هل قراءة سورة الدخان يوم الجمعة تغفر الذنوب؟ يبحث الكثيرون عن قراءة سورة الدخان يوم الجمعة، وما يقال من الأحاديث الصحيحة في سورة الدخان، وفضل تكرارها سبع مرات.

وفي التقرير التالي نوضح فضل هل قراءة سورة الدخان يوم الجمعة تغفر الذنوب؟، وما ورد في فضل سورة الدخان للزواج.

الطاعة في وقت الغفلةقراءة سورة الدخان ليلة الجمعة

سورة الدخان لها فضل عظيم للمسلمين، فقد أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  بالمداومة على قراءة سورة الدخان ، فمن يقرأها في المساء استغفرت له الملائكة، فعن أبي هريرة قال: قال الرسول عليه الصلاة و السلام: (من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك ).

كما ورد أن قراءتها كل ليلة تجلب الرزق والخير والبركة في البيت، كما أن  قراءة سورة الدخان يوميا وقبل النوم تحث على السعي والعمل، كما أن المحافظة على قراءة سورة الدخان بعد صلاة المغرب تجعل المسلم في حصن وأمن من الجن والشياطين.

وورد أيضا أن المواظبة على قراءة القرآن الكريم لها العديد من الفوائد والنفع للمسلم، حيث أن قراءة القرآن الكريم تهدئ النفس وتكفي الإنسان السوء، وتذكره بالإيمان والتوحيد بالله تعالى، كما أنها تجلي القلوب وتشفي الصدور وتبعث الطمأنينة والراحة، وتجعل قلب المؤمن في خشية من الله تعالى مما يحثه على الالتزام في العبادات والطاعات.

نزلت سورة الدخان على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة فهي -مكية النزول-، تتناول كأغلب السور المكية الدعوة للإسلام، وتثبيت العقيدة في فلوب المسلمين وتحمل الكثير من الرسائل وتتحدث عن البعث ويوم القيامة، وتقع في الجزء الخامس والعشرون ، وهي السورة رقم أربعة والأربعون، ونزلت بعد سورة  الزخرف.

ويبلغ عدد آيات سورة الدخان تسع وخمسون آية، ويبلغ عدد كلماتها ثلاثمائة وست وأربعون كلمة، ويبلغ عدد حروفها ألف وأربعمائة وواحد وثلاثون حرفا، وتعتبر سورة الدخان من السور التي لها فضل عظيم.

أسباب نزول سورة الدخان  

– عندما رفضت قريش دخول الإسلام، وزادوا في إزاء النبي وسائر المسلمين، دعا عليهم الرسول أن يصابوا بالفقر والمجاعة، كالقحط الذي حذر منه نبي الله يوسف، فاستجاب الله لرسوله وأصابهم القحت والجوع.

– أصاب البلاء القوم المشركين حتي وصل بهم الأمر أن يأكلوا العظام والحيوانات الميته، وضعفت قريش وأصابها التعب والجهد والشقاء، وكلما نظر أحدهم إلى السماء فلا يرى غير الدخان، كأن السماء تحولت بأكملها إلى دخان، مما جعلهم يشعرون بالخوف والريبة، وأنزل الله آيته حيث قال تعالى (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين).

– ذهب البعض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له : (يا رسول الله استسق لمضر فإنها قد هلكت)، وقد اعترف المشركين أن محمد نبي ودعوته مقبولة، وله رب يحميه ويقبل دعوته لكنهم لم يؤمنون، وداعا لهم الرسول ان يرفع الله عنهم القحط، فاستجاب الله لرسوله ونزلت الآية (إنَّا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون)، وعندما رفع الله عنهم المجاعة والقحط عادوا مرة أخرى لإزاء المسلمين، أنزل الله قوله :  (يوم نبطش البطشة الكبرى إنَّا منتقمون).

– ونزلت آية ( ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الكَرِيمُ ) تخص أبو جهل بسبب عجرفته وغروره، حيث قال عكرمة أن أبو جهل ألتقى بالرسول عليه السلام وقال الرسول: (إن الله تعالى أمرني أن أقول لك : (أولى لك فأولى. ثم أولى لك فأولى)، وقال له أبو جهل لعنه الله عليه وهو ينزع ثوبه: (ما تستطيع لي أنت ولا صاحبك من شيء.. لقد علمت أني أمنع أهل البطحاء وأنا العزيز الكريم ، فقال الله الآية من باب التهتك والسخرية منه عندما أذله الله وقتل في غدوة بدر على يد طفلين صغيرين لا يتعدى عمرهما الخامسة عشر عاما، وهو القوي الشجاع العزيز بين قومه، فعايره الله تعالى بكلامه الذي قاله للرسول وقال له ذق طعم الذل والمهانة فلا أنت عزيز ولا كريم.

هل قراءة سورة الدخان يوم الجمعة تغفر الذنوب؟  

قالت دار الإفتاء : أنه ورد ذلك في حديث ضعيف يؤخذ به في فضائل الأعمال والمستحبات، فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وآله وسلم-: «مَنْ قَرَأَ حم الدُّخَانَ فِي لَيْلَةِ جُمُعَةٍ، أَوْ يَوْمَ جُمُعَةٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ» أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير».

وقال العلامة زين الدين عبد الرؤوف المناوي في «التيسير بشرح الجامع الصغير»: [(من قَرَأَ حم الدُّخان فِي لَيْلَة جُمُعَة أَو يَوْم جُمُعَة بنى الله لَهُ) بهَا (بَيْتا فِي الْجنَّة) وَمن لَازم ذَلِك دُخُوله إياها لأنه انما بنى لَهُ ليسكنه (طب عَن أبي امامة) واسناده ضَعِيف].

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ-: «مَنْ قَرَأَ حم الدُّخَانَ فِي لَيْلَةِ الجُمُعَةِ غُفِرَ لَهُ» أخرجه الترمذي، وقال الإمام أبو عيسى الترمذي: [هَذَا حَدِيثٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الوَجْهِ وَهِشَامٌ أَبُو المِقْدَامِ يُضَعَّفُ، وَلَمْ يَسْمَعِ الحَسَنُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، هَكَذَا قَالَ أَيُّوبُ وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ].

الليلفضل سورة الدخان قبل النوم 

•الالتزام بـ قراءة سورة الدخان كل يوم قبل النوم حتى تستغفر الملائكة لم يقرأها، لذا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقراءتها كل ليلة.

• قراءة سورة الدخان يفتح قلب المسلم للتوبة.

• قراءة الدخان كل ليلة تفتح أبواب الرزق والبركة.

• المداومة على قراءة سورة الدخان يزيل الهموم والأحزان من القلوب.

• الالتزام بقراءة سورة الدخان يهذب النفس وينقيها من الشرور.

• سورة الدخان تمنح صاحبها الخير والبركة والسعادة وتزيل عنه الأحزان.

• قراءة سورة الدخان يوميا تحصن المسلم من الشرور.

• المداومة على تلاوة سورة الدخان يكشف للمسلم من يكيد به ويتمنى له الشر.

• الالتزام بقراءة سورة الدخان تزرع الشعور بالراحة والسكينة والطمأنينة في نفس المسلم وتشعره بالراحة.

• سورة الدخان تنير بصيرة الإنسان وتكشف للمسلم خفايا كثيرة تدور حوله.

• فضل قراءة سورة الدخان قبل النوم أنها تحفظ المسلم وتحميه من الشيطان حتى يصبح.

• المداومة على قراءة سورة الدخان تجعل المسلم متأكداً من أن فرج الله قريب وهو القادر على تحويل الأمور للخير.

• الالتزام بقراءة سورة الدخان يفضل أن يكون في بعد صلاة الفجر، وبعد صلاة قيام الليل، ويستمر حتى شروق شمس اليوم الجديد.

• قراءة سورة الدخان يكون سبع مرات كل ليلة لنيل الجزاء كاملاً.

فضل قراءة سورة الدخان للرزق

فضل قراءة سورة الدخان للرزق ، ورد أن قراءتها يومياً قبل النوم تجلب الرزق والخير والبركة في البيت، كما أن  قراءة سورة الدخان يوميا وقبل النوم تحث على السعي والعمل، كما أن المحافظة على قراءة سورة الدخان قبل النوم تجعل المسلم في حصن وأمن من الجن والشياطين.

فضل قراءة سورة الدخان يوميا

فضل قراءة سورة الدخان يوميا المواظبة على قراءة القرآن الكريم لها العديد من الفوائد والنفع للمسلم، حيث أن قراءة القرآن الكريم تهدئ النفس وتكفي الإنسان السوء، وتذكره بالإيمان والتوحيد بالله تعالى، كما أنها تجلي القلوب وتشفي الصدور وتبعث الطمأنينة والراحة، وتجعل قلب المؤمن في خشية من الله تعالى مما يحثه على الالتزام في العبادات والطاعات.

ذكر اللهفضل سورة الدخان في كشف السحر

فضل سورة الدخان في كشف السحر يشكو الكثير من الناس لتعرضهم لبعض الأشياء التي يدلل يفقهون تفسيرها، وفي النهاية يدركون أن هناك من قام بفعل السحر لهم، ويتسائل البعض كيف أقوم بإبطال السحر دون الحاجة لشخص آخر،  فضل سورة الدخان في كشف السحر ما يلي : المواظبة على قراءة سورة الدخان تجعل الإنسان ذو بصيرة منيرة ويرى ما تم اخفاؤه عنه من أمور تسوءه، كما أنها تكشف الأعداء وتوضح المكائد التي يقوم الآخرين بتدبيرها للشخص، والمواظبة على قراءة سورة الدخان تكفي المؤمن شر السحرة وأعمالهم.

فضل قراءة سورة الدخان ليلة الجمعة

وردت عدة أقوال في فضل قراءة سورة الدخان يوم الجمعة، وجاء في ذلك عدة أحاديث شريفة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن فضل قراءة سورة الدخان يوم الجمعة : 

قراءة سورة الدخان ليلة الجمعة يحصل بها المؤمن على الرحمة والمغفرة من الله تبارك وتعالى.قراءة سورة الدخان ليلة الجمعة تغفر الذنوب لصاحبها.قراءة سورة الدخان ليلة الجمعة تحلب الخير والبركة والرزق.من قرأ سورة الدخان ليلة الجمعة بني له بيتاً في الجنة.قراءة سورة الدخان في يوم الجمعة أو ليلة الجمعة يستغفر لقارئها سبعون ألف ملك إلى أن يصبح.قراءة سورة الدخان في يوم الجمعة تطرد الشياطين وتكفي المؤمن كل سوء.
أذكار الصباح كاملة مكتوبة

« اللهمَّ بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموتُ وإليك النُّشورُ».

« بسم اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ ، في الأرضِ ، ولا في السَّماءِ ، وَهوَ السَّميعُ العليمُ»، (ثلاث مرات).

« أَصبَحْنا على فِطرةِ الإسلامِ، وكَلِمةِ الإخلاصِ، ودِينِ نَبيِّنا محمَّدٍ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- ومِلَّةِ أبِينا إبراهيمَ، حَنيفًا مُسلِمًا، وما كان مِنَ المُشرِكينَ».

« أصبَحْنا وأصبَح المُلْكُ للهِ والحمدُ للهِ أسأَلُكَ مِن خيرِ هذا اليومِ ومِن خيرِ ما فيه وخيرِ ما بعدَه وأعوذُ بكَ مِن الكسَلِ والهرَمِ وسوءِ العُمُرِ وفتنةِ الدَّجَّالِ وعذابِ القبرِ».
« اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في الدنيا والآخرةِ اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في دِيني ودنيايَ وأهلي ومالي اللهمَّ استُرْ عوراتي وآمِنْ روعاتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذُ بك أن أُغْتَالَ من تحتي».

« رضيتُ باللهِ ربًّا وبالإسلامِ دينًا وبمحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نبيًّا».

« يا حيُّ يا قيومُ برحمتك أستغيثُ ، و أَصلِحْ لي شأني كلَّه ، ولا تَكِلْني إلى نفسي طرفَةَ عَينٍ أبدًا».

« لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريك له له المُلكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ».

« اللهمَّ إني أسألُك علمًا نافعًا ورزقًا طيبًا وعملًا متقبلًا».

« اللَّهُمَّ أنتَ ربِّي لا إلَهَ إلَّا أنتَ خلَقتَني وأَنا عبدُكَ وأَنا على عَهْدِكَ ووعدِكَ ما استطَعتُ أعوذُ بِكَ من شرِّ ما صنعتُ أبوءُ لَكَ بنعمتِكَ عليَّ وأبوءُ بذَنبي فاغفِر لي فإنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ».

« حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ»، (سبع مرات).

« سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، سُبْحَانَ اللهِ رِضَا نَفْسِهِ، سُبْحَانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، سُبْحَانَ اللهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ»، (ثلاث مرات).

« اللهمَّ فاطرَ السمواتِ والأرضِ عالمَ الغيبِ والشهادةِ لا إلهَ إلَّا أنتَ ربَّ كلِّ شيءٍ ومَليكَه أعوذُ بك من شرِّ نفسي ومن شرِّ الشيطانِ وشرَكِه وأنْ أقترفَ على نفسي سوءًا أو أجرَّهُ إلى مسلمٍ».


« اللَّهُمَّ إنِّي أصبَحتُ أنِّي أُشهِدُك، وأُشهِدُ حَمَلةَ عَرشِكَ، ومَلائِكَتَك، وجميعَ خَلقِكَ: بأنَّك أنتَ اللهُ لا إلهَ إلَّا أنتَ، وَحْدَك لا شريكَ لكَ، وأنَّ مُحمَّدًا عبدُكَ ورسولُكَ».

« لا إلَه إلَّا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ يُحيِي ويُميتُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ».

«سبحان اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أكبرُ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ العليِّ العظيمِ»، (مئة مرّةٍ أو أكثر).

« سُبْحَانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ»، (مئة مرة أو أكثر).

« اللهمَّ عافني في بدَني اللهمَّ عافني في سمعي اللهمَّ عافني في بصري لا إلهَ إلا أنتَ، اللهمَّ إني أعوذُ بك من الكفرِ والفقرِ وأعوذُ بك من عذابِ القبرِ لا إلهَ إلا أنتَ»، (ثلاث مرات). 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سورة الدخان أذكار الصباح كاملة مكتوبة قراءة القرآن الکریم صلى الله علیه وسلم الله تعالى قبل النوم الله عنه س ب ح ان کل لیلة کما أن لا إله

إقرأ أيضاً:

خطبتا الجمعة بالحرمين: لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج.. ولا حج إلا بتصريح

ألقى الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام، وافتتحها بتوصية المسلمين بتقوى الله -عز وجل-، وامتثال ما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر.
وقال فضيلته: في كل عام، ومع اقتراب شهر ذي الحجة، تهفو أفئدة مؤمنة كثيرة إلى بيت الله الحرام، وتتوق للحج إليه، إنها تحلم برؤية البيت العتيق الذي باركه الله عز وجل، واختصه بالخير، وأغدق عليه وعلى من حج إليه سحائب رحمته، وفيض غفرانه وأمنه وكرمه، استجابة لدعوة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام ربه {فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون}.
وأوضح فضيلته أن الحج إلى بيت الله الحرام فرض عين على كل مسلم ومسلمة مرة واحدة في العمر كله لمن استطاع إلى ذلك سبيلاً، ومن استطاع أن يحج فلم يفعل كان عاصياً آثماً، وهو على خطر عظيم؛ قال الله تعالى {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً. ومن كفر فإن الله غني عن العالمين}.
وبين أن مما ينبغي ذكره في هذا المقام التنبيه إلى البيان الشرعي لهيئة كبار العلماء في المملكة، الداعي إلى عدم جواز الحج بلا تصريح، مدعماً ذلك بالأصول العامة للشريعة، والقواعد الفقهية الكلية التي تقرر وجوب دفع الضرر قبل وقوعه وبعد وقوعه، وتقديم درء المفاسد على جلب المصالح، وتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام، والاعتبار بالمآلات المترتبة على الأفعال إقدامًا وإحجامًا، ووجوب طاعة ولي الأمر في المعروف وحرمة مخالفته، فضلاً عن مراعاة المصالح الضرورية الخمس (النفس، والدين، والعرض، والمال، والعقل) التي جاءت الشريعة الغراء لحفظها، وإثباتها، وإبعاد كل ما يخل بها، أو يجعلها تختل أو تتعطل، كما هو الحال في الأضرار الجسيمة والمخاطر المتعددة المترتبة على عدم الالتزام باستخراج التصريح بالحج في هذا العصر.
وأبان فضيلته أن الحج مظهر عملي للأخوة الإسلامية ووحدة الأمة الإسلامية؛ إذ يجتمع المسلمون لأداء هذه العبادة كما أداها رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً-، ويحصل بهذا التجمع منافع الاقتداء والتذكرة، وتعظيم شعائر الله، فالمسلم حين يقف في هذه المشاعر المقدسة يستشعر الحقائق التي وقعت فيها، ومنها قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام وزوجه هاجر حين قالت: إلى من تتركنا؟ فقال إلى الله، قالت: إذًا لا يضيعنا الله. وقصة الرضيع الذي يفحص بقدميه من العطش وأمه تسعى بين الصفا والمروة طلباً للغوث حتى أتمت سبعة أشواط فنبع الماء من تحت قدم الرضيع إسماعيل عليه الصلاة والسلام. وقصة بناء البيت ورفع القواعد على التوحيد والإيمان الخالص لله وحده لا شريك له. وقصة مقدمات النبوة المحمدية وإرهاصاتها العجيبة، ثم النبوة والرسالة والدعوة والأذى والصبر والتحمل والهجرة، ثم الفتح والانتصار.
وقال فضيلته: فالمسلم حين يقف في هذه المواقف، ويستشعر هذه الحقائق، يحس بالقرب من الله عند بيته الحرام، تحوم حوله هذه المعاني وهذه التذكرة فتسيطر على مشاعره وأحاسيسه، فلا يرى حوله إلا توحيد الله وإخلاص العبادة له، فيحاسب نفسه على أفعاله في بلاده، وهل صرف شيئاً مما يجب لله لغير الله، فيتوب ويرجع بقلب سليم وعمل صاف جميل وعقيدة نقية طاهرة، وكل هذه الحكم والأهداف تدور حول المعنى الذي يربط الإنسان بخالقه، ويصل أهل الأرض برب السماء والأرض، فهو المعنى الذي يليق بالناس أن يجتمعوا عليه دائمًا، لتطهير القلوب من أدناس الشرك، والأعمال من أرجاس الوثنية.. تلك العقيدة التي تتوارى في ظلها فوارق الأجناس والألوان واللغات والأقطار والطبقات، وتبرز حقيقة العبودية والأخوة، فالجميع بلباس واحد، يعبدون إلهاً واحداً لا إله إلا هو، يجدون قوة الوحدة وفائدة التضامن تحت راية الإيمان، وداعي هذا التجمع قوله تعالى: {وَأَذِنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجَ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}. والقاعدة الأساسية لهذا اللقاء هي قوله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا} لا في قليل ولا في كثير، لا في قول ولا في عمل، لا في مسيرة ولا في هتاف، إنما هو تجريد القصد والعمل لله وحده، وترك كل ما سواه، فلا يعبد إلا الله، ولا يُدعى إلا الله، ولا يُذكر إلا اسم الله تهليلاً وتكبيراً، وتسبيحاً وتحميداً، وتلبية وخضوعاً، في هدوء وخشوع وسكينة ووقار، وفي ذل وانكسار.
وأضاف إمام وخطيب المسجد الحرام: أحذر كل الحذر أن تصرف شيئاً من حقه إلى سواه، فإن ذلك انحطاط من علياء الإيمان إلى حضيض الشرك، والعياذ بالله.
وأكد أن الحج موسم كبير لكسب الأجور، وتكفير السيئات، يقف فيه العبد بين يدي ربه مقراً بتوحيده، معترفاً بذنبه وعجزه عن القيام بحق ربه، فيرجع من الحج نقياً من الذنوب كيوم ولدته أمه.
وقال: وصيتي لكم حجاج بيت الله الحرام أن تحرصوا على أن يكون حجكم مبروراً؛ قال صلى الله عليه وسلم “والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة” رواه البخاري. والحج المبرور هو الذي لا تخالطه معصية، لا رفث ولا فسوق ولا جدال ولا أشر ولا بطر ولا رياء ولا سمعة.
ودعا الدكتور الجهني ضيوف الرحمن بتقوى الله، والعلم أن الله تبارك وتعالى يراقبك في جميع أوقاتك وفي كل أحوالك. واعلم أنك خدمت وكفيت.
كما أكد فضيلته أن المملكة حامية الحرمين الشريفين بذلت كل طاقاتها الاقتصادية والاجتماعية والتوجيهية والإرشادية لتوفير الراحة لحجاج بيت الله الحرام ولزوار مسجد رسوله صلى الله عليه وسلم، فيؤدي الحاج مناسك حجه في أمن واستقرار ورخاء وراحة نفسية، فلم يبق لأحد كائناً من كان أي مجال للفسوق والجدال، والخلاف والشقاق والتشويش والفوضى وإشغال الحجاج عن أعمال الحج وعن طاعة الله عز وجل، ولم يبق مجال لانتهاك حرمة البقاع المقدسة بالتجمعات والهتافات غير المشروعة وإيذاء المسلمين عند بيت رب العالمين وعند مسجد سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام والله تبارك وتعالى يغار على حرماته ويحمي مقدساته ويحرس وفوده، وينصر عباده الذين جعلهم في خدمة الحرمين الشريفين، فليس للمفسد إلا الفشل والخزي والعقوبة من الله، والبغض من الناس {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم}.
وختم إمام وخطيب المسجد الحرام خطبته بالقول: ألا إنكم في استقبال عشر ذي الحجة المباركات التي أقسم الله بلياليها في الكتاب، وأيام عظّم الله شأنها في محكم ذلك الخطاب، فقال جل شأنه {والفجر. وليال عشر}، وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله -عز وجل- من هذه العشر”. قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: “ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء”. أخرجه البخاري. وأخرج الإمام مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئاً حتى يضحي”. فأين المسارعون إلى قيامها وصيامها؟ والمتسابقون فيها إلى الأعمال الصالحة واغتنامها، فاستنشقوا -وفقكم الله- نفحات الخير وتنسموها، وتعرضوا لنفحات رحمة الله كلما ألمت واغتنموها، فإنها أيام غزير فضلها، عزيز في الرغائب مثلها، فالدعوات فيها مقبولة، والرغائب فيها مبذولة.
* وفي المدينة المنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير المسلمين بتقوى الله، فالتقوى ملاك الوصايا وملازمتها خير السجايا.. قال جل في علاه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا اتَّقُوا اللَّه حَقَّ تُقَاتِه وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.
وقال فضيلته: أيها الحجاج والعمار والزوّار، قدمتم خير مقدم، وغنمتم خير مغنم، وطاب ممشاكم، والرحمة تغشاكم، وهنيئاً لكم زيارة البلاد الطاهرة، والبقاع الزاهرة، والأرجاء الذاكية، والمواطن الزاكية (مكة المكرمة والمدينة المنورة). إنكم في مواطن النفحات ومساقط الرحمات ومتنزل البركات ومواضع الخيرات، فمن أم البيت وأحرم بالحج فلم يرفث ولم يفسق ولم يخالط شيئاً من المآثم حتى انتهى من نسكه غفر له ما تقدم من ذنوبه وخطاياه، قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ: “مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْه أُمُّهُ” متفق عليه.
وأضاف قائلاً: نزِّهوا الحرمين الشريفين، وعظِّمُوا حرمتهما، وراعُوا مكانتهما، واحذروا ما يعكّر صفو الشعائر والمشاعر.. محذراً من الجدال بالباطل، والتنازع والتخاصم والتقاطع والتشاجر والشقاق والافتراق.. ولا تجعلوا الحجّ مسرحاً للخلافات والمخاصمات والمشاحنات والعداوات، ولا مكاناً للهتافات والعصبيات والحزبيات.. قال جل وعلا {الْحَجُّ أشهر مَّعْلُومَاتٌ. فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}.
وأشار فضيلته إلى ضرورة تفقه الحاج في المناسك قبل لبس الإحرام والتوجه إلى بيت الله الحرام، وسؤال أهل العلم عما يشكل عليه، محذراً من استفتاء الجاهلين وسؤال من لا يعرف بالعلم والفتوى، فكم من حاج شرع في أداء نسكه وهو لا يدرك أحكامه فترك ركناً أو أسقط شرطاً، قال جل وعلا {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَة لِلَّهِ}.
وأوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الحجّاج بالالتزام بالسُنن المسندات النيّرات، والحذر من البدع والمحدثات، قائلاً: لا تنحنوا لأموات، ولا ترجوا شفاء من رفات، ولا تتبركوا بالقبور، ولا تستشفوا بها، ولا ترموا الأطعمة والحبوبَ والنقود والسّبَحَ والثياب عليها، ولا تستغيثوا بالأموات، ولا تسألوهم سدَّ الفاقات وإغاثة اللهفات، وارفعوا إلى الله وحده الحاجات والرغبات والدعوات، واحذروا التشبه بأهل الدجل والخزعبلات والخرافات.
وأضاف: أيها الحجّاج، لا تتبركوا بجدار أو باب، ولا تتمسحوا بمنبر ولا محراب، ولا تلتمسوا البركة من مغارة أو جبل أو صخرة أو أحجار.. فالبركة لا تلتمس من الجمادات.
وخاطب فضيلته الحجّاج قائلاً: ارحموا الضعفة والنساء والشيوخ والهرمين، ولا تؤذوهم، ولا تدفعوهم، ولا تضايقوهم، وأفسحوا لهم يفسح الله لكم، وعليكم بالرفق والتمهل والترسل ولِينِ الجانب والمسامحة وترك المزاحمة.. وأكثِروا من التوبة والاستغفار، وتَذَكَّروا جلالة المكان، وشرف الزمان.
وفي ختام الخطبة حث إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين على الالتزام بما اقتضت السياسة الشرعية والمصلحة المرعية بتحديد عدد الحُجَّاج كلّ عام، فلا حج إلا بتصريح من خلال الجهات الرسمية دفعًا لمفاسِد الزحام، ومنعًا لحصول الفوضَى ووقوع الاختلال والاضطراب في الحج.

مقالات مشابهة

  • الأزهر للفتوى.. الحجر الأسود يحُطُّ الذنوبَ والخطايا
  • سورة قرآنية تساوي قراءة 1000 آية في الأجر والثواب.. ما هي؟
  • لا تنسى أهل غزة ورفح.. أدعية في ساعة الاستجابة يوم الجمعة
  • فضل صيام يوم وقفة عرفات «يكفر ذنوب عامين»
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج.. ولا حج إلا بتصريح
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • حكم قراءة القرآن قبل أذان الجمعة في المساجد.. «الإفتاء» توضح
  • 6 سنن تُكفر ذنوبك.. اغتنمها في الجمعة الأخيرة من ذي القعدة
  • نفحات وبركات| فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة
  • 10 آيات تحميك من الفتنة يوم الجمعة أوصى بها النبي.. ما هي؟