البرهان يتوعد “الدعم السريع”: جاهزين للقتال في جميع المناطق والعمليات ستنتهي بدحر التمرد
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
أكد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، بحسب نشرة أخبار القاهرة، أن الجيش السوداني جاهز لخوض المرحلة المقبلة من العمليات وسينتهي القتال بهزيمة الميليشيات المتمردة.
وقال الفريق أول البرهان إن الجيش السوداني يتقدم على جميع الجبهات وسينتشر قريباً في جميع أنحاء البلاد.
وتدور حرب أهلية في السودان منذ بدء القتال بين الجيش السوداني بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلوه الشهير بحميدتي في 15 أبريل.
وقد قُتل أكثر من 12,000 شخص في الحرب، وفقًا لمشروع بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة، وهي منظمة غير حكومية متخصصة في جمع البيانات عن النزاعات حول العالم. ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، أدت الحرب المستمرة في السودان منذ أكثر من ثمانية أشهر ونصف إلى نزوح أكثر من 7.2 مليون شخص، نصفهم تقريباً من الأطفال الذين يبحثون عن ملجأ داخل وخارج البلاد.
ويبلغ العدد الإجمالي للنازحين داخلياً في السودان حوالي 300,000 شخص فروا من ود مدني والمناطق المحيطة بها في ولاية الجزيرة منذ 15 ديسمبر بحثاً عن الأمان في ولايات أخرى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القائد العام للقوات المسلحة السودانية الجيش السوداني السودان الجبهات البرهان
إقرأ أيضاً:
النفط يُحمى.. والشعب السوداني يترك للمجهول!
ابراهيم هباني
في السودان لا يحتاج المرء الى جهد كبير ليفهم ما الذي يجعل الاطراف المتحاربة تتفق بسرعة، وما الذي يجعلها تختلف حتى اخر مدى.
يكفي النظر الى ما جرى في هجليج، وما جرى قبله في الفاشر وبابنوسة، ليتضح ان اولويات الحرب لا علاقة لها بحياة الناس، بل بما فوق الارض وتحتها.
في هجليج، انسحب الجيش السوداني الى جنوب السودان، ودخلت قوات الدعم السريع الحقل بلا مقاومة كبيرة، ثم ظهر رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت ليؤمن المنشاة الحيوية التي يعتمد عليها اقتصاد بلاده.
ولم يحتج الامر الى جولات تفاوض او بيانات مطولة. اتفاق سريع، وترتيبات واضحة، وهدوء مفاجئ. السبب بسيط: الحقل شريان لبلدين، وله وزن في حسابات دولية تتابع النفط اكثر مما تتابع الحرب.
لكن الصورة تختلف تماما عندما نعود الى الفاشر. المدينة عاشت اكثر من خمسمئة يوم تحت الحصار. 500 يوم من الجوع والانهيار، بلا انسحاب من هذا الطرف او ذاك، وبلا موافقة على مبادرة لتجنيبها الحرب. سقطت الفاشر لانها ليست هجليج. لا تملك بئرا، ولا انبوبا، ولا محطة معالجة. ولذلك بقيت خارج الحسابات.
وبابنوسة قصة اخرى من النوع نفسه. المدينة ظلت لما يقارب 680 يوما بين حصار واشتباكات وانقطاع، ثم سقطت نهائيا.
وخلال ذلك نزح منها ما لا يقل عن 45 الف شخص. ومع ذلك لم تعلن وساطة عاجلة، ولا ترتيبات لحماية المدنيين، ولا ما يشبه العجلة التي رأيناها في هجليج الغنية بالنفط!
بابنوسة، مثل الفاشر، لا تضخ نفطا، ولذلك لم تجد اهتماما كبيرا.
دولة جنوب السودان تحركت في هجليج لانها تعرف ان بقاءها الاقتصادي مرتبط بانبوب يمر عبر السودان.
والصين تراقب لان مصالحها القديمة في القطاع تجعل استقرار الحقول مسألة مهمة.
اما الاطراف السودانية، فاستجابت بسرعة نادرة عندما تعلق الامر بالبرميل، بينما بقيت المدن تنتظر نصيبا من العقل، او نصيبا من الرحمة.
المعادلة واضحة. عندما يهدد النفط، تبرم الترتيبات خلال ساعات. وعندما يهدد الناس، لا يحدث شيء. هجليج اخليت لانها مربحة. الفاشر وبابنوسة تركتا لان كلفتهما بشرية فقط.
والمؤسف ان هذا ليس تحليلا بقدر ما هو وصف مباشر لما حدث. برميل النفط حظي بحماية طارئة، بينما المدن السودانية حظيت بالصمت.
وفي نهاية المشهد، يبقى الشعب السوداني وحيدا، يواجه مصيره بلا وساطة تحميه، وبلا اتفاق ينقذه، وبلا جهة تضع حياته في اولوياتها.
هذه هي الحكاية، بلا تجميل. النفط يوقع له اتفاق سريع. الشعب ينتظر اتفاقا لم يأت بعد.
الوسومإبراهيم هباني
صور | 250 طير بادجي تتنافس في القطيف.. والأسعار تلامس 6 آلاف ريال