الجزيرة:
2024-07-27@01:50:19 GMT

تاريخ غزة لعارف العارف.. جولة في عروس مدن الشرق

تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT

تاريخ غزة لعارف العارف.. جولة في عروس مدن الشرق

لم يعِش الصحفي والمؤرخ الفلسطيني عارف العارف المولود في مدينة القدس في 1891 والمتوفى في رام الله في 1973 ليرى أن الوحدة العربية التي كان مبتهجا بقرب تحققها قد غدت حلما بعيد التحقق، وأن الدولة القُطْرية التي بشّر بزوالها قد قسمت وغدت دولا.

كذلك لم يدر في خلده، وهو الذي بشّر بالوحدة في مقدمة كتابه "تاريخ غزة" (الدار الأهلية للنشر، 2024) أن غزة التي أرّخ لها وشرح في كتابه -الصادر لأول مرة في أربعينيات القرن الماضي- تطور صناعتها في قرن غابر، تغدو الآن أطلالا.

وأن سكانها الذين بنوها وأحفادهم قد مزقتهم طائرات المحتل الإسرائيلي، بل ودُفن كثير منهم تحت ركامها.

غزة رفيقة العصور

في كتابه يستكمل العارف رسالته في تعريف القارئ العربي بفلسطين استكمالا لكتابيه "القضاء بين البدو"، و"تاريخ بئر السبع وقبائلها".

المؤرخ والسياسي الفلسطيني عارف العارف يتوسط مشايخ بئر السبع (الجزيرة)

ولد العارف في القدس، ودرس في إسطنبول، وحارب في الجيش العثماني، وأُسر في سيبيريا ليعود بعد الثورة الروسية إلى فلسطين، وحرّر أول صحيفة وطنية فلسطينية نُشرت بعد الحرب العالمية الأولى؛ وهي جريدة "سوريا الجنوبية".

وفي الكتاب الذي يقع في زهاء 460 صفحة يرى الكاتب أن "غزة ليست بنت قرن من القرون، أو وليدة عصر من العصور، وإنما هي بنت الأجيال المنصرمة كلها، ورفيقة العصور الفائتة كلها من اليوم الذي سطّر التاريخ فيه صحائفه الأولى".

وعن تاريخ غزة يضيف المؤرخ أنه "تاريخ مجيد لأنها صمدت لنوائب الزمان بجميع أنواعها، حتى إنه لم يبق غازٍ من الغزاة المتقدمين أو المتاخرين إلا ونازلته، فإما أن يكون قد صرعها، وإما هي صرعته".

بناها الأقدمون

ويطوف الكتاب في تاريخ المدينة القديم التي بناها الأقدمون والعرب أول من ارتادها وغشي أسواقها، وهم من حمل إليها بضائعهم وسلعهم من الطيب والبهار والبخور وغيرها.

وغزة من أقدم مدن العالم، كما يؤرخ الكتاب، سكنها أولا الكنعانيون وهم من الشعوب "الساميّة"، وتنسبهم رواية التوراة إلى حام بن نوح، وفي رواية أخرى أن غزة كانت قائمة في هذا الوجود عندما احتلها الكنعانيون وأخذوها من العموريين.

كما كانت غزة طوال تاريخها على صلة بمصر، ويعرض العارف طرفا لصلة المدينة بالفراعنة والملوك الرعاة الذين حكموا مصر (الهكسوس)، وعلاقتها بالفلسطينيين الأوائل.

سد منيع

وفي التاريخ القديم يروي عن علاقة غزة باليهود فهم وإن نجحوا في دخول فلسطين، "إلا أنهم لم يتمكنوا من إخضاع غزة وإذلالها، فظلت بعيدة عن نفوذهم" كما يقول.

ويورد طرفا من أسفار العهد القديم التي ورد فيها ذكر غزة، ومنها الإصحاح الأول من سفر عاموس حيث كانت غزة من أمهات المدن الفلسطينية التي التي وقفت سدا منيعا في وجوههم، وأبت الخضوع لحكمهم وكانت الحرب سجالا بين الفريقين.

ويتوقف العارف عند غزة في أيامه المعاصرة -في أربعينيات القرن الفائت- فيقول "إنها من أجمل المدن الفلسطينية الواقعة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط وفيها حدائق غناء، وحول المدينة القديمة بساتين تزرع فيها جميع أنواع الخضار وأشجار الفاكهة، ماؤها عذب وهواؤها عليل. إنك إذا جئتها صيفا وجدتها أحسن مصيف، وإذا نزلتها شتاء وجدتها أبدع مشتى في فلسطين".

أغنى مدن فلسطين

ويعرض للتقدم والتطور في المدينة قبل النكبة واحتلال غزة، ويرى أنها قد تكون أغنى مدن فلسطين في أربعينيات القرن المنصرم، وهي من أهم الأسواق الفلسطينية لتصريف المنتجات الزراعية، وتأتي بعد مدينة اللد الفلسطينية من هذه الناحية، كما أن موقعها على البحر والسهل والبادية زادها أهمية، ومنحها ذلك الغنى.

ويسجل العارف أن عدد سكان غزة في أربعينيات القرن العشرين قد وصل إلى 33 ألف نسمة، وربما فاق عدد سكانه أكثر من الذين قطنوا القدس، لكن تتابع الغزوات أدى إلى تناقص عدد سكانها مرات عدة.

كما شهدت المدينة نهضة تعليمية كبيرة وعددا كبيرا من المدارس؛ بل إن المدينة شهدت وجود مدرسة خاصة بالمكفوفين قبل الحرب العالمية في 1914، والغاية منها تعليمهم القرآن الكريم وسُمّيت بالمدرسة الهاشمية.

وعلى صعيد المساجد والجوامع فإن غزة -حسب الكاتب- قد تكون أغنى المدن العربية الإسلامية في الشرق بجوامعها ومساجدها، بعضها قديم جاء ذكره في كتب التاريخ وبعضها بُني بعد ذلك.

ويذكر المؤلف من مساجدها القديمة التي ذكرها في كتابه مسجد الجامع العمري الكبير، وجامع السيد هاشم، والشمعة، وغيرها كثير.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

بالصور: أولمبياد باريس 2024 - ثمانية رياضيين يمثلون فلسطين( أسماء)

تسجّل فلسطين مشاركتها الثامنة في تاريخ دورات الألعاب الأولمبية، اليوم الجمعة 26 تموز 2024، حين تنطلق النسخة الحالية من الحدث الأبرز على مستوى العالم في العاصمة الفرنسية باريس، والتي ستستمر منافساتها حتى 11 آب/أغسطس المقبل.

ويمثّل فلسطين في هذا الحدث ثمانية رياضيين، هم السباحيّن فاليري ترزي ويزن البواب، والعدائيّن محمد دويدار وليلى المصري، ولاعب الجودو فارس بدوي، ولاعب التايكواندو عمر إسماعيل، ولاعب الرماية جورج الصالحي، ولاعب الملاكمة وسيم أبو سل.

وسيرفع علم فلسطين في حفل الافتتاح الذي يقام على نهر السين، كل من فاليري ترزي ووسيم أبو سل.


 

وستشارك السبّاحة فاليري ترزي، في منافسات 200 متر مختلط، أما يزن البواب فينافس على فئة 100 متر سباحة ظهر، وعلى صعيد منافسات ألعاب القوى، سيشارك العدائيّن محمد دويدار وليلى المصري بفئة سباق 800 متر.

وفي منافسات التايكواندو، سيلعب لاعب منتخبنا الوطني عمر إسماعيل على فئة تحت 58 كغم، بينما سيلعب فارس بدوي لاعب الجودو على وزن تحت 81 كغم، ولاعب الملاكمة وسيم أبو سل على وزن 57 كغم، أما جورج الصالحي لاعب الرماية فسينافس في فئة "السكيت".

وكانت البعثة الفلسطينية قد وصلت، أمس الخميس، إلى باريس، حيث كان في استقبالها على أرض المطار، رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية الفريق جبريل الرجوب، وسفيرة دولة فلسطين لدى فرنسا هالة أبو حصيرة، وعدد من أبناء الجالية الفلسطينية، الذين رحبوا بالبعثة الفلسطينية المشاركة في الأولمبياد.

وأكد الفريق الرجوب، أهمية مشاركة فلسطين في الحدث الرياضي الأبرز على مستوى العالم، وتقديم صورة نموذجية ومشرقة عن الرياضة الفلسطينية.

وقال إن الرياضيين المشاركين هم سفراء لقضيتهم الفلسطينية العادلة، ويحملون على عاتقهم تقديم عذابات ومعاناة وصمود الإنسان الفلسطيني المتشبث بأرضه، في هذا الحدث الذي سيكون محط أنظار العالم.

وتأتي المشاركة الفلسطينية الحالية في ظل ظروف صعبة تمر بها فلسطين ومنظومتها الرياضية، جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، والذي أسفر عن استشهاد نحو 400 رياضي ورياضيةً، وتدمير العشرات من المنشآت الرياضية، فضلاً عن توقف النشاط الرياضي وانعكاس ذلك على الحالة الفنية للاتحادات الرياضية كافة.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • بالصور: أولمبياد باريس 2024 - ثمانية رياضيين يمثلون فلسطين( أسماء)
  • رغم الإبادة الجماعية.. فلسطين حاضرة بـ8 أبطال في أولمبياد فرنسا
  • محافظ سوهاج يؤدى صلاة الجمعة بمسجد الشرطة ويستمع لمطالب المواطنين
  • المصالحة بين الفصائل الفلسطينية: الصين تتفوق على الغرب في الشرق الأوسط للعام الثاني
  • المشهد الثقافي في فلسطين
  • مكاسب خاصة.. تحليل يشكك في وساطات السلام الصينية
  • جولة مفاجئة .. محافظ الدقهلية يتفقد مدينة جمصة
  • الصين تقترح نهجا من 3 خطوات لحل القضية الفلسطينية
  • إسرائيل تعلن اعتراض مسيّرتين قادمتين من الشرق
  • أتوبيس الفن الجميل يصطحب أطفال الكيت كات في جولة بمصر القديمة