بالصور.. في العيد العالمي “للغة الأم”.. عناق التراث “الروسي والشامي والقوقازي” في دمشق
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
في لوحة تجسد تلاقح الثقافات المشرقية، شهدت العاصمة السورية دمشق، لقاءا تراثيا لمجموعة من الفرق الفنية الفولكورية من تراث روسيا وسوريا وفلسطين وأرمينيا، إضافة إلى فرق شركسية وأوكرانية وبيلاروسية.
الحفل الذي أقيم بمناسبة اليوم العالمي “للغة الأم”، تمايل أعضاء الفرق الفلكلورية على أنغام موسيقا راقصة والأغنيات الشعبية مكرسة تعدد اللغات في هذا اليوم الذي تحول إلى كرنفال أحيا الذاكرة الشعبية للحضور المتنوع من أعراق الشرق.
عن طبيعة الحفل الذي احتفى بعيد “اللغة الأم” للشعوب المشاركين، وما ينطوي عليه من معانٍ، قال الدكتور أحمد الشعراوي، رئيس قسم الإعلام الإلكتروني في كلية الإعلام في جامعة دمشق: “التعبير جميل جداً تراثي، فاللغات مهما اختلفت ولكن تجتمع ضمن لوحة واحدة”.
وأضاف الشعراوي لـ”سبوتنيك”: “قدم الحفل المكونات المترسخة في المجتمع السوري من سوريين عرب وأرمن وشراكس وروس وأوكرانيين وبيلاروس”.
وأوضح الشعراوي أن “هذه اللوحة من المكونات السورية الشامية بما فيها الواردة من روسيا والاتحاد السوفييتي السابق، تكونت من خلال الزواج المختلط”،
وأشار إلى أن “هناك أجيال جديدة وناشئون سيواصلون تقديم فنهم التراثي في الغناء والرقص”.
وبيّن رئيس الإعلام الإلكتروني في جامعة دمشق: “اللوحة التي شهدناها في الحفل تعكس بصورة عامة صورة المجتمع السوري الموحد والمتنوع في الوقت نفسه، ونحن من خلال الثقافات نتوحد كبشرية من خلال الفن والرقص والغناء والشعر نوجه رسالة سلام إلى كل شعوب العالم”.
بدوره، قال الفنان التشكيلي أنور باكير، ممثل مؤسسة “أصدقاء التراث الشامي” المشاركة في الحفل، لـ”سبوتنيك”: “كل دولة أو شعب له أسلوبه في تقديم تراثه ولكن الروح تبقى واحدة والمدربين لهذا الحفل ساهموا بجمع هذه الروح من خلال اللوحات الراقصة التي قدمت على المسرح”.
وأوضح الفنان، هيثم الفحل، وهو أحد أعضاء جمعية “أصدقاء التراث الشامي”، لـ”سبوتنيك”: “التراث والعادات الأصيلة تعد واحدة وسوريا وروسيا، ثمة العديد من النقاط المشتركة، واليوم اجتمعوا في عيد اللغة الأم ضمن إطار روح التبادل الثقافي بين الشعبين لتكون أهدافنا واحدة وهي الحب والسلام للعالم”.
من جهتها، عبرت الطفلة “سوريا الناصوري”، وهي أحد المشاركين في الحفل، لـ”سبوتنيك”: “كسرنا الخوف من حيث عدم التفاهم مع بعضنا بعض، فكانت لمشاركتنا دور كبير من خلال التعبير عن تراثنا الروسي بمناسبة عيد اللغة الأم، فهي تجربة جديدة ومميزة تعرفنا بها على العديد من الأصدقاء والعادات”.
أما جاد غوركف، وهو طفل آخر مشارك في الحفل، فقال لـ”سبوتنيك”: “تبادل الثقافات شيء مهم جدا، وتسهم اللغات المحلية ولا سيما لغات الأقليات والشعوب الأصيلة في نقل الثقافات والقيم والمعارف التقليديّة، وبالتالي تسهم على نحو كبير في تعزيز المستقبل”، مبيناً أن الفرق المشاركة اليوم ساهمت بالتعرف على ثقافات جديدة سواء من روسيا أو فلسطين أو سوريا”.
وحددت منظمة الثقافة والتربية والعلوم (اليونسكو) تاريخ 21 شباط/فبراير، من كل عام يوماً عالمياً للاحتفال باللغة الأم، حتى تلفت فيه الانتباه إلى دور اللغات في نقل المعرفة، وتعزيز التعدد اللغوي والثقافي.
ويرمز اختيار تاريخ هذا اليوم تحديداً من كل عام للاحتفال باللغة الأم، إلى اليوم الذي فتحت فيه الشرطة في دكا عاصمة بنغلاديش النار على تلاميذ خرجوا متظاهرين للمطالبة بالاعتراف بلغتهم (البنغالية) الأم كلغة رسمية في باكستان بشطريها الغربي والشرقي آنذاك.
وكالة سبوتنيك
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: لـ سبوتنیک فی الحفل من خلال
إقرأ أيضاً:
بعد رفعه من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.. معلومات عن دير أبو مينا
دير أبو مينا هو موقع مهم يقع غربي محافظة الإسكندرية، كان في الماضي يعد مركزًا للحج المسيحي في العصور القديمة، ويضم قبر القديس مينا.
أشهر معالم دير أبو مينا الأثرييشتهر دير أبو مينا الأثري بعمائره الدينية الفريدة، وقد أُدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو في سنة 1979م، لكن تم وضعه على قائمة التراث المعرض للخطر، بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية.
مؤخرًا، تم رفع الموقع من قائمة الخطر بعد جهود كبيرة لخفض المياه الجوفية وترميم الآثار.
واقرأ أيضًا:
مركز للحج المسيحي في العصور القديمة
كان دير أبو مينا ثاني أهم مركز لـ الحج المسيحي بعد القدس.
قبر القديس مينايضم الموقع قبر القديس مينا، الذي كان يُعتقد أنه يجلب الشفاء والمعجزات.
عمارة دينية فريدةيحتوي دير أبو مينا على عدد من الكنائس والحمامات والمعمودية، ومبانٍ أخرى ذات قيمة معمارية ودينية كبيرة.
تراث عالميأُدرج دير أبو مينا على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، نظرًا إلى أهميته التاريخية والثقافية.
التحديات التي واجهها دير أبو ميناارتفاع منسوب المياه الجوفيةأدى الري بالغمر في الأراضي المحيطة إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية، ما أثر على البنية التحتية للموقع وتهديده بالغرق.
تم إدراج دير أبو مينا على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر في عام 2001م، بسبب تهديد المياه الجوفية.
جهود إنقاذ وترميم دير أبو ميناخفض منسوب المياه الجوفيةتم تنفيذ مشروع كبير لخفض منسوب المياه الجوفية، باستخدام أساليب حديثة ومتطورة.
الترميم الشاملكما تم ترميم العناصر المعمارية المتضررة في دير أبو مينا، واستعادة جمالها الأصلي.
رفع من قائمة الخطرتم رفع الموقع من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر بعد نجاح جهود الترميم والحفاظ على الموقع.
الحفاظ على التراثيستمر العمل على الحفاظ على دير أبو مينا وتطويره، بوصفه وجهة سياحية ثقافية وبيئية.
جهود التوعيةيتم التوعية بأهمية الموقع وأهمية الحفاظ عليه للأجيال القادمة.
التطوير المستمركما يجري تطوير المرافق والخدمات السياحية في الموقع، لتلبية احتياجات الزوار وتحسين تجربتهم.
وقال محمد متولي، مدير عام آثار الإسكندرية، إن قرار رفع دير أبو مينا من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر يُعد تتويجًا لرحلة طويلة من العمل والتنسيق بين مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أن هذا النجاح يعكس حجم الجهود المبذولة منذ سنوات، لإنقاذ أحد أبرز المواقع الأثرية المدرجة على قائمة اليونسكو منذ عام 1979م، واصفًا ما تحقق بأنه «أكبر مشروع إنقاذ لموقع أثري عالمي».
وأوضح متولي في تصريحات صحفية، أن وزارة السياحة والآثار، ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، تعاونت بشكل وثيق مع الكنيسة المصرية، التي ساهمت في توفير مظلات خشبية، وحمامات متنقلة، إلى جانب مئات العمال يوميًا لإزالة الحشائش ورفع المخلفات، كما وفرت محافظة الإسكندرية سيارات نقل المخلفات، ونفذت أعمال رصف وتوسعة الطرق المؤدية إلى الموقع الأثري.
وذكر أن الموقع شهد زيارات ميدانية من البابا تواضروس الثاني، ومستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية، ورئيس اللجنة العليا لإدارة مواقع التراث اللواء خالد فودة، ومحافظ الإسكندرية الفريق أحمد خالد، إلى جانب وزير السياحة والآثار شريف فتحي، والدكتور محمد إسماعيل الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وذلك لمتابعة أعمال خفض منسوب المياه الجوفية وأعمال الترميم.
ولفت إلى أن مشروع خفض منسوب المياه الجوفية في دير أبو مينا هو الأكبر من نوعه في العالم داخل موقع أثري، مشيرًا إلى أن الأعمال شملت الصيانة والترميم، وتركيب اللوحات الإرشادية، تحت إشراف منطقة آثار الإسكندرية ومفتشي آثار أبو مينا.
وأشار إلى أن وزارة الموارد المائية والري قامت بأعمال تطهير الترع والمصارف لضمان تصريف المياه بعيدًا عن الموقع، فيما وفرت وزارة الزراعة المبيدات لمنع عودة الحشائش، ونفذت شركة الكهرباء صيانة الكابلات، كما تولت وزارة الداخلية تركيب اللوحات الإرشادية على الطرق المؤدية للموقع.
وأكد متولي أنه تم إزالة جميع التعديات على مساحة تُقدّر بنحو ألف فدان حول الموقع، ليصبح خاليًا تمامًا من أي إشغالات أو مخالفات، وهو ما كان محل إشادة من بعثة الرصد والمتابعة التابعة لـ اليونسكو.
وأشار إلى أن بعثة منظمة اليونسكو زارت الموقع منذ عدة أشهر ووقفت على ما تم إنجازه على أرض الواقع، وأوصت برفعه من قائمة الخطر، وهو ما تكلل بصدور القرار رسميًا خلال اجتماع لجنة التراث العالمي في باريس.