هل تشعر بالضيق والتعثر؟ هذا ما ينصح به الخبراء لاستعادة المسار
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
لا يخلو إيقاع الحياة من الجمود والتعثر وغياب الأمل في التغيير، وهو ما يجعلنا في أشد الحاجة للقيام بشيء ما للخروج من هذه الحالة المزعجة.
وفي محاولتها لتسليط الضوء على هذه المشكلة التي تزداد انتشارا، قدمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية مؤخرا نموذجا لواحد من أشهر من عانوا الشعور بالتعثر، وكرسوا حياتهم لدراسة أسبابه، وتقديم الحلول لتخطيه.
فبالرغم من أن الدكتور آدم ألتر، حصل على درجة الدكتوراه في علم النفس من جامعة برينستون المرموقة وهو لم يزل في الـ28 من عمره، وأصبح بعدها مباشرة أستاذا دائما في جامعة نيويورك، فإن هذه الإنجازات لم تحل دون شعوره بالضيق والإحباط من مهاجمته.
تقول الصحيفة إن ألتر "وجد نفسه يفتقد أصدقاؤه، ويدور في حلقة مرهقة للجمع بين وظيفة التدريس وإجراء الأبحاث؛ وهو الخارج للتو من 5 سنوات مكثفة من الدراسات العليا"، حتى شبّه حالته "بالوقوع في فخ"، وقال: "بعد أن كنت أظن أنني أصنع لنفسي مستقبلا مهنيا، أجد نفسي غير متأكد من صحة الطريق الذي سلكته لتحقيق النجاح".
عَرّف ألتر الشعور بالتعثر بأنه "إحساس مؤقت بعدم القدرة على إحراز تقدم في أمر أو مجال ما؛ ينتج عنه حالة من عدم الراحة النفسية".
وبعد أن قضي العقدين الماضيين في دراسة "أسباب الشعور بالتعثر من آن لآخر، وكيفية التحرر منه لتحقيق النجاح"؛ أجرى أستاذ علم النفس في العام 2020 استطلاعا شمل مئات الأشخاص، وأظهر أن:
شعر كل مشارك بالتعثر والإحباط في موقف واحد على الأقل. ظل 80% من المشاركين يشعرون بالتعثر والضيق لأكثر من شهر. ظل نصف المشاركين عالقين في حالة الشعور بالتعثر لسنوات أو عقود.وكانت أسباب الشعور بالتعثر ترجع في الكثير من الأحيان إلى "فشل محاولة إبداعية"، أو "شَغل وظيفة غير مناسبة"، أو "الانخراط في علاقة غير مفيدة"، أو "عدم القدرة على توفير المال".
وهو ما فسره ألتر بقوله، "إن بعض الأهداف قد لا تتحقق بسرعة، وهو ما يجعل الشعور بإحراز تقدم يبدو صعبا"؛ كما ينشأ الشعور بالتعثر غالبا بالتزامن مع التغيرات الكبيرة في الحياة، "مثل المرض أو استقبال مولود أو ترك العمل".
كما وجد ألتر أيضا، أن "الناس يميلون للشعور بالتعثر عند الاقتراب من عقد جديد من عمرهم، على سبيل المثال في سن 29 أو 39 عاما؛ واكتشاف أن الحياة لم تمض كما خططوا لها".
لا مفر من الشعور بالتعثر أحياناقدم ألتر في كتابه الذي صدر العام الماضي حول "كيفية التخلص من التعثر"، خارطة طريق للمساعدة في "الهروب من جمودنا واستعادة مسارنا من جديد"؛ تبدأ بتقبل فكرة أن الضيق "مشكلة عالمية، بل سمة من سمات الحياة العصرية"؛ وأننا جميعا سنتعثر في وقت ما، حيث تشير الدراسات إلى أن "هذا يحدث غالبا، عندما نكون في منتصف أي مهمة".
وهو ما تؤكده الطبيبة الأميركية الرائدة في الطب الشمولي الدكتورة غلاديس ماكغاري بقولها: "من الطبيعي أن نشعر جميعا بالتوقف في مرحلة ما في الحياة، وبأننا عالقون ولا نستطيع المضي قُدما، أو أننا ليس لدينا أي فكرة عما يجب فعله، ولا ما هو التغيير المطلوب إجراؤه؛ ولا حتى كيفية النهوض من الفراش".
يوصى ألتر بتهدئة ما يُسميه "نقاط الاحتكاك"، التي تُشكل مصدرا للشعور بالتعثر، وهي:
القلب، وما قد يبثه من إحساس بالتعثر يجعلنا نشعر بالإحباط؛ حيث يقترح ألتر "القبول الجذري" كطريقة يمكن استخدامها لمواجهة ذلك، "بالتركيز على توقع السيناريو الأسوأ، بدلا من التشبث بمعيار مثالي للنجاح يبقينا عالقين".ويوضح أن كثيرا من الناس "يصابون بالشلل بسبب احتمال الفشل"، لكن الأفضل إذا تعرضت للفشل مرة، "أن تتعامل معه باعتباره جزءا ضروريا من الإبداع".
العقل، وما قد يحويه من أفكار سلبية؛ يقول ألتر: "إن الأمور قد تصبح أسهل عندما نجعل الأفكار أكثر بساطة"؛ ويوصي باتباع الطريقة التي تسمح بتبسيط المشكلة وإيجاد الحلول، فعلى سبيل المثال، "بدلا من البحث عن فكرة جديدة تماما، يمكن الجمع بين فكرتين مجربتين".كما ينصح قائلا: "تحدث مع نفسك، وفكر عكس وجهة نظرك الأصلية؛ تخيل أنك مخطئ، واسأل نفسك نفس السؤال مرتين؛ فقد يكون ذلك أفضل من التشبث بأفكارك السلبية".
ففي كثير من الأحيان "قد لا تصلح الأساليب التي نجحت من قبل، في حل بعض المشاكل الشائكة، التي تحتاج إلى مزيد الإبداع والابتكار".
أيضا، تنصح الدكتورة "جودي هو"، عالمة النفس والأستاذ المشارك في جامعة "بيبردين" الكندية، "بإعادة صياغة الأفكار السلبية التي يمكن أن تُسبب التعثر"؛ وبدلا من قول "سأفشل في كذا.."، يمكن أن نضع "سأبذل قصارى جهدي، أو أطلب المساعدة".
العادات، وما تفرضه من سلوكيات قد تكون ضارة؛ حيث يُؤكد أن "التشبث بالعادات والقيام بنفس الشيء في كل مرة؛ هو أقصر الطرق للشعور بالتعثر".ويؤكد أن "الفضول هو أداة فعالة لإنتاج الأفكار، وفك الارتباط بالعادات"، وأن تنميته ممكنة من خلال "طرح الأسئلة باستمرار، والقراءة حول موضوعات جديدة وأفكار وتجارب ملهمة".
وعبر مزيج من الفضول، والتجارب العملية والخبرات المفيدة، "من المرجح أن نجد طريقنا بين الصعوبات"، بحسب ألتر الذي يقول: "دع عقلك يبحث عن الإبداع، وجرب التفكير المنفتح، والنظر بعيد المدى، والإجابة عن أسئلة من قبيل: هل تُكرر أنماطا سلوكية غير مفيدة؟ هل تفعل أشياء بانتظام دون أن تستمتع بها؟ ما الذي يجعل حياتك خالية من الشغف؟ ما التغييرات التي يمكن إجراؤها لتفادي الشعور بالتعثر؟ هل أنت راض بشكل عام عن حياتك في المنزل والعمل والمجتمع؟ الشعور بالتعثر قد يكون مفيدارغم أن ألتر استخلص من الدراسات والاستطلاعات أن "معظمنا يعتقد أن العالم يتقدم، بينما هو وحده المتعثر"؛ فإنه اكتشف في الوقت نفسه أن "الشعور بالتعثر ممكن أن يكون مفيدا لقيامنا بالتعديلات الضرورية للوصول إلى أهدافنا".
ويوضح أن "الخروج من حالة التعثر قد تستغرق وقتا أطول مما نتوقع، لكننا غالبا نستسلم قبل خطوات من خط النهاية"؛ وينصح بالثبات والمثابرة عند أول علامة على الصعوبة، معتبرا أن "أفضل التطورات، تأتي بعد التعثر مرارا وتكرارا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: وهو ما
إقرأ أيضاً:
خبراء أمميون يطالبون بتأمين مرور آمن لتحالف أسطول الحرية إلى غزة
الثورة نت /..
دعا خبراء الأمم المتحدة، إلى تأمين مرور آمن لسفينة تحالف أسطول الحرية، التي تحمل مساعدات طبية أساسية وأغذية ولوازم أطفال، إلى غزة، والتي انطلقت من إيطاليا أمس الأحد.
وقال الخبراء في بيان لهم، اليوم الاثنين: “هناك حاجة ماسة إلى المساعدات لشعب غزة لتفادي الفناء، وهذه المبادرة جهد رمزي وقوي لتقديمها. على إسرائيل أن تتذكر أن العالم يراقب عن كثب، وأن تمتنع عن أي عمل عدائي ضد تحالف أسطول الحرية وركابه”، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.
وأضافوا: “لشعب غزة الحق في تلقي المساعدات عبر مياهه الإقليمية حتى في ظل “الاحتلال”، ولسفينة التحالف الحق في حرية المرور في المياه الدولية للوصول إلى سكان غزة، يجب على “إسرائيل” ألا تتدخل في حرية الملاحة، المعترف بها منذ زمن طويل بموجب القانون الدولي”.
وأعربوا عن قلقهم البالغ بشأن سلامة المشاركين في أسطول الحرية، في ظل الهجمات “الإسرائيلية” العنيفة المتكررة على المدافعين عن حقوق الإنسان والبعثات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والبعثات المدنية.
وكان التحالف قد أرسل سفينة مماثلة في أوائل مايو، قُصفت بطائرة مسيرة قبالة سواحل مالطا.
وقال الخبراء الأمميون: “فرضت “إسرائيل” حصارًا شاملًا على غزة لمدة 17 عامًا. وهذا الحصار شامل ومطلق منذ 2 آذار 2025، ما منع المساعدات من دخول القطاع لأكثر من 80 يومًا، ولم يُسمح إلا مؤخرًا بدخول كميات ضئيلة”.
وأضافوا: “مع اقتراب سفينة تحالف أسطول الحرية من المياه الإقليمية الفلسطينية قبالة غزة، يجب على “إسرائيل” الالتزام بالقانون الدولي والامتثال لأوامر محكمة العدل الدولية لضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق”.
وفي مارس 2024، أصدرت محكمة العدل الدولية تدابير مؤقتة تُقرّ بتفشي المجاعة في غزة، ما يُنذر بخطر الإبادة الجماعية.
وفي نوفمبر 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق مجرب الحرب، بنيامين نتنياهو، بتهمة ارتكاب جريمة حرب تتمثل في التجويع.
وقال الخبراء: “مع ذلك، في 1 مارس 2025، أعلن نتنياهو وقف دخول جميع السلع والإمدادات إلى قطاع غزة، في تحدٍّ صارخ للقانون الدولي”.
وتابعوا: “بعد أكثر من ستمائة يوم من حملة التجويع “الإسرائيلية” والعنف الإبادي ضد الشعب الفلسطيني في غزة، بلغ الوضع أشده فظاعة”.
وشدد الخبراء على أن ما يسمى “مؤسسة غزة الإنسانية”، المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، تستخدم المساعدات سلاح حرب لتهجير المدنيين وإذلالهم واحتجازهم.
وقالوا: “إن هذه الممارسات تنتهك المبادئ القانونية الدولية للكرامة والإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد”، مشيرين إلى أن سوء التغذية الحاد لدى الأطفال قد ارتفع بأكثر من 80% في مارس الماضي.
وقال الخبراء: “إن تكدس الشاحنات التي تحمل مساعدات إنسانية عند معبر رفح، بينما يتضور المدنيون جوعًا ويموتون، ليس فشلًا في التنسيق، بل هو استخدام متعمد للمساعدات الإنسانية كسلاح، ويبدو أن المجتمع الدولي متواطئ”.
وتابعوا: “على الدول الأعضاء التزام قانوني وواجب أخلاقي بوقف المجاعة والإبادة الجماعية في غزة”.
وحثّ الخبراء، الجمعية العامة للأمم المتحدة على السماح، بنشر قوات حفظ سلام لمرافقة شاحنات المساعدات الإنسانية بموجب بند “الاتحاد من أجل السلام” في ميثاق الأمم المتحدة.
وبدعم أميركي وأوروبي، يرتكب جيش العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 54,470 مواطنا فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 124,693 آخرين، حتى اليوم، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.