إسلام آباد- حذرت وكالة التصنيف العالمية فيتش من أن النتيجة غير الحاسمة لانتخابات الثامن من فبراير/شباط الجاري، قد تتسبب في تعقيد جهود باكستان لتأمين اتفاقية تمويل مع صندوق النقد الدولي.

وكانت جرت انتخابات عامة في باكستان صوّت فيها نحو 61 مليون شخص، ولم يحصل أي فريق سياسي على أغلبية برلمانية تؤهله لتشكيل الحكومة وهو ما نتج عنه حالة عدم اليقين السياسي.

وإثر نتائج الانتخابات بدأ حزب الشعب وحزب الرابطة الإسلامية – جناح نواز شريف جهودا للتوصل إلى صيغة لتقاسم السلطة.

من جهة أخرى، أعلن حزب حركة إنصاف (الذي يقبع زعيمه عمران خان في السجن) عن تحالف مع مجلس الاتحاد السني.

وفي تقرير صدر الاثنين، قالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني ومقرها الولايات المتحدة -وهي واحدة من 3 وكالات تصنيف عالمية وازنة- إن اتفاق صندوق النقد الدولي الجديد، الذي سيحل محل اتفاق سابق ينتهي الشهر المقبل كان أساسيا للملف الائتماني لباكستان.

وشددت وكالة التصنيف على أنه على الرغم من تحسن الوضع الخارجي لباكستان في الأشهر الأخيرة -حيث أعلن بنك باكستان المركزي عن احتياطيات أجنبية صافية قدرها 8 مليارات دولار اعتبارًا من 9 فبراير/شباط الجاري- فهذا منخفض مقارنة باحتياجات التمويل الخارجي المتوقعة.

وأشارت فيتش إلى أن الوضع الخارجي الضعيف للسندات السيادية يعني أن تأمين التمويل سيكون من أكثر القضايا إلحاحا على جدول أعمال الحكومة المقبلة.

وقالت فيتش إن وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي من المرجح أن يكون صعبا.

شهباز رانا: باكستان تواجه أزمة خانقة جراء حجم الديون الخارجية التي تربو على 128 مليار دولار (الجزيرة) رأي المتخصصين

وكانت الجزيرة نت قد التقت عددا من المحللين الاقتصاديين والسياسيين الباكستانيين، خلال تغطيتها للعملية الانتخابية ونتائجها وما أعقبها من سجالات بين الأحزاب لتشكيل الحكومة، حذروا من عواقب التأثير السلبي لحالة عدم اليقين السياسي على الاقتصاد الباكستاني.

وكان أكثر ما يؤرقهم فشل مشروع قرض صندوق النقد الدولي الذي فاوضت باكستان للحصول عليه على مدار شهور ووصل إلى مرحلة أخيرة، لعدم تحديد حكومة قوية قادرة على التفاوض وحصولها على ثقة الصندوق.

وإزاء ذلك، يقول شهباز رانا المحلل الاقتصادي في صحيفة "إكسبرس تريبيون" إن أهم السلع الغذائية التي تستوردها باكستان زيت الطعام والبقوليات، وإن الفاتورة السنوية للطعام المستورد تتراوح بين 6 و8 مليارات دولار.

وأضاف، في حديث سابق للجزيرة نت، أن باكستان تواجه أزمة خانقة جراء حجم الديون الخارجية التي تربو على 128 مليار دولار، وتلحقها خدمة الدَّين التي ترهق الميزانية العامة.

ولفت إلى أنه في يونيو/حزيران الماضي تجنبت إسلام آباد التخلف عن السداد بصعوبة بعد أن حصلت على قرض بقيمة 3 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، ومع ذلك جاءت حزمة الإقراض من الصندوق بشروط صارمة وإصلاحات ستمس أوضاع العامة بشكل مباشر.

وكجزء من الصفقة، وافقت الحكومة على فرض ضرائب جديدة على قطاع الطاقة المتعثر، كما وافقت على خفض الدعم، الأمر الذي أدى إلى ارتفاعات حادة في الكهرباء والبترول.

راماي: إذا مضت الحكومة الجديدة في الحصول على قرض جديد من صندوق النقد فستواجه صعوبة في السداد (الجزيرة) أزمة خانقة

من جهته، يقول الخبير الاقتصادي شكيل أحمد راماي، على اعتبار أن الحكومة الجديدة ستمضي في الحصول على قرض آخر من صندوق النقد فإنها ستواجه صعوبة في السداد ما لم تفرض ضرائب جديدة على الزراعة والعقارات.

وأوضح في حديثه للجزيرة نت أن الاستثمار الأجنبي يتعرض للعرقلة بسبب المخاوف الأمنية وعدم الاستقرار السياسي إلى جانب البيروقراطية، وهي أمور تنفر المستثمرين الأجانب من ضخ أموالهم في البلاد.

وأشار إلى أن باكستان تحظى بالعديد من الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات لو تحسنت الظروف وصلحت الأنظمة.

ولفت راماي إلى أن من المعضلات التي تواجه الاقتصاد الباكستاني وتبعده من التعافي الأزمة السياسية في ظل تشكيك واسع النطاق في نزاهة الانتخابات التي أجريت في 8 فبراير/شباط الجاري.

وأوضح أن "استبعادا متعمدا جرى ضد رئيس الوزراء السابق والمعتقل حاليا عمران خان وحزبه حركة إنصاف رغم الشعبية التي يحظيان بها بما يزيد على 65% من أصوات الناخبين".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: صندوق النقد الدولی على قرض إلى أن

إقرأ أيضاً:

الحكومة: الحوثيون يجنون من قطع التبغ الذي سيطروا عليه نصف مليار دولار سنوياً

قالت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، إن جماعة الحوثي تجني نصف مليار دولار سنويا من قطاع التبغ الذي سيطرت عليه منذ 2015.

 

وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، عن الجماعة حولت قطاع التبغ إلى ركيزة أساسية لاقتصادها الموازي، ومصدر تمويل رئيسي لأنشطتها العسكرية والإرهابية العابرة للحدود، محققًا عوائد مباشرة تقدّر بنصف مليار دولار سنويًا، وبإجمالي يناهز خمسة مليارات دولار منذ بداية الانقلاب.

 

وأضاف الارياني إن قطاع التبغ الذي يشمل إنتاج السجائر واستيرادها وتوزيعها، كان قبل الحرب أحد أهم الموارد السيادية التي ترفد خزينة الدولة بعوائد مالية كبيرة من الضرائب والجمارك وأرباح الشركات الوطنية.

 

وأشار وزير الإعلام معمر الإرياني إلى أن هذا الملف يفضح مجددًا كيفية تحويل الحوثي لمؤسسات الدولة ومرافقها الإنتاجية إلى أدوات للنهب وتمويل الحرب، في إطار اقتصاد موازٍ يضمن استمرار الصراع وتمويل مشروع إيران التوسعي في المنطقة، ويشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الاقتصادي والإنساني في اليمن.

 

وأفاد أن الجماعة حولت القطاع بعد سيطرتها على العاصمة صنعاء إلى منظومة معقدة من الاستحواذ والنهب والتهريب، قامت على تدمير الشركات الوطنية، وتزوير العلامات التجارية، وفرض جبايات باهظة، بما جعل هذا القطاع أحد أعمدة الاقتصاد غير الرسمي الذي يغذي الحرب ويقوض مؤسسات الدولة.

 

وأكد الإرياني استمرار العمل على توثيق هذه الملفات وكشف تفاصيل المنظومة المالية التي تديرها المليشيا، بما يساهم في فضح مصادر تمويلها غير القانونية وإبراز حجم الضرر الذي تلحقه بالاقتصاد الوطني، وبحياة اليمنيين ومعيشتهم.


مقالات مشابهة

  • الحكومة تخفض مستهدفاتها من الاستثمارات غير المباشرة نصف مليار جنيه
  • المركزي يعلن نتائج المرحلة التجريبية لمنصة حجز العملة الأجنبية
  • ماذا تعرف عن اقتصاد النرويج.. أغنى دولة نفطية في أوروبا؟
  • فيتش: الصناعة التركية تحت ضغط الائتمان
  • الحكومة الفلسطينية توجه نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي بشأن معابر غزة
  • الحكومة: الحوثيون يجنون من قطع التبغ الذي سيطروا عليه نصف مليار دولار سنوياً
  • ارتفاع احتياطيات نيجيريا من النقد الأجنبي بأكثر من ملياري دولار في يوليو
  • مارك مجدي: هناك مطالب ومقترحات للمصريين بالخارج سيتم عرضها على الحكومة
  • لا مقاطعة شيعية لجلسة الحكومة وصيغة للحل مقبولة محليا من دون معرفة صداها الدولي
  • الحكومة اليمنية: مليشيا الحوثي تنهب نصب مليار دولار من عائدات التبغ