استعراض خطط توسعة محطات معالجة الصرف الصحي في ظفار
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
صلالة- العُمانية
ناقش المجلس البلدي بمحافظة ظفار اليوم مشروعات الخدمات العامة الحالية والمستقبلة في الولايات، وتعزيز الجوانب التنموية والبيئية والمجتمعية في المحافظة.
وخلال الاجتماع الذي عُقد برئاسة صاحب السمو السّيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار، استضاف المجلس مختصين من شركة نماء لخدمات ظفار لمناقشة مشروعات المياه والصرف الصحي الجاري تنفيذها والخطط المستقبلية للشركة بولايات المحافظة من بينها توسعة محطات المعالجة للصرف الصحي بمشروع امتداد منطقة عوقد، ومشروع امتداد صحلنوت "المرحلة الثانية".
واستعرض المجلس عددًا من المقترحات من بينها تكثيف جهود التوعية والشراكة للحفاظ على البيئة خلال موسم الخريف السياحي إلى جانب مناقشة نتائج ملتقى "ظفار والنعم... لتحقيق شراكة فاعلة ومستدامة" الذي نظمه المجلس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصلالة بهدف تعميق الشراكة والتعاون بين مجالس أولياء الأمور والجهات المعنية لتفعيل الوعي القيمي والإرشادي، وتعزيز الصحة النفسية والبدنية.
كما استعرض المجلس البلدي بالمحافظة توصيات لجانه الرئيسة، والردود الواردة من المؤسسات الحكومية والخاصة حول تطوير خدماتها وخططها المستقبلية، واتخذ بشأنها القرارات المناسبة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ظفار.. جنة الخريف وأرض التباشير
سعيد بن بخيت غفرم
s.ghafarm@gmail.com
تتهيأ محافظة ظفار هذه الأيام لاستقبال موسم الخريف، الذي يحلُّ سنويًا في أواخر يونيو ويستمر حتى نهاية سبتمبر، وسط أجواء من الفرح والترقّب لهذا الفصل البهيج الذي تنفرد به ظفار عن سائر مناطق الجزيرة العربية.
ويمتاز موسم الخريف بزخات المطر المتواصلة، والنسمات العليلة، والضباب الذي يعانق قمم الجبال ويغمرها بالرذاذ، فتكتسي الأرض حلة خضراء ساحرة، تتحول معها الطبيعة إلى لوحة فنية بديعة تستحق بجدارة لقب "أرض التباشير"؛ في إشارة إلى بشائر الخيرات والنماء التي يحملها هذا الفصل سنويًا.
ولا يقتصر معنى "التباشير" على الجانب البيئي فحسب، بل يمتد ليشمل البُعد التراثي، حيث يُستخدم المصطلح أيضًا في وصف المجامر الظفارية، التي تفوح منها روائح اللبان والبخور، وتُزَيَّن أعلاها بزخارف مثلثية تُعرف بـ"التباشير"، مستوحاة من العمارة التقليدية التي تزيّن أسطح البيوت القديمة في ظفار، ولا تزال بارزة في المساجد والمباني والقبور التاريخية بالمحافظة.
يُجسّد شعار المحافظة "ظفار.. أرض التباشير" العمق الحضاري المستمد من تراث المنطقة وهويتها الثقافية العريقة، كما يعكس كرم أهل ظفار، وحفاوة استقبالهم، و"تباشير" الفرح التي تسبق قدوم الزوّار، وهي صفات أصيلة متجذرة في نفوس الأهالي، عرفها الأجداد ونقلوها عبر الأجيال، لتظل من أبرز ملامح الهوية الظفارية المتفردة.
وتحرص ظفار على المحافظة على تقاليدها الأصيلة في الضيافة والترحيب، مما يعكس القيم الاجتماعية والإنسانية الراسخة، ويجعلها مقصدًا متميزًا يجمع بين الأصالة والجمال الطبيعي.
ومع حلول الخريف، تنشط الحياة في مختلف أرجاء المحافظة؛ حيث يستقبله الأهالي بعادات وتقاليد متوارثة، تشمل ترديد الأغاني الشعبية، ورعي المواشي، وجني المحاصيل الموسمية، في أجواء احتفالية مميزة. كما تشهد الأسواق التقليدية حركة تجارية نشطة، تُعرض خلالها منتجات محلية متنوعة تشمل البخور، واللبان، والعطور، والثياب التقليدية، والمأكولات الشعبية، والفواكه الموسمية التي تزدهر في هذه الفترة.
ويمثل الموسم كذلك رافدًا اقتصاديًا وسياحيًا مهمًا، إذ تستقطب ظفار خلال هذه الفترة آلاف الزوار من داخل السلطنة وخارجها، مستفيدين من الأجواء المعتدلة والطبيعة الخلابة. كما يبرز مهرجان صلالة السياحي كأحد أبرز الفعاليات السنوية، التي تحتفي بالموروث الظفاري من خلال برامج ثقافية، وفنية، ورياضية، ودينية، تسهم في تعزيز الهوية الوطنية وتنشيط القطاع السياحي.
ويؤكد أهالي ظفار أهمية هذا الموسم، ليس فقط لكونه موسم خير ونماء، بل لأنه يمثل أيضًا فرصة سنوية لتجديد الروابط الاجتماعية، وإحياء الذاكرة الثقافية للمجتمع المحلي.
وفي الختام، تبقى ظفار جنة الخريف وأرض التباشير، محافظةً على أصالتها، ومتجددةً في عطائها، في فصل تتجدد فيه نسمات الخير، وألوان السعادة، وجمال الطبيعة عامًا بعد عام.