بالمهندسين .. ماذا يعني وماذا بعد؟
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
عند إندلاع الحرب صبيحة 15 ابريل إستفادت مليشيا الجنجويد من التفوق العددي الهائل في إحداث زخم هجومي متزامن على كافة المناطق و القواعد العسكرية للقوات المسلحة و إحداث نصر سريع لكن الخطة لبساطتها الشديدة و همجيتها لم يكتب لها سوى نجاح محدود جداً و بعد نجاح القوات المسلحة في إمتصاص الهجوم في 48-72 ساعة الأولى من الحرب تحولت المليشيا لتكتيك مغاير و هو الإنتشار و التمدد و إحتلال أحياء مدن العاصمة الثلاث و تطويق كل المناطق العسكرية عبر الأحياء المحيطة بقوات كثيفة لإبقائها في حالة دفاعية و جرها لحرب عصابات يعقبها هجمات تنطلق من الأحياء المحيطة تستمر 3-5 أيام و الأهم طبعاً في الخطة أن التمدد في الأحياء المحيطة يدخل المناطق العسكرية للقوات المسلحة في حصار و يقطع خطوط إمدادها و خطوط اتصال المناطق العسكرية ببعضها البعض.
دخلت القوات المسلحة حرب إستنزاف بطيئة للدفاع عن قواعدها العسكرية في ظروف حرب مدن بالغة في التعقيد فالقواعد في حالة تأهب دفاعي مستمر بدون انقطاع لصد هجمات لا تتوقف لقوات قوامها يقارب 100 ألف فرد مقاتل و في نفس الوقت تمدد المليشيا يقطع معظم خطوط اتصال القواعد ببعضها (الإشارة/الكدرو/حطاب/العيلفون) (القيادة/المدرعات/جبل أولياء) (المهندسين/وادي سيدنا كرري) و الخطوط التي تتصل بها القواعد ببعضها البعض إما مؤقتة أو ذات عرض مساحة سيطرة ضيقة مما يجعلها عرضة للكمائن و يعقد و يحد أي قدرة للقوات المسلحة على المناورة.
محصلة هذا الوضع الصعب و المقعد ان القواعد العسكرية من الصعب عليها الإنتقال من المربع الدفاعي عن القاعدة الذي في طبيعته عبارة عن حرب مدن أساسها الكر و الفر و الكمائن و الهجمات الخاطفة المتبادلة على مناطق تمركز العدو في الأحياء المحيطة للقاعدة و الإنتقال الى مربع الهجوم الكلي لتحرير و السيطرة على الأرض و هذا الإنتقال لم تنجح فيه إلا منطقة وادي سيدنا-كرري العسكرية فكما شرحت من قبل هذه المنطقة هي رمح القوات المسلحة تحمل نخبة قواتها القتالية من القوات المحمولة جواً بكل قواتها الخاصة و قوات هيئة العمليات و هي أكثر القوات قدرة على خوض حرب المدن فنجحت في كسر القوة و القدرة الهجومية للعدو في كافة المناطق المحيطة و التحول لحالة هجومية لكسر العدو المدافع عن الأحياء و التمدد بصورة مستمرة مع السيطرة على الأرض في نهاية الأمر و هو جهد جبار و مذهل استلزم إبقاء هذه القوة مع المستنفرين هناك في حالة قتالية و هجومية مستمرة لشهور دون أدنى توقف في مساحة حرب مدن شرسة عرضها يفوق 10 كيلومتر فنجحت هذه القوات في السيطرة و تحرير اغلب مساحة امدرمان.
???? الخطوط الزرقاء المساحة التقريبية التي سيطرت عليها قوات وادي سيدنا-كرري العسكرية حتى الأن.
نجاح وادي سيدنا في ربط رأس جسر مع المهندسين لا يعني فقط تأمين إرسال الإمداد و الذخيرة للمهندسين بل الأمر يفوق ذلك لأمر مهم للغاية و هو انتقال سريع للمهندسين من الوضع الدفاعي و تحولها لكونها رأس الحربة الهجومية مستقبلاً كإمتداد من وادي سيدنا للضغط و دفع العدو في غرب أمدرمان ما تبقى من أمبدات و دار السلام و الأهم طبعاً دفع العدو جنوب امدرمان من الفتيحاب وصولاً إلى الصالحة و إكمال السيطرة على امدرمان كمرحلة ثانية و الثالثة ستكون التحول إتجاه الخرطوم للوصول للقيادة العامة و المدرعات و سلاح الإشارة في بحري باقي المناطق لتنتقل كل منطقة من حالتها الدفاعية المستميتة إلى وضع هجومي كامل للسيطرة على الأرض.
???? الأسهم الخضراء المساحات التي ستدفع فيها وادي سيدنا و المهندسين قوات العدو.
قبل ذلك هناك أيضاً أمر مهم للغاية بإتصال رأس الجسر بالمهندسين و هو ان هذا الإتصال قطع خط امداد عن ما تبقى من جيوب العدو المتخندقة في أحياء امدرمان القديمة بما فيها منطقة الإذاعة و حصار هذه القوة حصار خانق لا مفر منه البتة فوادي سيدنا و المهندسين أمامي و البحر خلفي (حرفياً) فيكفي إبقاء هذه القوة في حالة حصار و الإكتفاء بإشغالهم بقوات إلهاء صغيرة و دفع الجهود اتجاه جنوب و غرب امدرمان بعد توسيع عرض رأس جسر الإتصال مع المهندسين لعدة كيلومترات بعدها لا يوجد أي أمل لإنقاذ هذه القوة المحاصرة في امدرمان القديمة من الهلاك المحتوم.
???? الخطوط الحمراء المساحة التقريبية لجيوب ما تبقى من مليشيا آل دقلو في امدرمان القديمة.
إكتمال ربط رأس الجسر مع المهندسين يعني أن القوات المسلحة أنجزت أغلب مهمة تحرير أمدرمان و هو الأمر الكبير و التحول الكبير و المهم الذي ظللنا نبشر به من فترة و هو حدث رئيسي بإذن الله سيستمر بعده مسار تحرير الخرطوم بمتوالية أسرع فإكتمال ربط القواعد يعني قطع أوصال العدو.
القوات المسلحة تدير معركتها و هي تخاطر يومياً بأرواح عشرات الألوف من جنودها كل هجوم كل اشتباك حياة خيرة أبناء الوطن على المحك و لك ان تتذكر فقط نوع الأشخاص الذين استشهدوا حتى اللحظة فلا مجال لإستعجال النتائج و لا مجال لإتباع أفكار هجوم عبثية مصدرها الفيسبوك.
نصر من الله و فتح قريب
صالح عبد الرحمن
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: القوات المسلحة وادی سیدنا هذه القوة فی حالة
إقرأ أيضاً:
تحرير الخرطوم.. هل اقتربت نهاية الميليشيات؟.. باحث يوضح
قال الباحث والخبير في العلاقات الدولية، ياسين الحمد، إن الجيش السوداني أعلن مؤخرًا عن اكتمال استعادة ولاية الخرطوم وتطهيرها من أي وجود لعناصر قوات الدعم السريع في أعقاب سيطرته على القصر الجمهوري بالعاصمة أواخر مارس الماضي، مضيفا أنه جاء في بيان مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية أن قوات الجيش بكل مكوناتها تواصل أداء واجبها في قتال قوات الدعم السريع وأعوانها وداعميها من قوى الشر المحلية والإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن الجيش يحقق الانتصارات يوما بعد الآخر.
استعادة الخرطوم.. والجيش يعلن تطهير العاصمة بالكامل
وأضاف الحمد، أن القوات المسلحة والقوات الحليفة لها تتقدم بخطى ثابتة في ولاية كردفان محققة انتصارات بعد فترة طويلة من الانتكاسات وخسارة بعض الولايات والمدن الاستراتيجية لصالح قوات الدعم السريع، التي كانت تسيطر على العاصمة منذ الأيام الأولى للحرب، بل وتقدمت نحو شرق البلاد قبل تنفيذ الجيش لعدة هجمات ناجحة ساهمت في قلب المعطيات واستعادة المبادرة.
تقدم نحو كردفان ودارفور.. وقلب موازين المعركة
وتابع الحمد، أنه خلال لقاء مع الفريق أول بخيت سليمان كوكو بخيت، قائد أول الجبهة الأولى للضباط الميدانيين في الجيش الشعبي والحركة الشعبية لتحرير السودان - جناح مالك عقار، أكد على اقتراب التحرير الكامل وعودة سيادة الدولة على جميع ولايات السودان، حيث قال: "كل القوات سوف تتجه إلى تحرير مدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان ثم غربا لتحرير كل مدن دارفور مثل الضعين ونيالا وزالنجي وكبكابية والجنينة والفاشر وسوف تكون مدينة الفاشر مركزا للعمليات العسكرية الحربية الاستراتيجية في دارفور".
جدول زمني لعودة الحكومة إلى الخرطوم
وأكمل الحمد: "الفريق بخيت قدّر الفترة اللازمة لعودة الحكومة السودانية إلى مقراتها في الخرطوم بقرابة الشهرين، وذكر أيضا أن القوات المسلحة والقوات المشتركة وقوات المقاومة الشعبية المسلحة الآن تم حشدها في دارفور للهجوم على المدن المحتلة وتحريرها بالكامل بالعمليات العسكرية الحربية الاستراتيجية العليا.. معلقا على الأوضاع في الفاشر الإستراتيجية في ظل الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة منذ مدة طويلة، أكد الفريق أول أن الدعم الأجنبي لميليشيا الدعم السريع القادم من كل من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وإحدى بعض الدول العربية بالمال والسلاح النوعي، هو الذي أطال أمد الحرب لأكثر من عامين".
حصار الفاشر ودعم خارجي للميليشيات
واستطرد الحمد: "الفريق بخيت أشار إلى أن المهنية والخبرة العسكرية وفن الحرب والتكتيك القتالي الاستراتيجي العالي للجيش السوداني تغلب على كل هذه التحديات بكفاءة قتالية متمرسة منقطعة النظير.. وأنه فيما يخص الهجمات بالمسيرات التي تعرضت لها بورتسودان مؤخرا، قال تعرضت مدينة بورتسودان مؤخرًا لهجمات بطائرات مسيرة، بمشاركة دول مثل أمريكا وإسرائيل وأوكرانيا وإحدى بعض الدول العربية، حيث استخدمت طائرات متطورة، ويبدو أن هذه الميليشيات حصلت على دعم خارجي وتقنيات لم تكن تملكها سابقًا، وهذا يشير إلى وجود تدريب متخصص".
ونوّه إلى أن الأهداف من الهجمات شملت تدمير منشآت استراتيجية مثل المطار والميناء وخزانات الوقود والمياه، وقطع طرق الإمداد العسكري والمدني، بهدف السيطرة على المدينة والقضاء على الحكومة السيادية، مؤكدا على أن التدخل الخارجي والهجمات النوعية مثل التي حدثت في بورتسودان ليست بجديدة، حيث تعرضت عدة مناطق طوال الشهور الماضية إلى هجمات، منها سد مروي وعطبرة وأمدرمان وكسلا وكوستي وكنانة، وهذا ما أثار الشكوك حول تواجد المرتزقة والخبراء الأجانب ضمن صفوف الدعم السريع.
وأكد الحمد أن الفريق أول بخيت أرجع سبب تعدد الهجمات الأخيرة إلى الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة، وإلى مؤامرة عالمية، بدعم من خبراء أوكرانيين وكولومبيين وبعض إحدى الدول العربية، حيث قال: "كان هناك كميات كبيرة من الأسلحة، خصوصًا الأمريكية، هذا يعني أن هناك هجمات متعددة من دول مختلفة دعمت الميليشيات".
وأشار إلى أن الفريق أول بخيت سليمان علق على فرص استئناف المفاوضات مع "الدعم السريع" نافيًا وجود أي بوادر للعودة إلى طاولة المفاوضات في الوقت الحالي، واتهم الميليشيات بإفشال جميع الاتفاقيات السابقة، حيث أكد أنهم اخترقوا بنود اتفاقية جدة رغم صدق القوات المسلحة في التنفيذ، وبأنهم قاموا كذلك باستغلال الهدن التي تم التوقيع عليها في جدة وأدخلت السلاح عبر سبل غير شرعية وأبدعت في فنون الجريمة المنظمة.
أما بخصوص الكيانات السياسية السودانية، والمبادرات التي تقدمها لوقف الحرب، وجه بخيت لها انتقادات شديدة اللهجة، وأكد أن " تنسيقية صمود ومن قبلها تقدم وقوى الحرية والتغيير، كلها واجهات للميليشيات وللقوى الأجنبية ولا علاقة لها بالشعب السوداني، وهي غير واثقة في نفسها حتى، والدليل على ذلك تعدد الأسماء لكي تجد موطئ قدم، ولكننا ضيقنا عليهم الخناق وقد نبذهم الشعب بأكمله.
وأكد أن الفريق بخيت أشار إلى أننا لا ننظر إلى تنسيقية صمود بقيادة عبد الله حمدوك كقوة سياسية مستقلة تمثل مصالح الشعب السوداني، بل هي قوة مبتذلة لا رؤية لها تعمل بمصالحها الشخصية وتحمل أوراقًا ثبوتية أجنبية تعمل لصالح دولها، وبالتالي هي قوة صفرية لا تأثير لها في الأوساط السودانية وستفشل في تنفيذ مصالحها لأنها تخدم مشروعًا مستوردا دفعت فيه أمريكا وإحدى بعض الدول العربية مليارات الدولارات من أجل تأسيس دولة ترضي طموح الأمريكان والغرب.