سودانايل:
2025-12-02@07:49:03 GMT

مآلات التغيير السياسي في رسالة المقاومة

تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن حالة السكون السياسي في المجتمع؛ مدعاة لغياب العمل المحكوم بالرؤية والفكرة. و متغيرات الأحداث في حرب البلاد المستمرة لابد أن تحدث تغييرا في الواقع الاجتماعي، و أيضا في خلق معادلة جديدة في الساحة السياسية تدفع بقطاعات واسعة من الشباب و غيرهم من السياسين إلي المشاركة الفاعلة في بناء الأمة، و أيضا المشاركة في صناعة القرار.

و التفاعل مع الجماهير وحده هو الذي يخلق التغيير المطلوب لأنه يكون مسنودا بقوة أجتماعية، و أهم ما تنجزه هو توازن القوى في المجتمع، الذي يضمن لها الاستمرارية بقوة. فالحرب و ويلاتها و معاناة المواطنين في الحرب التي دخلت الي منازلهم، كان لابد من البحث عن فكرة تدفع في اتجاه استنفار المواطنيين.. فكانت فكرة "المقاومة الشعبية" التي انطلقت من دارفور بهدف حماية منطقة شمال الإقليم امنع دخول الميليشيا، حيث اصطفت القوات المسلحة مع الحركات المسلحة إلي جانب المواطنين بهدف حماية شمال الإقليم.. و من هناك انتشرت الفكرة في العديد من مناطق السودان.. و نجحت المقاومة في حماية غرب كردفان من دخول الميليشيا , ايضا في سنار و االقضارف و كسلا و شمال السودان و الشرق. هذه التجربة كانت لها انعكاساتها، بعد اجتماع اسمرا الذي حضرته بعض الوفود المقاومة الشعبية بهدف التوحيد و التنسيق فيما بينها.
الآن تجيء رسالة الفريق أول شرطة محجوب حسن سعد مدير عام الشرطة سابقا، و التي بعثها إلي السادة رئيس و اعضاء مجلس السيادة ،و أيضا موجهة إلي الولاة بولايات السودان المختلفة، و إلي كل مواطن، و كل من يحمل السلاح ضد المتمردين .. و الرسالة معنونة بأسم "المقاومة الشعبية" التي استنفرت في مناطق السودان المختلفة.. تؤكد الرسالة (أن المقاومة الشعبية تعتبر الناطق الرسمي بإسم الشعب السوداني.. باعتبار أن الشعب في سنده للقوات المسلحة و الدعوة إلي المقاومة الشعبية لحماية نفسه و اسرته و ممتلكاتهم و اعراضهم، و الاستجابة الواسعة التي وجدت من قبل الناس في كل أقاليم السودان المختلفة جعلتهم يتحرروا من انتماءتهم الأولية و المناطقية و الحزبية إن كانت يمينا أو يسارا و الحديثة و القديمة و تكوين بنية واحدة لمناصرة الجيش و هزيمة التمرد) الهدف من الرسالة أن تنظم المقاومة الشعبية نفسها و تختار قياداتها في مناطقها ثم تصعد لتختار قيادة المقاومة في الإقليم و من ثم أختيار قيادة اتحادية تعبر عن المقاومة الشعبية.
و تقول رسالة الفريق أول سعد أن المقاومة يجب أن تكون هي المفوضة رسميا لمخاطبة العالم و المنظمات الإقليمية و الدولية، باعتبار أن قيادتها تم أختيارها ديمقراطيا من قبل الشعب في مناطقه المختلفة، من الحي إلي الولاية ثم المركز الاتحادي، و بالتالي هؤلاء الذين يحق لهم الحديث بأسم الشعب. و ليس سماع فئة صغيرة لا تجد السند الشعبي . أن المقاومة الشعبية كفكرة تستطيع أن تدفع بنفسها في ظل غياب الأحزاب السياسية و تقدم الرؤىة الموضوعية عبر الحوار المفتوح في تجاوز الأزمة و الحرب في البلاد. و كما ذكرت أن عجلة السياسية ربما يصبها الوهن و الضعف و تتوقف لكي تعدل من سيرها، و لكنها لا ترجع للوراء، و الأفكار وحدها هي التي تساعد على الخروج من الأزمة و تساعد على التغيير. و أي فكرة بتتطور بالحوار و تقديم الألإكار و ليس الرفض السلبي الذي لا يخدم الفكرة. أن المنعطف الذي تمر به البلاد قد بين أن الأحزاب السياسية تحتاج إلي إعادة بناء و تغيير في القيادات التي تكلست و اصبح وجودها نفسه أزمة. فالمقاومة الشعبية فكرة ناضجة ليست بديلا عن الأحزاب و لكنها تملأ الفراغ الذي يخلفه ضعف الأحزاب.
و تقول رسالة الفريق أول محجوب حسن سعد عن الفترة الانتقالية بعد وقف الحرب، التي شاركت فيها المقاومة الشعبية بحفظ الأمن في مناطقها ( أن المقاومة الشعبية تعتبر هي حاضنة الدولة السودانية الحقيقية، و قوات الشعب المسلحة هي المؤسسة القومية التي يفرض عليها الدستور و العرف و المنطق السليم بأن تكون و لوحدها على سدة حكم البلاد حتى يتم دحر التمرد من كل أرجاء الوطن.. و مطلوب منها أيضا بسط الأمن الشامل و الاستقرار الشامل لكل الوطن، و من بعد ذلك الاعداد للانتخابات بسند دولي و إقليمي فنيا و إداريا و ماليا.. لذلك لابد من تنظيم المقاومة التي سوف يقع عليها وحدها عبء إعادة بناء الدولة... و الانتظار الآن لترتيب و تنظيم نفسها) إذاً الرؤية التي تقدم بها الفريق أول شرطة حسن تفتح منافذ للحوار الوطني، و ليس بين القوى السياسية وحدها أنما مع كل أبناء الوطن لإي أي بقعة صغيرة كانت، هو يريد أن يرجع الحق للشعب عبر مكوناته الصغيرة في الأحياء و الولاية و المركز. و اعتقد أن الشعب الذي يقوم بالثورة و الانتفاضة ثم يسلمها للسياسيين و لا يجد منهم غير الفشل وجب عليه أن يتحمل المسؤولية حتى يضع قاطرة التحول الديمقراطي في الطريق السليم و يمنعها من الانحراف.
صحيحا أن الفكرة ربما تجد المعارضة والتشكيك و الاتهامات لكنها فكرة ترجع الحق لاصحابه، ربما يكون لهم الحل أفضل من صفوة لم ترث منها البلاد غير الفشل. أن الفكرة ولدة من الواقع الذي تدفع فيه الجماهير الفاتورة الكبيرة و يجب عليها أن تتحمل مسؤولية الخروج من الشرنقة. نسأل الله حسن البصيرة.

[email protected]
//////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المقاومة الشعبیة أن المقاومة الفریق أول

إقرأ أيضاً:

الجبهة الشعبية: إغلاق المجال الجوي الفنزويلي إرهاب دولة منظم

 

الثورة نت/

أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، اليوم الأحد ، بشدة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبار المجال الجوي فوق فنزويلا وبالقرب منها مغلقاً، واعتبرته خطوةً عدوانية جديدة وحلقة تضاف إلى إرهاب الدولة المنظم، الذي يُمثّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وحذّرت الجبهة في تصريح وصل وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ، من تبعات هذا التصعيد الأمريكي، مؤكدة أن تحويل البحر الكاريبي إلى ساحة عسكرية سيجرّ عواقب وخيمة تمتدّ آثارها إلى مجمل دول المنطقة، بما يهدد استقرارها وأمنها ويزيد من احتمالات تفجّر التوترات فيها.

وأكدت أن “فنزويلا دولة مستقلة ذات سيادة كاملة، ولا يملك أي طرف خارجي الحق في فرض حصار جوي عليها أو تهديد أمنها وملاحتها، ونؤكد أن الذريعة التي تروّج لها الإدارة الأمريكية لا تعدو كونها غطاءً لعملية تصعيد عسكري واسعة، تستهدف فنزويلا وكل بقعة حرة مناهضة للإمبريالية الأمريكية وسياساتها العدوانية في القارة الأمريكية”.

وأضافت أن “الهدف الجوهري لهذا التصعيد هو محاولة إخضاع الشعب الفنزويلي، وانتزاع قيادته الشرعية برئاسة الرئيس التقدمي الحر نيكولاس مادورو، تمهيداً للاستيلاء على الثروات النفطية للبلاد، كما يرتبط هذا الاستهداف المتصاعد مباشرة بمواقف فنزويلا الأصيلة والجريئة، خصوصاً ثباتها في مواجهة السياسات الإمبريالية والصهيونية، ورفضها حرب الإبادة التي تُشن على الشعب الفلسطيني، وأي تورط أمريكي مباشر في تلك الحرب العدوانية”.

وجددت الجبهة “تضامنها الكامل مع الشعب الفنزويلي الصامد” ، وأكدت أن “الضغوط العسكرية والسياسية الأمريكية لن تنال من إرادته ولا من تمسكه بحقوقه وكرامته”.

ودعت إلى “تحرك دولي عاجل من قبل الحكومات والمنظمات الدولية والقوى العالمية الحرة، لمواجهة هذا التهديد الأمريكي الصريح لسيادة دولة مستقلة، وإدانة هذه السياسات العدوانية المتصاعدة ضد فنزويلا وشعبها، ومواصلة الضغط من أجل رفع جميع أشكال الحصار والتهديد عن الأجواء والأراضي الفنزويلية”.

مقالات مشابهة

  • طارق صالح: التباينات السياسية طبيعية وهدفنا المشترك اليمن واستعادة الدولة
  • تاج السر أحمد سليمان … صوت الحقيقة الذي لا ينطفئ !
  • تكالة يبحث مع تيته خارطة الحل السياسي في ليبيا
  • المقاومة بكل أشكالها.. فكرة لا تموت وحق مشروع للشعوب
  • كيف حوّل شكري نعمان أمن الحوبان إلى شركة جباية داخل مصنع “كميكو”؟ومن هي الشبكة التي تحميه من التغيير ؟
  • الجبهة الشعبية: إغلاق المجال الجوي الفنزويلي إرهاب دولة منظم
  • محلية الخرطوم تشهد تخريج 650 من مستنفري المقاومة الشعبية
  • العيدروس يهنئ قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي بعيد الاستقلال الـ 30 من نوفمبر
  • "الشعبية": يوم التضامن محطةٌ مهمةٌ لمواجهة الإبادة
  • وكالة الأنباء اللبنانية: مسيرات إسرائيلية تكثف تحليقها شرقي وجنوبي البلاد