هروب إلى الأمام.. لماذا تستمر إدارة بايدن في دعم إسرائيل؟
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
واشنطن- منذ وصول الرئيس جو بايدن للحكم، تعهدت إدارته بإعادة ضبط وتقويم مواقفها لتتناسق مع القانون الدولي، وهو أمر من شأنه أن يعزز المؤسسات الدولية ويدعم الحقوق الواردة في ميثاق الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية، بما في ذلك اتفاقية الإبادة الجماعية واتفاقيات حقوق الإنسان.
وقد التزمت إدارة بايدن برصد ومنع عمليات الإبادة الجماعية، واتخذت موقفا في قضايا محكمة العدل الدولية الأخرى التي تنطوي على تدابير مؤقتة، بما في ذلك ما يتعلق بالصراع بين أوكرانيا وروسيا، مفاده أن أحكام المحكمة الدولية ملزمة قانونا ويجب الامتثال لها.
وعلى النقيض، تحاول إدارة بايدن جاهدة عدم الاعتراف بفظاعة ما يحدث في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ولا ترى في وصول عدد القتلى الفلسطينيين إلى أكثر من 29 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، إلا مجرد ثمن مؤسف لا مفر منه لممارسة إسرائيل "حقها في الدفاع عن نفسها".
ويقول المسؤولون الأميركيون إنه ليس لديهم أي سبب لإجراء تقييم لما يشير إلى احتمال حدوث إبادة جماعية، رغم دق العديد من المقررين والوكالات الأممية والمنظمات الدولية والخبراء القانونيين ناقوس الخطر منذ أن بدأت إسرائيل قصفها لغزة. ومازالت إدارة بايدن تؤكد أن الدعاوى القانونية ضد إسرائيل "لا أساس لها".
ويكرر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي أن واشنطن "ما تزال تعتقد أن مزاعم الإبادة الجماعية لا أساس لها من الصحة وأن المحكمة لم تتوصل إلى نتيجة بشأن الإبادة الجماعية، ولم تدع إلى وقف إطلاق النار في حُكمها، وأن المحكمة دعت إلى الإفراج الفوري غير المشروط عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس".
ومن جانبه أكد أستاذ القانون الدولي جامعة إلينوي البروفيسور فرانسيس بويل، في حديثه للجزيرة نت، أن "البيت الأبيض يكرر مقولة ادعاء لا أساس له من الصحة، ويقولون ذلك لأنه بموجب المادة 3، الفقرة 2 من اتفاقية الإبادة الجماعية، فإن إدارة بايدن مذنبة بمساعدة وتحريض على الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين".
ويضيف بويل "الإدارة الأميركية انتهكت أيضا بشكل صارخ قانون تنفيذ اتفاقية الإبادة الجماعية الخاصة بالولايات المتحدة، لذلك بالطبع سيذهبون لتكرار ما يقولونه من عدم وجود أساس للدعوى".
وفي حديث للجزيرة نت، قالت المعلقة السياسية والخبيرة بالشؤون الدولية آسال راد "إنه وبالنظر إلى الدعم الأميركي للعدوان الإسرائيلي في غزة، والذي تجاوزت فيه إدارة بايدن الكونغرس مرتين منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي لإرسال المزيد من الأسلحة إلى إسرائيل، فإن لموقف المحكمة أيضا تداعيات على تواطؤ الولايات المتحدة".
وأضافت أنه -مع محاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية- ستواجه إدارة بايدن صعوبة في إنكار الواقع على الأرض في غزة وتوفير الأسلحة لإسرائيل ومخالفة القانون المحلي والدولي. وعلى هذا النحو "سيكون لإجراءات الولايات المتحدة الآن تأثير أكبر على تدهور النظام الدولي القائم على القواعد إذا رفضت الامتثال لمؤسسات ذلك النظام".
في حين ذكرت هايدي ماثيوز أستاذة القانون الدولي بكلية الحقوق جامعة يورك في كندا، والتي سبق لها العمل مع محكمة العدل الدولية بالمحكمة الخاصة لسيراليون، في حديث للجزيرة نت "إن قرار محكمة العدل ضمنيا يحذر الولايات المتحدة من أنه يجب عليها إعادة تنظيم سياستها تجاه إسرائيل ليس فقط لضمان عدم ارتكاب الإبادة الجماعية أو التحريض عليها، ولكن أيضا أن تتخذ واشنطن إجراءات إيجابية لمنع الإبادة الجماعية".
واعتبرت ماثيوز أنه "إذا لم يحدث ذلك، فإن الولايات المتحدة تعرض نفسها لمسؤولية الدولة عن عدم الامتثال لالتزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، فضلا عن المسؤولية المحتملة عن التواطؤ في الإبادة الجماعية".
دفاع لا يتوقف
ومع اقتراب موعد تقديم إسرائيل تقريرا إلى محكمة العدل في 26 فبراير/شباط الجاري تشرح فيه ما تقوم به لتنفيذ إجراءات حماية المدنيين التي أمرت بها المحكمة عقب مداولاتها يومي 25 و26 من يناير/كانون الثاني الماضي، لا تترك إدارة الرئيس الأميركي فرصة لإظهار دعمها لإسرائيل إلا وتستغلها.
وِفي مشاركة لها خلال جلسة استماع أمام محكمة العدل أمس الأربعاء، دعمت الولايات المتحدة إسرائيل، واعتبرت أن الرأي الاستشاري الصادر عن المحكمة العليا بالأمم المتحدة يمكن أن "يحبط جهود السلام إذا لم يأخذ في الحسبان احتياجات إسرائيل".
وقال ريتشارد فيسيك المستشار القانوني بالخارجية الأميركية -للمحكمة- إن "التحرك نحو انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية وغزة يتطلب النظر في احتياجات إسرائيل الأمنية الحقيقية جدا".
وجاءت هذه التصريحات في اليوم الثالث من جلسات الاستماع حول سيطرة إسرائيل على الضفة وغزة والقدس الشرقية. وفي الجلسات نفسها، انتقد ممثلون من جنوب أفريقيا ودول أخرى -إسرائيل- لإدارتها "دولة فصل عنصري" ودعوا إلى إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية.
وفي الوقت الذي لا تزال الولايات المتحدة تواجه فيه ضغوطا متزايدة للدفع نحو تغيير سلوك إسرائيل في غزة، تتمسك إدارة بايدن بتقديم دعم قانوني كامل لإسرائيل في المحافل الدولية نتج عنه استخدام حق النقض (الفيتو) 3 مرات لمنع صدور قرارات ملزمة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار.
ويعتبر البروفيسور كريغ مارتن بكلية واشبورن للقانون جامعة ولاية كانساس أن موقف محكمة العدل -الذي ينظر إلى التصريحات التي أدلى بها كبار المسؤولين الإسرائيليين علنا على أنها تشجع على الإبادة الجماعية- قد يعني في أحد أبعاده توبيخا لتصريحات المسؤولين الأميركيين مثل وزير الخارجية أنتوني بلينكن وغيره ممن رفضوا وأدانوا القضية قبل الأوان.
وفي حديث للجزيرة نت، عبر البروفيسور مارتين عن أماله في أن "يتم دفع إدارة بايدن إلى إجراء تغيير جوهري في سياساتها، خاصة وأن الولايات المتحدة تعبر باستمرار عن دعمها لمحكمة العدل واحترامها لقراراتها" وأقر كذلك بأنه "من الصعب تقييم احتمال كيفية تأثير موقف المحكمة على سياسات إدارة بايدن وعملية صنع القرار داخلها في وقت قريب، رغم أنه قد يقوي موقف هؤلاء الذين يجادلون من أجل زيادة الضغط على إسرائيل داخل إدارته".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: اتفاقیة الإبادة الجماعیة الولایات المتحدة إدارة بایدن محکمة العدل للجزیرة نت فی غزة
إقرأ أيضاً:
تعرف على اهم إحصائية لجريمة الإبادة الجماعية لليوم الـ600 من العدوان على غزة
*أولاً: المعطيات السكانية والسياق العام:*
- (+2.4 مليون) نسمة في قطاع غزة يتعرضون للإبادة والتجويع والتطهير العرقي.
- (600) يوم على الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد المدنيين في قطاع غزة.
- (+88%) نسبة الدمار الشامل الذي أحدثه الاحتلال في قطاع غزة.
- (+62 مليار دولار) مجموع الخسائر المباشرة الأولية للإبادة الجماعية.
- (77%) من مساحة قطاع غزة سيطر عليها الاحتلال بالاجتياح والنار والتهجير.
- (46 مرة) قصف الاحتلال منطقة المواصي التي يزعم أنها "آمنة".
*ثانياً: الشهداء والمفقودون والمجازر:*
- (+63,000) مجموع أعداد الشهداء والمفقودين منذ بدء الإبادة الجماعية.
- (54,084) مجموع الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات منذ بدء الإبادة الجماعية.
- (+9,000) مفقود، منهم شهداء مازالوا تحت الأنقاض، ومنهم مصيره مازال مجهولاً.
- (+18,000) عدد الشهداء الأطفال، وصل منهم للمستشفيات (16,854).
- (+12,400) عدد الشهيدات من النساء، وصل منهن للمستشفيات (8,968).
- (+7,950) عدد الأمهات الشهيدات.
- (932) أطفال استشهدوا وكانت أعمارهم أقل من عام واحد.
- (356) طفلاً رضيعاً وُلِدوا واستشهدوا خلال حرب الإبادة الجماعية.
- (1,580) شهيداً من الطواقم الطبية قتلهم الاحتلال "الإسرائيلي".
- (115) شهيداً من الدفاع المدني قتلهم الاحتلال "الإسرائيلي".
- (220) شهيداً من الصحفيين قتلهم الاحتلال "الإسرائيلي".
- (754) شهيداً من شرطة وعناصر تأمين مساعدات قتلهم الاحتلال "الإسرائيلي.
- (+15,000) مجموع المجازر بشكل عام.
- (+14,000) عائلة تعرضت للمجازر من الاحتلال "الإسرائيلي".
- (2,483) عائلة أُبيدت ومُسحت من السجل المدني (بعدد 7,120 شهيداً).
- (+5,620) عائلة أُبيدت ومُتبقي منها ناجي وحيد (بعدد 10,151 شهيداً).
- (+60%) من الشهداء هم من الأطفال والنساء والمسنين.
- (58) شهيداً بسبب سوء التغذية، (منهم 53 طفلاً).
- (242) حالة وفاة بسبب نقص الغذاء والدواء، معظمهم أطفال وكبار سن.
- (26) حالة وفاة بين مرضى الكلى بسبب عدم توفر التغذية والرعاية الغذائية اللازمة.
- (+300) حالة إجهاض بين النساء الحوامل، بسبب نقص العناصر الغذائية الضرورية.
- (17) شهيداً بسبب البرد، (منهم 14 طفلاً).
*ثالثاً: الإصابات والاعتقالات والحالات الإنسانية:*
- (123,308) مجموع الجرحى والمصابين الذين وصلوا للمستشفيات.
- (17,000) مجموع الجرحى الذين هم بحاجة إلى تأهيل طويل الأمد.
- (+4,700) مجموع حالات البتر، بينهم (18% أطفال).
- (+415) مجموع المصابين من الصحفيين.
- (6,633) مدنياً تعرضوا للاعتقال منذ بدء حرب الإبادة الجماعية.
- (362) عدد المعتقلين من الطواقم الطبية.
- (48) عدد المعتقلين من الصحفيين.
- (26) عدد المعتقلين من الدفاع المدني.
- (+14,700) مجموع أرامل الحرب (اللواتي استشهد أزواجهن).
- (+42,000) مجموع الأطفال الأيتام (أطفال بلا والدين أو أحدهما).
- (+2,136 مليون) حالة أصيبت بأمراض معدية مختلفة نتيجة النزوح القسري.
- (71,338) حالة أصيبت بمرض الكبد الوبائي.
*رابعاً: القطاع الصحي:*
- (38) مستشفى قصفها الاحتلال أو دمرها أو أخرجها عن الخدمة.
- (82) مركزاً طبياً مستشفى قصفه الاحتلال أو دمره أو أخرجه عن الخدمة.
- (164) مؤسسة صحية قصفها الاحتلال أو دمرها أو أخرجها عن الخدمة.
- (144) سيارة إسعاف استهدفها الاحتلال "الإسرائيلي".
- (54) مركبة للدفاع المدني (إنقاذ وإطفاء) استهدفها الاحتلال "الإسرائيلي".
*خامساً: التعليم والمؤسسات الأكاديمية:*
- (149) مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية دمرها الاحتلال كلياً.
- (369) مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية دمرها الاحتلال جزئياً.
- (+13,000) عدد الطلبة الشهداء الذين قتلهم الاحتلال "الإسرائيلي".
- (+785,000) عدد الطلبة الذين حرمهم الاحتلال الإسرائيلي من التعليم.
- (+800) معلم وكادر تربوي قتلهم الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب.
- (+150) عالماً وأكاديمياً وباحثاً قتلهم الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب.
*سادساً: دور العبادة والمقابر:*
- (828) مسجداً دمرها الاحتلال "الإسرائيلي" بشكل كلي.
- (167) مسجداً دمرها الاحتلال "الإسرائيلي" بشكل جزئي.
- (3) كنائس استهدفها الاحتلال "الإسرائيلي".
- (19) مقبرة دمرها الاحتلال من أصل (60) مقبرة.
- (2,300) جثمان من الأموات والشهداء سرقها الاحتلال من المقابر.
- (7) مقابر جماعية أقامها الاحتلال داخل المستشفيات.
- (529) شهيداً اُنتشلوا من المقابر الجماعية داخل المستشفيات.
*سابعاً: السكن والنزوح والإيواء:*
- (≈210,000) وحدة سكنية دمرها الاحتلال بشكل كلي.
- (≈110,000) وحدة سكنية دمرها الاحتلال بشكل بليغ غير صالح للسكن.
- (≈180,000) وحدة سكنية دمرها الاحتلال بشكل جزئي.
- (280,000) أسرة فلسطينية بدون مأوى.