شبكة انباء العراق:
2025-05-18@19:00:19 GMT

عثرات البغل العنيد

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

بعد الفشل الذريع وغير المسبوق الذي منيت به حكومة البغل نتنياهو على المستويين العسكري والسياسي، والسقوط المدوي لكيان الابتذال بالضربة القاضية، لم يعد في القوس منزع، ولا مفر من تغيير السلطة الحاكمة في تل أبيب على الصعيدين السياسي والتنفيذي. فقد اعلن قادة الجيش والشاباك أنهم على أتم الاستعداد لتحمل المسؤوليات التقصيرية الكاملة عن الكبوات والعثرات المتلاحقة، ومن المرجح أن ينهوا مهامهم بمبادرة منهم بمجرد انتهاء الحرب المعلنة على غزة.

في حين ظل نتنياهو يتملص ويتهرب من مسؤولياته، ويواصل التسويف والمماطلة، رافضاً تحمله مسؤولية الفشل والاندحار. فأصبحت لدى المعارضة حزمة من الاسباب للتخلص منه وتغيير طاقم حكومته. لكن هذا التغيير المرتقب يتعذر تحقيقه في المرحلة الراهنة وفي ظروف الحرب، ويتعين على المعارضين التريث حتى تضع الحرب أوزارها، فاضحى التغيير من الخيارات المستبعدة في هذه المرحلة التي يصر فيها البغل على مواصلة حملات الابادة الجماعية ضد المدنيين من دون اهتمام لمواقف الشعوب والامم المعارضة للتطهير العرقي. فهل تصمد هذه العوامل والذرائع تحت وطأة الخسائر الفادحة والمتلاحقة ؟. .
هناك من يرى ان خطوات التغيير يمكن تفعيلها حتى في أصعب الظروف، وحتى لو كانت اسرائيل في اوضاع حربية قاهرة، فقد سبق لبريطانيا ان اضطرت لتغيير قياداتها في زمن الحرب، وعلى وجه التحديد في عام 1916، خلال الحرب العالمية الأولى، عندما حل ديفيد لويد جورج، وزير الحربية آنذاك، محل رئيس الوزراء هنري أسكويث. وتكررت هذه الحالة عام 1940، في بداية الحرب العالمية الثانية، عندما استبدلوا رئيس الوزراء نيفيل تشامبرلين، وحل محله ونستون تشرشل، وذلك بعد فشل محاولات تشامبرلين لتشكيل حكومة وحدة مع الأحزاب الأخرى. .
من هنا يفكر معظم اليهود في إسرائيل بوجوب التغيير بعد ان فقدوا الأمل في النجاة من الطوفان، وفقدوا ثقتهم في نتنياهو وحكومته، فقد أكدت استطلاعات الرأي على انخفاض مؤشرات الدعم الذي كان يحظى به نتنياهو، فلو أجريت الانتخابات اليوم، لما حصل الائتلاف الحالي على أكثر من 30 مقعداً في الكنيست، في حين كانت أحزاب المعارضة قد فازت بأكثر من 70 مقعداً. أي أن الحكومة لم تعد تتمتع بثقة الشعب، وهذا ما عكسه نبض الشارع من خلال المظاهرة الجماهيرية المنددة بحكومة تل أبيب التي يقودها نتنياهو المدعوم بقوة من حكومة بايدن. وسوف يكون مصيرة في مزابل التاريخ إن عاجلا أو آجلاً. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

هل صفع ترامب نتنياهو أم زوبعة مصالح؟

هذه التوترات، التي حاولت الجزيرة نت كشف حقيقتها وأبعادها عبر مراسليها ومحللين، تُنذر بتحول جذري في طبيعة العلاقات الأميركية-الإسرائيلية.

وبدأت القصة تتكشف عندما استبقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) زيارة ترامب الخليجية بالإفراج عن الأسير الإسرائيلي-الأميركي عيدان ألكسندر، وأكدت الحركة أن الإفراج جاء نتيجة مفاوضات مباشرة مع واشنطن، وهو ما اعتبره ترامب مبادرة حُسن نية.

لكن هذا الإفراج أثار موجة انتقادات حادة في إسرائيل ضد نتنياهو، إذ قالت صحف إسرائيلية إن تل أبيب تعرضت لـ"إهانة موجعة" من الرئيس الأميركي، لأنه أجرى مفاوضات مباشرة مع حماس من وراء ظهر نتنياهو.

واعتبر محللون إسرائيليون أن الأمر يحمل دلالات سياسية عميقة وتساؤلات عدة حول مستقبل التنسيق بين تل أبيب وواشنطن، حيث يمثل سابقة دبلوماسية في ظل مخاوف من انحسار دور إسرائيل لصالح تفاهمات إقليمية ودولية تجري بمعزل عنها.

وفي خضم هذه الأزمة، دعا المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، نتنياهو إلى انتهاز الفرصة لاستعادة الأسرى.

ترامب يزيد التوتر

غير أن صحفا إسرائيلية كشفت أن نتنياهو عارض مقترحا جديدا بشأن صفقة تبادل قد تمهّد لإنهاء الحرب، وهو ما يمثل إحراجا سياسيا له، نظرا لتعارضه مع الأهداف المعلنة لحكومته.

إعلان

وزادت من حدة التوتر سلسلة قرارات اتخذها ترامب خلال جولته الخليجية، إذ سرّبت وسائل إعلام أميركية أن نتنياهو فوجئ بشدة وغضب من إعلان ترامب أن الولايات المتحدة أوقفت حملتها العسكرية ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين) المدعومين من إيران في اليمن.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تبعه إعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا، وسبق ذلك موافقته على بيع مقاتلات "إف-35" لتركيا، فضلا عن توقيع اتفاقيات إستراتيجية وتجارية ضخمة خلال الزيارة الخليجية.

هذه الخطوات التي اتخذها ترامب دون تنسيق مسبق مع تل أبيب أثارت غضب نتنياهو بشكل غير مسبوق.

وفي مواجهة هذه التطورات، مارس نتنياهو نوعا من التصعيد في الخطاب، حيث أكد أن إسرائيل ستواصل الحرب على غزة حتى لو تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت.

وجدد تأكيده على نيته تهجير سكان القطاع إلى بلد آخر، في خطوة تصعيدية تعكس محاولته إظهار استقلالية القرار الإسرائيلي.

ورغم الفتور الكبير الذي يظهره ترامب تجاه نتنياهو، فقد تجاهل الرئيس الأميركي الحديث عن الحرب في قطاع غزة خلال زيارته الخليجية، وهو أمر يعزوه محللون إلى عدم وجود اتفاق يمكن إعلانه، ولا يعني بالضرورة تغييرا في الموقف الأميركي المؤيد لإسرائيل بشكل عام.

وبحثا عن جذور الأزمة، قال مراسل الجزيرة نت في إسرائيل إن التقارير تتحدث عن قطع ترامب اتصالاته مع نتنياهو، على خلفية ما اعتبره الأميركيون محاولات من الأخير للتلاعب بمواقف إدارتهم.

ويرى مراقبون أن هذه المقاطعة تعكس تحولا في السياسة الأميركية نحو مقاربة أكثر استقلالية في إدارة الملف الفلسطيني.

تهميش نتنياهو

وفي أميركا، أفاد مراسل الجزيرة نت بأن ترامب قام بتهميش نتنياهو بشكل متزايد، وهو ما يثير مخاوف أنصار إسرائيل من مغبة تحرك إدارة ترامب بانفراد في قضايا الشرق الأوسط، على غرار ما فعله مع إيران والحوثيين.

إعلان

وتشير تحليلات إلى أن ترامب اقتنع بأن نتنياهو ليس الشريك الذي يمكن التعامل معه، فالرئيس الأميركي "يكره من يتذاكى عليه، ومن لا يخدم مصالحه الشخصية والأميركية، وكذلك يكره من يتعامل من خلف ظهره"، وهو ما ينطبق على رئيس الوزراء الإسرائيلي في نظر الإدارة الأميركية الحالية.

ونشرت الجزيرة نت مقالا لكاتبة أميركية أوضحت فيه أن ترامب لا يكترث إنسانيا بالإبادة في غزة، بل يرى أن استمرار الحرب فيها يعيق رؤيته لما يسميه "ريفيرا الشرق الأوسط".

وقالت إن الإفراط في الحرب قد يُعد استثمارا غير مجدٍ في نهاية المطاف، على الأقل من منظور ترامب "العقاري".

ويرى محللون أن نتنياهو غير جاد وسيحاول التسويف، غير أنه في مأزق شديد جدا، لأن الإدارة الأميركية مصممة على خلق نوع من الهدوء في المنطقة.

وفي المقابل، يشير آخرون إلى أن الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل لا يعدو كونه تكتيكيا في بعض الملفات.

وفي ظل هذه التوترات، يبقى السؤال: هل ستتمكن واشنطن من فرض رؤيتها على تل أبيب وإنهاء الحرب في غزة، أم إن "الجموح الإسرائيلي" سيستمر في تهديد الأمن والسلام بالمنطقة؟

الصادق البديري17/5/2025

مقالات مشابهة

  • المحاصصة تفوز في أربيل: حكومة رغم لأنف المعارضة
  • بن جفير يهدد بالانسحاب من حكومة الاحتلال.. نتنياهو يعرف الخطوط الحمراء
  • حكومة “التغيير والبناء” .. قدرات عالية في مواجهة التحديات
  • انقلاب إعلامي.. حكومة نتنياهو تفرض قانونا جديدا لتكميم الصحافة
  • حكومة التغيير والبناء .. قدرات عالية في مواجهة التحديات
  • والدة أسير إسرائيلي تصف حكومة نتنياهو بـالدموية وتدعو للتظاهر
  • استطلاع: المعارضة الإسرائيلية تتقدم على معسكر نتنياهو
  • هل صفع ترامب نتنياهو أم زوبعة مصالح؟
  • استطلاع: تراجع مستمر في شعبية ائتلاف نتنياهو وتصاعد فرص المعارضة
  • هل أربكت تحركات ترامب وصفقة عيدان ألكسندر حكومة نتنياهو؟