توقع العلماء السيناريو الأسوأ الذي يمكن أن يؤدي إلى وفاة 85 ألف فلسطيني بسبب الإصابات والأمراض المرتبطة بالحرب على مدى الأشهر الستة المقبلة، في تقييم للصراع الدائر في غزة. 

وتؤكد هذه التوقعات القاتمة، التي حددها علماء الأوبئة البارزون من جامعة جونز هوبكنز وكلية لندن للصحة والطب الاستوائي، على الحاجة الملحة للتدخل الإنساني للتخفيف من الأزمة المتصاعدة.

وتسلط الدراسة وفقا لنيويورك تايمز، التي تتناول ثلاثة سيناريوهات محتملة، الضوء على الخسائر المدمرة التي خلفها الصراع على السكان المدنيين في غزة. وحتى في أفضل السيناريوهات المتمثلة في وقف فوري ومستدام لإطلاق النار، فمن المتوقع أن يصل عدد الوفيات إلى 6500 شخص، مما يشير إلى التأثير المنتشر للحرب على الصحة العامة والرفاهية.

وشدد الدكتور فرانشيسكو تشيتشي، أستاذ علم الأوبئة والصحة الدولية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، على أهمية دمج هذه الأدلة في عمليات صنع القرار. ويقدم التحليل، المستند إلى البيانات الصحية التي تم جمعها قبل وأثناء النزاع، رؤى مهمة حول العواقب المحتملة لخيارات السياسات على حياة البشر.

وتشمل الوفيات المتوقعة أسباباً مختلفة، بما في ذلك الإصابات المؤلمة، والأمراض المعدية، ومضاعفات الأمهات والأطفال حديثي الولادة، والأمراض غير المعدية غير المعالجة. وحذر الدكتور بول شبيجل، مدير مركز هوبكنز للصحة الإنسانية، من أن عدد القتلى قد يتصاعد بشكل كبير في حالة ظهور أوبئة مثل الكوليرا أو الحصبة، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.

ويسلط التحليل الضوء على التأثير غير المتناسب للصراع على الفئات السكانية الضعيفة، مع حدوث نسبة كبيرة من الوفيات الناجمة عن الصدمات بين النساء والأطفال. وتؤكد طبيعة القصف المنتشرة على الحاجة الملحة لمعالجة العنف المتصاعد وضمان الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية لجميع سكان غزة.

وأشاد باتريك بول، الخبير في التحليل الكمي للوفيات المرتبطة بالصراع، بدقة البحث في إلقاء الضوء على التكاليف الإنسانية المحتملة للحرب. وتعد هذه النتائج بمثابة تذكير صارخ بالمعاناة الإنسانية المعرضة للخطر والحاجة الماسة إلى اتخاذ إجراءات فورية لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح.

وبينما يتصارع صناع السياسات مع قرارات معقدة، مستنيرين بالحقائق الصارخة الموضحة في الدراسة، يجب على المجتمع الدولي إعطاء الأولوية للجهود الرامية إلى التوسط في وقف دائم لإطلاق النار وتوفير المساعدة الإنسانية الأساسية للتخفيف من معاناة سكان غزة.

 

 

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

خبراء يطلقون من أبوظبي رؤية جديدة لمستقبل الصحة

أبوظبي: «الخليج»
اختُتِمت في أبوظبي فعاليات مؤتمر الاتحاد الدولي لتعزيز الصحة والتثقيف الصحي في دورته الخامسة والعشرين، التي نظمها مركز أبوظبي للصحة العامة بالتعاون مع الاتحاد الدولي للتثقيف الصحي، بدعمٍ من دائرة الصحة بأبوظبي، وبمشاركة أكثر من 2,000 خبير وقائد وصانع تغيير من أكثر من 100 دولة.
وسجّلت أبوظبي حضوراً مميزاً باستضافتها لهذا الحدث للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، حيث نجحت في إطلاق رؤية جديدة لمستقبل الصحة العامة على الصعيد العالمي.
شهد المؤتمر، مخرجات عالمية ملموسة شملت: 15 توصية عن السياسات العامة، و10 شراكات استراتيجية طويلة الأمد، و385 جلسة نقاشية بقيادة نخبة من الخبراء الدوليين، تمحورت جميعها حول شعار المؤتمر: «البيئات المحفّزة لصحة ورفاه الكوكب وسكانه».
وأثمر المؤتمر عن إصدار مجموعة من التوصيات العامة التي تعالج أبرز التحديات الصحية في القرن الحادي والعشرين، أولها إعادة تعريف الصحة الرقمية، حيث أكد المشاركون أن التقنيات الرقمية الصحية، رغم دورها المحوري، يجب أن تبقى وسيلة داعمة للرعاية التقليدية لا بديلاً عنها.
ثانياً: تصميم مدن أذكى وأكثر برودة لمواجهة التغير المناخي، وثالثاً اعتبار الصحة النفسية حقاً للجميع، ودمجها في قطاعات التعليم والتخطيط الحضري والرعاية الصحية الأولية، ورابعاً تعزيز الجاهزية لحالات الطوارئ الصحية.
كما شدد المؤتمر على أهمية اعتماد نهج تفكير شمولي قائم على تحليل المحددات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية للصحة، والتركيز على تصميم بيئات وسياسات وخدمات تعزز الصحة من جذورها.
وقال الدكتور راشد السويدي، المدير العام لمركز أبوظبي للصحة العامة: «أثبت المؤتمر أن التقدم الحقيقي في الصحة العامة لا يتحقق إلا من خلال التعاون عبر القطاعات والأنظمة. وقد شكّل المؤتمر منصة لترسيخ الالتزام الجماعي بتحويل الأفكار إلى حلول ملموسة، وتعزيز الصحة كمهمة مجتمعية مشتركة«.
وقالت الدكتورة أمنيات الهاجري، المدير التنفيذي لقطاع صحة المجتمع في مركز أبوظبي للصحة العامة: «الصحة لم تعد مجرّد استجابة للأمراض، بل أصبحت مكوناً أساسياً في تصميم البيئات والنظم. نحن لا نُعالج فقط، بل نُعيد تصميم الصحة ذاتها».
وفي تجسيد لنهج دولة الإمارات القائم على التعاون الدولي، وقّع مركز أبوظبي للصحة العامة 8 مذكرات تفاهم استراتيجية مع جهات رائدة في قطاع الصحة العالمي، وتهدف هذه الشراكات إلى دعم جهود الوقاية من الأمراض غير السارية، وتعزيز صحة المرأة، والتشخيص المبكر، والرفاه المجتمعي.
وقال سيوني تويتاهي، رئيس الاتحاد الدولي لتعزيز الصحة والتثقيف الصحي: «أعادت أبوظبي تعريف مفهوم التعاون الصحي العالمي، فما شهدناه هنا من رؤية وإرادة جماعية سيلهم الأجيال القادمة في مختلف أنحاء العالم».

مقالات مشابهة

  • ارتفاع كبير لعدد الوفيات جراء سيول نيجيريا
  • حالة تأهب قصوى في ألاسكا.. زلازل متصاعدة تنذر بـ«ثوران» وشيك
  • بنمو 22%.. صادرات الملابس تتجاوز مليار دولار في أول 4 أشهر من 2025
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: يمكن هزيمة "حماس" خلال أشهر
  • تجنبها ينقذ حياة مليون شخص سنويا.. خبراء يحذرون من 4 أخطاء شائعة عند غسل اليدين
  • اليمنيون يحذرون العدو الصهيوني ..لن تتمكن من ايقافنا عن اسناد غزة
  • الجناح الوطني السعودي يشارك في بينالي لندن للتصميم 2025 بمعرض “مياه صالحة”
  • أرقام من موازنة مصر خلال 10 أشهر: عبء الدين يلتهم إيرادات الضرائب
  • المالية: 25 % ارتفاعا في المصروفات العامة بالموازنة خلال 10 أشهر
  • خبراء يطلقون من أبوظبي رؤية جديدة لمستقبل الصحة