أرجل رجل فى إسرائيل امرأة!
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
عندما أعلن «السادات» أمام مجلس الشعب أنه مستعد للذهاب إلى إسرائيل فى 9 نوفمبر 1977، ومناقشة عملية السلام فى «بيتهم» الكنيست دوت قاعة المجلس بالتصفيق، وكان من بين الجالسين فى القاعة رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات، ورغم التصفيق الحاد إلا أن النواب لم يعتقدوا أن الرئيس كان جادًا بشأن ما كان يقوله إنه مستعد للذهاب إلى بيت إسرائيل فى القدس.
قسم البحث فى إسرائيل اعتقد أيضاً أن زيارة السادات، استندت إلى مؤامرة مصرية أخرى وحذر مردخاى غور رئيس الأركان الذى قاد عملية تقييم الزيارة من أنها عملية احتيال للتستر على هجوم مصرى جديد. وأدان القادة العرب خطوة السادات زيارة إسرائيل على نطاق واسع، حتى فى مصر واجه السادات معارضة للزيارة وهو ما انعكس على استقالة وزير الخارجية المصرى إسماعيل فهمى.
فى اليوم التالى لإعلان السادات، قال مناحم بيجن رئيس الوزراء الإسرائىلى إنه يرحب باستعداد السادات للمجىء إلى القدس، رد الإسرائيليون وأرسلوا إلى السادات دعوة رسمية من خلال السفير الأمريكى بالقاهرة.
سافر السادات إلى القدس، وألقى خطابًا فى الكنيست، دعا فيه إلى السلام. لم تخل هذه الزيارة التى وصف السادات بعدها بأنه بطل الحرب والسلام من المواقف الطريفة والمواقف المحرجة أيضاً.
من تلك المواقف ما حدث مع جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل السابقة، فعندما هبط السادات من الطائرة، وبدأ فى مصافحة المستقبلين من الوزراء والسياسيين الإسرائيليين، جاء الدور لمصافحة «مائير» فنظر إليها السادات مبتسمًا وقال لها: أتعرفين ماذا يقولون عنك يا مسز مائير فى مصر؟ وردت مائير وقد بدت عليها ملامح الدهشة، وقالت: ماذا يقولون عنى فى مصر يا سيادة الرئيس؟ فرد السادات: يقولون إنك أجدع رجل فى إسرائيل.
توقفت جولدا مائير عن الكلام وصمتت من المفاجأة فى محاولة لكى تفهم ما يعنيه السادات، لكنها استجمعت شجاعتها وقالت: سأعتبر ذلك مدحًا يا سيادة الرئيس، فضحك السادات بصوت مسموع وضحك معه كل المستقبلين الإسرائيليين.
فى اليوم التالى، وعقب خطاب السادات فى الكنيست وفى حفل عشاء داعبت رئيسة وزراء إسرائيل السابقة، أنور السادات، قائلة: «أنا امرأة عجوز وأتمنى أن أرى اليوم الذى يأتى وفيه سلام بين إسرائيل وكل من جيرانها».
وضحك السادات، لوصف رئيسة الوزراء الإسرائيلية نفسها بالسيدة العجوز، وعلقت مائير بالقول: «سيدى الرئيس لقد كنت دائمًا تقول عنى امرأة عجوز، وأنت الآن عجوز مثلى وأهنئك بقدوم حفيدتك الجديدة، وأقدم لك هدية متواضعة بهذه المناسبة، وقبل السادات الهدية، وكانت المناسبة بالفعل ولادة ابنة السادات لمولودة جديدة فى نفس اليوم الذى هبطت فيه طائرته فى إسرائيل.
فى لقاءين آخرين بمناحم بيجن رئيس الوزراء الإسرائىلى طلب بيجن من السادات أن يوجه له الدعوة لزيارة القاهرة، فرد السادات سأوجه لك الدعوة لزيارة سيناء، واستدرك بيجن متسائلًا فى استنكار واضح قائلًا: سيناء.. إذا كان اللقاء يتم فى سيناء فسأوجه لك أنا الدعوة على اعتبار أن سيناء كانت لا تزال تحت سيطرة الإسرائيليين.
فى نفس اللقاء طلب بيجن مفاوضات مع العرب، فقال له السادات سنفتح خطًا ساخنًا للتفاوض، ورد بيجن بالقول إنه يخشى من الخط الساخن فى الجبهة والحرب.
خطاب السادات فى الكنيست كان مليئًا بالإشارات والكلمات التى قصد بها إحراج إسرائيل وكسر غرور قادتهم، حيث قال فى إحدى فقراته: إنه يعترف بوجود إسرائيل كواقع، ولذلك فهو مستعد لعقد تسوية معها، لكنه لم يعترف بها كدولة يهودية.
وقال السادات رحمه الله: إلى هؤلاء الذين يتحملون مثلنا تلك المسئولية الملقاة على عاتقنا هم أول من يجب أن تتوفر لديهم الشجاعة لاتخاذ القرارات المصيرية التى تتناسب مع جلال الموقف، ويجب أن نرتفع جميعًا فوق جميع صور التعصب، وفوق خداع النفس، وفوق نظريات التفوق البالية، فمن المهم ألا ننسى أبدًا أن العصمة لله وحده، وإذا قلت إننى أريد أن أجنب كل الشعب العربى ويلات حروب جديدة مفجعة فإننى أعلن أمامكم، وبكل صدق، أننى أحمل نفس المشاعر، وأحمل نفس المسئولية بكل إنسان فى العالم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن السادات مجلس الشعب القاعة رئيس منظمة التحرير الفلسطينية فى إسرائیل
إقرأ أيضاً:
توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين جامعة مدينة السادات وأكاديمية «رواد الشروق» السعودية
وقع اليوم الثلاثاء، الدكتور خميس محمد خميس، عميد كلية التربية، ومشرف قطاع شئون التعليم والطلاب في جامعة مدينة السادات، والشيخ على بن ابراهيم بن علي المحمود، رئيس مجلس إدارة أكاديمية رواد الشروق بالمملكة العربية السعودية بروتوكول تعاون مشترك بين كلية التربية جامعة مدينة السادات وأكاديمية رواد الشروق التعليمية بالمملكة العربية السعودية، شهد مراسم توقيع البروتوكول الدكتور أحمد عزب، مشرف قطاع شئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور أحمد نوير، مشرف قطاع الدراسات العليا والبحوث، والدكتوره نشوه سليمان، مدير مركز التدويل بالجامعة، والدكتور عماد زكريا، أمين عام الجامعة، والدكتور محجوب كامل محمود، نائب رئيس الأكاديمية، والدكتور عمرو فؤاد مطاوع، مسئول اكاديمي بالأكاديمية.
وأكدت الدكتورة شادن معاويه، رئيس جامعة مدينة السادات، بأنه من الضروري تشجيع التعاون بين الجامعات المصرية ومؤسسات التعليم السعودية في مجالات التعليم و البحوث العلمية، وزيارات أعضاء هيئة التدريس، والتبادل في مجالات المعرفة والخبرات، والتعاون في البحث العلمي، خصوصاً في المجالات المشتركة التي تهم البلدين.
وثمنت "معاويه" جهود القيادة السياسية ووزارة التعليم العالي على دعمهم المستمر للجامعات المصرية لتحسين جودة التعليم والبحث العلمي، مؤكدة أن هذا التعاون يفتح آفاقًا جديدة للمشاركة في تطوير الأنظمة التعليمية.
وأكد الشيخ على بن ابراهيم المحمود، رئيس مجلس إدارة أكاديمية معهد رواد الشروق للتعليم والتدريب، أن جامعة مدينة السادات من الجامعات المصرية التي تتمتع بسمعة أكاديمية وبحثية طيبة بين الجامعات المصرية والعربية والعالمية، مما يساعد ويسهم في صنع جسر من التواصل العلمي والأكاديمي، والعمل علي تبادل الخبرات والاستفادة من أعضاء هيئة التدريس، واستقطاب الطلاب الوافدين من مختلف الدول العربية والإفريقية.
وأشاد رئيس مجلس إدارة أكاديمية معهد رواد الشروق للتعليم والتدريب، بما تشهده جامعة مدينة السادات من تطور واضح وسريع وذلك خلال جولته التفقدية بالجامعة الأهلية الجديدة مروراً بكلية الطب البشرى والمعامل متمنيا للجامعة دوام النجاح والتميز في ظل قيادتها الرشيدة.
وصرح الدكتور خميس محمد خميس، مشرف قطاع شئون التعليم والطلاب، بأن البروتوكول جاء لوضع هدف وإطار عام ملائم یتم من خلاله تنسیق التعاون بین كلية التربية جامعة مدینة السادات وشركة أكاديمية رواد الشروق التعليمية وذلك للمساعدة في تحقیق أھدافھما على ضوء خطة عمل مشتركة في المجالات الأكادیمیة والبحث العلمي، وتحقيق التعاون في مجال إعداد كوادر مؤهلة أكاديمياً وتربوياً لمواجهة تحديات سـوق العمل من خلال إعداد وتأهيل المعلم لمراحل التعليم ما قبل الجامعي والتي تتطلبها حاجة الخدمة التعليمية وإعداد المتخصصين في المجالات النوعية التي تتطلبها مناهج الدراسة في مدارس التعليم العام والخاص، مؤكداً بأن البروتوكول سيوفر فرصًا واسعة لتبادل الخبرات وتطوير البرامج المشتركة، مما يساهم في تعزيز مستوى التعليم العالي في كلا البلدين، ويساعد الطلاب والباحثين علي استكمال دراساتهم وتنمية مهاراتهم.