صحيفة المناطق السعودية:
2025-12-05@00:45:42 GMT

ذكرى التأسيس مسيرة ظافرة وتاريخ مجيد

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

د. هادي اليامي*

في استمرار لمسيرة الفخر والعزة، يحتفل أبناء الشعب السعودي يوم غد الخميس fذكرى يوم التأسيس، ليستعيدوا سير أسلافهم الكرام الذين رووا ثرى هذه الأرض الطيبة بعرقهم ودمائهم، وقدموا تضحيات جسام تقصر كل الكلمات والأحرف عن وصفها، حتى قدموا لنا هذا الوطن الشامخ الذي نفخر جميعًا بالانتماء إليه وترتفع رؤوسنا لتبلغ عنان السماء اعتزازا ببلادنا التي صارت مضرب الأمثال في التطور والنماء، ونالت إعجاب الدول الأخرى وهي تقطع في كل يوم خطوات واسعة إضافية في مسيرتها المظفرة نحو التنمية والرخاء والازدهار.

كل ذلك لم يحدث فقط لأن المملكة تنعم بثروات كبيرة ومتعددة – ولله الحمد – بل الأهم من ذلك هو أن الله تعالى أكرمها بقيادة واعية رشيدة تعرف جيدًا كيف تلبّي تطلعات شعبه وتسعى وتجتهد بصورة متواصلة لترقية واقعه وتحسين معاشه، ومثل هذه القيادة الحكيمة نعمة من الله تفوق بقية النعم لأنها هي التي ترسم خارطة المستقبل، وتحدّد السبل المثلى لتسخير هذه الثروات لخدمة الشعب، وتبذل كل جهودها لضمان مستقبل أفضل لأجياله المقبلة.

أخبار قد تهمك تركي بن طلال: “يوم التأسيس” يؤكد عراقة هذا الكيان الشامخ والممتد لأكثر من ثلاثة قرون 1 فبراير 2022 - 10:04 صباحًا أمير الرياض: يوم التأسيس ذكرى فخر واعتزاز بجذور هذه الدولة وتاريخها العريق 27 يناير 2022 - 11:51 مساءً

في مثل هذا اليوم الخالد الذي سطّره التاريخ بأحرف من ذهب في سجل الفخر والكرامة قبل قرابة 300 عام، أعلن الإمام محمد بن سعود تأسيس الدولة السعودية الأولى وعاصمتها مدينة الدرعية، وذلك يوم الثاني والعشرين من فبراير 1727، فكانت لحظة مفصلية، ليس في تاريخ المملكة فحسب، بل بالنسبة للعالم بأسره، لأنه وضع حجر الأساس لميلاد دولة فتية أصبحت فيما بعد إحدى أسرع الدول تطورًا على مستوى العالم، والدولة المحورية التي تضمن استقرار الاقتصاد العالمي من خلال حرصها على وجود أسعار عادلة للنفط الذي تتصدر إنتاجه.

وللحقيقة والإنصاف فقد ظلت قيادتنا المباركة طيلة القرون الماضية منذ قيام الدولة السعودية الأولى تسير في نهج ثابت وطريق واضح، فقد تشكّل إرث هذه القيادة على قواعد ثابتة لا تتغير. نعم كان لكل ملوكنا الكرام السابقين – رحمهم الله تعالى – إنجازاته الخاصة وطريقته في الحكم، لكنهم كانوا يتفقون جميعا في الغاية المشتركة والهدف الواحد، وهو خدمة المواطن ورفعة الوطن.

لذلك فإن الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة يستمد أهميته من جوانب عديدة، فهو فرصة لتكريم أسلافنا الكرام الذين جاهدوا لأجل بناء هذا الكيان في ظروف صعبة وتحديات كثيرة ومخاطر جسام كانت تعصف بالجزيرة العربية، فالموارد كانت شحيحة، والأعداء كثيرون ومتربصون، والناس لم تعهد فكرة الدولة الموحدة التي يعيش الجميع تحت مظلتها، إضافة إلى شيوع حالة الفوضى والحروب بين القبائل المتفرقة.

لكن لأن قادتنا الكرام كانت لهم رؤية واضحة وتصميم عظيم ونفوس لا تعرف اليأس، فقد استطاعوا تجاوز كل تلك العوائق، وشطبوا مفردة المستحيل من قاموسهم، وآمنوا بربهم أولا ثم بقدراتهم وولاء شعبهم، فكان لهم ما أرادوا، واستطاعوا تحقيق الإعجاز الذي نفخر به اليوم.

نشأت الدولة السعودية الأولى وعاصمتها الدرعية وسط ذلك المحيط المضطرب، واستطاعت أن تشق طريقها بسرعة فائقة نحو النماء والنهضة، واشتهرت بازدهارها الاقتصادي وتوفر الأمن في كل ربوعها وأنحائها، وهو ما قاد إلى حدوث نهضة علمية أغرت الكثير من العلماء بالهجرة إليها، حيث قاموا بتعليم الناس أمور دينهم ودنياهم على هدي المبدأ الوسطي للإسلام، بعيدًا عن التشدد والغلو، فاختارت الدولة كتاب الله وسنة نبيه دستورا لها، وهو المبدأ الذي ما زالت تسير عليه حتى اليوم، بحمد الله وفضله.

ولأن المخلصين والمبرزين من أبناء هذه البلاد المباركة كانوا يتشوقون إلى وجود أجواء من الأمن والاستقرار حتى يظهروا إبداعهم وإنتاجهم العلمي، فقد سارعوا للاستقرار في الدرعية، فظهرت الكثير من المؤلفات والمخطوطات التي لا زالت باقية حتى الآن، وبرزت كذلك مدارس جديدة في الخط وعلوم اللغة، وتحقّقت نهضة علمية مشهودة وباتت الدولة الجديدة حضنا لكل النوابغ والمتميزين، إضافة إلى حدوث طفرة اقتصادية ملحوظة بانتعاش التجارة وتزايد القوافل وانتشار الأسواق، وتحولت الدرعية إلى مصدر جذب اقتصادي بارز، وأصبحت قبلة لكل من ينشدون الاستقرار ويبحثون عن الأمن.

لذلك فإن الاحتفال بهذه المناسبة والاعتزاز بالماضي التليد تكون له معاني متعددة ما دام ارتبط بالحاضر المزدهر والمستقبل المشرق، فهو يوفر فرصة عظيمة وسانحة مواتية لمراجعة المسيرة وتأمل ما تم إنجازه والوصول إليه، ومن ثم تجديد معاني الولاء والانتماء لهذه القيادة الكريمة، وترجمة هذه المشاعر الطيبة إلى أفعال على أرض الواقع، حتى لا تكون مجرد أحاسيس بدواخلنا أو شعارات نرددها بأفواهنا.

ومما يزيد من مشاعر فرحنا وغبطتنا، ويعطي هذه المناسبة معاني إضافية أنها تأتي في وقت تحقق فيه بلادنا مكاسب عظيمة من التنمية والازدهار، حيث وصلت إلى مصاف الدول العظمى، نتيجة لتخطيط علمي سليم يقوده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ويشرف على تنفيذه بصورة مباشر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – على هدي رؤية المملكة 2030.

ولأن النعم تدوم بالشكر، فإن الواجب يحتم علينا أن نعبّر عن شكرنا لله عز وجل بالعمل ومضاعفة الإنتاج والتلاحم مع ولاة الأمر، وأن نغرس في نفوس أبنائنا معاني الانتماء والولاء والطاعة والوفاء لهذه القيادة الملهمة التي أعطت وما استبقت شيئًا ولم تبخل على شعبها ولم تتوان عن خدمته وترقية واقعه. على كل منا إدراك أنه المسؤول الأول عن ضمان أمن بلاده واستقرارها واستمرار مسيرتها، وأن نعض بالنواجذ على المكاسب العديدة التي تحقّقت، وأن نضاعف البذل والعطاء، لنكون معاول بناء ونماء لوطن عظيم فريد، احتوانا وأغدق علينا من خيراته الشيء الكثير.

*كاتب سعودي – عضو مجلس الشورى
نقلاً عن: alwatan.com.sa

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: ذكرى التأسيس هذه القیادة

إقرأ أيضاً:

برلماني: معرض إيديكس 2025 يعكس حجم التقدم الذي حققته مصر في مجال الصناعات الدفاعية

أشاد النائب محمد عبدالعال أبو النصر عضو مجلس الشيوخ عن حزب حماة الوطن، بالافتتاح المهيب للمعرض الدولي الرابع للصناعات الدفاعية «إيديكس 2025»، الذي شهد حضوره الرئيس عبد الفتاح السيسي بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية، مؤكداً أن هذا الحدث يعكس قوة الدولة المصرية وقدرتها على تنظيم منصات عالمية تستقطب كبار المنتجين لنظم التسليح من مختلف الدول، مؤكداً أن الفقرات الفنية وعروض مشروعات التصنيع المشترك، جاءت لتعبر عن حجم التقدم الذي حققته مصر في مجال الصناعات الدفاعية، وما توليه القيادة السياسية من اهتمام مباشر بتطوير هذا القطاع الحيوي.

إيديكس 2025 | شركة روسية كبرى تعتزم تصنيع معدات دفاعية عالية التقنية بمصرمحمد صالح: معرض إيديكس يعكس قوة الدولة المصرية وريادتها في الصناعات الدفاعيةعلي فايز: إيديكس 2025 يعزز مكانة مصر كدولة متقدمة في الصناعات العسكريةقوى عاملة النواب: تطور معرض إيديكس يعكس نقلة كبيرة في تاريخ الصناعات العسكرية بمصرإفريقية النواب : إيديكس 2025 يؤكد صعود مصر كعاصمة للتصنيع العسكري في القارة الأفريقية


وثمّن أبو النصر في بيان له اليوم، الكلمة المهمة التي ألقاها الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والتي أكد خلالها أن المعرض بات منصة دولية رائدة تعرض أحدث ما توصلت إليه التقنيات الدفاعية المتطورة، مشيراً إلى أن حديث القائد العام عن التحولات المتسارعة في العالم والصراعات المتشابكة يؤكد وعي الدولة المصرية بضرورة امتلاك القدرة الشاملة والاستعداد الدائم لمواجهة أي تهديدات، كما عكس تأكيده على صواب رؤية مصر وتحذيرات الرئيس المتكررة من مخاطر انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة قد تجر العالم إلى مصير مجهول، وهي رؤية اتضحت بجلاء خلال مؤتمر شرم الشيخ للسلام، الذي جمع الدول المؤمنة بالحلول العادلة وتوحيد الجهود لوقف الحرب في غزة وحقن الدماء.


وأشار ابو النصر إلى ما أبرزته الكلمة من أهمية امتلاك مصر لمختلف عناصر القدرة الدفاعية باعتبارها استثماراً في السلام وحماية للاستقرار، وأن القوات المسلحة المصرية ستظل قوة حكيمة ورشيدة «تحمي ولا تهدد، تبني وتعمر»، ملفتاً إلى الإشارة المهمة حول افتتاح المتحف المصري الكبير كأحد شواهد عظمة الدولة، وربط الماضي بالحاضر والمستقبل، بما يعكس صورة مصر الحديثة التي تقدم نفسها للعالم من خلال النسخة الرابعة من معرض الصناعات الدفاعية، مؤكدة قدرتها على مواكبة التطور العالمي وتعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع الدول الشقيقة والصديقة.


وأعرب عضو مجلس الشيوخ عن تقديره للجولة التي قام بها الرئيس داخل المعرض، حيث تفقد الجناح المصري واستمع إلى شرح مفصل من إدارات الإنتاج الحربي، والعربية للتصنيع، والشركات المصرية المتخصصة، إلى جانب تفقد جناحي الإمارات والأردن، بما يعكس نهج الدولة في دعم الشراكات ونقل الخبرات وتوسيع آفاق التعاون الدفاعي، مؤكداً أن هذا الاهتمام الرئاسي المباشر يعزز من قدرات المؤسسات الوطنية ويرسخ مكانة مصر كدولة قادرة على تطوير منظومتها الدفاعية وفق أعلى المعايير الدولية.


واختتم النائب محمد عبدالعال أبو النصر بيانه بالتأكيد على أن إيديكس 2025 يمثل نموذجاً عملياً لنجاح الدولة المصرية في بناء قاعدة صناعية دفاعية متطورة، وأن الجهود المتواصلة التي تبذلها القيادة السياسية والقوات المسلحة تسهم في تعزيز الأمن القومي ودعم السلم الإقليمي والدولي، موجهاً الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه الدائم لتطوير القدرات القتالية وتحديث منظومة الدفاع، بما يجعل مصر دائماً في موقع القوة القادرة على حماية استقرارها وصون مقدراتها.

طباعة شارك عبدالعال أبو النصر مجلس الشيوخ إيديكس

مقالات مشابهة

  • نصوص زيارة أم البنين - دليل شامل للزيارة وما يُقال في ذكرى أمّ العباس
  • رئيس الدولة والشيوخ يشهدون «مسيرة الاتحاد» لأبناء القبائل بمناسبة عيد الاتحاد الـ 54
  • الكنيسة القبطية تحيي ذكرى شهيدها الشجاع مرقوريوس أبو سيفين
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ويالها من ذكرى)
  • محافظة الداخلية تقدم أوبريت "ينابيع الأصالة" لتجسيد مسيرة الدولة البوسعيدية
  • في ذكرى مولد السيدة نفيسة.. 11 معلومة عن كريمة الدارين مجابة الدعاء
  • السيد شهاب يُشيد بجهود مجلس الدولة في دفع مسيرة العمل الوطني نحو مزيد من التطور
  • برلماني: معرض إيديكس 2025 يعكس حجم التقدم الذي حققته مصر في مجال الصناعات الدفاعية
  • حسين سري باشا .. رجل الدولة الذي صمت فأنقذ مصر من العواصف
  • استشهاد مصور صحفي جراء قصف مسيرة إسرائيلية خان يونس