الذكاء الاصطناعي يغير وجه الحملات الانتخابية للرئاسة الامريكيه 2024
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
في تطور يثير الجدل، تشهد الحملات الانتخابية الرئاسية الامريكية لعام 2024 استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج الفيديوهات والصور المفبركة بهدف السخرية من المنافسين السياسيين، وتعتبر هذه الاستراتيجية تهديدا للنزاهة والشفافية في العملية الانتخابية، كما تم استثمار تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات الناخبين لتوجيه لهم رسائل سياسية أكثر دقة وتاثيرا.
تشير التقارير إلى أن بعض الفرق الانتخابية تستخدم الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى مفبرك يستهدف منافسيهم بصورة ساخرة ومسيئة، و يتم استخدام تقنيات التلاعب بالصور والفيديو لإنشاء مشاهد وأحداث وهمية يتم تناقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت بهدف التأثير على الرأي العام وتشويه صورة المنافسين.
في تطور لافت في معركة الانتخابات الرئاسية الامريكيه ، قام الرئيس السابق دونالد ترامب بنشر فيديو ساخر بواسطة تقنية الذكاء الاصطناعي يصور الرئيس الحالي جو بايدن وهو متجه لدار الأيتام بصحبه زوجته، في محاولة لإقناع الناخبين بأنه غير صالح لتولي فترة رئاسة ثانية بسبب عمره المتقدم.
وتم تداول الفيديو على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار جدلاً واسعاً وانقساماً في الرأي العام، واظهرت لقطات الفيديو الرئيس بايدن وهو يسيير بشكل بطيء شديد وبصحبته زوجته متجهين نحو دار المسنين ، وتناول الفيديو تعليقات ساخرة تستهزئ بقدراته العقلية والجسدي، وفريق اخر استنكر هذا النوع من الفيديوهات المفبركة مطالبا بضرورة وجود إطار قانوني وأخلاقي يحكم استخدامها بشكل صحيح ومسؤول وضمان أن هذه التكنولوجيا لا تستخدم للتلاعب أو إلحاق الأذى بالآخرين.
*"هيلي "تسخر من "العجوزين*
وفي هجمة اخري باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي ، ضربت نيكي هيلي المرشحة للرئاسة من الحزب الجمهوري عصفورين بحجر واحد ، وانتقدت عمر كل من ترامب والرئيس الحالي جو بايدن ، وبشكل ساخر نشرت صورة على حسابها في إكس ، وهما يرتديان قبعتين من الصوف ووصفتهما بالعجوزين معلقة فوقها "المنافسة التي لا يريد أحد رؤيتها مجدداً"، في إشارة إلى تنافس كل من ترامب وبايدن مجددا كما حصل في 2020.
وانتقدت هيلي عدة مرات في مقابلة تلفزيونية وخطابات أمام مؤيديها عمر الرجلين، ولكن هذه المرة استخدمت تقنية الذكاء الاصطناعي للسخرية من عمر منافسيها.
وأوضح عدد من الخبراء ان استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا السياق أمرًا مثيرًا للقلق، حيث يمكن للتقنيات المتقدمة التلاعب بالصور والفيديوهات بخلق صورًا وأحداثًا مزيفة بشكل حقيقي يصعب كشفه، مما يجعل من الصعب على الجمهور تحديد ما هو حقيقي وما هو مفبرك.
يثير هذا الاستخدام المسؤولية الأخلاقية والأمنية للذكاء الاصطناعي في الحملات الانتخابية، فقد يؤدي تداول الصور والفيديوهات المفبركة إلى نشر معلومات زائفة وإشاعات تؤثر على سمعة المرشحين وتشوه صورتهم في ذهن الناخبين .
*المرشحون يعتمدون علي تطبيقات متطورة لتحسين من رسائلهم السياسية*
وعلي الجانب الاخر، هناك الوجه الإيجابي لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تعزيز قدرة المرشحين لتحسين استراتيجيات حملاتهم وتحليل بيانات الناخبين وتوجيه الرسائل السياسية بشكل أكثر دقة وتفصيلاً.
أحد التطبيقات الرئيسية للذكاء الاصطناعي في الحملات الانتخابية هو تحليل البيانات الضخمة المتاحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، و يمكن للمرشحين استخدام تقنيات التعلم الآلي وتحليل البيانات لفهم اهتمامات الناخبين ومواقفهم السياسية بشكل أفضل، مما يتيح لهم صياغة رسائل واستراتيجيات انتخابية مخصصة تلبي تلك الاهتمامات وتحقق تأثيرًا أكبر.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة المرشحين في توجيه حملاتهم الانتخابية، من خلال تحليل البيانات والتصنيف التلقائي، يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد المجموعات الديموغرافية المستهدفة بشكل أكثر دقة وتوجيه الجهود الانتخابية بشكل فعال، مما يؤدي إلى توفير المزيد من الوقت والجهد والموارد.
ومع ذلك، تثير استخدامات الذكاء الاصطناعي في الحملات الانتخابية بعض التساؤلات المتعلقة بالخصوصية والأمان، يجب أن يتم استخدام هذه التقنيات بشكل مسؤول ومن خلال الامتثال للقوانين واللوائح المعمول بها، لضمان حماية بيانات الناخبين والحفاظ على سلامة العملية الديمقراطية.
على الرغم من الفوائد المحتملة للاستخدام المناسب للذكاء الاصطناعي في الحملات الانتخابية، يجب أن يتم التعامل معه بحذر ومسؤولية، ووضع إطار قانوني وأخلاقي صارم لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي في مصلحة حقوق الأفراد، ولضمان الشفافية والعدالة في العملية الديمقراطية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي العملية الانتخابية الانتخابات الرئاسية الأمريكية وسائل التواصل الاجتماعي الذکاء الاصطناعی فی للذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
كيف استخدمت السعودية الذكاء الاصطناعي في إدارة موسم الحج؟
قُدّمت تقنيات الذكاء الاصطناعي هذا العام كعنصر رئيسي في إدارة موسم الحج في السعودية، لا سيما في مراقبة حركة الحجاج.
وقالت وكالة "فرانس برس"، إن المسؤولين السعوديين وظفوا تقنيات الذكاء الاصطناع لمراقبة حركة الحجاج على مدار الساعة، باستخدام بيانات ضخمة وصور حية من آلاف الكاميرات المنتشرة في مكة والمشاعر المقدسة.
وتقوم أكثر من 15 ألف كاميرا بمراقبة حية للحشود، فيما تعمل برمجيات ذكية على تحليل المشاهد المرصودة، للتنبؤ بنقاط الازدحام ورصد أي خلل في حركة السير. وتشمل هذه المنظومة أيضًا تتبّع أكثر من 20 ألف حافلة تنقل الحجاج بين المواقع المقدسة.
ويُعد هذا النظام جزءًا من منظومة تقنية شاملة تعتمدها السعودية لإدارة واحد من أكبر التجمعات البشرية في العالم، حيث استقبلت مكة نحو 1.4 مليون حاج هذا الأسبوع من مختلف الدول.
وأوضح محمد نذير، المدير التنفيذي للمركز العام للنقل في الهيئة الملكية لمدينة مكة، أن "غرفة التحكم المروري" تستخدم كاميرات متخصصة مدعومة بطبقات من الذكاء الاصطناعي لتحليل الحركة، تحديد المناطق المزدحمة، والتنبؤ بأنماط المرور. وتعمل الغرفة على مدار الساعة، وتستعين بشاشات وخرائط وأنظمة رصد متقدمة.
وأضاف نذير أن الهدف من هذه الإجراءات هو تقليل الحوادث، خاصة وأن الحجاج يتنقلون في الغالب سيرًا على الأقدام، بالإضافة إلى تخفيف المشقة الناتجة عن التنقل لمسافات طويلة في ظل درجات حرارة مرتفعة. وذكر أن نحو 17 ألف حافلة تتحرك في وقت واحد خلال ذروة الحج.
من جانبه، قال محمد القرني، مدير عام الحج والعمرة في المركز ذاته، إن غرفة العمليات تُعد "العين الرقيبة" على كافة الخطط التشغيلية، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكّن من تتبّع الأعداد ومراقبة الطرق والمسارات، إلى جانب استشعار الحالات الطارئة قبل وقوعها.
وأضاف أن النظام يسمح برصد الطاقة الاستيعابية للمواقع المقدسة، مما يُمكّن الجهات المعنية من توجيه الحشود عند الضرورة. وأشار إلى أنه خلال شهر رمضان الماضي، ساعدت هذه التقنية في وقف دخول المصلين عند بلوغ المسجد الحرام طاقته القصوى.
ولا يقتصر استخدام التكنولوجيا المتقدمة على الجوانب التنظيمية فقط، بل يشمل أيضًا الرقابة الأمنية.
فبعد وفاة 1301 حاج في العام الماضي – معظمهم دون تصاريح رسمية – شددت السلطات هذا العام على تطبيق القوانين، خاصة مع التوقعات بارتفاع درجات الحرارة إلى ما فوق 40 درجة مئوية.
وأوضحت السلطات أن 83% من الوفيات المسجّلة العام الماضي كانت لأشخاص لا يحملون تصاريح حج. وأكّد وزير الحج، توفيق الربيعة، في تصريحات سابقة أن الأجهزة المختصة تستخدم مستشعرات لرصد حركة الحجاج، مما يتيح التدخل السريع عند وجود مخاطر.
كما أُعلن عن استخدام طائرات مسيّرة لرصد مداخل مكة، والكشف عن الحجاج غير النظاميين. وقال الفريق محمد بن عبدالله البسامي، مدير الأمن العام ورئيس اللجنة الأمنية للحج، إن "التقنية أصبحت أداة يومية"، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي، والطائرات المسيّرة، والكاميرات الحرارية أسهمت في ضبط المخالفين عبر مركز عمليات متقدّم.
وفي مقاطع نشرتها القوات الخاصة لأمن الطرق، تم توثيق استخدام هذه التقنيات الحديثة، بما في ذلك الكاميرات الذكية والحرارية، لمراقبة المحيط الخارجي لمكة والمشاعر.
???? باستخدام طائرة "الدرون" .. قوات أمن الحج تضبط (38) وافدًا من حاملي تأشيرات الزيارة لمخالفتهم أنظمة وتعليمات الحج.#لا_حج_بلا_تصريح pic.twitter.com/o8WVJnpo7m — أمن الطرق (@SA_HWY_SECURITY) June 4, 2025
وتُوزع تصاريح الحج وفق نظام حصص للدول، وتُمنح للأفراد غالبًا عبر قرعة. إلا أن ارتفاع تكاليف الحج النظامي يدفع البعض إلى اللجوء إلى طرق غير نظامية منخفضة التكلفة، رغم ما تنطوي عليه من مخاطر.