ما وراء الاغتيالات المتكررة لمرتزقة العدوان في القاهرة؟
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
يمانيون – متابعات
على مدى السنوات الماضية كانت العاصمة المصرية القاهرة مسرحاً للعشرات من عمليات الاغتيالات والتصفية السياسية التي طالت مسئولين مرتزقة موالين لتحالف العدوان السعودي الإماراتي.
وتعتبر حادثة مقتل القيادي العسكري المرتزق والذي يشغل منصب ما يسمى “دائرة التصنيع الحربي” في حكومة الفنادق حسن بن جلال العبيدي أحدث هذه العمليات، فقد عثرت الشرطة المصرية على جثته مقتولاً داخل شقته بالقاهرة، وهو مكبل اليدين والقدمين، في ظروف غامضة تضع حولها الكثير من علامات الاستفهام.
وتعدد الروايات حول مقتل المرتزق العبيدي، فالسلطات الأمنية المصرية قالت إنه تعرض للقتل من قبل عصابة مصرية، بدافع السرقة مع التلميح إلى تورطه بأعمال مخلة بالآداب عبر استضافة فتيات داخل شقته، حيث نشروا مكالمة صوتية له يتحدث عن ملاحقته من قبل المرتزق سطان العرادة منتحل صفة محافظ مأرب المحتلة، الأمر الذي يؤكد أن الجريمة سياسية بامتياز.
وبحسب تسجيل صوتي تداوله عشرات الناشطين أمس، فقد أشار القيادي الموالي للعدوان “بن جلال”، إلى أن المرتزق سلطان العرادة رفض اعتماد حتى مليون ريال لدائرته، وأنه يسعى للتخلص منه على خلفية تشكيله حراك القبائل في مأرب ضد الجرعة الأخيرة التي تصر حكومة المرتزقة على فرضها بالقوة ورفع أسعار المشتقات النفطية، متهماً العرادة بتحويل أموال كبيرة إلى تركيا.
وجاء نشر هذه التسجيلات بعد أيام على وصول المرتزقة العبيدي اليها قادماً من مأرب، وسط اعلان السلطات عدم وجود بصمات واختفاء تسجيلات كاميرات المراقبة، وهو ما يثير شكوكاً واسعة حول حيثيات وملابسات الاغتيال.
ومنذ الوهلة الأولى لإعلان السلطات المصرية مقتل القيادي العسكري المرتزق “بن جلال” وجه مراقبون سياسيون وناشطون يمنيون، أصابع الاتهام إلى المخابرات الإماراتية بالوقوف وراء الجريمة، باعتباره أحد القادة العسكريين الموالين للتشكيلات المرتزقة المحسوبة على الاحتلال السعودي والتي تتحرك في المناطق المحكومة من قبل حزب الإصلاح، كما سبق لأبو ظبي التورط رسمياً في تجنيد مرتزقة أمريكيين لتنفيذ اغتيالات العشرات من السياسيين والعسكريين والأمنيين وخطباء وأئمة المساجد المناهضين لها، حسب اعترافات المرتزقة لقناة (BBC) البريطانية، الشهر المنصرم.
حادثة اغتيال “العبيدي” ليست الأولى ولن تكون الأخيرة التي تشهدها القاهرة، في ظل تصاعد التوتر بين أدوات ومرتزقة تحالف العدوان والاحتلال، حيث دفعت جرائم القتل والتصفية التي طالت عشرات المسؤولين والقيادات المرتزقة، إلى عمليات فرار واسعة من القاهرة باتجاه تركيا وعواصم أخرى، بعد انعدام الأمن فيها، كما سهل تهاوي النظام المصري والاقتصاد هناك، عمل المخابرات الإماراتية وأذرعها بتنفيذ اغتيالات واسعة في صفوف القيادات اليمنية المرتزقة المناهضين لها.
وهنا كان لابد من التذكير ببعض الشخصيات اليمنية التي تم تصفيتها في العاصمة المصرية القاهرة خلال السنوات الماضية:
2016 مقتل الباحثة اليمنية “منى مفتاح” التي عثر على جثتها متفحمةً في مسكن كانت تستأجره جنوب القاهرة.
2019 مقتل المواطن الدكتور “نجيب محمد طاهر” والذي اغتيل خنقاً في شقته بالقاهرة.
2019 تصفية اللواء المرتزق “عبد القادر العمودي” منتحل صفة نائب وزير دفاع حكومة الفنادق، وذلك بعد أن لقي مصرعه دهساً في منطقة فيصل جنوب العاصمة المصرية القاهرة.
2021 عملية دهس عضو مجلس الشورى “صالح عبدالله النخعي” توفي على اثرها بأحد مستشفيات القاهرة.
2021 وفاة منتحل صفة عضو الهيئة الاستشارية لوزارة حقوق الانسان في حكومة المرتزقة “مراد الغارتي” بظروف غامضة في القاهرة.
2022 وفاة عضو مجلسي الشورى والنواب ووزير الأوقاف الأسبق “ناصر الشيباني” في العاصمة المصرية القاهرة.
2022 وفاة الصحفي والباحث اليمني “مهيب زوى” نتيجة حادث مروري في العاصمة المصرية القاهرة.
2023 تصفية منتحل صفة عضو المحكمة العليا بحكومة الفنادق “فهيم الحضرمي” في شقته بالقاهرة بعد أن عثر عليه آثار التعذيب والضرب.
2023 وفاة منتحل صفة مستشار وزير داخلية حكومة المرتزقة “عبدالله علي صالح طرموم الدياني” بظروف غامضة في أحد مستشفيات القاهرة.
2023 وفاة اللواء الركن “عبد العزيز حسين الذهب” نائب رئيس هيئة الأركان العامة الأسبق في القاهرة.
2023 وفاة الصحفي اليمني الموالي للعدوان “عبدالله هاشم الحضرمي” رئيس تحرير صحيفة “اليمن اليوم” بظروف غامضة بالقاهرة.
2024 تصفية اللواء المرتزق حسن صالح جلال العبيدي، مدير ما يسمى دائرة التصنيع الحربي، في وزارة دفاع الفنادق بعد تقييده وتعرضه لعدة طعنات متفرقه على جسمه.
2024 لقي ضابط يمني مصرعه في ظروف غامضة بالعاصمة المصرية القاهرة، بعد يومين من اغتيال القيادي العسكري المرتزق “بن جلال”، حيث أفادت وسائل إعلامية اليوم الثلاثاء، أن المدعو “علي حسن عبدالرحمن الشرفي” والذي ينتحل رتبة عميد في الأمن السياسي التابع لحكومة المرتزقة، وقد توفي أثناء توقيفه في قسم شرطة شبرا بالقاهرة، وهو ما سبب صدمة كبيرة في أوساط أسرته وأصدقائه الذين طالبوا السلطات المصرية بالتحقيق في ملابسات الجريمة، في حين أن الملابسات الأولية لا تستبعد وجود عامل من عوامل الصراع الصامت بين أوساط المرتزقة.
– المسيرة نت| هاني أحمد علي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العاصمة المصریة القاهرة حکومة المرتزقة منتحل صفة بن جلال
إقرأ أيضاً:
محافظ القاهرة لـ "الفجر": المجمع الطبي بحلوان نقلة كبرى لخدمة جنوب العاصمة وإحياء السياحة العلاجية
في أجواء احتفالية تعكس حجم الإنجاز وتؤكد جدية الدولة المصرية في التوسع بالخدمات الطبية والتعليمية، شهدت جامعة العاصمة (حلوان) افتتاح المرحلة الإنشائية الأولى من المجمع الطبي الجامعي، ذلك المشروع الذي يُعد من أضخم الصروح الصحية المنتظرة لخدمة جنوب القاهرة وشريحة واسعة من سكان العاصمة. الافتتاح حضره نخبة رفيعة من القيادات؛ يتقدمهم الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، والدكتور عمرو عزت سلامة الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، والدكتور السيد قنديل رئيس الجامعة، إلى جانب قيادات شركة وادي النيل، ونواب البرلمان، ورؤساء جامعات عربية وروسية، وعدد من الرموز التنفيذية والطبية.
وخلال مشاركته في فعاليات الافتتاح، كان لـ“الفجر” لقاء حصري مع الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، الذي تحدث بصراحة ووضوح عن أهمية المشروع الطبي العملاق، والتحديات التي تواجه تنفيذه، ورؤية المحافظة لدعم الجامعة في إتمام هذا الصرح الاستراتيجي. كما فتح المحافظ ملف عودة حلوان كمنتجع علاجي وسياحي، وناقش التحديات الحضرية التي تواجه العاصمة، ورؤيته الخاصة حول التطوير العمراني والإنساني الذي شهدته القاهرة خلال السنوات الأخيرة. وفي هذا الحوار الشامل، نضع بين أيدي القراء تفاصيل رؤية المحافظ للمشروع الجديد، ومستقبل الخدمات الطبية والعلاجية، وخطط إعادة إحياء حلوان كواحة علاجية تعود بها إلى مكانتها التاريخية.
■ في البداية… كيف تقيّمون هذا المشروع الطبي الضخم، وما الذي يمثّله لمحافظة القاهرة وسكان جنوب العاصمة تحديدًا؟– المشروع ببساطة صرح طبي وتعليمي غير مسبوق في جنوب القاهرة. نتحدث عن منشأة عملاقة بسعة تقارب 1600 سرير، وهذا رقم ليس قليلًا على الإطلاق، إضافة إلى مساحة إنشائية تتجاوز 1200 متر، وهو ما يعكس حجم الرؤية والقدرة الاستيعابية الكبيرة المخطط لها. هذا المجمع سيخدم ما لا يقل عن ثلاثة ملايين مواطن من سكان جنوب القاهرة، بل سيمتد أثره إلى بعض مناطق شمال الصعيد أيضًا، نظرًا لموقعه الحيوي في قلب العاصمة. المشروع موجه للعلاج والتدريب وبناء الكوادر الطبية، وبالتالي فهو ليس مجرد مستشفى، بل مركز متكامل للتعليم والخدمة الصحية.
■ ما أبرز التحديات التي واجهت المشروع منذ بدايته؟– هناك تحديان رئيسيان:
أولًا: التمويل.
حجم المشروع ضخم، وتكلفته عالية، ولذلك كان لا بد من الاعتماد على المساهمات المجتمعية، وتكاتف المجتمع المدني، إلى جانب دعم الدولة. وبالفعل نعمل على ذلك بخطوات عملية.
ثانيًا: طبيعة التربة.
حلوان منطقة معروفة بتربتها الكبريتية، وهي تربة تحتاج إلى أساسات هندسية معقدة ومكلفة. هذا يرفع تكلفة التنفيذ، لكنه أمر نتعامل معه بخطط واضحة وبالاستعانة بأكبر المكاتب الهندسية.
– نعم، محافظة القاهرة ستتبرع بمبلغ 50 مليون جنيه لصالح تنفيذ المشروع، وسيتم ذلك على مراحل وفق خطة الجامعة. نحن نعتبر هذا المشروع مشروعًا قوميًا، وبالتالي دعمنا له واجب، سواء بالدعم المالي أو بالإجراءات اللوجستية والتصاريح وتذليل أي معوقات.
■ كيف تنظر المحافظة إلى الطفرة العمرانية والخدمية التي ستحدثها الجامعة بعد اكتمال المجمع الطبي؟– نحن أمام مشروع سينقل جنوب القاهرة نقلة نوعية. المستشفيات الحالية في حلوان تعاني من ضغط كبير، والمستشفى الجامعي وحده لا يكفي لاستيعاب الأعداد الضخمة من المواطنين. عند اكتمال المجمع سيصبح بمثابة مركز علاجي مرجعي، وسيغير شكل الخدمات الصحية بالكامل في المنطقة.
■ في حديثكم خلال الافتتاح، ألمحتُم لملف مهم… وهو إمكانية عودة حلوان كـ“منتجع علاجي”. هل هذه رؤية قابلة للتطبيق؟– بالطبع، وهذه ليست أمنية بل خطة واقعية. حلوان تاريخيًا كانت منطقة علاجية وسياحية من الطراز الأول. مياهها الكبريتية كانت مقصدًا عالميًا للعلاج والاستشفاء. لكن مع مرور الزمن ظهرت مشكلات بيئية، وزادت التكتلات السكانية، وظهرت عشوائيات أثرت على الصورة العامة.
لكننا اليوم نعمل على وقف أي عشوائيات جديدة، ومنع أي تجاوزات أو مخالفات للبناء، للحفاظ على ما تبقى من البيئة الطبيعية.
بالإضافة لذلك:
– هناك أعمال تطوير جارية في الحديقة اليابانية، وقد وجهت بإعادة صيانتها بالكامل.
– “تحيا مصر” تعمل على إحياء مشروع الكبريتاج.
– وهناك مشروعات مشتركة مع وزارة التنمية المحلية سيتم إعلانها قريبًا، وهي مشروعات مهمة جدًا لإعادة الوجه السياحي والعلاجي لحلوان.
– عند اكتمال المجمع الطبي، سيصبح قاطرة لإحياء السياحة العلاجية في حلوان. سيقدم خدمات علاجية متقدمة جدًا، ومع وجود مصدر للمياه الكبريتية، ومع تحسين البيئة المحيطة، يمكن أن تستعيد حلوان دورها كمنطقة استشفائية متكاملة.
■ دعنا ننتقل إلى التطوير العمراني في القاهرة… كيف تقيّمون ما حدث خلال السنوات الأخيرة؟– الحقيقة أن القاهرة شهدت تطورًا حضريًا غير مسبوق خلال عشر سنوات. هذا التطور هو نتيجة رؤية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في تحسين جودة الحياة ودعم المواطن. الدولة نفذت مشروعات عملاقة في البنية التحتية، الطرق، النقل الذكي، تطوير المناطق العشوائية، وإعادة تنظيم المجال العمراني.
■ من وجهة نظركم… ما المشروع الذي يعتبر نموذجًا في إعادة بناء الإنسان والمكان؟– مشروع الأسمرات هو نموذج عالمي بكل المقاييس، ليس مجرد نقل سكان من منطقة لأخرى، بل تغيير شامل في نمط الحياة والسلوكيات. لم يُمنح المواطن وحدة سكنية فقط، بل حصل على:
– مدارس لتعليم أولاده.
– مراكز تدريب مهني.
– فرص عمل.
– مركز شباب ومدينة رياضية.
– سجلات مدنية ومكاتب جوازات.
– مسرح ومراكز ثقافية.
هذا نموذج لم يتحقق في دول كثيرة حاولت تطبيق مشاريع مماثلة. الدولة قدّمت لكل أسرة حياة جديدة، وهذا لا يحدث إلا في مشروع مبني على رؤية واضحة.
■ وماذا عن الدور الإداري في استمرار نجاح هذه التجارب؟– هنا تكمن أهمية وجود كيان إداري مسؤول عن الاستدامة. الدولة لم ترد أن تكون مشروعات الإسكان مجرد انتقال مؤقت، بل حياة كاملة تستمر وتتطور. لذلك تشارك وزارات عديدة: التضامن الاجتماعي، الصحة، الرياضة، التعليم… وغيرها. المحافظة جزء من منظومة كبيرة تعمل بتكامل كامل.
■ بصفتكم محافظ القاهرة… ما أهم التحديات التي واجهتموها وكيف تعاملتم معها؟– القاهرة مدينة ضخمة ومعقدة، والتحديات لا تنتهي. من أهم التحديات:
الكثافة السكانية المرتفعة.إدارة المرور والازدحام.ملف العشوائيات.الحفاظ على البيئة.ترتيب أولويات التنمية داخل 38 حيًا كاملين.لكن مواجهة هذه التحديات لا يمكن أن تتم بشكل تقليدي. لذلك اعتمدنا على:
– حلول غير نمطية.
– شراكات مع المجتمع المدني.
– دعم مباشر من القيادة السياسية.
– التعاون الكامل مع الوزارات المعنية.
– استخدام التكنولوجيا في الإدارة.
– بالتخطيط. الإدارة الناجحة هي إدارة الأولويات. هناك ملفات عاجلة، وملفات استراتيجية، وملفات ممتدة.
نعمل على جميعها بالتوازي، لكن بترتيب واضح. والمواطن هو الهدف النهائي لكل ما نقوم به.
هكذا وضع الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة ملامح رؤية واضحة وشاملة لمستقبل العاصمة، وخصوصًا منطقة حلوان التي تستعد لاستعادة مكانتها التاريخية كمنطقة علاجية وسياحية، بدعم مشروعات عملاقة يأتي على رأسها المجمع الطبي الجامعي الجديد. الحوار كشف حجم الجهد المبذول، وعن الإرادة الحكومية الحقيقية لإحداث نقلة نوعية في الخدمات الصحية والتعليمية، ولتعزيز التنمية العمرانية المستدامة داخل القاهرة.
أكد المحافظ أن العمل لا يقوم على جهد فردي، بل على منظومة وطنية متكاملة، تضم الدولة والجامعات والمجتمع المدني، وأن التحديات مهما كانت كبيرة، فإن الإرادة السياسية والدعم المجتمعي قادران على تحويلها إلى فرص. كما شدد على أن توفير حياة كريمة للمواطن يبقى الهدف الأول والأخير لكل مشاريع التطوير.
بهذا الحوار، نختتم رحلة في رؤية محافظ القاهرة، التي جاءت واضحة، مباشرة، وشديدة الواقعية؛ رؤية تؤمن بأن التحديث الحقيقي يبدأ من الإنسان ويصب في مصلحته، وأن القاهرة – بكل ما تحمله من ثقل تاريخي وبشري – تستحق كل جهد يُبذل من أجل استمرار نهضتها.