CNN: الصين أكبر دولة ملوثة في العالم .. ومعرضة لخطر عدم تحقيق الأهداف المناخية
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
تواجه الصين، أكبر ملوث للكربون في العالم، خطر الفشل في تحقيق أهدافها المناخية بعد الموافقة على العشرات من محطات الفحم الجديدة، وفقا لبحث نشر الاسبوع الماضي.
وفي محاولة لجلب التلوث الناتج عن تسخين الكوكب إلى ذروته بحلول عام 2030، تعهدت الصين بفرض 'رقابة صارمة' على قدرة التوليد الجديدة التي تعمل بإحراق الفحم، كما قامت أيضاً بربط أعداد قياسية من محطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية الجديدة بشبكتها.
ولكن بعد موجة من نقص الكهرباء في عام 2021، شرعت أيضًا في استخدام طاقة الفحم مما سمح بطفرة يمكن أن تبطئ تحولها في مجال الطاقة، وفقًا لتحليل أجراه مركز الأبحاث الأمريكي Global Energy Monitor (GEM) ومركز أبحاث الطاقة والطاقة ومقره هلسنكي، الهواء النظيف (CREA).
وفي غضون عامين فقط، وافقت البلاد على إنتاج 218 جيجاوات من طاقة الفحم الجديدة، وهو ما يكفي لتزويد البرازيل بأكملها بالكهرباء.
وافقت الصين على توليد 114 جيجاوات من طاقة الفحم في عام 2023، بزيادة 10% عن العام السابق. ووجد التحليل أن البناء بدأ في 70 جيجاوات من محطات الفحم الجديدة في العام الماضي، ارتفاعًا من 54 جيجاوات في العام السابق، مع بدء تشغيل 47 جيجاوات أخرى، ارتفاعًا من 28 جيجاوات في عام 2022.
وقال التقرير إن هناك حاجة الآن إلى 'إجراءات جذرية' لتحقيق أهداف الكربون وكثافة الطاقة لعام 2025، وقد تواجه الصين أيضًا صعوبات في تحقيق هدف رفع حصة الوقود غير الأحفوري في إجمالي مزيج الطاقة إلى 20% بحلول عام 2025، مشيرا أن إجمالي قدرة الطاقة في الصين كافية بالفعل لتلبية الطلب، ولكن شبكتها غير الفعالة غير قادرة على توصيل الكهرباء حيث تكون هناك حاجة إليها، وخاصة عبر حدود المقاطعات، مما يشجع على بناء المزيد من المحطات.
وتوقعت CREA سابقًا أن تنخفض انبعاثات الكربون في الصين هذا العام، مع احتمال انخفاض معدلات الاستخدام في محطات الفحم بشكل كبير مع توصيل المزيد من الطاقة النظيفة بالشبكة.
وقال لوري ميليفيرتا، كبير المحللين في CREA: 'يخاطر هذا بمشاكل مالية كبيرة لمشغلي محطات توليد الطاقة بالفحم والمقاومة المحتملة ضد تحول الطاقة'.
ولابد من حل هذا التناقض حتى تتمكن الصين من تحقيق التخفيضات اللازمة للانبعاثات حتى تتمكن من السير على الطريق الصحيح نحو الحياد الكربوني.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصين نقص الكهرباء
إقرأ أيضاً:
“آرثر دي ليتل” تسلط الضوء على تقنيات عملية لمكافحة تدهور الأراضي في أصعب الظروف المناخية على مستوى العالم
البلاد – الرياض
كشفت شركة آرثر دي ليتل، شركة الاستشارات الإدارية الرائدة على مستوى العالم في تقريرها الجديد عن التحديات البيئية الكبرى التي تواجه المناطق شديدة الجفاف، كدول الخليج العربي وغيرها من الدول، بسبب تدهور الأراضي والتصحر. ومع ازدياد حدة الضغوط المناخية على مستوى العالم يشير التقرير إلى تهديد هذه التحديات للأمن الغذائي والمائي واستدامة النظم البيئية، كما يدعو إلى إيجاد حلول تقنية متكاملة لمواجهة هذه التحديات بفعالية.
وفي هذا الصدد صرح السيد/ ماريلي بو حرب، الشريك في آرثر دي ليتل، قائلاً: “لم يعد الابتكار وتطوير التقنيات المستدامة خياراً بالنسبة للمناطق شديدة الجفاف، بل أصبحا ضرورة للنجاح في مكافحة التصحر، وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، وتأمين استدامة طويلة الأمد للموارد الغذائية والمائية، حيث تسهم هذه التقنيات- إلى جانب فوائدها البيئية الأخرى- في تحقيق مكاسب اجتماعية واقتصادية جمة من خلال إحياء مصادر الدخل بالمناطق الريفية، واستحداث فرص عمل صديقة للبيئة، وتعزيز القدرة على التكيف مع التغير المناخي”.
يحدد التقرير خمس تقنيات قادرة على إحداث تحول جذري، وتشمل أنظمة الذكاء الاصطناعي للإدارة الدقيقة للأراضي، والمستشعرات التي تعتمد على إنترنت الأشياء لتوفير بيانات بيئية لحظية، وإنتاج الفحم الحيوي لإحياء خصوبة التربة، والتدوير المحلي للمخلفات العضوية لتغذية التربة، والهندسة الوراثية في السياقات الاجتماعية والثقافية الملائمة. وتتميز هذه التقنيات بآثارها الإيجابية على البيئة وبتكيفها أيضاً مع الظروف الخاصة بكل منطقة مثل الحرارة الشديدة، وندرة المياه العذبة، وهشاشة التربة، حيث خضعت هذه التقنيات لتقييم شامل باستخدام إطار العمل الاستشرافي الخاص بشركة آرثر دي ليتل، الذي يربط بين اتجاهات البحث العالمية وإمكانية تطبيقها عملياً على أرض الواقع.
وأردف ماريلي قائلاً: “لا يقتصر الأثر الفعلي على تحديد التقنيات فحسب، بل يكمن في إعطاء الأولوية للتقنيات الواعدة والعملية، التي تستند إلى أسس بحثية علمية متينة، وتتكيف مع الظروف الصعبة للبيئات شديدة الجفاف، بدعم من الضخ المتزايد للاستثمارات وديناميكية السوق. حيث نولي اهتمامنا للحلول التي تمتلك أعلى إمكانات للتوسع في المناطق الأكثر احتياجاً، لاسيما في الوقت الراهن الذي لم يعد تأجيل هذه الضرورة الملحة فيه ممكناً”.
تشهد دول مجلس التعاون الخليجي انتشاراً واسعاً لحملات التشجير الوطنية وأهداف ترميم البيئة، ويبرز من بينها الطموح الذي أعلنته المملكة العربية السعودية بزراعة 10 مليار شجرة ودورها الريادي في مبادرة الشرق الأوسط الأخضر– التي تهدف إلى استصلاح 200 مليون هكتار- كمحرك رئيسي للتجربة والابتكار. ومع ذلك فإن هذا التقدم الحاصل لا يقتصر على المملكة وحدها، إذ تعمل دولتا الإمارات العربية المتحدة وقطر ودول أخرى على تطوير برامج رائدة بنماذج قابلة للتطبيق والتوسع.
وبدوره عبر السيد/ خوان مورينو، المدير بشركة آرثر دي ليتل، عن ذلك بقوله: ” ينتعش الابتكار بتضافر الجهود بين رواد الأعمال والعلماء والمستثمرين والحكومات والمجتمعات، مما يدفع عجلة التقنيات الصديقة للبيئة التي تضرب بجذورها في أرض الشرق الأوسط، مؤسسة بذلك لمستقبل مستدام للأجيال القادمة”.
وهو الأمر الذي بدأت ثماره تبدو للعيان، كتقنية الري المعتمد على الذكاء الاصطناعي الذي يعمل على تعزيز كفاءة المياه بنسبة تتراوح ما بين 40% و50%، والفحم الحيوي للحد من الاعتماد على الموارد المائية التقليدية، والتسميد لرفع مستوى الإنتاج في التربة ضعيفة العناصر الغذائية، وشبكات الاستشعار التي من شأنها تبسيط عمليات الاستصلاح بتوفير معطيات استباقية.
ولتحقيق أقصى قدر من التأثير، يدعو التقرير إلى اتخاذ إجراءات عاجلة على أربعة محاور رئيسية تشمل مواءمة السياسات والاستثمار في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي والدول المجاورة في إطار مبادرات مثل مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وتوسيع منظومات البحث والتطوير لتوطين التقنيات العالمية الناشئة، وإنشاء مراكز إقليمية لتبادل الابتكارات وتطوير المهارات، وتمكين نماذج التمويل المدمج لتحفيز التوسع بالشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وأضاف السيد/ خوان مورينو: “وفي ظل تسارع وتيرة الضغوط المناخية، يتعين على المنطقة الانتقال من مرحلة المشاريع التجريبية إلى تحقيق تحول قابل للتطوير. ويمثل هذا التقرير دليلاً عملياً لصانعي السياسات والمستثمرين والمبتكرين الملتزمين بعكس مسار تدهور الأراضي وبناء القدرة على الصمود على المدى الطويل”.
كما تؤكد آرثر دي ليتل على كون الإدارة المستدامة للأراضي في المناطق الصحراوية شديدة الجفاف لم تعد مجرد طموحاً مستقبلياً- بل أضحت ضرورة اقتصادية وبيئية وجيوسياسية في عصرنا الحالي، والوقت المناسب لتحقيق ذلك هو الآن.