Reddit تقاضي “أنثروبيك” بتهمة استخدام بياناتها لتدريب الذكاء الاصطناعي دون ترخيص
تاريخ النشر: 6th, June 2025 GMT
رفعت منصة "رديت" Reddit، دعوى قضائية ضد شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة “أنثروبيك” Anthropic، متهمة إياها باستخدام محتوى رديت في تدريب نماذجها الذكية دون الحصول على ترخيص رسمي، وفقا لشكوى قدمت إلى محكمة في شمال كاليفورنيا يوم الأربعاء الماضي.
وجاء في نص الدعوى أن استخدام “أنثروبيك” لمحتوى Reddit لأغراض تجارية تم دون إذن، مما يعد بحسب رديت خرقا واضحا لاتفاقية الاستخدام الخاصة بها وانتهاكا للقانون.
وبهذا الإجراء، تصبح رديت أول شركة تقنية كبرى تتخذ خطوة قانونية ضد مزودي نماذج الذكاء الاصطناعي على خلفية ممارسات جمع البيانات لأغراض التدريب، لتنضم إلى سلسلة من الجهات الإعلامية والمؤلفين والفنانين الذين رفعوا دعاوى مماثلة.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد رفعت دعوى ضد OpenAI ومايكروسوفت لاستخدام مقالاتها الإخبارية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي بدون إذن أو مقابل مالي.
كما قام عدد من المؤلفين، من بينهم سارة سيلفرمان، بمقاضاة "ميتا" بسبب تدريب نماذجها على كتبهم، فيما شهد قطاع الموسيقى والفن البصري دعاوى مشابهة تتهم شركات الذكاء الاصطناعي باستخدام المحتوى دون ترخيص.
وقال بن لي، المستشار القانوني العام في رديت، في تصريح لموقع TechCrunch:"لن نقبل بأن تستغل جهات تجارية مثل “أنثروبيك” محتوى Reddit لتحقيق أرباح بمليارات الدولارات دون أي مقابل للمستخدمين أو احترام لخصوصيتهم".
ورغم توقيع Reddit على اتفاقيات مع شركات مثل OpenAI وGoogle تسمح لهما باستخدام محتواها في تدريب نماذجهما وإدراجه ضمن إجابات روبوتات الدردشة، فإن الشركة أوضحت أن هذه الاتفاقيات تتضمن شروطا تحمي خصوصية المستخدمين وحقوقهم.
ومن الجدير بالذكر أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، يمتلك حصة تبلغ 8.7٪ في Reddit، ما يجعله ثالث أكبر مساهم فيها، وكان في السابق عضوا بمجلس إدارتها.
وذكرت Reddit في شكواها أنها تواصلت مع “أنثروبيك” وأبلغتها صراحة بعدم السماح لها بجمع أو استخدام محتوى المنصة، لكن الأخيرة "رفضت التعاون"، على حد تعبيرها.
كما زعمت Reddit أن برامج التتبع التابعة لـ “أنثروبيك” تجاهلت ملف "robots.txt" الذي يستخدم لمنع محركات البحث والبرامج الآلية من تصفح بعض أجزاء الموقع.
وأشارت إلى أن “أنثروبيك”، رغم إعلانها حظر برامجها من جمع بيانات Reddit في عام 2024، واصلت عملية التتبع لأكثر من 100000 مرة بعد ذلك.
وفي الدعوى، تطالب Reddit بتعويضات مالية، واسترجاع أي أرباح تحققت نتيجة استخدام المحتوى، إضافة إلى إصدار أمر قضائي يمنع “أنثروبيك” من الاستمرار في استخدام بيانات المنصة.
من جهتها، ردت “أنثروبيك” على لسان متحدثتها دانييل غيلييري بقولها:"نختلف مع مزاعم Reddit، وسندافع عن أنفسنا بقوة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أنثروبيك الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
كيف غيّر الذكاء الاصطناعي حياة المكفوفين في جامعة باريس؟
في حرم لوي براي الجامعي في باريس، تعمل نحو خمس عشرة شركة ناشئة بمساعدة الذكاء الاصطناعي، على تحسين الحياة اليومية لمليوني شخص يعانون إعاقات بصرية، كأن يعثروا بسهولة على مقعد شاغر في الحافلة أو أن يقرأوا اللافتات في الشارع.يقول المشارك في تأسيس شركة «إيزيموب» روبن لو غال في حديث إلى وكالة فرانس برس في المعهد الوطني للشباب المكفوفين (INJA) الذي يضم قسماً من الحرم الجامعي الذي افتُتح مطلع ديسمبر 2024، إنّ «هدفنا هو جعل مدينة الغد في المتناول».
ويوفّر التطبيق الذي ابتكرته «إيزيموب» ويغطي أربع مناطق فرنسية (من ليون إلى جزيرة ريونيون في المحيط الهندي) ويستخدمه حالياً 12 ألف شخص، ميزات كثيرة بينها تحديد موقع أبواب المركبات، ومواقف السيارات الشاغرة، وحتى عدّ التوقفات عن طريق تنبيه المستخدمين عند نزولهم.
ويقول روبن لو غال «في الواقع، إذا صعد شخص ما إلى الحافلة، يُدرك بالضبط أين عليه الجلوس أو ما إذا كان هناك مقعد شاغر، ويُصدر التطبيق صوت تنبيه وإشارة اهتزازية في حال وجود مقعد شاغر».
ويضيف «لقد دمجنا خوارزمية ذكاء اصطناعي تُحلل الصورة وتُحدد مواقع البنية التحتية الرئيسية للنقل، مثل بوابات دوارة وأبواب ومقاعد. يسمع المستخدم مثلاً أن الباب مفتوح على بُعد خمسة أمتار اتجاه معيّن».
ويستضيف مجمع لوي براي 17 شركة ناشئة تسعى إلى هدف واحد هو «تطوير حلول ملموسة»، على ما يؤكد مديره تيبو دو مارتيمبري، وهو أيضا من ذوي الإعاقة البصرية.
ويضيف «لسنا مستشفى، بل تركز الأبحاث هنا على تحسين الحياة اليومية للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية والمكفوفين: كيف سنُسهّل عليهم التنقل، وكيف يُمكنهم شراء الخبز بأنفسهم، أو الذهاب إلى السينما، أو مشاهدة مباراة كرة قدم. الأمر كله يتعلق بعدم الإقصاء وبسهولة الوصول».
- قراءة لافتات الشوارع -
بدأ عدد من هذه الشركات الناشئة يحقق شهرة على غرار «آرثا فرانس». يشكل جهازها الذي فاز بمسابقة «ليبين» للابتكار عام 2024، نظارة مزوّدة بكاميرا صغيرة تنقل البيانات البصرية إلى أحاسيس لمسية عبر حزام قطني.
تُترجم الصور التي تلتقطها الكاميرا، بفضل حزام قطني في ظهر المستخدم، إلى نبضات تُمكّن الشخص ضعيف البصر أو المكفوف من إدراك بيئته بدقة أكبر، على ما يوضح المشارك في تأسيس الشركة لوي دو فيرون لوكالة فرانس برس.
ويضيف أن «الذكاء الاصطناعي يتيح إعادة إنتاج كل عمليات معالجة الصور التي يُجريها الدماغ». وبالمثل، «نستخدم الذكاء الاصطناعي أيضاً لتمكين الشخص من قراءة لافتات الشوارع. وهذه ميزة مطلوبة بشدة من المكفوفين».
وبالإضافة إلى تحسين الحياة اليومية، تسعى الشركات الناشئة إلى تسهيل إتاحة الأنشطة الثقافية والترفيهية. تبتكر شركة «غيف فيجن» البريطانية الناشئة خوذ رأس قائمة على الواقع المعزز تُتيح لمَن يعانون ضعاف بصر «تجربة حدث رياضي من قُرب».
في حديث إلى وكالة فرانس برس، تقول مديرة تطوير الأعمال الفرنسية في الشركة الناشئة سيسيه دوكوريه التي تعاني من إعاقة بصرية، «هناك أجهزة كثيرة في فرنسا مصممة للمكفوفين، مزودة بأجهزة لوحية تعمل باللمس وميزات صوتية، ولكن حتى اليوم لا يوجد أي جهاز مخصص لمَن يعانون ضعفا في البصر».
وتضيف «إذا لم تكن لدينا معدات، فسنرى أشخاصا يركضون، لكننا لن نتمكن من تحديد هوية الفريق، سواء كانوا رجالاً أم نساء. من المهم أن نكون جميعاً على قدم المساواة».
وبحسب التقديرات الرسمية، يعاني نحو 1.7 مليون شخص في فرنسا من إعاقة بصرية، من بينهم أكثر من 200 ألف كفيف.