يوم المعلم العماني.. تطلعات وتجليات
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
غنية الحكماني
[email protected]
لم تحظ مهنة بهذه القدسية ومُمتهنها بهذا الشرف إلا لعظمة تلك المهمة الجليلة، فالخامس من أكتوبر من كل عامٍ هو يوم الاحتفال العالمي بالمعلم، وعُمان ارتأت أن يكون لها يوم خاص للاحتفال بالمعلم العماني وهو يوم الرابع والعشرين من فبراير من كل عامٍ، فتلك اللفتة العالمية والوطنية والإشادة العظيمة بالمعلم؛ اعترافا بفضله وقدره وسمو شأنه ومكانته، وتكريما لخدمته المتفانية في سبيل مخرجاتٍ طامحة واعدة وهمم وقادة رائدة، فالأمم تعقدُ به أمل تطورها ونهضتها وارتقائها، وبقدر الاهتمام بالمعلم والتبجيل له بقدر الصدق في الرسالة التربوية والولاء الوظيفي والانتماء المؤسسي، فله أحقية الاحتفاء بهذا اليوم الذي يزيد من رفعته واعتزازه وامتنانه، وتقليده أوسمة التميز والعرفان لحمله الأمانة الإنسانية وخدمة التنمية المستدامة.
ولا يقتصر دور المعلم على نقل معلومة أو بناء معرفة أو إكساب مهارة وباستخدام إستراتيجيات تعليمية وطرائق تدريس تحفيزية مختلفة فحسب بل تعددت أداوره وتشعبت مهامه، فهو يمسك زمام القيادة التربوية والنفسية والإرشادية والتوجيهية، وبمتابعة إشرافية مباشرة منه، طلبته هم أسرته الثانية التي يقف على مسؤولية تعليمها إلى جانب تربيتها ورعايتها، وصدق الإمام الغزالي حين قال : "حق المعلم أعظم من حق الوالدين، فإن الوالدين سبب الوجود الحاضر والحياة الفانية، والمعلم سبب الحياة الباقية، فأبو الإفادة أنفع من أبي الولادة". ولا يوفي أجره شيئا، ولا يوزن عمله بمقدار ولا عطاؤه بمكيال، فهو يبذل منتهى إمكانياته وطاقة جهده في تنشئة جيلٍ يتمتع بسمات عالية في كافة جوانب التربية، مرسخا للقيم الفاضلة ومهذبا للسلوك وغارسا للأخلاق، ومعززا الثقة بالنفس وقوة الشخصية، وحريصا على تنمية روح الوطنية وقيم المواطنة وتأصيل المسؤولية والانضباط، منقبا عن المواهب الدفينة ونفخ روح التصقيل فيها، بالتشجيع على إبرازها ومشاركة لمسات إبداعاتها مع بيئات حاضنة لمختلف المستويات.
وفي عصر الانفجار المعرفي والتطور التقني والاكتشافات العلمية تكبر المهمة على كاهل المعلم، فهو في وسط تراكمات معرفية متجددة وقفزات تكنولوجية متسارعة، مما يتوجب عدم الاكتفاء بالمخزون الذاتي أو المنهاج المعتمد بل مواكبة آخر صرعات العلم الحديث في فضاء العولمة المعرفي، ومجاراة الركب المعلوماتي للحاق بقافلة التقدم الحضاري. فأصبحت الأمية الآن رقمية وتقاس بجهل استثمار تلك التقانة التكنولوجية في المجال التعليمي والتربوي، ولا مفر من التعامل مع تكنولوجيا الثورة الجديدة كالذكاء الاصطناعي وتقنياته المتعددة والخوض في غمار إمكاناتها المعززة وسد الفجوة الرقمية، فهي جزء رئيسي في العملية التعليمية ولمزيد من الكفاءة والتفاعلية والجاذبية، ومزيد من خيارات وأساليب تقييم الأداء، وحل المشكلات المعقدة إضافة إلى اختصار الوقت وتقليل الجهد وسرعة الإنجاز وخفض التكلفة، وتقديم الدعم الفوري والتغذية الراجعة، وقائمة من المزايا والاستفادات التي لا حصر لها مقابل بعض التحديات الدخيلة والمنعطفات السلبية التي تفرزها تلك التكنولوجيا.
لذا؛ أصبحت التربية النقدية والمحاكمة العقلية ضرورية أمام هذا الطوفان الجارف من كم المعلومات والحقائق والتطبيقات، وبتغييب المعلم للمنهجية النقدية يعني التعطيل الكامل للعقل المفكر وسد منافذ البحث والتحليل والتفسير، وتجميد خلايا التفكير وقتل القدرات العقلية، مما يؤدي إلى التسليم التلقائي والتشبث بمسلمات وقناعات سائدة، والاحتكام إلى مرجعيات سابقة والذود عن حياضها، والارتكاز على قوالب تفسيرية جاهزة، دون كشف اللثام عن وجه التزييف والمغالطات المنطقية، ودون تفعيل مبادىء السببية والبرهنة، باحثاً عن الحقيقة ممحصا عنها، مستخدما العقلية النقدية المبنية على التساؤل الحر والتحليل المستقل والشك المدحض، وثمة مقولة تقول: " اعطني تعليما عقلانيا أعطك شعبا يقود الحضارة". فتلك العقول الغضة النضرة المفكرة هي السبيل في إنجاح الشعوب وارتقائها سلم الحضارة، وبها تتم مجابهة التحديات وحل المشكلات وصناعة القرارات، باستخدام العقل كدليلٍ يرشدها ويلهمها.
أخيرا فالمدرسة بمنتسبيها دورها واعد فهي منطلق الهمم ومنبع القيم ومعبر القمم، والمحركة الأولى لعجلة التنمية في مختلف المجالات، وللمجتمع المحلي دور في إكمال مسيرة تشكيل وبناء الإنسان وصياغة الأهداف مع المؤسسة التربوية. تتعاضد جميع الأطراف في بناء تحتية المنظومة التعليمية وإضافة لبنات الرسالة وتطلعاتها، دعما للرؤية التي ترنو المؤسسة التعليمية جاهدة إلى تحقيقها. والتركيز بلا شك على المعلم في بلورة تصورات وسياسات التعليم، نفحاته هي من تبقى متيقظة في مستقبل الناشئة وبصمته تبقى متجذرة في أفهامهم متجسدة في مسالك حياتهم، فكل عام وشعلة المعلم متوقدة أبد الآبدين لا يطفئ توهج ديمومتها حائل، وتبقى شهادة الجميع مجروحة فيه.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
موعد امتحانات نصف العام 2026 لصفوف النقل بكافة المراحل التعليمية
موعد امتحانات نصف العام 2026.. يبحث العديد من طلاب صفوف النقل بالمراحل التعليمية المختلفة، عن موعد امتحانات نصف العام 2026 في كافة المحافظات، ومتى تبدأ الإجازة رسميًا؟.
موعد امتحانات نصف العام 2026أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، مواعيد عقد امتحانات الفصل الدراسي الأول 2026 لطلاب صفوف النقل بالمراحل التعليمية المختلفة في الخريطة الزمنية للعام الحالي، حيث تبدأ امتحانات نصف العام 2026 في شهر يناير المقبل.
ووفقًا للخريطة الزمنية، تبدأ امتحانات نصف العام 2026 في كافة محافظات الجمهورية، لطلاب صفوف النقل بداية من الصف الرابع الابتدائي وحتى الصف الثاني الثانوي، من يوم السبت الموافق 10 يناير المقبل 2026.
متى تعلن جداول امتحانات نصف العام 2026ومن المقرر أن تبدأ المديريات التعليمية في إعلان جداول امتحانات نصف العام 2026 لطلاب صفوف النقل بالمراحل التعليمية الثلاث «الابتدائية - الإعدادية - الثانوية»، خلال الأيام المقبلة، استعدادًا لانطلاق الامتحانات في يناير المقبل.
وفي هذا السياق، شددت وزارة التعليم على المديريات والإدارات التعليمية على مراعاة أعياد الأخوة المسيحيين عند وضع جداول امتحانات نصف العام 2026، وعدم عقد أي امتحانات لطلاب صفوف النقل في أيام 7 و8 و9 يناير، وذلك بمناسبة احتفالات الأخوة المسيحيين بعيد الميلاد المجيد..
بينما تبدأ إجازة نصف العام 2026 لطلاب صفوف النقل بالمراحل التعليمية المختلفة، من يوم السبت الموافق 24 يناير وتستمر لمدة أسبوعين، على أن تنتهي إجازة نصف العام 2026 يوم الخميس الموافق 5 فبراير 2026.
الخريطة الزمنية للعام الدراسي 2025-2026- بدأ العام الدراسي الجديد في 20 سبتمبر 2025.
- يستمر الفصل الدراسي الأول لمدة 88 يومًا.
- ينتهي الفصل الدراسي الأول 22 يناير 2026.
- تبدأ امتحانات الفصل الدراسي الأول لصفوف النقل من يوم 10 يناير 2026.
- تبدأ امتحانات الشهادة الإعدادية 2026 يوم 17 يناير 2026.
- تبدأ إجازة نصف العام 2026 يوم السبت 24 يناير 2026.
- تنتهي إجازة نصف العام 2026 يوم الخميس الموافق 5 فبراير.
- يبدأ الفصل الدراسي الثاني من يوم 7 فبراير 2026.
- ينتهي الفصل الدراسي الثاني يوم 11 يونيو 2026.
- تبدأ امتحانات الفصل الدراسي الثاني 2026 يوم السبت 16 مايو.
- تبدأ امتحانات للشهادة الإعدادية الترم الثاني يوم 4 يونيو 2026.
- تبدأ امتحانات الدبلومات الفنية 2026 من يوم 31 مايو 2026.
- تبدأ امتحانات الثانوية العامة يوم السبت الموافق 20 يونيو 2026.
اقرأ أيضاً«التعليم» تعلن تعديل مواعيد التقييم النهائي للصفين الأول والثاني الابتدائي في عدة محافظات
موعد امتحانات نصف العام 2026 للمدارس والجامعات والإجازة الرسمية
موعد امتحانات الترم الأول 2025/2026 لطلاب كل المراحل التعليمية