بايدن يسخر من ترامب ويرد على الهواجس بشأن تقدمه في العمر
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
قلل الرئيس الأميركي جو بايدن من أهمية الهواجس المثارة حول تقدمه في العمر، وذلك خلال مقابلة ببرنامج فكاهي في شبكة "إن بي سي" الأميركية سعى من خلالها لاستمالة الناخبين المترددين قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقال بايدن (81 عاما) خلال استضافته في برنامج "ليت نايت وذ سيث مايرز" إنه خيار أفضل من خصمه الرئيس السابق دونالد ترامب (77 عاما) الذي يرجح أن ينافسه في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وردا على سؤال لمقدم البرنامج أشار إلى أن عمر الرئيس الديمقراطي يمثل "قلقا حقيقيا للناخبين الأميركيين"، رد بايدن وسط ضحكات وهتافات الحاضرين "ينبغي النظر إلى الرجل الآخر (ترامب) إنه تقريبا في مثل عمري، لكنه لا يستطيع تذكر اسم زوجته".
وكان بايدن يشير بذلك إلى مشاهد سابقة في البرنامج نفسه عرض خلالها مقدم البرنامج سيث مايرز مقطعا مصورا لترامب يشير فيها لزوجته ميلانيا باسم "مرسيدس".
واتهم بايدن منافسه المحتمل بالسعي لإعادة أميركا للوراء، وقال إن "الأمر يتعلق بعمر أفكارك، أقصد هذا الرجل الذي يريد إعادتنا إلى الوراء. يريد أن يعيدنا إلى قانون "رو ضد وايد" في إشارة إلى مساعي الجمهوريين لتغيير قوانين الإجهاض.
وغالبا ما يتعرض بايدن للانتقاد بسبب قلة المقابلات الإعلامية والمؤتمرات الصحفية التي يجريها منذ توليه الرئاسة، لكن أمامه الآن حملة انتخابية مكثفة تتطلب منه الظهور في وسائل الإعلام إذا ما أراد هزيمة منافسه ترامب الذي يحسن التعاطي مع وسائل الإعلام.
وقال البيت الأبيض في بيان بهذا الشأن "يصادف اليوم الذكرى السنوية العاشرة للبرنامج (ليت نايت وذ سيث مايرز) وقد ظهر بايدن حين كان نائبا للرئيس في أول حلقة منه في فبراير/شباط 2014".
هدنة مؤقتة بغزةوتطرقت المقابلة للحرب الإسرائيلية على غزة، حيث سأل مقدم البرنامج بايدن عن سبب رفضه وقفا فوريا لإطلاق النار في غزة، رغم اعترافه بأن الخسائر البشرية في صفوف الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي للقطاع مرتفعة جدا.
ورد بايدن بالحديث عن التوصل لاتفاق مبدئي يقضي بهدنة مؤقتة توافق إسرائيل بموجبها على عدم "الانخراط في أي أنشطة عسكرية خلال شهر رمضان"، مقابل إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة المقاومة (حماس).
وأضاف "أعتقد أننا إذا توصلنا إلى وقف إطلاق النار المؤقت هذا، فيمكننا التحرك في اتجاه يسمح لنا بالانتقال لتسوية طويلة الأمد".
وكان المحقق الأميركي الخاص روبرت هور، أصدر تقريرا في وقت سابق من الشهر الجاري يشكك في صحة الرئيس بايدن العقلية. وحاول فريق الرئيس الأميركي التصدي لما جاء في التقرير، وأكد أن التعليقات المذكورة في التقرير "غير دقيقة" و"غير لائقة"، ورأى أنها جاءت بدوافع سياسية.
وفي محاولة لمواجهة الانتقادات، عبر بايدن بغضب عن رفضه لتقرير هور، ونفى ما ورد فيه بشأن ضعف ذاكرته، واتهامه بنسيان تاريخ وفاة ابنه بو عام 2015، وقال إن ما جاء في التقرير "مناف للحقيقة ومغلوط".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الهدوء الذي يسبق العاصفة.. حرب أمريكا والصين علي الأبواب
في تحليل سياسي معمّق نشرته مجلة "فورين أفيرز" الأميركية بتاريخ 2 مايو الجاري، حذّر الخبير في الشؤون الصينية تونغ جاو، الباحث البارز في "مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي"، من تصاعد خطر نشوب أزمة عسكرية بين الولايات المتحدة والصين، رغم ما يبدو ظاهريًا من استقرار نسبي في العلاقات بين البلدين.
يرى التحليل أن بكين لم تعد تتعامل مع الولايات المتحدة كقوة مهيمنة مطلقة. فمنذ تصريح المسؤول الصيني الكبير يانغ جيه تشي عام 2021 بأن "أميركا لم تعد قادرة على الحديث من موقع قوة"، تشكّلت في العقل الاستراتيجي الصيني قناعة بأن موازين القوى الدولية تشهد تحولًا جذريًا، وأن "مرحلة الضعف الاستراتيجي" التي عاشتها الصين في مواجهة واشنطن باتت من الماضي.
ومع عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض، ازدادت ثقة بكين بأنها أمام إدارة تتجه نحو مزيد من الانعزال والارتباك السياسي، ما يجعل فكرة التوازن أو حتى التفوق الاستراتيجي الصيني أمرًا قابلًا للتحقق، بل مرجّحًا. وفقًا لـ"فورين أفيرز"، فإن بكين تنظر إلى إدارة ترامب بوصفها تعجّل من أفول الهيبة الأميركية على المسرح العالمي.
رغم التصعيد التجاري مع إدارة ترامب، لم تُظهر بكين رغبة في الرد العسكري أو التصعيد الفوري، بل اتبعت سياسة "الصبر مع التسلّح"، حيث عملت على تطوير ترسانتها العسكرية، بما فيها الصواريخ التقليدية والنووية. وتدرك القيادة الصينية أن الصدام مؤجّل، لكنها تسعى لضمان تفوّقها المستقبلي عبر تعبئة القدرات وتوسيع النفوذ الإقليمي، وخصوصًا في بحر الصين الجنوبي وحول تايوان.
يؤكد التقرير أن التهديد العسكري الصيني تجاه تايوان لم يبلغ بعد مرحلة الهجوم المباشر، إلا أن بكين انتقلت من استراتيجية "منع الاستقلال" إلى "تحقيق الوحدة"، سواء بالترغيب أو بالضغوط غير العسكرية. وتشير "فورين أفيرز" إلى أن بكين تكثّف نفوذها داخل المجتمع التايواني عبر أدوات مدنية وشبكات ناعمة، من بينها منح بطاقات هوية صينية لتايوانيين واستقطاب شخصيات عسكرية وسياسية من داخل الجزيرة.
لكن مع تزايد الإجراءات المضادة من إدارة الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي، وتنامي الشكوك في قدرة ترامب على حماية تايوان، ترى بكين أن اللحظة الحاسمة قد تقترب، وخاصة في ظل غياب مؤشرات على فوز أي زعيم تايواني موالٍ للصين في انتخابات 2028.
يفيد التحليل بأن قدرة الولايات المتحدة على الردع تضعف بفعل الخلافات الداخلية في الإدارة الأميركية. ويظهر ذلك في غياب رؤية موحدة داخل وزارة الدفاع بشأن أهمية تايوان، وفي تصريحات مسؤولين مثل إلبرج كولبي الذي قال إن "الأميركيين يمكنهم العيش بدون تايوان"، ما يعكس هشاشة الالتزام الأميركي تجاه الجزيرة.
كذلك، فإن سياسات ترامب القائمة على الولاء الشخصي وإقصاء الأصوات المخالفة تؤدي إلى تراجع القدرة المؤسسية على التقييم والتخطيط، وهو ما قد يضعف الجاهزية الأميركية لمواجهة أزمة حقيقية مع الصين.
تحذّر المجلة من أن هذا "الجمود الاستراتيجي" القائم حاليًا قد لا يستمر طويلًا. فمع تفاقم التوتر، وتآكل قدرة الطرفين على التقييم الذاتي، يمكن أن يتحوّل الجمود إلى صدام حاد، خاصة إذا رأت الصين أن المجتمع الدولي لن يتحرك دفاعًا عن تايوان، أو إذا اعتبرت واشنطن أن الصين تخطّت الخطوط الحمراء.